فيلم Before I Go to Sleep .. عندما تختفي الآلام بفقدان الذاكرة
3 د
يُقدّم فيلم Before I Go to Sleep حبكة قصصية مشبعة بالغموض والغرابة، بالرغم من أن الحبكة الأساسية تعتمد على مرض معروف “فقدان الذاكرة”، ولكن المخرج وكاتب السيناريو روان جوفي طوّع الحبكة القصصية لينتج فيلماً جذّاباً على المستوى الفني والفكري، في حين كان لأداء الممثلين دوراً كبيراً في الصورة المقدمة خاصة الممثل كولن فيرث الحائز على الأوسكار عن فيلم The King’s Speech عام 2011، والممثلة الأسترالية نيكول كيدمان الحائزة على الأوسكار عن فيلم The Hours عام 2003.
يلعب جوفي على إيقاع الزمن والحدث، فيتنقل بينهما للأمام والوراء بخفّة دون أن يشوش المتفرج، بل على العكس يقدم قصته من دون تفاصيل زائدة أو تعقيدات مبهرجة.
فبالرغم من أن شخصيات الفيلم الرئيسية لا تتعدى الثلاثة، ومعظم مشاهده تتمحور حولهم، فإن المتابع لن يشعر بالضجر، فمحرر الفيلم استخدم تقنيات فريدة في إدارته لمشاهده .. حيث أرفد المشاهد الطويلة بومضات من الذاكرة ليُبعد عنصر الضجر، وكثّف المشاهد القصيرة لتكون محرّك أساسي في تسلل الأحداث.
برزت ضمن نفس السياق قدرات المخرج روان جوفي في استخدام التكرار اليومي للشخصية الرئيسية كريستين التي تقوم بأدائها النجمة الاسترالية نيكول كيدمان لخدمة العمل ككل، فرغم أن كريستين تستعيد ذاكرتها عبر كاميرا تسجّل عليها الأحداث اليومية التي ستنساها في اليوم التالي مما يعني التكرار لبعض الأحداث، فإن دفة الإخراج استفادت من ذلك في بناء صورة ممنهجة واحترافية لقصة بصرية تبدو في ظاهرها بسيطة ولكنها في ضمنها معقدة وحساسة.
كما استمر الفيلم بمفاجئة المتلقي في كل الحلول التي قدمها لبطلته، ففي كل مرة يشعر المشاهد أنه عرف قصة كريستين كاملةً، تدخل حبكة جديدة أو حدثاً جديداً يعيد ذهن المتابع إلى التفكير بالقصة وبنائها مرة أخرى، إذ تتداخل الخيوط وتتعقّد في كل مرة يكوّن انطباع أن القصة بدأت بالنهاية مما جعله يحوي عنصر التشويق والإثارة المطلوبين للاستمرار بالمشاهدة.
قدّم الفيلم فكرياً مجموعة من الطروحات التي تجعل متلقيها يعيد التفكير في آلامه وطريقة تعامله معها، فكريستين التي تعيش في دوامة يومية مكررة، تقف بين خيارين الأول أن تعيش آلامها وأحزانها بشكل يومي ومتكرر وكأنه يحدث كل يوم لأول مرة، والثاني أن تسمح لمرضها وفقدانها للذاكرة أن يكون العامل الأساسي في تخليها عن هذه الآلام والأحزان.
على مستوى الأداء، قدّم النجم البريطاني كولن فيرث الذي يلعب دور شخصية بين كعادته أداءً خاصاً ومقنعاً، في حين مرة أخرى قدّمت كيدمان شخصية جديدة بالنسبة لها وأجادتها في معظم المشاهد، من جهته لم يكن ثالث أبطال العمل مارك سترونغ “الذي جسّد دور الطبيب ناش” أقل حرفة من زميليه وأجاد دوره في معظم لحظات الفيلم.
يُشار إلى أن الفيلم الذي أُنتِج في عام 2014 يعتمد على رواية بنفس الاسم للكاتب سي. جي. واتسون، نُشرت في ربيع 2011 لتحتل صدارة المبيعات في عدة بلدان وتترجم لاحقاً إلى 40 لغة، قام رايدلي سكوت بالحصول على حقوق تحويل الرواية إلى فيلم، وأسند مهمة الإخراج وكتابة السيناريو إلى روان جوفي.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الافلام الى من النوعيه دى بتكون رائعه .. هحاول اتفرج عليه لقرب فرصه ممكنه
هتفرج عليه في الاجازه