هل ترغب في تطوير عقلك .. عليك التوقف عن فعل هذه الـ 7 أشياء
6 د
في عالمنا سريع الخطى والقائم على المعلومات، من الأهمية بمكان إعطاء الأولوية لصحة دماغنا والتأكد من أننا نُعظم إمكاناتها، وفي حين أنه توجد استراتيجيات مختلفة لتعزيز الوظيفة الإدراكية، فمن المهم بنفس القدر التعرف على العادات التي يمكن أن تعيق أداء الدماغ والقضاء عليها، وفي هذه المقالة سوف نتعمق في سبع ممارسات شائعة قد تمنعك من ترقية عقلك، ونقترح بدائل صحية لتحسين الإدراك الأمثل.
بدء اليوم ببطء شديد
البداية الواعية ليومك تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار يومك بأكمله، فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون ممارسة التأمل جزءًا فعّالًا من روتينك الصباحي، إذ يعزز التأمل الهدوء الداخلي ويعزز التركيز، مما يمهد الطريق ليوم مليء بالإنتاجية، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون ممارسة التمارين الرياضية جزءًا حيويًا من بداية يومك، فالنشاط البدني يفيض بالطاقة ويحفز نشاط الدماغ، مما يساعد في تعزيز الاستيقاظ والانتباه.
على سبيل المثال يمكن أن يكون المشي السريع أو جلسات اليوغا جزءًا رائعًا من صباحك لرفع حالتك المزاجية، ومن الجيد دمج مهام تحفيزية فكريًا في بداية يومك، فقد تُحفز قراءة فصل من كتاب ملهم أو حل لغز ذهني عقلك، وهذه الأنشطة تساعد في تنشيط العقل وإعداده لمواجهة التحديات بفعالية، وبهذه الطريقة يمكن أن يكون لديك صباح متوازن وواعٍ، يساهم في تحسين مزاجك ورفع مستوى إنتاجيتك على مدار اليوم.
إستهلاك المعلومات بإفراط
الإطلاع على المعلومات يشكل جزءًا أساسيًا من تطوير الفهم وتوسيع آفاق الفرد، ولكن ينبغي التحلي بالتوازن في هذه العملية، فالانغماس الزائد في تدفق المعلومات قد يؤدي إلى تشتت الانتباه وتضييع الوقت دون فائدة فعّالة، فعلى سبيل المثال قد يكون التمرير اللامنهجي (العشوائي) عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو سلوك يثير التشتت العقلي، وبدلًا من ذلك، يمكن تحديد أوقات محددة لفحص الأخبار أو التفاعل عبر وسائل التواصل الإجتماعي، مما يحسن التركيز على الأنشطة الأكثر أهمية.
علاوةً على ذلك يمكن أن يتسبب التفاعل الدائم مع محتوى الإنترنت في تشويش العقل وتقليل القدرة على التفكير العميق والتأمل، لذلك فإن إشراك العقل في قراءة محتوى ذي جودة مثل الكتب أو المقالات المتخصصة، يُسهم في توسيع المعرفة، وبالتركيز على الجودة بدلًا من الكمية، يمكن للفرد تجنب الشعور بالتشوش الذهني وتحسين القدرة على التحلي بالتفكير النقدي، لأن تحقيق توازن صحيح وصحي في إستهلاك المعلومات، يُعزز الفهم العميق ويُسهم في نمو الفرد على المستوى المعرفي.
تعدد المهام
مقولة "تعدد المهام يزيد من الإنتاجية" قد تكون واحدة من الافتراضات الشائعة، ولكن الأبحاث تشير إلى أن العكس قد يكون صحيحًا، فعند التنقل بين مهام متعددة، يتعرض الدماغ لاضطراب يُعرف بالتبديل العقلي، مما يؤدي إلى تقليل فعالية الأداء وزيادة معدل الأخطاء، ففي بعض الأحيان تُعرف هذا الظاهرة بالتشتت التنفيذي، إذ يقلل التبديل المتكرر بين المهام من القدرة على التركيز في مهمة واحدة واستكمالها بفعالية.
على سبيل المثال عندما يحاول الفرد التحقق من البريد الإلكتروني وفي الوقت نفسه الرد على رسائل نصية، يحدث تقسيم في التركيز يؤثر سلبًا على جودة الأداء، وبدلًا من ذلك يُنصح بتبني نهج لمهمة واحدة، إذ يُصب التركيز الكامل على المهمة دون تشتيت الانتباه، وهذا يسمح للدماغ بالتفرغ للمهمة أفضل، مما يؤدي إلى تحسين التركيز وزيادة الإنتاجية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم الوقت وتحديد فترات زمنية مخصصة لكل مهمة.
عدم الراحة
في ضوء حياتنا المزدحمة، يعد إهمال الراحة أمرًا يمكن أن يؤثر بشدة على أدائنا العقلي والجسدي، وعلى الرغم من التحفيز المستمر للإنجازات، إلا أن تجديد الطاقة يظل أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة العقل والتفوق في الأداء، وتعد فترات الراحة المنتظمة أحد العوامل الرئيسية في تعزيز الإبداع وتحسين الوظائف الإدراكية.
تُظهر إحدى الدراسات أن تنظيم فترات الاستراحة يمكن أن يعزز تركيز الفرد ويقلل من تعب الدماغ، فمثلًا قد تكون تقنيات الاسترخاء مثل المشي الهادئ أو التأمل فعّالة في تحسين التوازن العقلي وتقليل مستويات التوتر، أما النوم فإن الحصول على قسط كاف من النوم يُعد أمرًا أساسيًا لتجديد العقل وتعزيز الأداء، إذ يعمل النوم الجيد على تحسين التركيز وتقوية الذاكرة، وهو جزء لا غنى عنه في تعزيز الصحة العقلية.
باختصار، علينا أن نركز على إدراك أهمية فترات الراحة والنوم الكافي في حياتنا اليومية، فإن هذا لا يساهم فقط في تحسين صحتنا العقلية والجسدية، بل يعزز أيضًا قدرتنا على التعامل بفعالية مع متطلبات الحياة المتنوعة.
عدم معرفة هدفك في الحياة
تحديد الهدف في الحياة يشكل النقطة المحورية التي توفر لأدمغتنا التوجيه والدافع، فعندما نعيش بدون هدف واضح، قد نجد أن أفكارنا مشتتة وتفتقر إلى الترتيب والاتجاه، لذلك فإن تحديد الأهداف ليس فقط تقنية لتحقيق النجاح، ولكنه أيضًا عامل أساسي للصحة العقلية.
عندما نفشل في تحديد أهدافنا، قد نجد أنفسنا غير قادرين على التركيز بفعالية والوفاء بتطلعاتنا الشخصية، إذ يُعد تحديد أهداف طويلة المدى فرصة لتقييم قيمنا وشغفنا في الحياة، وهو يوفر لنا الوضوح بشأن الطريق التي نرغب في اتخاذه، فعلى سبيل المثال إذا كنت تتطلع إلى بناء مهنة في مجال معين، يمكن أن يكون هدفك هو تحقيق نجاح بارز في هذا المجال.
يوفر هذا الهدف إشارة واضحة لعقلك حول الخطوات التي يجب اتخاذها والتحديات التي يجب تجاوزها، كما تُظهر الأبحاث أن وجود هدف واضح يحسن من أداء الفرد، ويعزز التحفيز الشخصي، ويوجه الطاقة والتركيز نحو الإنجاز، وبالتالي يُشجع الفرد على تخصيص وقت للتفكير في الأهداف الشخصية والمهنية وضبطها بانتظام لضمان إستمرار الحافز وتوجيه الجهود بفعالية.
عدم أخذ الوقت الكافي للتفكير
التفكير الواعي والتأمل الذاتي يمثلان ركيزتين أساسيتين للنمو الشخصي وتطوير الفهم الذاتي، فعندما نتخذ وقتًا للتفكير في تجاربنا والتأمل في أفكارنا ومشاعرنا، نفتح أمام أنفسنا أبوابًا للتعلم وتطوير رؤى جديدة، وإن تقديم وقت منتظم للعزلة والتأمل يمكن أن يكون عبر استخدام اليوميات إذ يمكنك تسجيل تجاربك وأفكارك يوميًا، وهذه تُعد وسيلة لتوجيه إنتباهك نحو تفاصيل يومك ومشاهدة النمط الذي يتكرر في حياتك و إستخلاص العبر.
إضافةً إلى ذلك يمكن أن يكون التأمل اليومي أداة فعّالة لتعزيز الوعي الذاتي والاستفادة من التأمل الهادئ وتوجيه الانتباه نحو الحاضر الذي يعيشه الفرد، فإن التأمل وتمرين الشهيق والزفير يساعدان في تهدئة العقل وتحسين التركيز والوعي، ومن خلال تكريس وقت للتفكير الواعي والتأمل، يمكن للفرد أن يعزز فهمه الشخصي ويطوّر رؤى جديدة تساهم في تحسين نوعية حياته واتخاذ قرارات أكثر حكمة.
إهمال النشاط البدني
المشاركة المنتظمة في النشاط البدني لها تأثيرات إيجابية على الصحة العقلية، إذ تعزز العديد من الدراسات البحثية أهمية الرياضة في تحسين الأداء العقلي، كما يترتب على ممارسة التمارين الرياضية زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسهم في توفير الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة للخلايا العصبية، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي الجري أو المشي السريع إلى تحفيز إفراز بعض الهرمونات مثل الإندورفين، الذي يعمل كمنشطات طبيعية للمزاج وتقليل التوتر.
كما أظهرت بعض الأبحاث أن الأنشطة الرياضية المنتظمة قد تعزز نمو الخلايا العصبية في مناطق معينة من الدماغ، مما يرتبط بتحسين الذاكرة والتعلم، بالإضافة إلى ذلك يمكن للتمرين أن يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، وهي الحالات التي يمكن أن تؤثر سلبيًا على الصحة العقلية.
تكامل النشاط البدني مع نمط حياة صحي يمكن أن يسهم في تحسين جودة الحياة بالكامل، وباختصار يبدو أن الربط بين النشاط البدني والصحة العقلية هو جزء لا يتجزأ من نمط حياة صحي، وقد تكون هذه العلاقة ذات أثر إيجابي على مختلف جوانب العقل والجسم.
في الختام، يُظهر لنا السعي لتطوير عقلنا أن التحولات تحدث عبر التفكير الواعي والتحرك نحو عادات تعزز الصحة العقلية، وإزالة العادات الضارة وتبني سلوكيات إيجابية تسهم في تعزيز الأداء العقلي والاستفادة القصوى من إمكانيات العقل، لذلك فإن الإلتزام بتغييرات صغيرة في حياتنا اليومية يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في صحتنا العقلية، فهل تخطط لتنفيذ هذه التغييرات في روتينك اليومي؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
كما من المهم تلقي الاستشارات المساعدة عبر الانترنت ففي عالمنا الذي يتسم بالسرعة والتغير المستمر، أصبح الوصول إلى الاستشارات والمساعدة عبر الإنترنت ضرورة لا غنى عنها. إنه يمثل جسرًا يربط بين الخبراء والأفراد الباحثين عن حلول لمشكلاتهم واستفساراتهم المتنوعة. يمكن للمرء أن يجد إجابات موثوقة ومتخصصة تُقدم من قبل خبراء في مجالاتهم على سبيل المثال