مراجعة أنمي Blue Lock.. البحث عن المهاجم المثالي قد بدأ
7 د
في الأعوام الأخيرة، تزايدت شعبية مسلسلات الأنمي اليابانية بعدما كانت محصورة بين مجموعة قليلة من المتابعين، إن الأنمي فن مختلف متفرد عن أي فن آخر، إنه ذلك المزيج المذهل من الخيال والسحر والفن والمتعة، والأنمي ليس نوعًا واحدًا أو قصة واحدة، إنه عالم واسع متشعب، فكما أن هناك أنواعًا للأفلام والمسلسلات، فإن هناك أنواعًا للأنمي كالرومانسية والتاريخية الحربية، وأيضًا أنميات تحكي قصص الأبطال الشجعان في عالمهم الخيالي المختلف تمامًا عن عالمنا، وبالطبع فإن للرياضة مكانة خاصة في عالم الأنمي.
إن مسلسلات الأنمي الرياضية ليست كأي مسلسل تلفزيوني عادي، إنها أعمال مميزة متفردة، تقدم الرياضة بشكل غير معتاد ممزوج بالخيال. وسنقدم في هذا المقال مراجعة لأنمي رياضي حاز شهرة واسعة، خاصة بعد الأداء المشرف لمنتخب اليابان في كأس العالم 2022 الذي أقيم في قطر، أنمي Blue Lock أو القفل الأزرق.
معلومات أنمي Blue Lock
- تأليف يوسوكي نومورا
- إخراج تيتسوكي واتانابي
- تأدية الأصوات كازوكي أورا، تاسوكو كايتو، كوكي أوتشياما
- عدد الحلقات 24 حلقة
- تاريخ العرض 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2022
- التقييم على IMDb هو 8.4/10
قصة القفل الأزرق، البحث عن المهاجم المثالي قد بدأ
تبدأ أحداث الأنمي الرياضي مع يويتشي إيساغي مهاجم في فريق مدرسته الثانوية لكرة القدم يحاول قدر جهده أن يصل بفريقه إلى البطولة الوطنية، على الرغم من قدرته هو على تسجيل الهدف الحاسم، إلا أنه مقتنع بفكرة أن كرة القدم لعبة جماعية، متبعًا نصيحة مدربه الدائمة، الجميع للفرد والفرد للجميع، فيمرر إيساغي الكرة لزميله في الفريق، على أمل أن يسجل هدف التعادل الذي سيحقق حلمهم بالتأهل، لكن زميله يفشل في تسجيل الهدف ليخسروا المباراة، ومعها فرصة تأهل الفريق إلى البطولة.
مع وصوله إلى المنزل، يتلقى إيساغي رسالة من الاتحاد الياباني لكرة القدم تدعوه إلى الانضمام إلى مشروع جديد يدعى Blue lock أو القفل الأزرق، مع وصوله إلى المنشأة الأشبه بالسجن، يكتشف إيساغي وجود مئات اللاعبين غيره، حيث أن بلو لوك في الواقع هو مشروع الاتحاد الياباني لكرة القدم لإيجاد المهاجم المثالي الأقدر على تحقيق حلم اليابان بالفوز بكأس العالم، بقيادة المدرب غريب الأطوار إيغو جينباشي، الذي يمتلك نظرة خاصة لعالم كرة القدم، إذ يرى أن مهمة الهداف تحقيق الأهداف فقط، ولا شيء آخر، أي أن يحمل الفريق بأكمله على كتفيه، وإيجاد هذا المهاجم المثالي، يتطلب عزل ثلاثمئة من أفضل لاعبي المدارس الثانوية في اليابان، وتدريبهم بطرق غير تقليدية، لكن ليس كفريق واحد، إذ إن هؤلاء اللاعبين سيتنافسون ضد بعضهم بعضًا، والناجي الأخير الذي سيهزم 299 لاعبًا آخر، سيكون هو المهاجم المختار، لكن كل لاعب آخر مهزوم، سيتم منعه من الانضمام إلى الفريق للأبد.
في البداية لم يقتنع أي لاعب بهذا المنطق الغريب، إذ إن كرة القدم لعبة جماعية، وعلى الفرد أن يضحي أحيانًا لأجل الفريق كي يتحقق الفوز، لكن جينباشي يستعرض تصريحات لاعبين بارزين، أكدوا أن هدفهم الوحيد هو تسجيل الأهداف، حتى لو كان على حساب فريقهم، ليقتنع إيساغي الذي ما يزال يتساءل إن كان قد أخطأ عندما مرر إلى زميله الكرة، ويقبل مع اللاعبين الآخرين الانضمام إلى المشروع على الرغم من خطورته.
يتم تقسيم اللاعبين إلى مجموعات، ويعطى كل لاعب رقمًا يدل على مستواه، ليصدم إيساغي أنه اللاعب قبل الأخير في التصنيف، ليقرر أن يحقق حلمه ولو كان على حساب الآخرين، فتبدأ رحلة التدريب في منشأة بلو لوك الغريبة، في أحداث مثيرة حماسية، تمزج كرة القدم بالخيال والإثارة، ما يجعل هذا الانمي مختلفاً للغاية عن أي أنمي آخر.
أنمي مختلف عن أي أنمي رياضي آخر وتقديم مختلف لعالم كرة القدم
كان أنمي بلو لوك هو الأنمي الأكثر انتظارًا من قبل المتابعين، ذلك بسبب الضجة التي سبقت إصداره، حيث أكّد مؤلفه أنه مختلف عن أي أنمي رياضي آخر، وقد كان هذا صحيحًا، فقد قدم بلو لوك تصورًا جديدًا لعالم كرة القدم، إذ إنه وعلى خلاف الأنميات الرياضية الأخرى التي تجسد روح التعاون والعمل الجماعي، ركز بلو لوك وبشدة على أنانية اللاعب، "لتكون الأفضل عليك أن تعمل بشكل أفضل" إن المهارة ليست كافية في عالم بلو لوك، فالاهتمام بزملائك في الفريق وتعاونك معهم سيكلفك مستقبلك.
إن لاعبي بلو لوك ليسوا لاعبين تقليديين أيضًا، إنهم يلعبون بأسلوب خيالي ويمتلكون قدرات وركلات خارقة أشبه بالأسلحة، كما أنه من المعروف أن كرة القدم هي لعبة التعاون وروح الفريق، لكن بالنسبة لبلو لوك فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق حلم كأس العالم، هي وجود لاعب قادر على تحقيق الأهداف من أي منطقة في الملعب، أما اللاعبون العشرة الآخرون في الفريق، فلا أهمية لوجودهم سوى تمرير الكرة إلى محقق الأهداف، اليابان تريد الفوز ولا شيء إلا الفوز، وهذا ما يجعل بلو لوك مختلفًا عن أي أنمي رياضي، بأحداث مثيرة مميزة تحمل القليل من طابع الأنمي الشهير هجوم العمالقة.
رسم وتحريك مميز وتقديم مختلف للشخصيات
كل واحد لنفسه، هذه الجملة يمكنها اختصار تقديم شخصيات بلو لوك، فرغم أن الأنمي رياضي في نوعه، إلى أن مضمونه كان حربيًا أكثر مما كان رياضيًا، فالشخصيات المقدمة في الأنمي كانت أنانية متضاربة متشعبة، رغم أن لكل شخصية شكلها المميز وقدراتها ومهاراتها، إلا أن ما يجمع بينها جميعها الأنانية، وهذا أمر غير مستغرب، ذلك أن فكرة الأنمي تقوم على محاولة إيجاد المهاجم المثالي من بين ثلاثمئة مهاجم، لهذا فإن تحقيق الفوز يتطلب أن تكون وحشًا حقيقيًا، تسعى إلى هدفك حتى لو تطلب الأمر الدوس على الآخرين.
أما من الناحية الفنية، فقد كان رسم الشخصيات متقنًا مناسبًا لفكرة العمل السوداوية، كما أن المشاعر التي تشعر بها كل شخصية، تم رسمها ببراعة، خاصة مشاعر الحزن والخيانة ومشاعر القسوة، كل هذه المشاعر قدمت بوضوح مميز، كما أن رسم وتحريك اللاعبين في المباريات كان رائعًا للغاية يجعل المباراة تبدو حية حقًا.
انتقادات طالت الأنمي، خيال بعيد تمامًا عن عالم كرة القدم، حوارات طويلة وترويج لفكرة أنانية كرة القدم
على الرغم من شعبية الأنمي الكبيرة، إلا أنه لم يستطع أن ينال إعجاب الجميع إذ إن بعض المتابعين وعلى الرغم من إعجابهم بالرسم والتحريك، أبدوا تحفظهم على القصة، ورأوا أن الأنمي ابتعد في تصويره عن عالم كرة القدم الحقيقي وحول اللعبة الممتعة الجماعية إلى شيء أشبه بمؤامرة جنونية غريبة، كما أن بعض الحوارات كانت طويلة مملة ومضيعة للوقت برأيهم.
أما الانتقاد الأكبر، فكان من نصيب فكرة أنانية اللاعب التي اعتنقها الأنمي منذ الحلقة الأولى، فخلال أحداث الأنمي، يحاول اللاعبون كل ما بوسعهم تسجيل أهدافهم بأنفسهم دون تمرير الكرة إلى شخص آخر، لأن الهدف الأساسي هو إيجاد المهاجم المثالي، ولا يمكن أن تكون مهاجمًا مثاليًا لو قمت بتمرير الكرة إلى زميلك حسب نظرية جينباشي
لقد جعل بلو لوك من كرة القدم حربًا، إما أن تنتصر وإما تقصى نهائيًا، على عكس أنمي أواشي الذي كان التجسيد الحقيقي لروح الجماعة واللعب المثالي، والذي حقق شعبية كبيرة ومع ذلك فإن بلو لوك فاقه شعبية وهنا يطرح سؤال مهم
هل يعد أنمي بلو لوك عملًا سيئًا؟
إطلاقًا، على الرغم من كل الانتقادات التي نالت من القصة، إلا أن أنمي بلو لوك ومع غرابة قصته، أنمي ممتع إلى أقصى حد، إنه عمل مثير للحماس،
لقد قدم بلو لوك قصة مختلفة وأضاء جوانب مميزة في عالم كرة القدم كالحماس والإخلاص والشغف، حتى لو كان خياليًا، ففي النهاية الأنمي ليس تصويرًا للواقع، إنه الخيال الصرف الهارب من قيود المنطق، لربما كان أنمي بلو لوك خياليًا أكثر مما كان رياضيًا، لكنه وبكل تأكيد أنمي يجعلك تنتظر الحلقة القادمة بفارغ الصبر، وشعبيته الجارفة دليل كبير على المتعة التي يحملها، كما أنه في واقع الأمر طرح فكرة موجودة لكن أحدًا لم يركز عليها قبلًا، وهي أنانية اللاعب، إذ إنه وفي الحياة الواقعية يوجد كثير من اللاعبين الذين يحملون الفريق بأكمله على كاهلهم، ويتباهون أنهم الهدافون الأعظم، كل ما فعله بلو لوك إضافة الكثير من الخيال والرسم المتقن والقدرات الخرافية إلى عالم ممتع مشوق بطبيعته.
كاد الخيال يتحول إلى حقيقة، المنتخب الياباني يعتز بصناعة الأنمي
ازدادت شعبية الأنمي ازديادًا كبيرًا بعد كأس العالم الذي أقيم في قطر، لو كنت من متابعي كرة القدم، فلا بد أنك قد شاهدت الأداء الرائع للمنتخب الياباني الذي أبهر المنافسين كما أبهر المشجعين، وبالطبع فقد لاحظت ملابس الفريق المميزة في تصميمها، في الواقع لو كنت من متابعي الأنمي لعلمت أن المنتخب الياباني ارتدى نفس القميص الذي رسم في الأنمي من تصميم مؤلف المانجا يوسوكي نومورا، كتحية اعتزاز وتقدير له ولعالم الأنمي ككل، في مبادرة رائعة حقًا من لاعبي المنتخب خاصة أن أداءهم الرائع لفت نظر الكثير من عشاق كرة القدم، بل إن تكهنات كثيرة أفادت بفوزهم بكأس العالم وتحويل الخيال الحاصل في بلو لوك إلى حقيقية، إن اليابان تريد الفوز، وبعد الهدف الذي سجله المهاجم أوسانو تاكوما في مباراة اليابان مع ألمانيا والذي شبهه كثير من المتابعين بأسلوب اللعب والتسجيل في بلو لوك ازدادت شعبية الأنمي ازديادًا كبيرًا إذ بدا للجميع أن اليابان ستفعلها أخيرًا.
لكن للأسف لم يحالفهم الحظ في تحقيق هذا الحلم، إلا أنهم ومع ذلك قدموا أداء خياليًا لا ينسى.
قد تكون كرة القدم محض رياضة عادية بالنسبة للبعض، لكنها بالنسبة للبعض الآخر حياة كاملة يدفع في سبيلها الغالي والرخيص، وقد نجح بلو لوك بخياله الجامح في إيصال هذه الفكرة، فكرة التضحية بكل شيء وكل شخص لأجل تحقيق الحلم.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.