تِك

10 أسرار لا تعرفها عن تكوين الذكريات السعيدة !

10 أسرار لا تعرفها عن تكوين الذكريات السعيدة ! 1
أحمد حسن
أحمد حسن

6 د

الكثير منا يمتلك مقتطفات سعيدة يحتفظ بها عقله بشكل تلقائي، هذه المقاطع تمثل اجمل اللحظات التي عاشها طوال حياته، يتمسك بها العقل ليحافظ عليها من الضياع وسط الايام، تمنحنا الثقة و القوة و السعادة و قد يعيش البعض على امل استعادتها.

و على الرغم من كون عملية تكوين تلك الذكريات لغز كبير، الا ان هناك بعض المعلومات التالية قد تساعدنا في فهمها بشكل افضل.

لا نتحكم بها!

حقيقة تكوين الذكريات تعتمد على ان عقلنا يحتفظ بالاحداث التي شعرت اثنائها بسعادة بالغة، سعادة حقيقية غير مزيفة، فاذا اردت ان تصنع لنفسك بعض الذكريات الجميلة، و حاولت ان تذهب لاكثر الاماكن رومانسية و لبست افضل الثياب وسمعت احلى الاغاني فلربما لن تتمكن من ان تقنع عقلك بانك سعيد، لانك في الحقيقة لست كذلك، الامر تلقائي، تلقائي بحت و لا تستطيع ان تسيطر عليه باي شكل.

ليست جميعها سعيدة!

بعض الذكريات تذكرك بشخص فقدته، او لم تنتهي قصتها بالشكل الذي كنت تحبه، فبعضها قد يذكرك بلحظات جميلة قضيتها مع والدتك التي فقدتها او صديقك الذي خسرته مؤخرا، عندها ستأخذ تنهيدة كبيرة و تتمنى لو لم تتذكرها.

و لكن في الحقيقة عليك التعامل مع الامر، عقلك محايد و تلقائي تماما، لن ينتظر للنهاية حتى يقرر الاحتفاظ بذكرى ما، هو يقوم بحفظ اللحظات في وقتها بغض النظر عما قد يحدث بعدها، لذا نصيحتي الا تحزن و تذكر ان الحياة لم تكن قاسية عليك تماما بل منحتك وسط الالام بعض السعادة التي تستحقها.

لا يمكنك التخلص منها!

الذكريات السعيدة

قد تتذكر يوما لحظات استطار فيها قلبك فرحا عندما قابلت حبيبك لأول مرة، او عندما احضر لك هدية او اخبرك بانه يقع في غرامك، هذا الحبيب قد يكون قد تركك الان لتعاني بتذكرك هذه اللحظات، حينها ستحاول بلا ادنى فائدة ان تمحيها من راسك، و سيكون هذا خطأك بالتأكيد.

فالذكريات السعيدة لا يمكنك التخلص منها الا عبر التخلص من جسدك، نحن لا نتحكم في عقولنا بنسبة 100% و لا يمكننا اجباره على ان يتبع اهوائنا الخاصة دائما، ستظل تتذكر هذة اللحظات و سيظل قلبك يرتجف كلما تذكر الشعور الاول تماما كما ارتجف اثناء الشعور به لأول مرة، لا تحاول ان تمحيها، بل تقبلها كما هي و لا تضخم الامور لاكثر مما تستحق.

لا يمكنك تكرارها

الذكريات هي لحظات من الماضي، لحظات فريدة و نقية للغاية، شعر عقلك حينها بانك بلغت قمة السعادة الداخلية فقرر على الفور الاحتفاظ بها، لذا اي محاولة لتكرار هذا الامر تتطلب بان تشعر بسعادة حقيقية اولا و هذا امر صعب للغاية.

اما ان تفكر بان تكرارك لنفس الحدث الماضي سينشأ ذكريات جديدة مماثلة لتلك القديمة فهو امر مستحيل، هي غير قابلة للاستنساخ او التكرار، فقط ستشعر ببعض السعادة و لكن لن تستنسخها.

تؤثر في قراراتك و شخصيتك

نعم الذكريات تؤثر في تكوينك العقلي، و تؤثر في قرارات مصيرية بحياتك، قد تكون بعض الذكريات التي قضيتها مع والدك المهندس في مكتبه كفيلة بانك تقنعك بشكل لا ارادي لاحقا و بعد عشر سنوات بانك تحب الهندسة و الرياضيات و تود ان تصبح مهندسا و قد لا تعرف حينها ما السبب الحقيقي، قد يكون ايضا ذكريات لعبك لكرة القدم مع اصدقائك بالصغر دافعا قويا لتلعب مع اولادك فيما بعد بالكرة و تشجعهم عليها!

الذكريات تلعب دورا مهما في الكثير من قراراتك و افعالك، و لكنه دور سري، سري للغاية!

تنشئ في وقت مبكر للغاية

الذكريات السعيدة

الذكريات تبدأ في التكوين عندما يبدأ عقلك في تكوين مركز الذاكرة و يستكمل نموه، و الذي يحدث في الاغلب بعد العام الثاني من ميلادك، لذا عندها تكتسب ميزة جديدة و هي القدرة على الاحتفاظ و تكوين الاشياء بعضها فوق بعض.

فاذا اردت ان تساعد احدهم على الاحتفاظ بذكريات سعيدة فابدأ معه منذ الصغر، ما تفعله مع ابنك ذي الخمس سنوات لن ينساه طوال حياته، بل سيؤثر بشكل كبير جدا في افعاله مستقبلا، احرص على استغلال هذه الفرصة، مركز الذاكرة يكون بالكاد قد تم تجهيزه فاملأه بما كنت تتمنى ان تحصل عليه.

صندوق خفي

الذكريات السعيدة

اذا اردت ان تفهم تصرفات احدهم، قم باسترجاع ذكرياته القديمة، حاول ان تجعله يتحدث عنها، فهذا يعتبر نوعا من العلاج لبعض الامراض النفسية مجهولة السبب، ربما هناك ذكريات محشورة او عالقة بمنطقة ما برأسك تدور باستمرار بشكل مزعج،تجبرك  على الاقدام على بعض الافعال الغير منطقية، و لكنك ستشفى تماما في اللحظة الوحيدة التي تنار فيها بصيرتك و تعرف السبب.

بهذه الطرق البسيطة.. كيف تكسب اﻷصدقاء وتؤثر في الناس؟

لديها اهداف

Memories

لماذا يحتفظ العقل بتلك الذكريات؟ هو سؤال ليس بالبسيط، العقل كائن مادي و لذا كل ما له علاقة بالتركيبات و المعادلات يحتاج للعقل و ليس القلب، اذا هناك اهداف اخرى غير شعورك المؤقت بالسعادة عند تذكرك لتلك اللحظات، تلك الاهداف قد تكون مجهولة تماما..

و لكني اظن انها تتعلق بدواعي التحفيز من اجل النجاح، قد يكون تدفق الدم و المواد التي تشعرك بالسعادة مثل السيروتونين و الدوبامين، التي تنتج عند تذكرك لهذه الذكريات و التي تساعدك في اداء مهامك العملية بشكل افضل هي احدى اسباب الاحتفاظ بتلك الذكريات!

الدليل على ما اقوله هو انك تتذكر بعض الذكريات عندما تمر باحداث مماثلة “نظرية تداعي الافكار المتشابهة” ربما تكون في منتصف طريق طويل تقود فيه سيارتك وحيدا و تشعر بالملل و اذ فجأة تتذكر عندما كنت صغيرا و كنت تجلس بالمقعد الخلفي تسمع الاغاني بينما يقود والدك و هو يحكي لك عن اشياء رائعة ستفعلونها سويا عندما تصلون للشاطئ، تلك الذكريات الرائعة ستجعلك تشعر ربما بقشعريرة ما او غريزة قوية تساعدك في استكمال طريقك.

زماننا الحالي يدمر انشاء الذكريات

الذكريات تكونت نتيجة مخالطة اجتماعية، نتيجة تحركات جسدية صاحبتها لذة او متعة ما، الكثير من ذكرياتنا تتعلق بطفولتنا عندما كنا نخرج الى الشارع او الحديقة نلعب او عندما كنا نحرك العرائس، عندما كنا بلا ضغوط و منفتحين على العالم.

لماذا لا تنشأ ذكريات جديدة الان؟ اشعر بان العصر الذي نعيشه، يؤثر بالسلب على عملية انشاء ذكريات سعيدة، فالجلوس امام الحاسوب ليل نهار، و اختصار اماكن العمل و الترفيه و التحدث الى الاخرين و مقابلة اشخاص جدد في مكان واحد لهو امر فظيع و مرعب و قد يهدد مستقبل الاجيال القادمة، هذه ليست طبيعتنا نحن البشر بان نجلس في غرفتنا مستأنسين هادئين طوال الوقت!

طبيعتنا هي الخروج، التجوال، بمعنى اخر، انا اشعر بان الطبيعة البدوية اقرب الى الطبيعة الانسانية من اي حياة اخرى، الكثير يتحدث الان عن السفر و كيف انه يجلب السعادة..

ولكني اظنه ليس ذو فائدة كبيرة، اذا كنت ستسافر من مدينة لاخرى لترى نفس البنايات و نفس تنظيم الشوارع و نفس الملابس و الفنادق و التصرفات و التي اصبحت موحدة بسبب العولمة و التكنولوجيا، لن تساعد عقلك بهذه الطريقة لكي يختلق ذكريات جديدة و فريدة، الاختبار الحقيقي الذي يواجهنا الان كبشر يكمن في كيفية ان نخلق التوازن و الا ننبهر كثيرا بما حققناه في المجال العلمي على حساب الحياة الطبيعية.

رسالة الذكريات السعيدة اليك

3-happy-memories-john-yato

الكثير منا يعيش و يتسائل عن السبب الحقيقي لهذه الحياة، كيف يخرج منها و قد حقق افضل ما يمكن تحقيقه، هل الامر يتعلق بالانجازات المادية؟ ام يتعلق في شعورك بالراحة طوال حياتك؟ هل يتعلق بكيف اثرت على الاخرين و البشرية و جعلتها في حالة افضل؟ ام يتعلق بكيف عشت انت حياة سعيدة بغض النظر عن مدى تأثيرك على الاخرين؟

ماذا يجب ان نفعل في هذه الحياة؟ ربما تكون الاجابة ببساطة : احصل على اكبر قدر من الذكريات السعيدة! عش حياة سعيدة هادئة، تمتع بالرضا، تمتع بالسعادة الحقيقية و التي لا تكمن فيما يخبرونك بانه يجلب هذه السعادة، بل تكمن فيما اشعرك بصدق بهذه السعادة.

تابع الكاتب عبر :

الفيسبوك Follow on facebook

تويتر Follow @drahmedhassan

اقرأ ايضاً لأحمد حسن:

CMS4: ألغاز العقل، كيف تربح عبر التلاعب برأس أحدهم؟

CMS3 : كيف تستفز منافسيك؟ التسويق بالاستعداء و نظرية التسلق!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

راااااااااائع

مقال جميل فعلاً 🙂

Amazing Ahmed
Thanks,

تسلم يا محمد :))

تسلم يا محمد :))

رائع يا أحمد ومميز كعادتك

شكرا مقال جميل وبالتحديد لا يمكنك نسيانها ولا يمكنك ان تنسى من كان السبب فيها

شكرا لك

ذو صلة