عشرة أفلام ممتعة من موجة الهاليو الكورية

يشير مصطلح  “الهاليو” أو “الموجة الكورية” إلى الشعبية الواسعة للصناعة الترفيهية الكورية الجنوبية (من أغاني ومسلسلات وأفلام) بين مختلف شعوب العالم، وقد تم إطلاق هذا المصطلح لأول مرة عام 2000 من قبل محرري الأخبار الكوريين خلال وصفهم للنجاح الباهر الذي حققته فرقة H.O.T. الكورية الجنوبية في حفلها الغنائي بالصين.

وقد تخطت الموجة الكورية (الهاليو) منذ ذلك الحين حدود القارة الآسيوية لتمتد إلى جميع أرجاء العالم بما فيه المنطقة العربية، مهددةً الهيمنة الفنية الأمريكية والهندية والتركية وواضعةً الفَنّ الكوري الجنوبي على مضمار المنافسة مع الدول الخبيرة في مجال الصناعة الترفيهية، وأصبح مصطلح “الهاليو” يُعبّر عن الشعبية الجارفة للثقافة الكورية والفَنّ الكوري في جميع أنحاء العالم.

وبالرغم من ميلاد موجة الهاليو على يد الدراما والأغاني الكورية إلا أن السينما الكورية الجنوبية حصلت بالتبعية على اهتمام واسع من جماهير الفَنّ الكوري حول العالم على مواقع المشاهدة المتاحة على الشبكة العنكبوتية؛ فتتميّز الأفلام الكورية بأنها بعيدة عن السطحية، تناقش أفكارًا فلسفية في محتواها وتخاطب عقل المشاهد؛ مما يجعلها تستحق المتابعة عن كثب.

في هذا المقال اخترت لكم عشرة أفلام مميّزة في مجال الصناعة السينمائية الكورية؛ حيث استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة .. فجمعت بين النجاحين الفني والتجاري وقدمت للمشاهد قيمة فنية وفكرية بعيدة عن الملل تستحق المشاهدة أكثر من مرة:

فيلم كوميدي رومانسي تدور أحداثه حول طالب بكلية الهندسة يقع في غرام فتاة فقدت حبيبها، فيساعدها على التغلب على آلامها متحملًا طباعها الغريبة.

يناقش الفيلم قضيتي القدر والحب الأول في إطار هزلي شيق، ويُعدّ الفيلم أكثر الأفلام الكوميدية الكورية تحقيقًا للإيرادات على الإطلاق، كما نال العديد من الجوائز منها: جائزة هونج كونج لأفضل فيلم آسيوي عام 2003، وجائزة هوتشي لأفضل فيلم أجنبي في العام نفسه.

فيلم كوميدي رومانسي يحكي عن فتاة جميلة وبريئة الملامح لكن سبق اتهامها في قضية نصب؛ فتم حبسها لفترة، وبعد خروجها وقعت في غرام صيدلي ريفي ساذج.

يناقش الفيلم خصلة “الكذب” بعمق لكن بأسلوب ممتع ومسلي .. فيستعرض كيف يتمكن البعض من لعبة الكذب ويناقش إلى متى يمكن أن يستمرهذا الكذب وما يمكن أن يسببه .. نجح الفيلم تجاريًا وفنيًا، وتم ترشيحه لنيل جائزة أفضل سيناريو في مهرجان بيكسانج للفنون عام 2004.

فيلم رومانسي مستوحى من رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة جين ويبستر، تدور أحداثه حول فتاة فقدت أبويها، لكنها تتلقى الدعم المادي والمعنوي من شخص مجهول لا تعرفه؛ فتسميه لفترة “صاحب الظل الطويل” إلى أن تقرر ذات يوم أن تصل إلى حقيقة هوية هذا الرجل.

يناقش الفيلم فكرتي إنكار الذات والحب النقي دون انتظار لأي مقابل، وحقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا لا بأس به كما تم اختياره واحدًا من أربعة أفلام كورية تم عرضها في مهرجان فجر العالمي للسينما بإيران عام 2006.

فيلم موسيقي رومانسي كوميدي يحكي قصة فتاة بدينة تقوم بإجراء الكثير من عمليات التجميل كي تستطيع تحقيق حلمها بأن تكون مغنية مشهورة.

يتعرض الفيلم لعدة قضايا هامة منها: التمييز المجتمعي ضد مرضى السمنة المفرطة ومدى تحكم المظهر الخارجي في الصناعة الترفيهية التي من المفترض أن تحكمها الموهبة بالدرجة الأولى.

وقد حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا كبيرًا بإيرادات تعدت ال 42 مليون دولار، كما تم ترشيحه لجائزة أفضل فيلم في عدة مهرجانات منها مهرجان التنين الأزرق السينمائي عام 2007.

فيلم حربي يتناول قصة حقيقية حدثت بالفعل في قرية جوانج جو في الثامن عشر من مايو عام 1980 عندما اقتحمتها القوات العسكرية بهدف القضاء على المتمردين داخلها.

يناقش الفيلم قضيتي الظلم والتضحية عارضًا مرحلة اضطراب سياسي خطير عاشته كوريا الجنوبية في أثناء تلك الفترة، وقد حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا ساحقًا بصافي إيرادات تجاوز الـ 49 مليون دولار، كما نال جائزة كوريا لأفضل فيلم سينمائي عام 2007.

فيلم درامي تدور أحداثه حول امرأة تقررالانتقال للعيش في بلدة زوجها المتوفى، وتتعرض هناك لحادث اختطاف ابنها الوحيد ثم قتله.

يتعرّض الفيلم لعدة تساؤلات فلسفية عن الإيمان والتسامح والحب، وبجانب نجاحه الجماهيري حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان الفيلم الآسيوي لعام 2008، كما حصلت بطلته “جون دو يون” على جائزة أحسن ممثلة عن دورها بالفيلم في مهرجان كان السينمائي عام 2007.

فيلم حركة تاريخي تدور أحداثه في مملكة جوسون الكورية عندما قرر ملكها ’سيه جونج العظيم‘ تطوير سلاح مُعقّد الصنع؛ وذلك لردع مملكة منج الصينية ومنعها من تهديد أمن جوسون.

يستعرض الفيلم عدة قضايا هامة مثل: صراع القوى، ومدى أهمية الاستعداد الدائم للعدو في عملية فرض السلام، والخيانة .. واستطاع الفيلم تحقيق نجاحًا تجاريًا بإيرادات تجاوزت الـ 19 مليون دولار، كما حصل على جائزة ’جراند بل‘ لأفضل فيلم سينمائي عام 2009.

فيلم حركة تاريخي تدور أحداثه في أواخر القرن الـ 16 في مملكة جوسون الكورية الغارقة في الفوضى السياسية وعلى وشك السقوط في قبضة الإحتلال الياباني.

يتعرض الفيلم لفكرة أنانية الإنسان وسعيه وراء تحقيق مجد شخصي حتى لو كلفه ذلك التضحية بأمن وطنه، كما يناقش الفيلم قضايا الظلم الاجتماعي والفساد والخيانة والانتقام.

حلّ الفيلم في المرتبة الثانية في شباك التذاكر الكوري، وكان ضمن ستة أفلام مرشحة لتمثيل كوريا الجنوبية في الأوسكار لعام 2010.

فيلم رومانسي ميلودرامي يدور حول قصة حب جمعت بين شاب وفتاة كانا زملاء في درس الهندسة المعمارية فترة دراستهم بالجامعة، ثم افترقا ليلتقيا مجددًا بعد 15 سنة.

يستعرض الفيلم فكرتي الحب الأول والحنين إلى الماضي بشكل سلس ورائع، كما يتناول فكرة القدر في إطار واقعي مميز.

احتلّ الفيلم المرتبة الأولى في شباك التذاكر الكوري لثلاثة أسابيع متتالية فور طرحه بدور العرض، كما نال استحسان النقاد وتم عرضه في الحفل الختامي لمهرجان شنغهاي العالمي للسينما النسخة الـ 15.

فيلم حركة سياسي تدور أحداثه حول مجموعة من الجواسيس الكوريين الشماليين الذين يتم إرسالهم إلى كوريا الجنوبية، فيعيشوا في إحدى القرى الصغيرة لفترة إلى أن تأتيهم أوامر من قياداتهم بكوريا الشمالية بأن يقتلوا أنفسهم بعد انكشاف أمرهم لحكومة كوريا الجنوبية.

يعكس الفيلم العلاقة المتوترة بين الكوريتين، كما يتعرض لفكرة التمزق الإنساني بين حب الوطن وحب الحياة .. فيناقش الفيلم فكرة التضحية بإختلاف معناها وفقًا لكل شخص.

سجّل الفيلم أعلى معدل إيرادات لفيلم كوري في اليوم الأول لعرضه في تاريخ السينما الكورية، وبجانب نجاحه جماهيريًا حصد الفيلم عدة جوائز منها جائزة مهرجان بوتشون العالمي للأفلام في نسخته الـ 17.

ترجع خصوصية نجاح السينما الكورية ليس فقط إلى استطاعتها تحقيق نجاحًا على المستويين الجماهيري والفني، ولكن إلى تسببها بشكل مباشر – مع الدراما والأغاني الكورية – في انتعاش دولة كوريا الجنوبية اقتصاديًا .. فقد عكست الأفلام الكورية كل جمال في كوريا وأثارت رغبة المشاهد في التعرف عن قرب على الثقافة الكورية الجنوبية؛ مما نتج عنه رواجًا سياحيًا غير مسبوقًا في دولتهم.

وبذلك يمكن اعتبار السينما الكورية الجنوبية مدرسة يتعلّم منها القائمين على صناعة السينما حول العالم كيفية تحويل هذه الصناعة الترفيهية إلى قوة ناعمة مؤثرة في الشعوب، وإلى أكبر وأهم دعاية سياحية وثقافية لهذه الدول.