فيلم 12 Angry Men والبحث في قيمة العدل..
قدّم “سيدني لوميت” المعروف بإمكانياته كمخرج قادر على استخراج أفضل أداء من الممثلين الذين يؤدون أدوارهم معه قصة “ريجنالد روز” 12 Angry Men في فيلمه الخالد الذي يحمل نفس الاسم عام 1957 ليبقى محتلا المركز السابع ضمن أفضل أفلام على مدار التاريخ حسب التقييم على موقع IMDB.
في غرفة واحدة باللونين الأبيض والأسود، تُقدّم الكاميرا فيلماً حوارياً مدته 96 دقيقة لن تشعر أبدا خلالها بملل يناقش قضية العدل ليبرز من خلال الحوار مفاهيم أساسية حول قيمته، ربما نمرّ بقضايا مثلها الآن فنحتاج أن نوصي البعض أن يعودوا ليشاهدوا هذا الفيلم عسى أن يعرفوا من خلاله وبشكل مبسط جدا كيف يمكن إعلاء قيمة العدل وتطبيقها.
12 رجل يمثلون هيئة المحلفين جلسوا يتحاورون طوال اليوم ليصلوا إلى قرار بالإجماع، الإجماع في حالتهم كان شرطا أساسيا لإطلاق مسمى “قرار” على الاتفاق الذي سيصلون إليه، 12 صوت مقابل 0 أو لا شيء.
القرار، لم يكن يخصّ أحدا منهم بشكل شخصي ربما كان هذا مبعثا للطمأنينة بأنه لا تحيّز ولا هوى ولا مشاعر ولا مصالح ستخالط رأي أحدهم أو ربما كان هذا سببا للقلق والريبة في مدى دقة وحرص كل منهم على الوصول لليقين قبل إبداء الرأي.
اليقين، هل يملك أحدا منا يقيناً قطعياً على ما ترى عينه حتى يدعي التوصل ليقين كلي فيما لم يرَ. علمتنا الرياضيات أنه لا وجود في الواقع بنسبة 100% وعلمتنا الفلسفة أن كل إجابة هي في الحقيقة سؤال لإجابة ستأتي فيما بعد، درسنا في الكيمياء أنه لا يوجد نقاء تام في الطبيعة وأكدوا علينا في الفيزياء أن لا ننسَ قيمة المفقود من الكمية فلا شيء يتم رحلته كاملاً، يبدو أن هناك إجماع على النقصان، فكيف نصدر حكما ندعي أننا امتلكنا الحقيقة الكاملة وراءه.
الحُكم، طفل ماثل أمام المحكمة في قضية قتل والده، طعن الوالد بالسكين بعد أن صاح فيه “سأقتلك” ترك الجسد يرتطم بالأرض واندفع هارباً ليشاهد فيلما في السينما ثم يعود بعده ليسترجع السكين الذي نساه في صدر والده. هكذا كانت شهادة ذاك العجوز الذي ينام مباشرة أسفل مسرح الجريمة وتلك الأربعينية المصابة بالأرق في الجهة المقابلة فقط يفصل بينها وبين الواقعة قطار يمرّ بين الحين والأخر.
الشهادة، يمكننا جميعا أن نشهد نفس الحدث ثم نجلس لنرويه بروايات مختلفة – يحدث هذا دائماً – لكن هل تصورت أن تكون روايتك هذه سيف على رقبة إنسان، روايتك دائماً ما تحمل – دون أن تدري – مجموعة من الأفكار والقناعات التي كونت عقلك على مدار حياتك ومجموعة من العوامل والتأثيرات التي شكلت رؤيتك إلى جانب بعض من الهوى الإنساني.
تحت وطأة درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة الخانقة يدور الحديث، تتساقط قطرات العرق من الجباه وميعاد سيتأخر عليه أحدهم يدفعهم إلى أن ينجزوا مهمتهم سريعاً إلى أن يصيح ضميرا يقظا يشعر بهول الموقف ليكون بمثابة نبضة إنسانية تدرك شيئا من قيمة العدل وتعرف قدرا من قدسية الروح بأن صوت مقابل 11 صوت قد يكون فرصة حتى لا تهدر نفسا ظلما أو يخرج أحد من تلك القاعة يحمل في نفسه عبء حكم ظالم.
يستمر البحث في قيمة العدل من خلال الحوار الذي بدأت تتغير دفته إلى أن يعلو صوت صاحب هذا الضمير قائلا:
“إنني لا أعلم حقاً ما هي الحقيقة. ولا أفترض أن أي منكم سيعرف حقاً، يبدو أن تسعة منا الآن يشعرون ببراءة المتهم ولكننا مازلنا نقامر على احتمالات ووارد أن نكون مخطئين. من المحتمل اننا نحاول أن نطلق سراح رجل مذنب، لا أعرف. ولا يستطيع أحد أن يعرف. ولكن لدينا شك منطقي وهذا شيء ذو قيمة كبيرة لدينا في نظام القضاء، لا يستطيع قاضي أن يعلن رجلاً مذنباً بدون أن يكون متأكدا تماما.”
تريلر فيلم 12 Angry Men
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
المركز الاول*
الفلم ده عبقرى وانصح بمشاهده الفلم القديم النسخه الحديثه لست جيده ومن افضل 50 فلم رائيتهم بحياتى