تلسكوبات يمكنك شراؤها لاستخدامك الشخصي بأسعار معقولة

لا يشعر الكثيرون بالرضا حيال الهدايا المألوفة، كما قد يدخر البعض لشراء أمورٍ غير الدمى والملابس وأجهزة الهواتف النقالة وغيرها، وينطبق ذلك على أولئك الذين لديهم شغفًا بمراقبة السماء، فهؤلاء حتمًا يرغبون باقتناء تلسكوب، ولكن هل هنالك تلسكوبات رخيصة بالفعل؟

ربما يعتقد البعض أنَّ الأمرَ يتطلّب الكثير من النقود. لكن توقف قليلًا، فما زال بإمكانك شراء تلسكوب إن كنت ممن ادخروا مبالغ معقولة لا تتجاوز المئتي دولار.

قبل أن تذهب لتحقيق هذه الغاية، تأكّد من أنّك لست واقعًا تحت تأثير الدعاية، وعليك أن تعلم أنَّ صور تلسكوب هابل الفضائي التي يعرضها عليك كثيرٌ من التجار لن تتمكن من الحصول عليها بتلك التي يحاولون بيعها، وفي هذا المقال سنستعرض مجموعة تلسكوبات رخيصة التي يمكن أن تكون بمتناول الجميع من أصحاب الميزانيات المحدودة.

يمكنك شراء جميع هذه التلسكوبات عبر أمازون

أفضل تلسكوبات رخيصة لتدشن بها مرصدك الفضائي الأول

Astronomers Without Borders OneSky 130

على كلِّ مراقبي السماء أن يتمكّنوا من الحصول على مثل هذا النوع من التلسكوبات، وهو التلسكوب الأفضل الذي يمكن الحصول عليه مقابل هذا السعر، وللعلم: تذهب أكثر من نصف النقود التي تدفعها حين شرائِه لتمويل برامج علمية في البلدان النامية، ويوصى به من قبل منظمة فلكيون بلا حدود.

في هذا التلسكوب، يؤمِّن العاكس النيوتوني المتجه للأعلى فتحة مشاهدة كبيرة بشكلٍ ملحوظ، كما أنَّ عمليةَ تركيبه سهلةٌ جدًا.

إن كنت تنوي الرصد في سماءٍ حالكة، فإنَّ فتحة هذا العاكس ذات 13 سم ستمكّنك من مشاهدة مجرة أندروميدا على كامل امتدادها، ويمكنك أن تجري استكشافًا للقمر في ليلةٍ صافية، فيما عدا إن كان القمرُ بدرًا فحينها سيكون شديد السطوع ومسطحًا كما يبدو من التلسكوب، وستتمكّن من استكشاف الكثير من الأجسام الواقعة خلفه وأمامه، وبهذا السعر يمكنك الحصول على تلسكوب بقطعتي مشاهدة (عينيتين)، فباستخدام العينية ذات المجال العريض وقطرها 25 مم، ستحصل على تكبير مقداره 26 ضعفًا، أمَّا العدسة عالية الدقة ذات 10 مم فستحصل من خلالها على تكبيرٍ بمقدار 66 ضعفًا، وستتمكن من رصد حزم غيوم المشتري خافتة الألوان، والذرى القطبية المتغيرة للمريخ في مواسم محددة من مداره.

---

 Levenhuk Skyline 130 x 900 EQ

لكن وبهذه التكلفة كيف لنا أن نعتبره رخيصًا؟ تبرر ذلك مزاياه.

هو تلسكوب عاكس له حاملٌ ثلاثي استوائي، ولن تشاهد السماء فحسب إن اقتنيت هذا التلسكوب، بل ستتعلم أيضًا كيفية مراقبة السماء. في هذا التلسكوب يتركز عاكس نيوتوني قطره 13 سم في أنبوب التلسكوب الموضوع على قوائم استوائية مع محاور تحكم طويلة لمسحٍ أفضل للقبة السماوية. لا شيء مؤتمت في هذه الأجهزة، أو مدعوم بحاسوب، وهذا أمرٌ جيد؛ إذ أنَّ أفضل مزايا هذا التلسكوب هو أنَّه تعليمي، وأثناء إعدادك له ستستحضر تاريخًا هامًا لعلم الفلك بين يديك.

في عام 1668 ثبّت إسحق نيوتن مرآةً مسطحةً ثانويةً أعلى مرآة مقعرة أساسية موضوعة أسفل أنبوب، وبذلك غير وللأبد الطريقة التي ينظر بها الناس إلى السماء. يمكن اعتبار هذا التلسكوب السلسيل المباشر الأكبر لتلسكوب نيوتن المكتبي.

ستحتاج في هذا التلسكوب معرفة كيفية تثبيت القوائم الثلاثية (الحامل) وتوجيهها، فهي ليست عشوائيةً، وحين تركز التلسكوب على حامله الثلاثي، سيبدو مثل البندقية. عليك توجيه هذا التلسكوب نحو نقطة تقع فوق أحد قطبي الأرض، وإن كنت تحيا في نصف الكرة الشمالي، عليك توجيه القائمة نحو النجم القطبي. سيمكّنك الحامل الاستوائي من تحريك التلسكوب أعلى وأسفل الأفق الشمالي، كما سيسمح بحركةٍ دورانيةٍ نحو الشرق أو الغرب.

إن احتفظت بصورةٍ ثابتةٍ للسماء في ذهنك، ستتمكّن من الشعور بدوران الأرض، ويمكنك الاحتفاظ بأنبوب التلسكوب موجهًا عبر السماء عبر موازنته بوزنٍ مقابل قابل للحركة على محور.

---

Levenhuk Skyline 120 x 1000 EQ

هو خيارٌ جيد لميزانية محدودة ومن شأنه أن يجعلك تشاهد الحركة الظاهرية للسماء وكيف يعمل التلسكوب. بميزانيةٍ أقل من 100 دولار يمكنك اقتنائه، لكنّه ليس للأطفال أو لأولئك الذين سيلقون نظرةً سريعةً.

تتيح فتحة العاكس البالغة 11.4 سم الحصول على حزمةٍ ضوئيةٍ جيدةٍ. يتمّ التحكم بهذا التلسكوب يدويًا كما سلفه منذ مئة عام، وله مزاياه وعيوبه، فهو جيد التصميم ويمكن استخدامه بكفاءة، لكنّ النظر من خلاله قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى، وبخلاف التلسكوبات ذات القوائم التي يمكن أن تضبط التلسكوب بناءً على الارتفاع والسمت، يتطلّب هذا الحامل الاستوائي سلوك خطٍ متعرج للوصول إلى الهدف، فهو ليس لنافذي الصبر، لكنّه بالتأكيد ذو فائدة تعليمية، فهو يجبر الراصد على تعلّم تقنيات مراقبي السماء التقليدية، لكنّه يُعدُّ قديمًا في عالمٍ يمكن التحكم بكلِّ شيءٍ فيه عبر البلوتوث أو موجات الواي فاي.

تتمّ موازنة أنبوب التلسكوب عبر كتلة تنزلق على محور، وعملية الرصد في هذا التلسكوب تتطلّب التوجيه نحو نقطة معلومة من السماء، ومن ثم المسح حولها عبر المقابض والسيقان، والتي تتيح التحكم بحركة بطيئة.

يمكن عبر هذا التلسكوب مشاهدة السدم والمجرات القريبة منا، وأشكال دقيقة للأجسام أحيانًا، ويمنح شعورًا بحركة الأرض بالنسبة إلى السماء، لكنّه يحتاج إلى عملية موازاة، وهي عملية ضبط وتناسب المرايا مع بعضها البعض، ورغم المعاناة التي ستشعر بها أثناء تركيبه، إلّا أنّ ما ستشاهده، وتتعلّمه فيما بعد يستحق ذلك.

---

Levenhuk Strike 80

هذا التلسكوب له فتحة عاكس تبلغ 8 سم، وهو لا يختلف عن تلسكوب غاليليو، مع حاملٍ يتيح التحكم بالارتفاع والسمت، وحامل ثلاثي مقاوم للصدأ.

طول أنبوب هذا التلسكوب مثير للإعجاب، كما أنَّ المادة التي يتكوّن منها الحامل أقوى من تلك التي ستحصل عليها فيما لو اشتريت تلسكوبًا من متجرٍ للألعاب. يكمن عيب هذا التلسكوب في القطعة العينية، فهي أقل صلابةً من غيرها من التلسكوبات.

القطعة العينية للمجالات العريضة تبلغ 2 سم، أمَّا المشاهد عالية الدقة فيمكن الحصول عليها بعدسةٍ تبلغ 6 مم، وله عدسات بارلو ثلاثية التكبير يمكنها العمل على التكبير بمقدار 360 مرة. تعمل المرآة بشكلٍ جيدٍ لرصد السماء، لكن لرصد أهداف أرضية بهذا التلسكوب، ينبغي شراء مصحح صورة منفصل، كما أنَّ كاشف النقاط الحمراء المتصل بالأنبوب في مقدمة القطعة العينية يمكن أن يساعد على إيجاد الهدف.

ولمعرفة أماكن الأهداف في السماء، استخدم الدليل الملحق بالتلسكوب، كما أنَّ معه عرضًا ثلاثي الأبعاد (ستحتاج حاسوبًا هنا للعرض)، وثلاثة ملصقات ملونة للقمر والشمس والنجوم والنظام الشمسي، وخارطة نصف كروية للنجوم، وبوصلة ملحقة للتوجيه.

ستشاهد الأقمار الغاليلية للمشتري عبر هذا التلسكوب.

---

أما إذا كانت ميزانيتك محدودة جدًا، فإليك أرخص تلسكوب يمكنك شرائه Celestron ExploraScope 60AZ NPF Edition

مازال بإمكانك اقتناء تلسكوب رخيص، وهو أفضل بسنوات ضوئية من التلسكوب الذي سيكون مصيره مخزن الخرداوات، والذي يمكن أن تشتريه من متجرٍ للألعاب. هو أنبوب طويل عاكس (كالبندقية)، وهو لا يختلف عن ذلك الذي استخدمه غاليليو لنسف مفهوم البشر البدائي عن السماء. يمكنك أن ترصد الطبوغرافيا الخاصة بالقمر، كما يمكنك أن تشاهد أطوار الزهرة والأقمار حول المشتري وحلقات زحل.

إنّه أفضل ما يمكنك أن تقتنيه من تلسكوبات رخيصة بسعر أقل من 100 دولار، يحاكي هذا التلسكوب نظرائه من التلسكوبات الغالية في كلِّ تفصيل. لكنّ كلًّا من مكوناته أصغر وأخف وأرخص ثمنًا، فعدساته ليست باهظة الثمن، والقائم الثلاثي له مصنوع من ألمنيوم خفيف للغاية، لكن معه صينية ملحقة يمكن أن تستخدم لضبط الارتكاز في الموقع، وله قطعتان عينيتان وعدسات بارلو ثلاثية التكبير، و”ليد” ضوئي مستخدم للبوصلة القياسية. الحامل الذي يتحكم بالسمت والارتفاع مجرد تمامًا، لكن له قضيب تحريك يمكّنك من توجيه التلسكوب بسلاسة مع دوران الأرض، الجزء المستخدم للعثور على النجوم ليس مكبرًا، لكن بإمكانه أن يحدد نقاطًا حمراء.

---

هل اتخذت قرارك لتدشين مرصدك الشخصي على سطح منزلك قريبًا؟ 🙂