أفضل أفلام الرسوم المتحركة والأنميشن لعام 2015

تُعتبر أفلام الرسوم المتحركة من أكثر الأعمال الإبداعيّة في عالم السينما، لما تتطلبه من رسومات فائقة الروعة، ومؤثرات يُستحيل أن يقلّ أبداً وصفها عن المُدهشة، واعتدنا في العصر السينمائي الحديث على مشاهدة الكثير والكثير من أفلام الأنميشن والرسوم المتحركة المختلفة، التي تتطوّر سنوياً، ويزداد عدد المساهمين فيها والمبدعين في مجالاتها نظراً لانتشارها، فضلاً عن عدد متابعيها، فهذه الأفلام لم تكن ولن تصبح فقط للأطفال، بل هي أفلام يستمتع بها الجميع.

من لا يُحبّ أفلام الأنميشن؟ هي لوحات سينمائية استثنائية، سحريّة، قادرة على السفر بنا إلى عالم رائع من الخيال والبصريات المُذهلة، ولكن هل هذا الأمر كافي؟ على ما يبدو لا، فما ميّز افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 هو في الحقيقة المحتوى العميق الذي تواجد خلف الصور المُذهلة، والأفكار المتنوعة التي تمّ عرضها عبر مجموعة من الأعمال السينمائية الممتعة.

[elementor-template id="359132"]

شهدت بشكل عام أفلام الرسوم المتحركة لهذا العام تراجعاً ملحوظاً في الشهرة وفي النجاح الماديّ، وبعض التغييرات على شركات الرسوم المتحركة الكبرى مثل DreamWorks و Pixar، وقابل ذلك ظهور عدّة أعمال عالميّة تدلّ بشكل مباشر على التوسّع الجغرافي الكبير لمجال صناعة أفلام الرسوم المتحركة.

مع ذلك كانت السنة كريمة جداً جداً في المجالات البصريّة، حيث شاهدنا مجموعة رائعة من افلام الانميشن المميّزة والتي سنذكر منها 15 هنا، تميّزت في معظمها بمحتواها الغنيّ، والمتعة التي تمكنت من تقديمها بالإضافة إلى الأساليب المختلفة والتقنيات المُستخدمة في الصناعة، لذلك اعتبر 2015 سنة عظيمة في مجال الرسوم المتحركة، وهذه افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 .. سنة جعلتنا نتمنى أننا شخصيات خياليّة، وكل ما نعيشه.. هو من نسج الخيال:

جميعنا نحب سلسلة أفلام Dispicable Me الشهيرة، مع أني لا اعتبر نفسي من أكبر المعجبين في الجزء الثاني، وأشرت بشكل مباشر إلى سبب نجاح الفيلم ألا وهو تلك المخلوفات الصفراء المحبوبة التي نجحت، كما كان منتظراً، بالحصول على فيلمها المستقلّ، والنتيجة كانت ممتعة، مضحكة إلى أبعد الحدود.

هو دون شك ليس افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 ولكنه من أكثرها متعةً، فكان إضافة مضحكة ممتازة على عالم الأنميشن لهذا العام، مع شخصياته الرائعة وصوره التي لا يُعلى عليها أبداً، ليصبح في النهاية اكثر أفلام الرسوم المتحركة لعام 2015 تحقيقاً للإيرادات وثاني أنجح فيلم رسوم متحركة في التاريخ.

تمكّن الفيلم من تحقيق ذلك بسبب إيراداته التي بلغت (1.157 مليار دولار)، مستفيداً بشكل مباشر من الأجزاء السابقة، وهو من أفلام الرسوم المتحركة القليلة التي حققت هذه الأرقام الطائلة في هذه السنة بعدما اعتدنا على ذلك في السنوات الأخيرة، ليصبح الفيلم الذي تحدّث عن قصة بداية وأصل المخلوقات الصفراء رابع أنجح أفلام سنة 2015، وربما سيتراجع إلى المركز الخامس بعد الانتهاء من عرض فيلم Star Wars.

لا يمكننا اعتبار هذا الفيلم كواحد من افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 فقط.. بل هو واحد من أشهر وأفضل أفلام العام بأكمله، ولوحة إبداعية أخرى لشركة Pixar الشهيرة التي لم تخيّب أبداً في بحثها الدائم عن الإبداع، البصريات المذهلة، والمعنى الإنسانيّ العميق الذي من الصعب حتى أن تجده في أفلام الدراما الحيّة.

تدور أحداث هذا الفيلم في عقل فتاة تدعى رايلي، مع مشاعرها الخمسة التي تقودها في حياتها، وكان دون شك أحد أبرز الأعمال السينمائية لهذا العام وأكثرها اتقاناً، وربما أكثر الأفلام الذي اتفق الجميع على جمالها ومتعتها، ومن دون شك مرشح مُفضّل لدى الجميع ليكون افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 ولكن انتظروا.. مازلنا في بداية لائحتنا.

انطلق هذا الفيلم من مهرجان كان السينمائي كمداخلة شرفيّة وعرض أوّلي، ليُعرض بعده في جميع أنحاء العالم محققاً إيرادات هائلة مرّة ثانية قدرها (850 مليون دولار) تقريباً، مما يجعله يحتلّ المركز الثاني على قائمة أكثر أفلام الرسوم المتحركة تحقيقاً للإيرادات في 2015، والمركز الخامس بين جميع الأفلام، أرقام حصّلها بكل استحقاق بالنظر لفكرته ومحتواه الأصليّ تماماً.

إذا كنت لا تعرف من هو الخَروف شون، فهناك مسلسل كامل يتألف من 130 حلقة بانتظارك، اسكتشات لا تبلغ مدتها أكثر من الـ 10 دقائق حول خَروف والمشاكل التي يواجهها في المزرعة، وأحياناً خارجها، وغالباً ما تكون النتيجة الكثير من المتعة كما هو الحال مع هذا الفيلم الرائع الذي سيتناول رحلة ضياع شون وأصدقائه في المدينة.

ربما هي تلك الشخصيات المعجونية الرائعة التي ستذهلك بتفاصيلها وببساطتها في الوقت ذاته هو سبب روعة المسلسل أو الفيلم بشكل عام، حيث كان إضافة هائلة مميّزة جداً على أفلام الرسوم المتحركة لهذه السنة، ومن أفضلها على الاطلاق، وأيضاً نقلة ممتازة من عالم المسلسلات القصيرة، وأخيراً مداخلة رائعة لتقنية الـ Stop Motion في مجال أفلام الرسوم المتحركة الطويلة، ومداخلة لن تكون وحيدة لهذا العام.

الفيلم خليط رهيب من المحتوى الكوميدي اللطيف، إلى جانب إضافات ورسومات رائعة في مجال الأنميشن، حول الخَروف المشاغب الذي يريد فقط الاستمتاع بوقته.. بدأ عرض الفيلم من مهرجان Sundance السينمائي في بداية العام، وصل في فبراير إلى صالات العرض السينمائية وانهى مسيرته بإيرادات قدرها (83.5 مليون دولار) مقابل ميزانية قُدّرت بـ (25 مليون دولار).

كما شاهدنا في بداية العام، شركة الرسوم المتحركة Dream Works تعاني، لذلك اتخذت قرار بإلغاء الكثير من مشاريعها المستقبليّة، وتقليص عدد أفلامها في كل عام، وكان هذا الفيلم مداخلتها الوحيدة في 2015، وذلك بعدما اعتادت على نشر 3 أفلام أو فيلمي رسوم متحركة في كل عام.

كان الفيلم ناجحاً لحسن الحظ، فكان لفشله القدرة على العودة بشكل مأساوي على الشركة الشهيرة، وتمكّن من تحقيق إيرادات عالميّة قدرها (386 مليون دولار) مقابل الميزانية المعتادة بين أفلام Dream Works وهي (135 مليون دولار)، كفيلم رسوم متحركة من المُمكن أن يُحقق أفضل من ذلك، ولكن هذه الأرقام كانت كافية لإعلان نجاح الفيلم.

الفيلم عمل فَني رائع، مليئ بالألوان والمؤثرات الرائعة، ربما ركّز كثيراً على واقع عرضه بتقنية الـ 3D مع أداء صوتيّ ليس بالمقنع من قبل ريانا وجيم بارسونس، لكنه يبقى مليئ بالأغاني الرائعة التي عوّضت عن ذلك، وإضافة مميّزة على لائحتنا حول افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 وهو مقتبس عن كتاب للأطفال نُشر عام 2007 تحت عنوان The True Meaning of Smekday.

أصبح في أيامنا الأخيرة.. اسم آدم ساندلر يدلّ فقط على فيلم سيء، حيث تابع وبكل فخر هذا الكوميدي مسيرته السينمائية السلبيّة في 2015 عبر مجموعة أفلام مأساوية كان آخرها مداخلته في عالم Netflix، لكن نجح وبشكل عجيب عن طريق فيلم الرسوم المتحركة هذا من تحقيق نجاح يُذكر.

هو جزء ثاني من فيلم كوميديا مظلمة جيّد لا بأس به، شهد جزئه الثاني تحسّنا مفاجئاً على المادة الأصليّة، وأيضاً كميّة لا يمكن الاستهانة بها من البصريات المُذهة، والرسوم الرائعة التي لعبت دوراً هاماً جداً في هذا الفيلم الكوميدي، والذي درات أحداثه بعد 7 سنوات من الفيلم الأصلي حول الفندق الذي يديره دراكولا.

حقق الفيلم لحدّ الآن إيرادات عالميّة ممتازة قدرها (446 مليون دولار)، وذلك مقابل ميزانية (80 مليون دولار) مما جعله من أنجح أفلام آدم ساندلر في السنوات الأخيرة، وأيضاً رشّح جزء ثالث من الممكن مشاهدته عام 2018، وإذا تمكّنت من تخطي فكرة بطولة صوت آدم ساندلر لهذا الفيلم أظن أنك ستستمتع به.

في الوقت الذي تعاني فيه شركة رسوم متحركة اسمها Dream Works من مشاكل متعددة، تزهو شركة أخرى في هذا المجال وهي Pixar التي قررت ولأول مرّة في تاريخها أن تعرض فيلمين في سنة واحدة، لتكون أيضاً من الشركات القليلة التي تمكّنت من إنتاج ونشر فيلمين بفكرتين أصليتين في سنة واحدة، وأظن أنه هذا هو الإنجاز الحقيقي.

للأسف الشديد لم تنجح خطة Pixar، وكان ذلك بسبب سمعتها وسمعة أفلامها لا أكثر، فبعد مشاهدة Inside Out توقع الجميع تكرار الإنجاز عبر هذا الفيلم، لكنه أتى بمستوى أقلّ، وهذا ما أثر بشكل مباشر على الفيلم وعرضه، ليكون من الأفلام القليلة جداً للشركة التي لم تحقق ربحاً، حيث وصلت إيراداته لحدّ الآن إلى (171.6 مليون دولار) مقابل ميزانيته الكبيرة (200 مليون دولار)، وبعد عرض فيلم Star Wars لم يعد لهذا الفيلم أي فرصة في شباك التذاكر العالميّ.

الفيلم ممتاز في الحقيقة، وأفضل من غيره في هذه القائمة، لكن ترتبط شركة Pixar بالكمال دائماً، وهذا ما كان من الصعب تقديمه عبر هذا الفيلم لكنه احتوى على العمق اللطيف، الصور الجميلة جداً، ليثبت نفسه أنه تجربة رسوم متحركة تستحق المشاهدة، ربما ليس الأفضل في تاريخ Pixar ولكن قطعاً ليس الأسوأ.

عادت هذه الشخصيات الشهيرة جداً إلى الشاشة الكبيرة، وذلك بعد غياب دام 35 سنة لتشارلي براون وسنوبي عن صالات العرض السينمائي، ولكنهم عادوا الآن، بطريقة مميّزة لا يمكننا أن نحلم أو نطلب أفضل منها، وإضافة ليس لها مثيل بالنسبة لمحبيّ الشخصيات التي ستشارك الكثير منكم في رحلة مميّزة بين أروقة الماضي.

فيلم آخر عُرض بتقنية الـ 3D في هذه اللائحة، وهو من إخراج ستيف مارتينو بعد ثلاثة سنوات من عمله على الجزء الرابع من سلسلة Ice Age، ويتناول مغامرة أخرى رائعة لكل من تشارلي براون الذي يحاول التقرّب من حُبّ حياته، وسنوبي الذي ينشغل بمواجهة عدوه اللدود “الطائرة”.

قدّم الفيلم لمحة رائعة من كلاسيكيات أنميشن شهيرة، بالإضافة إلى قصة أخرى رائعة مليئة بالمغامرات والمتعة، وبعد عرض الفيلم لم يتمكّن من تحقيق إيرادات هائلة نظراً لضعف سمعة الشخصيات خارج حدود شباك التذاكر الأمريكي محققاً لحدّ الآن (142 مليون دولار) مقابل ميزانية من المفترض لم تتخطَ الـ (100 مليون دولار)، وترشيح مُستحق من قبل

ربما أغلب أفلام الرسوم المتحركة ملائمة للجميع، وبعض المداخلات القليلة التي لا تصلح إلا للصغار، ومداخلات أخرى أقل بكثير لن تصلح إلا للبالغين، كما في هذا الفيلم الاستثنائي، من أفضل أفلام هذا العام دون شك مما يجعله من افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 وأغناها مادةً.

بميزانية قدرها (8 مليون دولار) فقط، تمكّن تشارلي كوفمان (Eternal Sunshine of the Spotless Mind, Being John Malkovich) من كتابة هذا العمل الهائل، وأيضاً أشرف على إخراجه إلى جانب ديوك جونسون مقدماً لنا لوحة سينمائية خالدة، ستترك تأثيرها دون شك في جميع من يشاهدها.

شهد الفيلم عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي، ونال جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن كل استحقاق، مستفيداً بالطبع من قيمه وفكرته الأصلية بالإضافة إلى تقنية الـ Stop Motion والتي ظهرت مرّة أخرى عبر هذا الفيلم بتميّز يفوق الخيال، وهو إنجاز تقني، فني، فكري، وسينمائي لن تريد تفويته أبداً في الحياة. تصنيف الفيلم العمري هو R: Restricted.

إنشغالنا العام الفائت بأفلام الأيام الأخيرة المختلفة جعلنا نتناسى هذا العمل الذي كان ومن دون أدنى شك من الإضافات المميّزة جداً على الأفلام العائلية، وبالنظر لشخصيته الرئيسية قمنا بتصنيفه من أفلام الرسوم المتحركة بالرغم من تصويره بأكمله كفيلم حركة حقيقيّ إلا أن شخصيته الرئيسية هي إضافة رسوم متحركة فريدة على الفيلم.

شكّل الفيلم بالنسبة لي وللكثير من المشاهدين مفاجئة سارّة جداً، ممتعة، لطيفة، مليئة بالمغامرات، استفادت من الشخصية الرئيسية على أكبر نحو ممكن، ونجح هذا الاستثمار الهائل حيث تمكّن هذا الفيلم البريطاني – الفرنسي من تحقيق إيرادات قدرها (260 مليون دولار) على المستوى العالميّ حقق معظمها في 2015، وكان ذلك مقابل ميزانية قُدّرت بـ (55 مليون دولار).

يتحدّث الفيلم عن دب يبحث عن منزل في مدينة لندن، هذا الدب يُدعى بادينغتون، شخصية شهيرة جداً في أدب الأطفال ظهرت لأول مرّة عام 1958، شخصية وديّة جداً كما اتت في الفيلم، ومحبوبة لحسن الحظ سنتمكّن من مشاهدة جزء ثاني من هذا الفيلم سيعود فيه بول كينغ لكتابة وإخراج الفيلم بعد عمله المميّز بالفعل على الجزء الأصلي.

هنا يصل الإبداع إلى درجة مذهلة من الكمال.. كمال سيجعلك تشعر بخليط مُذهل من المشاعر الجيّاشة، مع كل لقطة فريدة من نوعها، تفرض نفسها على الشاشة الكبيرة، وتنوّع فريد بالفعل من نوعه، بين القصة المؤثرة، الأحداث اللطيفة، المفاجئات الغريبة، وهنا أيضاً طرق إبداع الرسوم المتحركة في هذا الفيلم.

يأتي هذا العمل السينمائي كاقتباس لرواية فرنسية تحمل الاسم ذاته، حول فتاة صغيرة تعيش مع والدة مسيطرة، وعلاقة صداقتها مع طيّار عجوز يملك قصة سحريّة ستغيّر من حياة الفتاة، وهو فيلم فرنسيّ الإنتاج، إنجليزي اللغة، استعان بأصوات ممثلين كبار مثل جيف بردجيز، راتشيل ماكآدمز، لبول رود، ماريون كوتيلارد، جيمس فرانكو، وبنيتشيو ديل تورو.

ما أحببته في هذا الفيلم هو التقنيات المستخدمة لصناعة الرسوم المتحركة، فلم يكتف الفيلم بصنع الرسوم بشكل كامل عن طريق الكومبيوتر بل أيضاً أضاف لمسات أخرى من الـ Stop Motion في نقلة فريدة من نوعها بين الأزمان، القصص وما تحمله من سحر، وقيم إنسانيّة عميقة، مؤثرة.. ما جعله إضافة فريدة على لائحة افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 لن تريد أبداً تفويتها.

سنقوم الآن بزيارة صغيرة إلى عالم الأنمي الياباني، فبعد حديثنا عن أفضل أفلام القصص المصورة لعام 2015، وهي قائمة احتوت على عدّة أفلام أنمي يابانية، لدينا هنا عمل آخر فريد من نوعه ولكنه ليس مقتبس عن قصة مصورة، بل مقتبس عن رواية تحمل اسم الفيلم ذاته للكتاب جوان روبنسون.

يأتي هذا العمل كآخر مداخلات استديوهات جيبلي اليابانية الشهيرة، والتي امتعتنا بمجموعة من أفضل أفلام الأنمي أو الرسوم المتحركة عبر التاريخ، حيث أعلنت توقف الإنتاج مؤقتاً بسبب تقاعد Hayao Miyazaki المخرج العبقري خلف الكثير من الأعمال الفريدة، ليأتي فيلمنا هنا كهدية أخيرة نغني بها انفسنا في فترة غياب هذا الاستديو الرهيب.

يقدّم هذا الفيلم كل ما تبحث عنه في فيلم أنمي، مع الأبداعات البصرية الرهيبة، والرسالة الدراميّة الموجودة كإضافة استثنائية على الفيلم، الذي يُشكّل بدوره مداخلة ليس لها مثيل على افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 بالرغم من إنتاجه في 2014، إلا أن توزيعه كان في 2015 وحقق في شباك التذاكر الياباني، قبل أن ينتقل إلى أقراص المشاهدة المخلفة، إيرادات قدرها (30 مليون دولار) مقابل ميزانيته التي بلغت (10 مليون دولار).

أو إذا صحّ القول O Menino e o Mundo بالبرتغالية، وهو فيلم برازيلي الإنتاج، كانت رحلته إلى العالميّة مشقة وصعبة، تقريباً عكس الرحلة التي سيأخذنا فيها هذا الفيلم، فبين الخدع البصرية البسيطة، واللمسات الفنية الواضحة في هذا العمل، هناك جمال وإبداع يفوق الخيال، وتفوّق مستقلّ تماماً في عالم الرسوم المتحركة.

الفيلم في الحقيقة من إنتاج 2013 وليس حتى 2014، ولكن لم نشاهده حتى هذا العام، أو في الحقيقة لم نسمعه عنه حتى! لكن لحسن الحظ تمكنا من التعرّف عليه ودون تردد أضفته إلى قائمة افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 بسبب إظهاره لعناصر الجمال بتلك الطريقة الخلّابة والأخّاذة.

تتمحور قصة الفيلم حول ولد صغير وبحثه عن والده، في رحلة بصريّة رائعة لم تحتاج سوى ميزانية قدرها (500 ألف دولار)، وعُرض الفيلم في الكثير من المهرجانات السينمائية وتمكّن من حصد بعض الجوائز حتى وصل في النهاية إلى الجائزة الكبرى، وهي عرض سينمائي في الولايات المتحدة، أمر يستحقه دون شك.

تبدأ قصة هذا الفيلم من سلما حايك، التي اخذت على عاتقها المشاركة في انتاج فيلم رسوم متحركة مقتبس عن كتاب جبران خليل جبران الشهير جداً “النبي” والذي قام عام 1923 بنشره باللغة الإنجليزية، ومن يعلم محتوى واحد من أشهر كتب الشاعر اللبناني لن يتردد ثانية واحدة في الذهاب لمشاهدة الفيلم.

كانت عمليّة إنتاج الفيلم تحديّ حقيقيّ، حيث تم الاستعانة بعشرة مخرجين، اخرج تسعة منهم مشاهد أو مقاطع مختلفة من الفيلم، بينما أشرف روجر آليرس على العمل ككل، وشارك في كتابة نص الفيلم، مع أصوات كل من سلما حايك، ليام نيسون، جون كراسينسكي، فرانك لينجيلا، وآلفريد مولينا.

بعد عرضه في مهرجاني كان والبندقية السينمائيين 2014، حصل هذا الفيلم على الانتباه الذي يستحقه، ليفرض نفسه على انه واحد من افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 التي استفادت من اساسها المتين الشهير، التنوّع في الرسائل المختلفة، والصور الرائعة التي كانت محصلة تعاون مثير للإعجاب في عالم الأفلام.

كما هو الحال مع فيلم Anomalisa، هذا الفيلم أيضاً مخصص لفئة معيّنة، وهي الصغار، حيث عاد سبونج بوب ورفقائه إلى عالم الشاشة الكبيرة في مزيج آخر بين أفلام هذه اللائحة بين التصوير الحقيقيّ والأنميشن، وتمكّن من تحقيق إيرادات جيّدة قدرها (323 مليون دولار) مقابل ميزانيته الكبيرة (74 مليون دولار).

في الحقيقة، كان الفيلم ممتعاً، لن تحتاج بشكل عام لأن تكون من متابعي ومحبي الشخصيات الرئيسية لكي تستمتع بوقتك، ولكن هذا لا يعن أيضاً أن ترفع آمالك كثيراً إذا أردت مشاهدة الفيلم، فهو كما قلت لكم مناسب أكثر للصغار وحتى تم ترشيحه لجائزة تدعى Kids’ Choice Awards في 2015، وليس لديّ أدنى فكرة ما هي هذه الجائزة.

يتحدّث الفيلم عن قرصان شرير قام بسرقة الوصفة السريّة لمطعم كرابي باتي، ورحلة سبونج مع أصدقائه لاستعادتها، مما يدفعهم إلى القدوم إلى عالمنا الحقيقي، ويُعتبر الفيلم جزء آخر لعمل تم عرضه عام 2004 وبالنظر لنجاح الفيلم على جميع الأصعدة تقريباً، من الممكن جداً أن نشاهد فيلم ثالث من هذه السلسلة الحديثة.

أمر رائع بالفعل، عندما ترى مجموعة من الأفلام الشهيرة لهذا العام من إنتاج دول مختلفة، كما هو الحال مع فيلمنا المكسيكي هذا Un gallo con muchos huevos، فهذا دليل واضح على توسّع مجال الإبداع ليس فقط السينمائي بل أيضاً التقنيّ الذي تعتمد عليه بشكل مباشر صناعة الرسوم المتحركة.

حصل هذا الفيلم على عرض في الولايات المتحدة، وتمكّن من تحقيق إيرادات قدرها (23.8 مليون دولار) ممتازة جداً بالنظر لميزانيته المتواضعة والتي لم تتجاوز الـ (5.5 مليون دولار)، محققاً بذلك نجاحاً كبيراً وأيضاً رقماً قياسياً في عالم الأفلام المكسيكية، وأفلام الرسوم المتحركة الإسبانية.

بالمختصر المفيد، الفيلم ممتع، ربما لا يملك تلك القصة المبتكرة الأصلية، ولكن يحتوي على جميع عناصر فيلم الرسوم المتحركة الجيّد، وهو بشكل عام إنجاز مميّز في السينما المكسيكية، ويتحدث عن ديك ضعيف ودفاعه عن عائلته، ربما قصة مُكررة جداً، لكن هناك الكثير من الأطفال الذين لم يشاهدوا شيئاً شبيهاً من قبل.

قد يكون هذا الاختيار مفاجئ للجميع، ولكن مداخلات تشارلي كوفمان السينمائية نادرة جداً، وهناك سبب خلف ذلك، هذا الفيلم سيبرر لك لماذا يُعتبر تشارلي واحد من أفضل كتاب السيناريو في القرن الـ 21 وأيضاً لماذا Anomalisa هو افضل افلام الرسوم المتحركة 2015 بالرغم من تواجد فيلم Inside Out المرشح الأول، ولكن المفاجئات تستطيع دوماً أن تترك أثراً أكبر في نفس المشاهد..

أظن أن 2015 كانت على جميع المعايير رائعة في مجال الرسوم المتحركة والأنميشن، ربما لم تتمتع معظم أفلامها بشهرة كبيرة، ولكن النتيجة دائماً هي ما تهمنا، والتزمت هذه السنة بعرض مجموعة هائلة من القصص المؤثرة العميقة إلى جانب الإبداع المتمثل في صناعة أفلام الرسوم المتحركة، والتوسّع الكبير الذي يشمله هذا المجال عالميّاً دليل خير ومصدر إبداع فريد سنتمكّن في يوم من الأيام من التعرّف عليه.