تعرف على اضطراب ثنائي القطب الذي يجمع بين الاكتئاب وجنون الفرح✨

حسب الظروف المحيطة بك والأمور التي تواجهها سوف يتبدل مزاجك بالطبع، فإن كانت جيدة ستكون سعيداً ومتفائلاً وإن كانت غير ذلك ستتكون فوقك غيمة الكآبة التي لا تغيب مع ذلك الإحساس البشع الذي يراودك.

كما ترى إنني أتكلم للعموم أي هذا ما يحصل لجميع الناس أيام مزاجنا جيد وأيام لا، وكل ذلك يتبع لما يحدث معنا أثناء يومنا، ولكن في بعض الحالات لا يكون الأمر كذلك، يمكن أن تكون فترات الحزن وفترات الفرح غير مبررة وبشكل مبالغ، غير مرتبطة بالأحداث ولا تعلم مصدرها، وغير ذلك قد تؤدي بكوارث في نفسيتك وعلاقاتك الاجتماعية والمهنية والعائلية، ويمكن على كثرة التخبطات أن تودي بحياتك أيضاً.

هل تعرف ما هذه الحالة؟ إنه نوع من الاضطرابات الشخصية الذي يدعى اضطراب ثنائي القطب .

الاضطراب الثنائي القطب هو مرض عقلي يؤثر على المزاج، يعاني معه المصابين من نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس، حيث فترة الاكتئاب في الاضطراب الثنائي القطب هي نفسها نوع الاكتئاب الذي نعرفه، أما الهوس هو عبارة مزاج عال بشكل غير عادي للشخص، قد يشعر الناس معه بالكثير من التعب والتعجب لكثرة الأفكار التي تتسابق في دماغه مع وجود نشاط عال غير مسبق، كما أنهم يشعرون بثقة  قوية جدًا، وكثير منهم لا ينامون عندما يواجهون نوبات الهوس، وقد يتصرفون بدون تفكير ويقومون بأشياء محفوفة بالمخاطر لا يفعلونها عادة.

عادة ما يواجه الناس فترات من العافية بين نوبات الاكتئاب أو الهوس، وتستمر نوبات الاكتئاب أو الهوس عمومًا لفترة من الزمن، على الرغم من أن عددًا قليلاً من الأشخاص قد يتعرضون لنوبات متغيرة بسرعة، إلا أنه تختلف الفترة من شخص إلى آخر. على سبيل المثال، يعاني بعض الأشخاص من فترات من نوبات الاكتئاب  أكبر من فترات نوبات الهوس أو العكس. بينما آخرون يعانوا من فترات طويلة من العافية مع فترات أقل من نوبات الهوس أو الاكتئاب.

اضطراب ثنائي القطب I: غالباً ما تكون عبارة عن نوبة اكتئاب شديد تستمر إلى أسبوعين على الأقل، ونوبة هوس شديدة أيضاً قد تستمر لمدة أسبوع أو يمكن أكثر وقد يكون شديدًا لدرجة دخوله المشفى، وتعتبر فترة الاكتئاب أكبر من فترة الهوس.

اضطراب ثنائي القطب II: هنا تختلف الآية بما يتعلق بالاكتئاب أو الهوس، حيث يعاني المصاب بنوبة أخف من الهوس العادي أو ما يسمى Hypomania، إلا أن نوبات الاكتئاب تكون أشد وأطول.

وقد يكون الاضطراب دوريًا حيث فترات الاكتئاب خفيفة تتساوى مع فترات الهوس خفيفة قد تستمر لسنتين على الأقل، أو يمكن أن يكون موسمياً يهجم بفصل معين، وكما أنه يغشك أحياناً فيمكن أن تكون حالات العافية أكثر من فترات نوبات الاكتئاب والهوس.

وكما شرحنا أن الاضطراب ثنائي القطب يتألف من مرحلتين مزاجيتين مختلفتين تماماً فبالتالي الأعراض ستكون من كلا الجانبين وكل منهما بمرحلته، علماً أن هذا الاضطراب يصيب النساء أكثر من الرجال، ويصيب مرحلة المراهقة أو الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا أكثر من البالغين.

أعراض الهوس في اضطراب ثنائي القطب:

ما زالت الأسباب غير واضحة إلى الآن، إلا أن العامل الوراثي له أثر كبير في ذلك، فإن كان أحد أفراد العائلة وخاصة أحد الأبوين لديه اضطراب ثنائي القطب فمن المرشح أن يصاب أحد الأبناء أو أكثر بنسبة تتراوح من 60-80% .

كما أن حالات التوائم المتماثلة، إن كان أحد الأخوين مصاب فبالتالي سيرتفع احتمال إصابة أخيه، إلا في حالات نادرة واستثنائية، وذلك لأننا نعلم أن التوائم المتماثلة لديهم نفس الجينات.

وفي حالات أخرى تكون مرتبطة بالبيئة، حيث الظروف السيئة، أو معاناة عاشها المريض في مرحلة الطفولة قد تأثر به، والتي ستظهر بداية الاضطراب مع بداية مراهقته لتكبر مع العمر، أو قد تكون الأسباب بيولوجية.

أحد الاحتمالات الأخرى هو أن بعض الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لاضطراب ثنائي القطب قد لا يكون لديهم أعراض ملحوظة حتى يأتي عامل خارجي معين يؤدي إلى تأرجح حاد بالمزاج.

هناك صلة قوية وملحوظة بين معدلات الذكاء والإبداع ومرضى ثنائي القطب، إذ أن أغلب الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يكون لديهم معدلات عالية في اختباراتهم، وخاصة عندما يكونون بنوبة الهوس، حيث أشارت إحدى الدراسات التي شملت 700000 بالغ والتي كتب عنها في المجلة البريطانية للطب النفسي، أن الطلاب الذين أتو بدرجة A أو أعلى لديهم خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب  12 مرة أكثر من غيرهم من الطلاب.

كما لا يمكنك أن تجد شخصًا مصابًا باضطراب ثنائي القطب وكسول، فمرضى هذا الاضطراب يتميزون بالديناميكية وحب العمل ولساعات طويلة دون كلل أو ملل، فهناك العديد من الناس في العالم الذين يعملون ببساطة لأنهم مضطرون لذلك، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب يعبرون عن رغبة كبيرة في العمل في مهنة ما لأنهم يريدون ذلك.

لذا ستجد أن دماغ المريض مختلف عن أي شخص عادي غير مصاب باضطراب عند تصوير دماغيهما، حيث تجد في الصورة أن دماغ المريض تضيء كلها دفعة واحدة بدلاً من جزء جزء.

يهدف العلاج إلى تقليل من تواتر حالات الهوس والاكتئاب، والحد من شدة الأعراض من أجل عيش حياة طبيعية نسبياً. من دون علاج يمكن أن تستمر نوبة الاكتئاب أو الهوس لمدة تصل إلى سنة، أما مع العلاج فيمكن إجراء تحسينات في غضون 3 إلى 4 أشهر.

يشمل العلاج مجموعة من الأدوية وبجانب تقديم المساعدات الجسدية والنفسية. وقد تستمر تقلبات المزاج الحادة مع وجود علاج، إلا أن العمل مع الطبيب يمكن أن يقلل من حدة الأعراض ويجعلها أكثر قابلية للإدارة.