قصة مسلسل 12 Monkeys: بلوغ خط النهاية بالعودة لنقطة الصفر!

يُصنف مسلسل 12 Monkeys ضمن فئة أفلام الإثارة والخيال العلمي وهو مُستوحى من فيلم سينمائي يحمل نفس العنوان تم إنتاجه خلال عقد التسعينات. المسلسل من تطوير الكاتبين ترافيس فيكيت وتيري ماتالاس وتم عرضه عبر شبكة Syfy التلفزيونية بالفترة ما بين 2013:2015.

يعتبر مسلسل 12 Monkeys من الأعمال التلفزيونية التي تباينت حولها الآراء بشدة، إذ أن كثيراً ما نالت منه الانتقادات وفي ذات الوقت حظي بإشادة الكثيرين، لكن في النهاية حصل على تقييمات مرتفعة نسبياً على كبرى المواقع الفنية، بالإضافة إلى تسجيله نسب مشاهدة مرتفعة.

تدور أحداث مسلسل 12 Monkeys في المستقبل -تحديداً عام 2043- حيث أبيدت مظاهر الحضارة الإنسانية المعروفة بسبب انتشار فيروس قاتل تسبب في إبادة أكثر من 90% من الجنس البشري في عام 2017، وفي ظل هذه الأجواء المُظلمة يتواصل فريق من العلماء مع شخص يدعى “جيمس كول” ويحاولون تجنيده وإقناعه بالانضمام إليهم والسفر عبر الزمن إلى عام 2015 -بواسطة التقنية التي طوروها- ليُحبط مخطط المنظمة الغامضة التي تُعرف باسم “جيش الإثني عشر قرداً” ويمنعهم من إطلاق ذلك الفيروس الذي تسبب في إبادة نحو سبعة مليارات شخص.

أحداث مسلسل 12 Monkeys مُستوحاة من الفيلم الأمريكي الذي يحمل نفس العنوان ويعتمد على ذات الحبكة الرئيسية، وهو بدوره مستوحى من عمل فني آخر، هو بدوره مأخوذ عن فيلم الخيال العلمي الفرنسي القصير -من إنتاج 1962- بعنوان La Jetée “الرصيف” للمخرج كريس ماركر.

تم إنتاج فيلم Twelve Monkeys في عام 1995 وهو يعد أحد أفضل وأنجح تجارب أفلام الخيال العلمي في التسعينيات، كتب السيناريو الخاص به الثنائي جانيت ودافيد بيوبلس بينما أخرجه تيري جيليام، وضم طاقم البطولة بروس ويلز، مادلين ستوي، براد بيت. حقق الفيلم نجاحاً تجارياً كبيراً في شباك التذاكر العالمي إذ حصد أكثر من 168 مليون دولار أمريكي رغم أن ميزانية إنتاجه لم تتعد 30 مليوناً.

تلقى فيلم 12 Monkeys العديد من الترشيحات خلال موسم الجوائز من بينها ترشيحين لجوائز الأوسكار من فئات أفضل ممثل في دور مساند وأفضل تصميم إنتاج، كما استطاع الفوز بعدد من الجوائز الأخرى أبرزها جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل مساند التي ذهبت إلى براد بيت، وكذلك جائزة أفضل فيلم خيال علمي من الأكاديمية الأمريكية لأفلام الخيال العلمي والفانتازيا والرعب “Saturn Awards”.

اقرأ أيضاً: أفلام أمريكية شهيرة اُقتبست عن نظيرتها العالمية!

جاءت البداية من خلال رغبة الكاتبين ترافيس فيكيت وتيري ماتالاس في التعاون معاً مرة أخرى بعد مشاركتهما سوياً في مسلسلات Nikita وTerra Nova واتفقا على أن يكون مشروعهما التالي عبارة عن مسلسل خيال علمي أصلي تدور أحداثه حول الانتقال بالزمن والتلاعب بالأحداث المستقبلية، وبفعل قام الثنائي بكتابة الحلقة الأولى من مشروعهما الخاص ومن ثم تم التوجه به لأكثر من جهة إنتاجية.

كانت شركة Atlas Entertainment من بين الجهات التي توجه لها المؤلفين والتي كان مسؤولي الإنتاج بها -بالمصادفة البحتة- يبحثون جدوى تقديم مسلسل خيال علمي يستند إلى فيلم Twelve Monkeys الذي شاركوا في إنتاجه بالتسعينيات، وحين أدركوا التقارب الكبير بين سيناريو فيكيت وماتالاس وبين تصورهم المبدئي عن المسلسل المزمع تنفيذه، اجتمعوا بهم وعرضوا عليهم تكييف فكرتهم مع الحبكة الرئيسية لفيلم التسعينيات ومن هنا وُلدت فكرة مسلسل 12 Monkeys.

تم الإعلان عن مشروع مسلسل 12 Monkeys رسمياً في 22 يوليو 2013 بينما بدأ عرضه في 16 يناير 2015، بعدما نجح في تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة طلبت شبكة Syfy مواسم إضافية منه بلغ عددها الإجمالي أربعة مواسم وعُرضت الحلقة الأخيرة من المسلسل في 6 يوليو 2018.

الصدفة التي جمعت بين مُطوّري المسلسل ومُنتجيه ليست المفارقة الوحيدة التي شهدتها كواليس تنفيذه، بل أنها شهدت العديد من المفارقات الطريفة والغريبة والمُثيرة لغضب البعض أحياناً. من بين الحقائق التي قد لا يعرفها البعض عن مسلسل 12 Monkeys ما يلي:

خالف الموسم الأول من مسلسل 12 Monkeys توقعات مُبدعيه؛ حيث تباينت حوله الآراء بصورة كبيرة وحاز على تقييمات نقدية منخفضة نسبياً، لكن الأمر اختلف مع انطلاق الموسم الثاني الذي يعد بمثابة الانطلاقة الحقيقية للمسلسل. بشكل عام حصلت مواسم مسلسل 12 Monkeys الأربعة على تقييم 7.710 على موقع IMDB بينما سجلت نسبة 83% على موقع Rotten Tomatoes.

لم يكن مسلسل 12 Monkeys ذا حظ وفير فيما يخص الجوائز الفنية على مستوى الترشيح أو الفوز؛ إذ رُشح -على مدار سنوات عرضه- لأقل من 20 جائزة وبطبيعة الحال لم يفز إلا بجوائز معدودة، من أبرزها جائزة Golden Maple لأفضل مسلسل جديد في الولايات المتحدة الأمريكية وجائزة IGN لأفضل مسلسل خيال علمي.