أهم كُتب الرحالة والمُستكشفين الغربيين عن جزيرة العرب
5 د
استقطبت شبه الجزيرة العربية – وتاريخياً يُطلق عليها جزيرة العرب أو الجزيرة العربية، كما تعرف أيضًا بـ شبه القارة العربية، إلا أن هذه التسمية غير منتشرة في الأوساط العربية كما في غيرها – اهتمام الكثير من الباحثين والرحالة والمُستكشفين من مختلف أرجاء العالم منذ أوائل القرنيين الماضيين.
فهي تُمثل مركز جذب لكثير من الشعوب والتجار والغزاة والمهتمون منذ فترة قديمة ترجع إلى ما قبل الميلاد؛ بسبب ما تميزت به من كونها إحدى مناطق الحضارات القديمة، وملتقى الطرق التجارية، ونقطة اتصال مع بقية الأمم، فضلاً عن وجود الأماكن الإسلامية المقدسة، واحتضانها العديد من كبرى حضارات العالم التاريخية، إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يضعها في قلب العالم القديم، وبجانب الطرق الرئيسية للتجارة، إضافة إلى ما برز في هذه المنطقة من أحداث سياسية كان لها أثر عظيم في شعوبها وصدى خارجي قوي لدى الدول الأخرى.
مما جعل الرحالة المُستكشفين من هواة جمع الطيور النادرة والحيوانات الغريبة في الأراضي النائية، يخوضون مُغامرات محفوفة بخطر الموت والجوع والخوف، في سبيل اكتشاف جزيرة العرب، ولأغراض متباينة وأحيانًا غامضة، فشغف الاكتشاف ربما كانا من أهم الدوافع لمغامراتهم ورحلاتهم الاستكشافية، بالإضافة لاهتمامات الآثاريين منهم.
وقد اتخذ ذلك الاهتمام طرائق عديدة لاستكشاف هذا العالم، أرضًا وبشرًا، والتعرف على أدق تفاصيل حياته وسلوكياته، ولقد كانت هذه الطرائق تبدأ تحت لافتات بريئة، مثل: التنقيب عن الآثار، أو الاستكشافات العلمية، أو حتى رحلات الصيد الترفيهية.
والآن عزيزي القارئ لعلك تتساءل… تُرى ما هو الدافع الحقيقي إلى تأليف هذه الكُتب وأكثر عن الجزيرة العربية؟ وهل هو بدافع من عبارة دوتي التي تقول:- “إن تُربة الجزيرة العربية الجرداء شديدة التعدد والتنوع”؟، أو إثبات أن أية رحلة إلى الصحراء يُمكن أن تكون عامرة بالأحداث شأنها شأن أية رحلة أخرى؟ أم هو إثبات أن الاهتمام القليل يُمكن أن يتطور إلى رحلة لا تنتهي من رحلات الاستكشاف؟
الإجابة المنطقية الوحيدة عن كُل هذه الأسئلة تؤكد أن الرحالة المُستكشفين عندما بدأوا مُغامرتهم كانوا يأخذون كُل ذلك بعين اعتبارهم، حيث تنوعت الأسباب وراء قيام المستكشفين البريطانيين الأوائل برحلاتهم للجزيرة العربية، وشملت تلك الأسباب السعي وراء الشهرة أو الثروة أو الفضول الذهني أو مجرد الرغبة في المغامرة، وكلها عوامل دفعت هؤلاء الناس إلى المخاطرة بحياتهم من خلال السفر إلى هناك، لكن نهايتها كانت تصُب بالنهاية لدى واضعي السياسات الخارجية في بلد كان يُمثل القوة العُظمى الأولى في ذلك العصر.
وإليك بعض أهم كتب عن شبه الجزيرة العربية والتي كتبها رحالة ومستكشفين غربيين:-
مغامرة في جزيرة العرب عبر صحراء النفود
وهو كتاب مُمتع وشيق جدًا، بل وقيّم أيضًا، بلغة أدبية بامتياز، نشر بلندن عام 1935م؛ ليضع نفسه ضمن الكُتب جيدة التوثيق فضلاً عن أهميته، وأهمية موضوعه، حيث يروي وقائع رحلة استكشافية جريئة بصحراء النفود العُظمى في شمال الجزيرة العربية، بحثًا عن Oryx – الوعل الأبيض أو ما يُسمى في الجزيرة العربية بالوضيحي – أي ظبى المها – للجُغرافي الأمين العام الشرفي للجمعية الجُغرافية البريطانية عام 1916م، والرحالة البريطاني الشهير Carruthers Douglas – دوجلاس كروزرس، كان بلندن عام، وقد قام بترجمته للعربية د. أحمد إيبش.
والمؤلف في هذه المُغامرة لا يعتمد على القلم وحده، وإنما لجأ إلى استخدام الصور الفتوغرافية المُعبرة، فقد أفاد الرجُل من الصور الفريدة التي التقطها من سبقوه، كما طلب إذنًا من وزير الطيران البريطاني بالسماح له باستعمال بعض الصور عن الحياة البدوية في ذلك الوقت.
اختراق الجزيرة العربية
لمؤلفه ديفيد جورج هوجارث David George Hogarth، وقد تم نُشره في عام 1904م، ويتناول مسألة استكشاف المناطق الداخلية من الجزيرة العربية بالوصف والتدقيق، كما يُعد بمثابة سجل يكاد يكون شاملًا لتطور معرفة الغرب بشبه الجزيرة العربية وبدوافع بعضها علمي وآخر سياسي وتجاري، عبر أربعة قرون من المغامرة، وشغف الاكتشاف، وعلى وجه التحديد منذ بداية القرن السادس عشر حتى السنوات الأولى من القرن العشرين.
ويقول عنه مؤلفه إنه سجل لتطور المعلومات لدى الغربيين عن شبه الجزيرة العربية، حيث استعرض كتابات عدد من الرحالة الغربيين ومنهم سادلير وبوركهارت، وبلجريف، وداوتي وغيرهم، فضلًا عن أولئك الذين دخلوا منطقه الحجاز متنكرين على هيئه حجاج وقد تحدث عن تاريخ نجد والصراع مع المصريين، كما أنه تحدث عن وسط الجزيرة وشمالها وجنوبها، وقد قام بنقله للعربية صبري محمد حسن.
الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية
الكتاب يقارب 200 صفحة، وقد ترجمه للعربية د.عبدالله آدم نصيف، وتحدث فيه مؤلفه روبن بدول – Robin Bidwell عن مشاهدات وانطباعات عدد كبير من أشهر الرحالة الغربيين مثل: نيبور، وبوركهارت، وبلجريف، وداوتي، وفيلبي، وغيرهم، من الذين تسنت لهم فرصة زيارة الجزيرة العربية.
ترحال في صحراء الجزيرة العربية
يُعد مصدرًا مهمًا لهذه البلاد عن تلك الفترة، كتبه Charles Doughty – تشارلز دوتي، وهو واحد من أشهر الرحّالة الإنجليز الذين جابوا الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحديدًا بين عامي 1876: 1878م، وقد تضمّن الكتاب معلومات وفيرة ومتنوعة في محتواها، عن جزيرة العرب، شملت آثارها ونقوشها وجيولوجيتها وحياة البادية فيها، وأنساب بعض القبائل والأسر العربية وفروعها.
فهو كتاب ضخم في أربعة مجلدات، تقع في 1932 صفحة، دوّن خلالها مذكرات مشاهدات وانطباعات، عن قصته عندما جاء للجزيرة العربية، تحت اسم مستعار “الحكيم خليل”، مدعياً أنه مسلم، ومكث بها عدة أعوام، جال من خلالها في أجزاء من الجزيرة العربية، متنقلاً بين مدائن صالحى والعلاء وتيماء وحائل وبريده وعنيزه في إقليم القصيم، ثم إلى خيبر والطائف وجدة.
وفي الأخير نقول، أن مهما كانت تلك الدوافع والأسباب وراء اهتمام الرحالة والمُستكشفين في أوائل القرنيين الماضيين بجزيرة العرب، فإنها بالتأكيد قد أدت في النهاية إلى الكشف عن كل ما يتعلق بها، حضارتها القديمة وآثارها وجغرافيتها وجيولوجيتها وغيرها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
هذه الصورة الموجودة عندك فوق, صورة بحيرة قبر عون,هي بحيرة موجودة في الجنوب الليبي, مش موجودة في الجزيرة العربية, موجودة في الصحراء الليبية في شمال أفريقيا, المفروض تحترم الامانة العلمية