القصة مستوحاة من أحداث حقيقية لأطباء مزيفين.. مؤلفو مسلسل وش وضهر يتحدثون لأراجيك فن
5 د
طبيب مزيف.. عالم الأفراح الشعبية.. بركات السيد البدوي.. دنيا المزيكا الرقمية.. بساطة أهل طنطا وجمال شوارعها.. جميعها عناصر نسجت من تفاصيلها أحداث مسلسل "وش وضهر" للمخرجة مريم أبو عوف، الأكثر مشاهدة خلال الفترة الأخيرة على منصة "شاهد" السعودية، متصدرًا تريند السوشيال ميديا بالوطن العربي.
الدراما المصرية ذات الـ 10 حلقات تدور أحداثها حول (جمال/إياد نصار) الذي يقرر انتحال صفة طبيب في إحدى محافظات مصر؛ هاربًا من حياته السابقة بما فيها من زوجة وأعباء أسرة وضغوطات عمل بالعاصمة، للانتقال والعيش بهيئة جديدة تبعث له روح الحياة من جديد في طنطا.
لكنه سرعان ما يقع في غرام فتاة أخرى (ضحى/ريهام عبد الغفور)، إذ جاءت لتمحو ماضيها الذي لا تفضله أيضًا، وفقًا لمتطلبات وظيفة الممرضة المتوفرة بعيادته، إلى أن يتورطان معًا في عدة مشاكل متتالية، تزيح الستار عن أسرارهما، والتي قد تحول دون اكتمال علاقتهما.
اقرأ أيضاً: مراجعة مسلسل The Sandman.. لماذا نجح أضخم مسلسل رعب على نتفليكس؟
مسلسل وش وضهر.. دراما من الواقع
نادرًا ما يوظف الأبطال في الدراما الشعبية بعيدًا عن الصورة الملائكية، والتي تستعرض وجهي الخير والشر في الإنسان، وفي هذا الإطار يعلق السيناريست شادي عبد الله، بأنه اطلع على قصص مشابهة لـ "جمال" والتي دومًا ما يُكتب عنها في حوادث الصحف حول أولئك الذين ينتحلون صفة الأطباء.
يصف أحد كتاب سيناريو "وش وضهر"، كيف راودته الفكرة، قائلاً: "مع اختلاف الأماكن والأزمنة خلال الأعوام الماضية، عادة ما يصادفنا نماذج أشخاص منتحلين صفة الأطباء بصفة خاصة من خلال تخصصات مختلفة. لكن الكتابة في مكان خارج حدود القاهرة جاء لعدة أسباب؛ أتساءل دومًا لماذا نصور في شوارع محافظتي القاهرة والإسكندرية فقط".
يستكمل "شادي" موضحًا ضمن حديثه لـ مجلة "أراجيك فن"، أن تفاصيل الخط الدرامي الخاص بـ "ضحى" أيضًا، دفعهم للتوجه لطنطا؛ إذ إن شخصيتها متأثرة بأولياء الله الصالحين والسيد البدوي المتواجد في طنطا، وهذه كانت أولى أسباب تفضيلها على أي مكان اَخر.
كواليس وش وضهر
نرى في "وش وضهر" تمثيلًا متكاملًا لشرائح المجتمع العربي بنسب متفاوتة؛ ما بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة والفئات المهمشة من ذوي القدرات الخاصة، وبتوجيه السؤال لمؤلفي المسلسل عن الهدف من هذا الاختيار والمفاضلة بين أهمية التنوع أم الضرورة الدرامية، يلفت السيناريست أحمد بدوي الذي اشترك في كتابة السيناريو بالتعاون مع شادي عبد الله، تحت إشراف ورشة سرد بقيادة الكاتبة المصرية مريم نعوم، إلى أن هذا التوظيف المتكامل جاء وفقًا للضرورة الدرامية وما يتطلبه اكتمال صفات وسمات الشخصيات.
ويقول لـ "أراجيك":
"ظهور شقيق من ذوي القدرات الخاصة لـ "ضحى"، يعيش في طنطا مع أسرتها، جاء في سياق الدراما؛ اكتمالًا لسلسلة الأعباء الاجتماعية والمسؤوليات التي تتكلف بها "ضحى"؛ إذ إنها مكلفة بتحمل مصاريف العائلة والتي لا تجد عائلًا معينًا غيرها".
يضيف "بدوي" أنه كذلك وجد ضرورة درامية لتوظيف الأغاني العربية التراثية القديمة والمزيكا، على خلفية الأحداث الدرامية للشخصيات ومعاناتهم وحالاتهم، استنادًا إلى الخلفية الثقافية والوظيفة التي يعملها متعهد الأفراح "عبده وردة/إسلام إبراهيم" والذي يجسد دورًا محوريًا ضمن الحبكة الدرامية بعلاقته مع "هبة/ثراء جبيل" صديقة "ضحى".
أما "اللكنة" التي تحدثت بها "ضحى" ولازمة "نهار أسوخ"، وأسلوب "هبة" في التحدث باللهجة المصرية ونطق المفردات والكلمات؛ الطريقة التي ميزتهما عن بقية الممثلين، فيُجمع المؤلفون أن هذه جاءت من لمسات "ريهام عبد الغفور" و"ثراء جبيل" للشخصيتين؛ أي أنهما اتجهتا لإضافة بعض اللمسات الحقيقية لهما بالتعاون مع توجيهات المخرجة.
ردود الأفعال
اتفق الثلاثي مريم نعوم وشادي عبد الله وأحمد بدوي على الشعور بـ "المفاجأة" حول ردود الأفعال في أثناء وبعد عرض المسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنه يُعرض "أوف سيزون"؛ أي أنه خارج إطار عروض المواسم الدرامية السنوية الشهيرة كالموسم الرمضاني.
يضيف "شادي" أنه توقع انجذاب الجمهور له بسبب اختلافه عن المعروض خلال الفترة الأخيرة، لكن ليس بهذا القدر الكبير من الاحتفاء، بينما "بدوي" أعرب عن سعادته الكبيرة بردود الأفعال التي وصلته من الشارع وخارج حدود مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أوضحت مريم نعوم أنها دومًا لا تفضل توقع النجاح، بل تترك العمل ومردوده "تبسطها" مع العرض الأول.
وتضيف مفسرة حالة تعلق الكثيرين بأبطال "وش وضهر" إنها تشعر أن الجمهور يتعلق دومًا بكل ما هو "حقيقي" في الشخصيات والأشياء، كلما تلامست عقولهم ومشاعرهم مع هذه العناصر وبساطتها وعفويتها زادت من إعجابهم به أيًا كانت طبقاته الاجتماعية أو مواضيعه سينمائيًا أو دراميًا.
أما حالة الجدل التي أثيرت حول توظيف السيد البدوي وبركة زيارة الأولياء في طنطا، يفسر "أحمد" أن هذه الحالة تعد بمثابة الأمر الجيد في صالح العمل وإثراء الاَراء بمناقشة العمل وفكرته، موضحًا: "هذا موجود منذ قرون ماضية، ولا يوجد مانع من تقديم شخصية درامية "ضحى" تتبارك بالأولياء، لأن هذا واقع وموجود بالفعل ونحن نجسده دراميًا".
عن الصعوبات التي واجهتهم "شادي ومريم وبدوي" في كتابة "وش وضهر"، يوضحون أنه ذلك حدث في أثناء تحديد " ”VO؛ أي المشاهد التي يرافقها التعليق الصوتي للأبطال؛ إذ أعادوا كتابتها مرات متتالية لأسباب فنية تتقيد بتوجيهات الإخراج، فلجأوا للحضور في أثناء عملية المونتاج وكتابة هذه المشاهد مجددًا.
بعد انتهاء حلقات المسلسل، تساءل الجمهور حول نهايته التي ربما تفتح أبوابًا أكثر ثراءً دراميًا، يقودها الثنائي الرومانسي "جمال وضحى"، وبسؤال مريم نعوم عن إمكانية تقديم جزء ثانِ لـ "وش وضهر"، تقول إنهم فكروا في ذلك بالفعل خلال عملهم على الجزء الأول منه ذي الـ 10 حلقات ولكنه لا يزال قرارًا لم تحسمه بعد شركة الإنتاج.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.