تريند 🔥

📱هواتف

إن كنت تتمنى أن تتوقف منى الشاذلي عن استضافة روبي و “من مثلها”…اقرأ هذا المقال

منى الشاذلي
محمد سقراط
محمد سقراط

7 د

يا خسارة يا منى الشاذلي .. دي آخرتها؟ الدنيا تدور سبحان الله اللهم لا اعتراض!

ما هي الخسارة التي تعيشها منى؟ وعلى ما قد يبدو من الجملة أن منى لا تعلم ما خسرته، وما حجم الخسارة التي تستدعي قولًا من نوعية "الدنيا تدور"..

بدايةً، هذه العبارة كانت إحدى التعليقات على منشور يتضمن مقطع فيديو مجتزأً من مقابلة منى الشاذلي مع الفنانة المصرية، روبي منذ أيام قليلة ماضية، على إحدى المحطات الفضائية، وكان هذا التعليق ينتقد استضافة "منى الشاذلي" لـ "روبي" ويرى في ذلك انحدارًا للبرنامج وحدثًا يستدعي حقيقة أن "الدنيا تدور".

هذا المعنى يتضح كذلك في تعليق آخر مفاده:

"البرنامج في انحدار بقاله أكتر من سنتين بعد ما كان برنامج ثقافي اجتماعي ترفيهي أصبح برنامج هابط مش فاضل غير إنكم تستضيفوا حمو بيكا ومجدي شطة أعيدوا النظر في ضيوف البرنامج".

والحقيقة؛ أن هذه النوعية من التعليقات على مقطع الفيديو لم تكن النوعية الوحيدة، فهناك تعليقات أخرى كانت معجبة باللقاء، ونوعية أخرى انتقدت ملابس روبي ووجدتها غير لائقة بالبرنامج ولقائها مع منى الشاذلي، ولكن ما يهمنا هنا هو النوعية الأولى من التعليقات التي تم انتقاء نماذج منها –نصًا-، منظّرة من وجهة نظر معلقيها على قيمة روبي الفنية وقامة منى الشاذلي الإعلامية، ورأت في الاستضافة انحدارًا في مستوى البرنامج، وتشجيعًا له على انحدار الذوق العام.

جدير بالذكر هنا أن أحد التعليقات كان مضمون انتقاده منصبًّا على أنه كان من الأفضل استضافة عالم في مجالٍ ما –مثلًا– لا استضافة روبي.

ولأنني اعتبر نفسي Big Fan  لـ "روبي"، فكلٌّ من عناوين المقال الجانبية سيكون اسمًا لإحدى أغنياتها..


مشيت ورا إحساسي

مشيت ورا إحساسي إحدى أغنيات روبي، وأجد اسمها معبرًا عمّا ستقرؤه في السطور القادمة عزيزي القارئ، وما ستقرؤه هو مشاركة لموقف شخصي حدث لي منذ قليل، مشيت في هذا الموقف وراء إحساسي وانفعالاتي، ولم تكن النتيجة أفضل نتيجة، و....ما تيجو نشوف؟

في الأيام القليلة السابقة، انشغلت بمتابعة قضية قاتل نيرة أشرف –رحمها الله– بعد أن صرت مستفَزًّا من وجود مجموعة من مشاهير السوشيال ميديا لا تخجل من إعلان تعاطفها مع القاتل بدأب مريب، بل وتلتمس للقاتل الأعذار وتخلق له المبررات، هذا بالنظر إلى مضمون مقاطع الفيديو التي تتجاوز مدتها النصف ساعة، أما بالنظر إلى الشكل، فهناك جملة أو جملتان لا تتجاوز مدتهما الثواني المعدودة تفيدان أن من قتل يقتل من باب –ذر الرماد– لاتّقاء من قد يتهمهم بالتعاطف مع القاتل، أو الانتباه إلى أنهم يخلقون له المبررات ولو بشكلٍ غير مباشر..

المهم، أخذت أعلق على هذا المضمون الذي لا أتفق معه بحماس يحركه الاستفزاز، مدافعًا عن الضحية المغدورة، متعجبًا وضاربًا الكف على الكف من هذا التعاطف الذي أراه ضد الإنسانية بل وضد "التعاطف" نفسه، مشكّكًا في ما ورائيات هذه المقاطع وتوجهات أصحابها التي وجدت كليهما مريبًا، تعاطف ممنهج يكاد مضمونه يتطابق بين كل من ينشر أو يذيع مقطع فيديو، متخيلًا أنني بذلك أثبت لهم ولمؤيديهم أن وجهة نظرهم هشة، وأن توجههم مكشوف وأنهم لا إنسانيون و Bla، Bla، Bla....

فماذا كانت النتيجة؟

بعد ثوانٍ قليلة من كتابتي لأحد تعليقاتي على مقطع فيديو جاءني إشعار من إحدى هذه الصفحات، ظننت في البداية قبل قراءتي له أنّ admin  الصفحة قام بالرد عليّ، أو ربما أحد مؤيدي ما جاء في تعليقي يقدر ويوافق على ما قمت بكتابته، ولكن الإشعار لم يكن كذلك..كان الإشعار من الصفحة نفسها، وكان يهنئني قائلًا: "you've earned a top fan badge"!

أنا غير متابع لهذه الصفحة في الأساس، إلا أن تفاعلي كان بشكل ما داعمًا لها، على الرغم من أنّه لا يتوافق مع ما جاء في المقاطع، ويخالف وجهة النظر التي تتبناها تلك الصفحة.


إنت عارف ليه؟

أغنية "أنت عارف ليه" هي أولى أغنيات روبي، لا كما يعتقد البعض أغنية "ليه بيداري كده"، المهم..سأوضح تحت هذا العنوان الجانبي بشكل محدد هدف المقال، ذكرت موقفي الشخصي السابق  –فقط– للمقاربة، فالأمر فيما يتعلق بمنتقدي استضافة روبي من جانب منى الشاذلي، لأنهم قد لا يعلمون أن استضافتها في الأساس بسبب كونها "تريند"، وبسبب أنها شوهدت بشكلٍ كبير ومكثّف على نحوٍ يجعل سعي أي برنامج  لاستضافتها أمرًا منطقيًا، فالبرنامج هو الآخر يستهدف المشاهدات، ومن ثمّ الإعلانات بالتبعية لهذه المشاهدات التي ستأتي من استضافة روبي لأنّها مشاهدات –ببساطة– مضمونة، وأي صورة من صور التفاعل سلبيًا كان أو إيجابيًا يمثّل تأكيدًا لمنطقية هذا السعي، بل ونجاحًا للبرنامج نفسه، البرنامج الذي يرى المنتقد له أن مستواه "انحدر" وأنّ منى الشاذلي تغيّرت!

بالتأكيد لا يهدف المقال إلى تقييم ما تقدمه روبي، فهو متروك للمتخصصين، كما لا أهدف إلى تقييم أداء منى الشاذلي كإعلامية، وأوضح أنها تقدم برنامجًا تصنيفه "Entertainment"، وأذكّر المتابعين بما يتداول عنها في الكوميكس المتندرة منذ وقتٍ ليس بالقليل، والساخرة من حرصها الدائم والمتكرر على استضافة أصحاب "التريند"، أيّ تريند..

هل أتحدث عن أسباب وتبعات انحدار الذوق العام إذًا؟

هذا ما سنعرفه من خلال الأغنية القـــ... أقصد الفقرة القادمة


طب ليه بيداري كده!

هنا سأسكت قليلًا، احترامًا وتقديرًا لهذه الأغنية، هي لم تكن أولى أغاني روبي كما سبق التوضيح، ولكنها كانت الانطلاقة الحقيقة لها و....

نرجع لمرجوعنا، توقفنا في الفقرة السابقة عند تساؤل "هل أتحدث عن أسباب وتبعات انحدار الذوق العام إذًا؟"

ليس تمامًا، أو بمعنى آخر لن يكون بالشكل الشامل أو المفصل المتعمق الذي يشمل أمورًا حياتية كثيرة، فانحدار الذوق العام بالمعنى والشكل الذي يثار به يشمل نواحي حياتية كثيرة، ولا يتحقق –فقط – عند التربص بأغنيةٍ أو فيلم هابط؛ فالمعاكسات والتحرش مثلًا يعد انحدارًا للذوق العام، والتعامل بعنصرية أو فوقية انحدار للذوق العام، والتعصب لرأيك والتطرف في طريقة إبدائه وعدم احترام وجهات النظر المخالفة في رأي آخر انحدار للذوق العام، وهذا يرتبط بالتعليقات التي بدأ المقال بعرضها، وهو المحتوى.

فعلينا أن نعترف -ولا نداري كده-  إذًا أن لـ "الذوق العام" مفهوم واسع غير قابل للاختزال وفق مزاجنا أو أهوائنا.


إبقى قابلني

ابقى قابلني عزيزي القارئ لو استطعت أن تجد قانونًا لـ "الذوق"، فينبغي هنا التأكيد على فكرة عدم وجود قانون ما قد يحكم "الذوق"، وأن الأمر يخضع بشكلٍ كبير ومؤثر لثقافة الشخص ونشأته وتربيته وتعليمه وحتمًا لاهتماماته؛ لدينا في وطننا العربي نماذج كثيرة، لمحتوى رائج وله شعبية على الرغم من تدنيه وإمكانية وصفه بأنه "هابط"..

ستجد من يحب المهرجانات مثلًا ويرقص عليها وستجد من يمقتها، بل إن المفارقة أنّك من الممكن أن تجد من يمقتها ويرقص عليها في نفس الوقت، عادي.

كذلك ممكن أن تجد من يكرهها ولا يرقص عليها ولكن يدافع عن مطربيها وعن محبيها وعن وجودها كلون وشكل جديد من أشكال الأغنية، وهذ أمرٌ طبيعي مع اختلاف الثقافات والسمات الشخصية لدى كل منا.

من منا لم تمر عليه شخصية "الخليل" كوميدي، ومن منا لم يره ثقيل الظل، ومن منا –في نفس الوقت- لم يكتب عنه أو يروج له في منشور على صفحته ولو بمجرد كوميك يسخر من ثقل ظله وسخافة ما يقدمه؟ بالتأكيد فعل ذلك الأغلب الأعم، فماذا كانت النتيجة؟ لقاءات مع الخليل كوميدي في برامج المنوعات، اشتراك "الخليل كوميدي" في مسلسلات رمضانية، وغير ذلك من حفاوة وتوظيف بمناسبة ودون مناسبة.

اليوتيوبر السورية "بيسان إسماعيل" اشتهرت بتقديم محتوى خفيف –أو بيهوّي– كما يصفه إخواننا في سورية، وكانت محل انتقاد هي الأخرى كذلك، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أنّها وقعت الشهر الماضي برفقة اليوتيوبر "أنس الشايب" عقد فيلم من بطولتهما مع Netflix وسيبدأ تصويره قريبًا في الإمارات بمشاركة ممثلين عرب وأجانب.


لسه فيها كتير

أغنية "لسه فيها كتير" ليست لروبي فقط، إنما هي دويتو مع أمير عيد، الأغنية عن "مصر" ليست وطنية بالمعنى الدارج والتقليدي، ولكنها وطنية بشكل لطيف ظريف بعد مسافات عن التشنجات التي باتت معهودة في الأغاني الوطنية، وقبل أن أقول كلمة "المهم" و "عودًا إلى موضوع المقال" أرشح وبقوة سماع أغنية "ولسه فيها كتير".

أعود إلى موضوع المقال، أو إلى ختامه بالأحرى..

الفكرة إذًا ليست في المحتوى، أو في صانع المحتوى ولا منى الشاذلي، فصانع المحتوى لو لم يجد من يدعمه أو يشاهده لن يحل ضيفًا على البرامج، أو يقحم بطلًا في أعمالٍ فنية تحقق أعلى إيرادات تثبت وترسخ من وجوده  واستمراريته مستقبلًا، الفكرة في دعمك أنت لنوعية المحتوى، تجاهلك للمحتوى التافه من جهة، ودعمك للمحتوى الهادف والجاد من جهة أخرى هو الطريقة المثلى للقضاء على المحتوى غير الجاد، أما مهاجمته فهي –وللأسف– دعاية وترويج لصانعه الذي يعلم جيدًا "عزيزي الجاد" أنك ستهاجمه، وبل وينتظر انتقادك السلبي له..

هي فعلًا عزيزي القارئ –وعلى رأي الست روبي- لسه فيها كتير، سيكون فيها الكثير الهادف، وسيكون فيها الكثير التافه، و الأمر متوقف عليك أنت باختيارك لدعم أي "كثير" منهما.

معايا يا عزيزي القارئ ولّا "نمت ننه"؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.