أفضل أفلام كريستوفر نولان.. القائمة الكاملة لعبقري الفن السابع

“كريستوفر نولان” اسمٌ يتفق عليه الجميع، جماهير ونقاد، بسبب السمعة الحسنة التي تركتها أعماله الفنية، لأنها غالبًا تأتي خارجة عن المألوف، الكل يتساءل ما هي أفضل أفلام كريستوفر نولان؟ ما الفيلم الذي يكاد يكون الأول؟ ربما الأغلبية إن لم نقل الجميع يشترك في الرأي حول الرقم واحد في مسيرته الإخراجية، إلا أن الآراء تتفاوت بين شخصٍ وآخر حول ترتيب الأفلام الأخرى.

يقول نولان إنه منذ سن العاشرة لديه نزعة كبيرة صوب الفن، كان يردد طوال الوقت “أريد صناعة الأفلام”. حبه لهذا العالم لم يخلق من عبث، كانت الأحلام تسحره، فتن بمقدرات العقل البشري في أثناء النوم، بكيفية خلق عالم كامل متكامل، كأنه عالم موازٍ. فقرر أن يصنع عوالمه الأخاذة بفعل السينما والفن، فنجح أن يكون علامة فارقة.

السطور الآنفة الذكر توضح شغفه المتأصل بهذه المهنة، والسبب الذي يجعل كل أفلامه تنال الاستحسان والتقدير، فهو يدرك ماهية هذه الصناعة، وما الأثر الذي تخلفه لكلِ متعطشٍ لها، ومبدعٍ فيها. هي لغة الخلود، فذاكرة السينما لا تعطب أبدًا، التاريخ داعم لها، يدللها، ويحتفي بمن هم على قدرٍ عالٍ من الخلق والابتكار.

جمع هذا المخرج والكاتب والمنتج البريطاني الأمريكي في أفلامه، ما بين النخبوي والتجاري، حتى الأعمال التجارية تمتعت بجودة فنية لم تبتعد عن مسار رؤيته الفنية الخاصة، حقق فيها تواجدًا مختلفًا، كسب إعجاب الناس ونال رضا النقاد، فمفاهيمه ثابتة لا تتغير. تناول موضوعات وجودية وحياتية، مواضيع معقدة تثير العقل وتدفعه للبحث والاستفسار، أجاد لعبة الذاكرة والوقت، ولأنه كان الشريك الأساسي في كتابة نصوص أفلامه، استطاع قول ما يجب قوله فيما يخص هذه الحرفة، وصياغتها.

وأخيرًا عزيزي القارئ، الغرض من هذا المقال ذكر أفلام المخرج العبقري “كريستوفر نولان” التي جمعت جمالية الصورة، وعراقة الفكرة، وقوة التجسيد، بشكلٍ تراتبي من الأسوأ (الأقل جودة) إلى الأفضل، وذلك بحسب موقع Rotten Tomatoes /طماطم فاسدة.

هيا لنبدأ…

ما يجعل هذا الفيلم في الترتيب الأخير، الوقت الكافي الذي أنت بحاجته لفهم عالمه والتكيف مع ما تشاهد، واستيعاب تعقيداته، كون الحيرة والملل سيتمكنان منك لجهلك تمامًا ما تم زجك به. كالمعتاد لا يقدم المخرج العالمي كريستوفر نولان ما هو متوقع، مدهش في اختياراته. هل تعلم عزيزي القارئ أن الممثلين لم يقرؤوا النص كاملًا،بل أدوارهم فقط؟!

في فيلم Tenet (عقيدة) الملحمة الجاسوسية، نسافر مع نولان عبر الزمن، كثيرًا ما يحب تناول هكذا مواضيع، ولكن الأمر هنا مختلف، ليست الفكرة المعتادة، بل ما يعرف بانعكاس الوقت وهذا ما ستراه في لقطات القتال والأكشن.

يتم تجنيد عميل سري في وكالة المخابرات المركزية يطلق عليه اسم بطل الرواية The Protagonist، لأداء مهمة خطيرة، بعد أن ينضم إلى منظمة سرية يطلق عليها تينت، من أجل الحفاظ على الجنس البشري، ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، بواسطة أندريه ساتور الذي يمتلك القدرات على إشعال الحرب.

حيث يشرح له أحد العلماء مفهوم فكرة إنتروبيا المعكوسة التي تسمح له بالعودة بالزمن إلى الوراء، وفي مهمته عليه استعادة البلوتونيوم الذي تمت سرقته. قبل ذلك يتم خطف بطل الرواية أكثر من مرة، وذلك للحصول على معلوماتٍ منه. لكنه يكتشف لاحقًا أنه تم خداعه وما جرى ليس إلا عملية اختبار له قبل إرساله للعملية السرية، والتي تعد بمثابة إعادة كتابة التاريخ البشري.

يذكر أن فيلم Tenet تحصّل على جائزة الأوسكار لأفضل مؤثرات بصرية. كما تم تأجيل حفل إطلاق فيلم الخيال العلمي Tenet ثلاث مرات، بسبب جائحة فايروس كورونا قبل أن تطرحه شركة وارنر بروس أخيرًا في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضًا: مراجعة مسلسل The Terminal List.. تحقيق للعدالة أم إمعان في الانتقام؟

بدايةً يجب أن يكون لديك اهتمامات علمية قبل مشاهدة الفيلم الذي يعد من أفضل أفلام كريستوفر نولان، لا يشترط أن تكون خبيرًا، يكفي اهتمامك بمعرفة شيء عن كل شيء، لتسهل على روحك ثقل المشاهدة فيما يتعلق بالأمور العلمية، كأن تدرك نظرية النسبية لآينشتاين، والفرق بين الثقب الأسود والثقب الدودي، معلومات ثقافية ليس إلا. فيلم Interstellar مبني على معلومات فيزيائية دقيقة، أي تم دمج الفن والخيال مع الدلائل والحقائق العلمية لصناعته.

يتطرق العمل إلى قصة رائد الفضاء السابق لوكالة ناسا المهندس كوبر “ماثيو ماكونهي”، بعد تقاعده يقوم بالعمل في زراعة الذرة مع عائلته الصغيرة، ونتيجة إفراط سكان الأرض في استهلاك خيرات هذا الكوكب، والتغيرات المناخية القاسية، وانتشار آفات تهدد المحاصيل، تصير فرصة العيش على سطح الأرض مستحيلة، ما يدفع فريقًا من رواد الفضاء للسفر عبر ثقب دودي، والذي وضعته كائنات غير معروفة قبل 48 عامًا، آملين في إيجاد كوكب آخر صالح للحياة، على عكس الأرض التي تحتضر.

فيقوم كوبر بالانضمام إلى البعثة السرية المقرر إرسالها إلى الفضاء، عبر ذلك الثقب الدودي بالقرب من كوكب زحل، للبحث عن حل جذري ينقذ البشرية، ولجمع معلومات كافية عن الثقوب، وذلك لمساعدة الفيزيائيين الذين يعملون على إيجاد حل للمعضلة. ومن الخطط التي أعدت والمقرر تنفيذها، إطلاق مركبة فضائية تحمل 5000 من الأجنة البشرية المجمدة لضمان كوكب صالح للسكن البشري.

حاز فيلم Interstellar /بين النجوم على جائزة الأوسكار لعام 2015 لأفضل إنجاز في المؤثرات البصرية، من أصل خمسة ترشيحات.

اقرأ أيضًا: أفضل أفلام نتفلكس 2022.. نماذج متنوعة من أشهر منصة عرض في العالم

أحداث فيلم The Prestige /العظمة، تجري في نهاية القرن التاسع عشر، في زمن العصر الفيكتوري لمدينة لندن، حينما كان سكان تلك البلاد يؤمنون وبشدة بأساليب السحر والشعوذة، وينتظرون بفارغ الصبر رؤيتها.

يتناول العمل ضمن إطار الإثارة والتشويق المسيرة المهنية لاثنين من الأصدقاء السحرة، وهما روبرت أنجير “هيو جاكمان” وألفريد بوردن “كريستيان بيل”، واللذين سرعان ما ينشب بينهما خلافٌ كبير وكره أعمى، ففي أحد عروض الخفة والسحر، الذي كان يتطلب تقييد المساعدة جوليا (زوجة روبرت)، ورميها في صندوق زجاجي مليء بالماء، حيث كان من المفروض أن يقوم صديقهما ألفريد بربط معصميها بواسطة عقدة سهلة الفك، لكنه يخطئ في عقدها، فتموت جوليا بعدها.

على أثر ذلك الحادث تبدأ العداوة بين الصديقين ، وتزداد المنافسة بينهما في إثبات قوة وموهبة كلٍ منهما على تقديم العرض الأجمل والأمتع، بعد أن أصبحا من أشهر لاعبي السحر، وامتلاكهما لأماكن عرض مختلفة، ومحاولاتهما إفساد الأمر على الآخر لضرب سمعته.

على الرغم من النجاح الكبير الذي يحققه الساحران، إلا أن ألفريد يعد أكثر ذكاءً من روبرت في صنع الحيل، حيث يقوم الأول بتطوير خدعة يطلق عليها اسم “الرجل المنقول”، ينتقل عبرها بين خزانتين على جانب واحد من المسرح، تنجح الخدعة ويثني الجميع على عبقريته، ما يشكل حالة من الحسد والغيرة عند روبرت، والفضول في معرفة ماهية هذا السر، وطريقة تنفيذه، إلى درجة أن يطلب من مساعدته أوليفيا “سكارليت جوهانسون” اقتحام حياة ألفريد والتقرب منه علها تكشف له الحيلة المتبعة.

فيلم The Prestige المأخوذ عن عمل أدبي للكاتب “كريستوفر بريست” ترشح لجائزتي أوسكار، وتحصّل بواسطته المخرج “كريستوفر نولان” على جائزة إمباير كأفضل مخرج من قبل مجلة إمباير التي تكرم سنويًا صناع السينما.

فيلم Following من أفضل أفلام كريستوفر نولان، وهو أول عمل سينمائي طويل للمخرج “كريستوفر نولان” بعد عدة أفلام قصيرة، وتم تصويره بأسلوب فيلم نوير. يحكي الفيلم قصة كاتب شاب عاطل عن العمل (لم يتم منحه اسمًا محددًا) “جيريمي ثيوبالد”، يقوم بتتبع الغرباء حول شوارع لندن الملأى بالحيوية والحركة، محاولًا إيجاد الإلهام لكتابة روايته الأولى.

يرغم نفسه في البداية على الالتزام بقواعد معينة عند اختيار الغرباء الذين يريد متابعتهم ومراقبتهم، لكنه سرعان ما يتناساها عندما يقرر ملاحقة رجل وسيم يرتدي بدلة داكنة، يشعر الرجل الوسيم المدعو بكوب “أليكس هاو” بمراقبة هذا الشاب الغريب الأطوار، يواجهه بسرعة ويكشف له عن مهنته، وأنه لص متسلسل يهتم باقتحام بيوت الآخرين للعبث بممتلكاتهم، لا لهدف سرقة الأموال بالمقام الأول، بل حتى يدركوا قيمة ما يملكون. ويتعرض خلال تجربته الجديدة للعديد من المواقف والمشاكل، كما يتم خداعه من قبل امرأة توهمه برغبتها بالمساعدة.

اللافت بالأمر أن اللص يدعوه لمرافقته في عمليات السطو التي سينفذها، وهو يقبل ويحقق له الأمر تباعًا شيئًا من المتعة، كونه لم يجرب هذه الأفعال من قبل.

على الرغم من التكلفة الإنتاجية القلية للفيلم والتي لم تتجاوز 6 آلاف دولار، ومشاركة كريستوفر نولان بتصويره وتحريره وإنتاجه إلى جانب كتابته وإخراجه، استطاع Following حجز مكان له ضمن المهرجانات السينمائية، حيث تحصل على جائزة النمر ضمن مهرجان روتردام السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي الدولي.

تمكن “كريستوفر نولان” من تغيير نظرتنا بشكل جدي حول أفلام الأبطال الخارقين، فعلى مدار سنوات عديدة تم تقديم شخصية باتمان وشرح كيف خلقت، وتصوير مواجهاته مع الأعداء، إلى أن جاء نولان وطرحها حسب رؤيته الخاصة.

يعرف كيفية صنع فيلم تجاري بمعايير فنية عالية، ومنها على مستوى النص، والشغل على خلفية البطل الخارق، بماضيه وخلفيته الإنسانية، وحاضره كمنقذ للبشر. أي أنه اهتم بواقعيتها على قدر ما عنى له جانبها البطولي وشكلها الخارجي، على عكس أفلام كثيرة تناولت هذا النوع من المواضيع.

فيلم Batman Begins /بداية باتمان من أفضل أفلام كريستوفر نولان، حيث يستعرض حياة “بروس واين” صاحب شركة واين، توفي والداه أمامه وهو صغير في أثناء حادثة سرقة، بعد خروجهم من دار الأوبرا، ليتكفل خادم العائلة “ألفريد بينيورث” بتربية بروس.

يقرر الشاب الثري بروس القيام بجولة حول العالم للحصول على التدريبات القتالية اللازمة، والتي تخوله الانخراط في عوالم الجريمة والمجرمين. ليعود بعد مضي عدة أعوام لمدينته جوثام التي عم فيها الفساد وزادت جرائم العصابات، هنا تقرر عصابة “رأس الغول” تنظيف المدينة من الفساد والمجرمين، وذلك عن طريق تدمير المدينة، لكن بروس يرفض المخطط ويقرر مستعينًا بشخصية “الرجل الوطواط” أن يوقف هذه العملية.

حاز فيلم Batman Begins على جوائز ساتورن، وجوائز أكاديمية أفلام الخيال العلمي والفنتازيا والرعب، كأفضل فيلم خيالي، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثل. كما احتل المركز التاسع ضمن اختيارات جمعية نقاد السينما الأمريكية الإفريقية لأفضل 10 أفلام لعام 2005.

يقدم العبقري “كريستوفر نولان” عبر فيلم Inception /بداية وهو أيضًا من أفضل أفلام كريستوفر نولان، قصة مثيرة للاهتمام تدور أحداثها في بنية العقل، عمل يلعب على حدود الحلم والواقع، ضمن قالب من الإثارة والخيال العلمي والغموض.

حيث يقوم دوم كوب “ليوناردو دي كابريو” وهو لص محترف ومبتكر، مع شريكه أرثر “جوزيف جوردون ليفيت”بغزو أحلام أهدافهم، عن طريق الولوج إلى عقول الأشخاص من خلال استخدام مواد كيميائية تساعد على استخراج معلومات قيمة، وأسرار بغاية الأهمية.

بفضل موهبته النادرة والمميزة يصبح شخصًا مرغوبًا به، لامتلاكه أشياء مهمة عن شخصيات وشركات، ما يجعله مطلوبًا لأكثر من جهة. يتم تكليفه من قبل أحد رجال الأعمال النافذين والمدعو سايتو “كين واتانابي”، وذلك لتولي مهمة إنجاز استثنائية، تتمثل في الاستخراج العكسي، وهو أن يقوم بزرع فكرة معينة في عقل الهدف، أحد منافسيه روبرت فيشر “سيليان مورفي”، لإيهامه أنها فكرته هو، والغاية تفكيك الشركات التي سيرثها عن أبيه، كل هذا مقابل تبرئة كوب من تهمة مقتل زوجته، حتى يتمكن العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ورؤية أطفاله من جديد.

الجدير بالذكر أن كريستوفر نولان قام بالتحضير للعمل قبل عقد من إنتاجه، وكتب نصه على أن يقدمه كفيلم رعب، لكنه غير فكرته لاحقًا كون الفكرة الرئيسية تعتمد على الحلم والذاكرة. تحصل الفيلم على جوائز وتكريمات عديدة مهمة، نذكر منها جوائز الأوسكار لأفضل تصوير، وأفضل تأثيرات بصرية، وأفضل خلط صوتي، وأفضل مونتاج صوتي.

ينعزل بروس واين /الوطواط “كريستيان بيل” ويختفي لمدة 8 سنوات عن العالم، وذلك بعد وفاة الدكتور هارفي دينيت “أرون إيكهارت” المدعي العام للمقاطعة، والذي حملته مدينته مسؤولية وفاته، فاختفى بعيدًا معتقدًا أن الحاكم الجديد جوردون بمقدوره حماية مدينة جوثام من انتهاكات المجرمين.

في هذه الفترة تعم الحرب الطبقية أرجاء البلاد ويستشري الإرهاب داخلها، ما يتطلب تدخل الرجل الوطواط ليعيد الأمور إلى نصابها، يقرر بروس العودة بشخصية باتمان بعد أن قام أحدهم بإقناعه بأهمية العودة، وأيضًا بعد معرفته بأن واحدة من خادمات القصر قامت بسرقة بصماته، حتى يتمكن أحد رجال الأعمال من بيع أسهمه، لكي يتم إفلاس شركاته.

يعد فيلم The Dark knight Rises /نهوض فارس الظلام، الجزء الأطول في سلسلة باتمان، وحقق نجاحًا باهرًا في شباك التذاكر. حظيت ليلة العرض الأول للفيلم بلبلة كبيرة، بسبب مذبحة أورورا التي حصلت وقتها، حيث تم إطلاق النار في مدينة أورورا نجم عنها مقتل 12 شخصًا وجرح 50 آخرين، وتعد هذه الحادثة من أكبر حوادث إطلاق النار العشوائي من ناحية عدد الضحايا في الولايات المتحدة الأمريكية.

أعرب المخرج “كريستوفر نولان” للإعلام عن حزنه نتيجة المأساة التي حصلت حيث قال:

من الجوائز العالمية الكثيرة التي تحصل عليها نذكر: جوائز AFI 2012 ضمن أفضل 10 أفلام للعام، وفي عام 2014 تم تصنيفه من قبل مجلة إمبير ماغازين في المرتبة 72 كأفضل فيلم تم إنتاجه على الإطلاق ضمن قائمة أعظم 301 فيلم في كل العصور.

فيلم Insomnia /الأرق هو العمل الوحيد الذي لم يكتب نصه المخرج “كريستوفر نولان”، لكن هذا العمل المأخوذ عن الفيلم النرويجي الصادر في عام 1998، يطرح تساؤلًا مهمًا: هل العمل الخارج عن القانون مبرر، هل ارتكابك لخطيئة ما بالغلط يمكن تبريرها لك، لمجرد أنك تخدم العدالة بنزاهة وتطبق قوانينها بالعادة؟

ما يحفزك لمتابعة هذا الأرق، غير اسم كريستوفر نولان أسماء الممثلين المتواجدين أمثال: “آل باتشينو”، و “روبين ويليامز”، و “هيلاري سوانك”، هذا الثلاثي الأوسكاري المميز والأيقوني. تجري أحداث القصة في مدينة ألاسكا، حيث يذهب اثنان من المحققين ويل دورمر وهاب إيكهارت من لوس أنجلوس لمساعدة الشرطة المحلية هناك، في التحقيق بجريمة قتل حدثت بحق المراهقة كاي كونيل البالغة من العمر 17 عامًا.

لكنْ بين دومر وهاب خلاف على أمر مهني، نتيجة أخطاءٍ قانونية ارتكبها الأول، ما يعكر صفو الأجواء بينهما. في أثناء مطاردة قاتل الفتاة في الغابة، يصوب دومر سلاحه بالخطأ على هاب ويرديه قتيلًا، لكنه يخفي الحقيقة، خوفًا من عدم تصديقه.

يرافق دومر خلال مهمته بإلقاء القبض على القاتل، الشعور بالذنب والمسؤولية والمساءلة، ما يسبب له حالة من الأرق تمنعه من الاستسلام للنوم. يتصل فينش قاتل كاي بالمحقق دومر ويطلب منه مساعدته بإلقاء التهمة على صديق كاي، وهو بالمقابل لا يعترف على جريمته بحق زميله هاب.

نال فيلم Insomnia جائزة ALFS Awards كأفضل مخرج بريطاني “كريستوفر نولان”.

دائمًا ما تكون الحرب العالمية الثانية محط أنظار المخرجين المخضرمين، من يريد منهم أن يترك أثرًا واضحًا في صناعة الفن السابع. لذا كان من الصعب خلو مسيرة نولان الإخراجية من تناول إحدى الحروب التي زعزعت أمن واستقرار العالم.

قصة فيلم Dunkirk تدور حول حدث تاريخي جرى في عام 1940، رحلة هروب من الشواطئ الفرنسية، ومهمة إجلاء الناجين من جنود الحلفاء من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وكندا، باستخدام كل سفينة حربية ومدنية تم العثور عليها، بعد أن تم حصارهم من قبل الجيش الألماني. وسميت عملية الإخلاء هذه “عملية دينامو” التي شكلت نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية.

عمل حربي تاريخي عاطفي، يحتوي بداخله مشاهد كثيرة تحاكي روح الإنسانية من خلال مواقف ولحظات عميقة. نتابع مجرياته مع جنود مختلفين بالخلفيات الثقافية والاجتماعية أمثال تومي جنسن “فيون وايتهيد”، السيد داوسون “مارك ريلانس”، فارير “توم هاردي”، يقدم نولان عبر كل واحدٍ منهم رؤية مختلفة عن مسار الحرب، وما قد تخلفه من آثارٍ على الإنسان والحياة.

من خلال استطلاع أجري في عام 2018 ضمن مجلة “تايم أوت” شمل رأي 150 ممثلًا ومخرجًا وكاتبًا ومنتجًا وناقدًا، تم تصنيفه من بين أفضل 100 فيلم بريطاني على الإطلاق. كما صنفته صحيفة “واشنطن بوست” كواحد من أفضل 23 فيلمًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تجربة “كريستوفر نولان” السينمائية لافتة، فقد استطاع بواسطة عمله السينمائي الطويل “Memento” توجيه الأنظار إليه، لعبقريته الإخراجية المتفردة، وشغفه بعمله حتى يخرج بأكمل صورة.

يجذبك الفيلم بأسلوبه الذكي بالتعامل مع القصة، رغم وجود بعض التعقيدات لكن لا مكان للملل هنا، حيث يتم سرد الفيلم عبر مشاهد مقسمة على تسلسلين مختلفين، سلسلة تبث بترتيبها الزمني تقدم بالأبيض والأسود، وأخرى بترتيب عكسي تعرض بالألوان.

هذا الفيلم ضمن أفضل أفلام كريستوفر نولان، حيث يحكي عن ليوناردو شيلبي “جاي بيرس” رجل لا يستطيع استحضار ذكرياته الجديدة، ذاكرته واقفة عند لحظة مقتل زوجته عقب اغتصابها، هذه الرواية التي يكررها طوال الفيلم، لا يذكر الحاضر، ما حصل قبل دقيقتين. ينهمك في البحث عن قاتل زوجته، لكن الأمر بغاية الصعوبة والسبب خيانة ذاكرته له، ما يعيقه عن جمع الأدلة، لهروب التفاصيل منه، ما يجعله ضائعًا تمامًا. لذلك نراه يبتكر طريقة تساعده على تذكر ما مر به قبل ساعات أو أيام، وما الغاية التي يريد الوصول إليها، وذلك من خلال كتابة تفاصيل صغيرة على كل صورة يلتقطها، ووشم جسده بالجمل والملاحظات كذلك.

في مهرجان “صندانس السينمائي” حاز كل من “كريستوفر نولان” و“جوناثان نولان” على جائزة والدو سولت لكتابة السيناريو، وعن الفئة ذاتها ضمن مهرجان “جمعية بوسطن لنقاد السينما”. وفي جوائز “الفيلم البريطاني المستقل” نال Memento أفضل فيلم أجنبي مستقل. وجوائز أخرى في تكريمات مختلفة.

14 عامًا مرت على تحفة “كريستوفر نولان” The Dark Night، الجزء الثاني من ثلاثية الرجل الوطواط “فارس الظلام”، ومازال إلى اليوم يتم ذكر هذا الفيلم على أنه من أبرز إنتاجات السينما ومن أفضل أفلام كريستوفر نولان، ومن أهم الأعمال التي تناولت قصص الأبطال الخارقين، والأفضل في مسيرة كريستوفر.

ما فعله نولان هو جعل القصص المصورة حية لا تموت، لم تعد قصة من كتاب هزلي فقط، ليس لمجرد تجسيدها تمثيليًا، بل بفعل الروح التي منحها للشخصيات المجسدة، صارت لحمًا ودمًا، محببة، ومنتظرة، وخالدة، وذات قيمة. هو خلق استراتيجية خاصة لصناعة تلك الكوميكس.

أحداث فيلم The Dark Night تبدأ بعد 9 أشهر من فيلم “Batman Begins”، عندما تقوم مجموعة من المجرمين بسرقة بنك غوغاء الوطني التابع لمدينة جوثام، يتلاعب بعقولهم وجشعهم رجل شيطاني يلقب بالجوكر، حتى يقوم كل واحدٍ منهما بقتل الأخر، طمعًا في الحصول على كمية أكبر من رأس المال، إلى أن يستولي عليها كلها الجوكر، الشرير الذي لا ضوابط أخلاقية تحكمه، ينوي نشر الفوضى والخوف في شوارع جوثام. لكن باتمان يريد محاربته وإيقافه عند حده، وتخليص الأهالي من تداعيات المأساة التي كونت هذا الشخص، فيشكل كل من باتمان والنائب العام هارفي دينت والملازم جيم جوردون تحالفًا ثلاثيًا للتخلص منه وجرائمه.

صدم أهل الفن والجماهير في العالم، بخبر وفاة الممثل “هيث ليدجر” الذي جسد شخصية “الجوكر”، في يوم 22 يناير/كانون الثاني من عام 2008، بسبب جرعة مخدرات زائدة. عند وفاته، كان فيلم فارس الظلام في مرحلة المونتاج، الأمر الذي أشعل حماس الناس للمشاهدة وترقب أداءه. وبفضل الأداء المميز للشخصية سجل الراحل هيث ليدجر اكتساحًا في عدد الجوائز التي حصل عليها منها: جائزة الأوسكار، وجائزة الغولدين غلوب، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، كأفضل ممثل مساعد.

فيلم The Dark Night /فارس الظلام، هو الأكثر ربحًا في عام 2008، وصنف من أفضل 10 أفلام من نفس العام من قبل المعهد الأمريكي للأفلام. والآن السؤال موجهٌ لك أيها القارئ، ما رأيك بمسيرة “كريستوفر نولان” المهنية، وما هو أفضل أفلام كريستوفر نولان بالنسبة لك؟