مسلسل 11.22.63 أفضل أعمال النجم جيمس فرانكو على الإطلاق
5 د
جيمس فرانكو ممثل رائع، لطالما كنت مقتنعة بهذا لأنني تابعته منذ انطلاق مسيرته وأعتبره شخصيًا من أفضل الممثلين الكوميديين في الألفية الجديدة، إلى جانب أنه يشكل إلى جانب صديقه المقرب سيث روغين أحد أفضل الثنائيات السينمائية على الإطلاق، وحتى بعيدًا عن الكوميديا فإنه يبلي بلاءً حسنًا في الأفلام التي يؤدي فيها أدوارًا جادة، كما في فيلم 127 Hours الذي تشرح عنه لنيل جائزة الأوسكار.
لكن الحقيقة أن كل الأعمال التي قدمها فرانكو بدأت تبدو لي أنها متوسطة وليست بتلك الجودة التي كنت أظن أنها عليها بمجرد أن شاهدت مسلسل 11.22.63 الذي لا يمكن مقارنة أي عمل سابق به. أحسست أنني أمام شخص آخر غير جيمس فرانكو الذي شاهدت كل أعماله السابقة دون استثناء، لقد قدم لنا المسلسل وجهًا آخر لهذا الممثل المحبوب وأخرج لنا جانبًا من موهبته لم نره من قبل، لنكتشف أن فرانكو ممثل رائع بالفعل، لكن هذه المرة ليس لأنه تمكن من إضحاكنا بجمله الطريفة وتصرفاته الطائشة، بل لأنه أثبت لنا أن بإمكانه أن يبهرنا بموهبته ويجعلنا نبتسم، نخاف، نضحك بل ونذرف الدموع أيضًا بسبب تعابير وجهه الصادقة والمؤثرة، والأهم من كل هذا، هو أن المسلسل قد جعلنا نتسائل عن سبب تأخرنا في رؤية هذا الجانب من فرانكو، هل هي اختياراته؟ أم أن الطاقم القائم على المسلسل وأجواءه هي التي ساعدت في إخراج الأفضل من ممثلنا.
لننتقل إذًا للتعرّف عن كثب على المسلسل الذي ذكرته، والذي أنصحكم بمشاهدته إذا كنتم من محبي التشويق والإثارة:
- شركة الإنتاج: Warner Bros. Television
- تنفيذ الإنتاج: جي جي أبرام، ستيفن كينغ، بريدجيت كاربنتر، برايان بيورك.
- سنة الإنتاج: 2016
- قناة العرض: Hulu
- مبني على: رواية ستيفن كينغ التي تحمل نفس الإسم.
- بطولة: جيمس فرانكو، سارة جادون، كريس كوبر، جورج ماكي و دانييل ويبر.
- عدد المواسم: 1
- عدد الحلقات: 8
- مدة الحلقة الواحدة: من 44 دقيقة إلى 81 دقيقة.
- نوع المسلسل: دراما تشويق غموض خيال علمي.
- الرابط على موقع IMDB
قصة مسلسل 11.22.63
تدور أحداث المسلسل حول “جيك إيبينغ” (جيمس فرانكو)، مدرس للغة الإنجليزية، محبوب وطيب القلب لكنه مُطلّق حديثًا، يقوم صديقه المقرب “آل” (كريس كوبر)، الذي يعاني من داء السرطان وعلى وشك أن يفارق الحياة، بإطلاعه على سر غريب وخطير، وهو أنه يملك في مطعمه خزانة تخفي ثقبًا سريًا يمكن من خلاله العودة بالزمن وتحديدًا إلى سنة 1960 في دالاس، تكساس، وإن كنت تظن أن هذا هو أغرب ما في الموضوع فأنت مخطىء تمامًا، فصديقه لم يقم بإطلاعه على هذا السر من باب الثقة فقط، بل ليطلب منه طلبًا أغرب، وهو أن يكمل المهمة التي لم يستطع إكمالها هو بسبب مرضه، بأن يعود إلى سنة 1960 ويعيش ثلاثة سنوات كاملة في الماضي إلى أن يصل إلى يوم 22 نوفمبر من سنة 1963 ليحول دون اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي، لأن العالم سيصبح أفضل بكثير إن لم يمت هذا الأخير حسب “آل”، وخلال هذه السنوات الثلاث، عليه أن يحقق ويراقب “لي آزوولد” المتهم الرئيسي بقتل كينيدي واكتشاف إن كان بالفعل قد خطط وحيدًا أم أن الأمر يتعلق بمؤامرة.
يقوم جيك برفض هذا العرض الغريب شاكرًا، لكنه يغير رأيه لاحقًا بعد أن فارق صديقه الحياة، خصوصًا أن هذا الأخير قد أكد له أنه مهما طالت المدة التي يقضيها في الماضي فإن الزمن لا يتقدم فعليًا في الحاضر بأكثر من دقيقتين فقط، كما مده بكل ما يحتاج إليه من وثائق مزيفة ونصائح أهمها أن لا يتعلق بأي شيء أو أي شخص في الماضي وأن يرتبط حرفيًا بمهمته وأن لا يحاول تغيير أي شيء آخر لأنك “إن لهوت مع الماضي فإن الماضي يلهو معك”.
ينطلق جيك في مهمته التي لم تكن سهلة أبدًا كما صورها له صديقه ليجد نفسه متورطًا في عدة مشاكل ومواجهًا لعدة مفاجآت وأحداث لا تخطر على البال، كما يجد نفسه غارقًا في علاقة رومانسية لم تزد مهمته وحياته سوى تعقيدًا.
تقييمي الشخصي للمسلسل
بعيدًا عن أعجابي بشكل كبير بأداء فرانكو كما ذكرت، فإنني قد أحببت المسلسل نفسه كذلك، لا زلت أذكر مشاهدتي لأول حلقة في المسلسل أو ما يسمى بالـ Pilot، المفترض في هذه الحلقة أن تعرفنا بكل ما يتعلق بالمسلسل بشكل عام، الشخصيات، الزمان والمكان، ثم المشكلة المطروحة أو العنصر الذي ستتطرق إليه الحلقات الموالية، لكن الأمر لم يكن هكذا هنا، بل كان الأمر مختلفًا جدًا، في الحقيقة كل هذه العناصر تعرفنا إليها خلال العشرين دقيقة الأولى، أما الحلقة كاملةً، والتي كانت مدتها بالمناسبة تفوق الساعة والعشرين دقيقة أي كانت أطول حلقات المسلسل، فقد كانت أقرب إلى فيلم منها إلى حلقة مسلسل، لقد كانت ممتعة وسريعة الأحداث لدرجة لم أحس فيها بطول الحلقة.
بل كما قلت، أحسست أنني أشاهد فيلمًا متكاملًا قائمًا بذاته ربما كان ليصنّف ثاني أفضل فيلم لفرانكو بعد فيلم 127 Hours، ولم يقطع متعتي وحماسي بينما أشاهد هذا “الفيلم” سوى نهاية الحلقة التي ذكرتني بأنني أشاهد مسلسلًا، وقد استمرت هذا العمل التلفزيوني على هذا المنوال والوتيرة الممتازة إلى أن تم إضافة عنصر الرومانسية إلى المسلسل وهو الأمر الذي اثار امتعاظي.
لست ضد الرومانسية بكل تأكيد، هذا الصنف الرقيق، الجميل والمؤثر، لكنني بكل بساطة لا أحب “إقحامها” في الأعمال كنوع من ملء الفراغ أو إرضاء بعد الأذواق وجذب فئة معينة من المشاهدين، وهو الأمر الذي بدى لي عندما بدأت العلاقة بين البطل و”سايدي” البطلة الفاتنة ككل الأعمال بالطبع، بداية العلاقة كانت مبتذلة جدًا، وكذا تطورها أيضًا، كل شيء حول هذا العنصر كان ممًلا ومتوقعًا على عكس جميع أحداث المسلسل الأخرى، أو على الأقل هكذا كان خلال ثلاث حلقات متتالية (من أصل 8) ليتم تدارك الأمر وتغيير كل شيء لتصبح واحدة من أجمل القصص التي شاهدت في حياتي (في مسلسل على الأقل).
نفس الشيء ينطبق على النهاية، النهاية كانت مثالية بدرجة رهيبة، لم تكن تلك النهاية المبتذلة التي تضع حلًا لكل المشاكل بشكل مفاجىء أشبه بالمستحيل، أو تلك النهاية السعيدة التي يعيش فيها الجميع في سعادة إلى الأبد، لكنها لم تكن أيضًا نهاية تعيسة تكسر القلوب أو سيئة تجعلنا نندم على مشاهدة المسلسل، لقد كانت شيئًا فريدًا متقنًا، ساعة من التشويق عشنا فيها مشاعر مختلطة: الخوف، الإثارة، الأمل، الحزن و إحساس دافئ أخير يصعب أن أشرحه، بل أترك من سيشاهد المسلسل ليكتشفه بنفسه.
شكّل مسلسل 11.22.63 بالتأكيد عبورًا مميزًا ضمن مسلسلات سنة 2016، وتلقى نقدًا إيجابيًا كبيرًا من طرف الجمهور والنقاد انعكس في نجاح هذا المسلسل الذي شارك فرانكو بدوره في إخراجه.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.