أفلام مترقبة جدًا ما زالت عالقةً في معضلة التطوير
8 د
جحيم التطوير… مكان تمر به تقريبًا جميع الأفلام والألعاب في وقتٍ يدخل فيه صناع الأفلام والمنتجين في مختلف النزاعات حول تفاصيل النصوص، الأفكار وبالطبع التمويل. أريد التحدث قليلًا حول أحد أسباب الخلاف بين المنتجين والمخرجين وهو الـ Rating أو “التصنيف العمري”، الذي يعد أحد أهم أسباب فشل مشروعاتٍ ضخمةٍ لا شك في نجاحها، فأغلب المشاريع المتوقفة هي أفلامُ خيالٍ علمي سيحتاج المخرج إلى مشاهدَ كثيرةٍ تتضمن لقطات عنفٍ أو رعب لن تكون ملائمةً للأطفال من أجل صنع أفلامٍ خلابةٍ، فكيف ستقوم الاستوديوهات بدفع مبلغٍ كبيرٍ جدًا لصنع فيلمٍ للبالغين فقط؟ هذا السؤال هو الأهم الذي يتم طرحه في الأفلام المماثلة، ودليل واضح على طمع الاستوديوهات الأكبر في المال، ومحاولاتها اليائسة لتحقيق أرباحٍ أكبر، مبتعدين بذلك عن الشفافية والإبداع في مجال صنع الأفلام.
طبعًا دون شك هذه المشكلة لا نواجهها كثيرًا في بلداننا العربية، فللأسف الشديد جميع الأعمار تشاهد جميع الأفلام سواء عن طريق التحميل من الإنترنت أو من محلات الأفلام، فطمع التجار في المبيع مشابه لطمع شركات الإنتاج في الربح، ولكن دون مسائلات قانونية أو عواقبَ أخلاقيةٍ، هذه مشكلةٌ كبيرةٌ قد لا يحملها البعض أهمية ولكنها تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على الأطفال، ففيلم تم إنتاجه للبالغين لاينبغي أبدًا أن يشاهده طفل. لذلك جميع الأفلام يجب أن يتم تصنيفها بشكلٍ عادلٍ لتلائم الفئات العمرية المناسبة، فمشاهدة طفلٍ لبعض الأفلام التي قد لا تكون ملائمةً لعمره ليس بالأمر الجيد أبدًا.
بالعودة إلى مشاكل التطوير، يعد هذا الموضوع من المواضيع المهمة جدًا في عالم الأفلام الذي من الممكن أن تحرمنا من العديد من الأفلام المترقبة، ومن المحتمل أيضًا أن تكون أفلامًا ضخمةً، سنستعرض الآن عددًا عن المشاريع التي تعاني من هذه المشاكل ولكن ما زال لها فرصة جيدة نسبيًّا تمكنها من إبصار النور عبر الشاشة الكبيرة:
At The Mountains Of Madness
روايةٌ لكاتب قصص الرعب هـ. ب. لوف كرافت نُشرت في 1931، تم كتابة نصٍّ من قبل المخرج غيلميرو ديل تورو، وكاتب السيناريو ماثيو روبينز في 2006 اعتمادًا على هذه الرواية، و لكن عانى مشروع الفيلم المقتبس عنها من مشاكلَ مع استوديوهات Warner Bros لتمويل هذا المشروع الضخم، أهم الأسباب كانت رغبة المخرج ديل تورو في جعل تصنيف هذا الفيلم (R-Rated) “لما فوق سن الـ17، أو إذا تم مرافقتهم من قبل أهلهم” لإعطاء الفيلم حقه ومعاكسة الأستوديو لآرائه برغبتهم بجعله PG-13 “لما دون سن الـ 13 مع وجود الأهل”. في 2010 تم الإعلان عن موافقة المخرج جيمس كاميرون على تمويل هذا المشروع وتم ربط توم كروز بدورٍ مهمٍ في هذا الفيلم قبل أن تعود نفس المشكلة السابقة وتحول دون ذلك. يحاول ديل تورو مرةً أخرى لجلب التمويل وحمل شركات الإنتاج على الموافقة من أجل هذا المشروع، وعلى الأغلب ستكون محاولته الأخيرة مع استوديوهات 20th Century Fox، وأتمنى أن ينجح في إقناعهم لكي نشاهد فيلم مدهش مبني على روايةٍ مذهلةٍ.
BioShock
لم يمضِ الكثير من الوقت قبل اكتشاف أن المخرج غور فيربنسكي أتى لإخراج فيلم ذو نصٍّ رائعٍ، قام كين ليفين بعملٍ مميزٍ لصنعه واقتباسه من لعبة الفيديو الشهيرة، الفيلم لم يعانِ من أي مشاكلَ في الإنتاج إلى أن تم الشروع في بناء الأجساد، فقام الأستوديو بإيقاف هذا المشروع المميز، السبب الرئيسي كان أيضًا عدم موافقة الأستوديو على وضع 200 مليون دولارٍ أمريكي لصنع فيلمٍ للبالغين فقط كما أراده المخرج فيربنسكي الذي شرح عن عدم إمكانية صنع فيلمٍ من هذه اللعبة الشهيرة بتصنيف PG-13 للحصول على مستوى توازن صحيح. الأمل الوحيد في متابعة صنع هذا الفيلم يقف على نجاح الأفلام “التي ستطرح قريبًا” المقتبسة عن ألعاب الفيديو أمثال Assassin’s Creed و Splinter Cell.
The Sandman
شخصيةٌ شهيرةٌ في قصص (DC Comics) تم إيقاف مشروع فيلم حولها لعدة مراتٍ بعد الإعلان عن التخطيط لاقتباس هذه الشخصية، وصنع فيلمٍ يتمحور حولها في أواخر التسعينات. أهم المشاكل التي واجهت هذا المشروع كانت النصوص السيئة حيث قال نيل غايمان حول آخر نصٍّ قام أستوديو Warner Bros بإرساله له “ليس فقط أسوء نص لفيلم The Sandman قد رأيته بحياتي بل هذا كان بسهولة أسوء نص قد قرأته في أي وقتٍ مضى”، في 2011 أصبح هذا المشروع ثابتًا في مأزق التطوير ولكن ما زال متشبثًا ببعض الأمل بعض تصريحات رئيس DC Comics حول ضرورة وجود فيلمٍ مقتبس عن هذه القصة.
The Dark Tower
سلسلة روايات ملحمية للكاتب المبدع ستيفين كينغ ارتبط اسمها بمشاريعَ سينمائيةٍ متعددة أولها كان في 2007 حيث تم اختيار المنتج والمخرج ج. ج. ابرامز للبدء في هذا المشروع قبل أن ينسحب بنفسه منه. في 2010 تم الإعلان أن هذه السلسلة الروائية سيتم عرضها على الشاشة الكبيرة والصغيرة من خلال ثلاثية ستعرض في السينما وموسمين من مسلسلٍ تلفزيونيٍّ، هذا ما قامت شركة Universal Pictures بالحديث عنه قبل انسحابها هي أيضًا من هذه المشروع بسبب عدم توصلها إلى اتفاقٍ مع المنتج والمخرج رون هاورد، بالرغم من هذا صرح الكاتب العملاق ستيفين كينغ عن وثوقه الكبير باقتراب صنع فيلمٍ يعد اقتباسًا عن قصته، وخاصةً بعدما أوضحت شركة Warner Bros اهتمامها الكبير في صنع على الأقل فيلم واحد عن هذه القصة، ولكنها تراجعت هي الثالثة لتبقى الطاولة مفتوحةً أمام الأستوديوهات لاقتناص فرصة الفوز بحقوق نشر هذه القصص المميزة.
Rendezvous With Rama
رواية استثنائية للكاتب أرثور سي. كلارك تم نشرها في عام 1972 تتمحور حول سفينةٍ لمخلوقاتٍ فضائيةٍ ودخولها إلى النظام الشمسي لكوكب الأرض، في أوائل القرن ال 21 أعرب النجم مورغان فريمان عن رغبته في صنع فيلمٍ اعتمادًا على هذه الرواية، ولكن هذا المشروع علق في جحيم التطوير لعدة سنواتٍ بسبب مشاكلَ تمويليةٍ، كان من المفترض أن يتم إنتاج الفيلم من قبل شركة مورغان فريمان للإنتاج Revelations Entertainment، وتم اختيار المخرج دافيد فينشر للقيام بلمسته المميزة على هذا الفيلم الذي تم تأخيره لأسبابٍ عديدةٍ بعد ذلك أحدها كانت بعض المشاكل الصحية الذي يعاني منها الممثل مورغان فريمان. أكد فريمان بامتلاكه لرغبةٍ ملحةٍ في لعب شخصيةٍ مهمةٍ في هذا الفيلم، و ذكر بعض الشكوك التي تراوده حول نص الفيلم مؤكدًا على صعوبة هذه العملية حيث ذكر في مقابلةٍ له عام 2012 أن الشيء الصعب جدًا في صنع فيلمٍ معينٍ “أصعب من إيجاد التمويل الناجح” هو إيجاد نصٍّ… نص جيد.
Neuromancer
روايةُ خيالٍ علميٍّ أخرى قام ويليام غيبسون بكتابتها في 1984 تم صنع لعبة فيديو مقتبسة عنها في 1988 قبل أن تدخل في معضلة التطوير، حيث تم فشل الكثير من المحاولات لنقل هذه الرواية إلى الشاشة الكبيرة، وخاصةً بعدما زادت شعبيتها بسبب لعبة الفيديو. تحدث كاتب الرواية غيبسون أن كريس كونينغهام هو المخرج الوحيد الذي يمكنه صنع هذا الفيلم بشكلٍ صحيحٍ، ولكن هذه التصريحات لم تأخذ أي أهميةٍ في منتصف محاولات عديدة لصنع هذا الفيلم، محاولاتٌ تم إيقافها قبل أن تقوم شركة GFM Films بالإعلان في 2012 عن بدء التحضير لهذا المشروع، ولكن لم يتم اختيار أي من أفراد الطاقم الذي سيقوم بصنع هذا الفيلم لحد الآن، الذي سيكون في ظني مبادرة جميلة جدًا، وخاصةً بعد قضاء حوالي ال 25 سنةً للعمل على اقتباسٍ انتظره المعجبين لفترةٍ طويلةٍ.
Good Omens
الأمور كانت جاهزةً لاقتباس الرواية الكوميدية لتيري براتشيت وتيل غايمان ووضعها في فيلمٍ إلا أن مشاكلَ كبيرةً في الإنتاج عام 2002 حالت دون ذلك، بوجود نص وبعض الشائعات عن لعب الممثل جوني ديب دور في هذا الفيلم، أتى الإنتاج الضعيف والتمويل البطيء ليودي بهذا المشروع إلى الهاوية. الرواية التي تتحدث عن محاولات الملائكة في موازنة العالم بعد ظهور ابن الشيطان لم يتم بنجاح عملية اقتباسها في فيلمٍ، بالرغم من تصريح ريهانا براتشيت ابنة أحد الكاتبين في أغسطس عام 2012 عن بدء تكوين شركة إنتاجٍ جديدةٍ سيكون هذا المشروع من أولوياتها، مما يؤكد صنع فيلمٍ عاجلًا أم آجلًا ستكون مستوحاةً عن روايةٍ كوميديةٍ شهيرةٍ.
HellBoy 3
من الغريب وجود هذا الفيلم في هذه اللائحة وخاصةً بعد نجاح وروعة الجزأين الأول والثاني الذي قام المبدع ديل تور بصنعهما، المخرج الذي قام بالتصريح عام 2010 في حديثه عن الجزء الثالث من هذا الفيلم أنه بالطبع سيوجد جزءٌ ثالثٌ، ولكن بعد أن يستطيع الخروج من Middle Earth في تلميحٍ حول انشغاله الكبير في فيلم The Hobbit حينها. إبداع هذا المخرج تم حجزه أيضًا لصنع فيلم Pacific Rim الذي تم إصداره في هذا العام، وأعلن ديل تورو أنه سيبدأ بمشروع فيلم HellBoy الجديد بعد مشروعه الأخير، ولكن كتابة النص والسيناريو أمرٌ يجب أن يتم فعله قبل كل ذلك. قام رون بيرلمان بطل أفلام HellBoy بالحديث أخيرًا عن احتمالات صنع هذا الفيلم مشيرًا إلى صعوبة صنعه نظرًا لضخامة القصة، ولن يستطيع أي مخرجٍ من صنعه بمثاليةٍ إلا ديل تورو نفسه، تصريحاتٌ عديدةٌ وآراءُ مختلفةٌ لم نرَ بعدها لحد الآن علامات انطلاق الإنتاج، أو أي حديثٍ مباشرٍ عن تاريخ إصدار هذا الفيلم المترقب جدًا.
Robopocalypse
أحد أضخم الأفلام المرتقبة حاليًّا باقتباسه لكتاب خيال العلمي التي قامت The NewYork Times بنشره في عام 2011، الأمور كانت مثاليةً لصنع هذا الفيلم بترحيبٍ كبيرٍ من شركات الإنتاج 20TH Century Fox و DreamWorks Studios، وبالتزام ستيفين سبيلبيرغ لإخراجه بالإضافة إلى لعب كل من كريس هيمسورث وآن هاثواي أدوار رئيسية فيه، والإعلان عن تاريخ إصداره، الذي سيكون في 2014. بالرغم من انتهاء التحضير لمعظم الأمور تقريبًا، أعلنت شركة DreamWroks في شهر يناير من هذا العام “2013” عن قرار سبيلبيرغ في تأجيل هذا المشروع لأجلٍ غير مسمى بسبب عدم جهوزية النص وضخامة الإنتاج، مضيفًا أنه سيتم العودة إلى لوحة الرسم الأولية لرؤية إن كان هذا المشروع بالفعل ممكنًا.
Roger Rabbit
جميعكم على الأغلب يتذكر فيلم الكوميديا والخيال المميز Who Framed Roger Rabbit الذي تم إصداره في 1988، والذي كان نجاحًا ضخمًا في وقتها مما أوضح لكل من ديزني والمخرج ستيفين سبيلبيرغ أهمية صنع جزء ثاني من هذا الفيلم تحت عنوان Roger Rabbit: The Toon Platoon كفيلمٍ يحكي قصة البداية في عام 1941. المشروع واجه العديد من المشاكل أهمها كان انسحاب سبيلبيرغ منه بسب انشغاله في إنشاء شركة DreamWorks، وعدة مشاكلَ أخرى حالت دون حدوثه. ما زال هذا الفيلم عالقًا في التطوير، ولكن إصداره ما زال ممكنًا بوجود النص وإرساله إلى شركة Disney من أجل أخذ الموافقة عليه.
أفلامٌ عديدةٌ مترقبة جدًا بالرغم من إمكانية الشروع في بعضها ضئيلة إلا أنها ستبقى في عقول صناع الأفلام بشكلٍ مؤثرٍ كبيرةً إلى أن يتم تنفيذها، وأرجو إعطاء أهمية أكبر لمسألة مشاهدة الأطفال للأفلام التي تم تصنيفها للبالغين فقط عسى أن تكون أحد الخطوات البسيطة في إطار تصليح وتطوير مجتمعاتنا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.