أصل وصورة … أشهر الأفلام المصرية المقتبسة عن أفلام أجنبية

لقد دأبت السينما المصرية منذ ظهورها على تقديم الروايات العالمية في مئات الأعمال السينمائية الرائعة، وصبغت تلك الأعمال بالروح المصرية لتصبح علامات مضيئة في تاريخ السينما، بينما في العصر الحديث ابتعدت السينما عن تقديم الروايات وبدأت في اقتباس الأفكار من الخارج، لنفاجأ بكم هائل من الأفلام التي اقتبست فكرتها بحذافيرها من الأفلام الأجنبية، البعض منها نجح في التعريب ولاقى نجاحًا كبيرًا والبعض الآخر فشل فشلًا ذريعًا، وفي هذا المقال نستكمل معًا سلسلة “أصل وصورة” ونذكر أبرز الأفلام السينمائية المقتبسة عن أخرى أجنبية، ويمكن الرجوع إلى الجزئين السابقين من هذه السلسلة هنا وهنا.

واحد من أشهر الأفلام المصرية المقتبسة التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بل وأيضًا على مستوى النقد الفني، فلقد قدم الراحل أحمد زكي أداءً مميزًا ظل محفورًا في أذهان المشاهدين حتى الآن، ولهذا يرى البعض أنّ الفيلم حالفه الحظ ووفق إلى حدٍ كبير من ناحية تعريب الفكرة وتمصيرها، ومن المعروف أنّ الفيلم تم اقتباسه من الفيلم الأمريكي “Scarface” من بطولة النجم آل باتشينو الذي أنتج عام 1983.

والفيلم المصري تم إنتاجه عام 1990 وهو من بطولة أحمد زكي، ورغدة، ومحمود حميدة، وأبو بكر عزت، وحسين الشربيني، وسيناريو وحوار فايز غالي، وإخراج طارق العريان، ويأخذنا الفيلم داخل أجواء الجريمة والعصابات ويروي قصة شاب يدعى “زينهم” يترك الصعيد باحثًا عن فرصة عمل جديدة، ليصبح واحدًا من أكبر مهربي المخدرات في مصر بمساعدة صديقه المقرب “إبراهيم”، ولكن بعد ارتباط زينهم بالراقصة “حياة” تتغير حياته ويبدأ الشك في أقرب أصدقاءه!

لطالما شعرت أنّ طبيعة أحداث هذا الفيلم لا تتلاءم أبدًا مع الأجواء المصرية التي اشتهرت بسيطرة الفتوات والمطاريد وخُط الصعيد، ومن ثم اكتشفت أنّ الفيلم مقتبس بالفعل عن فيلم أجنبي تدور أحداثه في الغرب الأمريكي وهو فيلم The Magnificent Seven، هذا الفيلم الذي أُصدر عام 1960 هو بدوره مقتبس من الفيلم الياباني Seven Samurai الذي تم إنتاجه عام 1954، ويبدو أنّ الفيلم يحظى بشعبية واسعة ليتم إعادة إنتاجه من جديد عام 2016 ويكون هذه المرة من بطولة دانزل واشنطن، و كريس برات، وإيثان هوك.

الفيلم المصري الذي تم إنتاجه عام 1991من بطولة عادل إمام، ومحمود حميدة، وسوسن بدر، ومحمود الجندي، وأحمد ماهر، وسيناريو وحوار مجدي هداية، وإخراج سمير سيف، وتقع أحداث الفيلم أثناء الحرب العالمية الثانية في قرية نائية في الواحات تتعرض للهجوم من مجموعة مسلحين بقيادة المارشال برعي، ويسافر شيخ القبيلة للقاهرة لشراء الأسلحة اللازمة لمواجهتهم وهناك يستعين بشخص يدعى شمس الزناتي ليساعده في صد تلك الهجمات المسلحة، ويستعين شمس الزناتي بمجموعة من الأشخاص ويشكلون معًا فريقًا للدفاع عن تلك القرية.

الفيلم المصري الكوميدي المعروف للنجم عادل إمام تتشابك خيوط قصته مع الفيلم الأمريكي الشهير “Scent of a Woman” للنجم آل باتشينو، فكلاهما يتحدثان عن رجل عسكري متقاعد فقد بصره في الحرب، وبينما يتناول الفيلم المصري انفعالات وقدرات البطل الكفيف بشكل كوميدي ساخر تتناول النسخة الأمريكية الأمر بشكل درامي تراجيدي، كان سببًا في فوز آل باتشينو بجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل رئيسي بهذا الدور.

الفيلم المصري تم إنتاجه عام 2002 وهو من بطولة عادل إمام، وشيرين سيف النصر، وخالد سرحان، ويوسف داوود، وقصة خالد سرحان وحمدي يوسف، وسيناريو وحوار تامر عبد المنعم وعبد الفتاح البلتاجي، وإخراج رامي إمام، وتدور قصته حول طيار حربي متقاعد يدعى “سعيد المصري” يعيش في دار للمكفوفين ولكنه يرفض الاعتراف بعجزه ويحاول تعليم المكفوفين بالدار معنى التفاؤل والانطلاق في الحياة، وتتصاعد الأحداث بينما تحاول عصابة أجنبية السيطرة على الدار ومهاجمة موكب أحد الرؤساء.

الفيلم المصري يعد نسخة مشابهة للفيلم الأجنبي Shall We Dance? الذي أُصدر عام 2004، ومن بطولة ريتشارد جير وجينفير لوبيز، ولكن بدلًا من وجود بطل في النسخة الأمريكية تتبدل أحداث القصة لتدور حول امرأة في النسخة المصرية، والفيلم تم إنتاجه عام 2006 وهو من بطولة يسرا، وتامر هجرس، وعزت أبو عوف، وهالة صدقي، ومن تأليف أسامة فهمي، وإخراج إيناس الدغيدي.

ويدور حول امرأة في منتصف العمر تعمل كمحامية تعاني من الملل والرتابة في حياتها الزوجية، وتجد في تعلم الرقص متنفس جديد يساعدها على تخطى محن الحياة، وتكمن المشكلة في تقبل الآخرين هذا الأمر وخاصة زوجها.

فيلم رومانسي كوميدي تدور قصته حول “داليا” التي تكن لهشام حب كبير، ولكنه يعاملها كصديقة مقربة، وتفاجأ بخطبته على فتاة تدعى نهى وتحاول بشتى الطرق إفساد تلك الخطبة متظاهرة بمساعدة الخطيبين!

الفيلم تم إنتاجه عام 2000، وهو مأخوذ من الفيلم الأمريكي “My Best Friend’s Wedding” لجوليا روبرتس، والفيلم المصري من بطولة منى زكي، وكريم عبد العزيز، وحلا شيحة، وأحمد حلمي، وتأليف وليد يوسف، وإخراج ساندرا نشأت.

فيلم كوميدي رومانسي يناقش فكرة اختيار شريك الحياة على أساس الشكل والمظهر، فبطلة العمل فتاة بدينة للغاية تدعى “نسمة” تواجه العديد من المضايقات والإحباطات في محاولات ارتباطها بالرجال، وتحاول صديقتها المقربة مساعدتها فتستخدم أساليب السحر والشعوذة لتجعل نسمة تبدو رشيقة في عيون شاب يدعى “رامز”، وتحدث العديد من المفارقات الكوميدية في ظل هذا التناقض الواضح بين ما يراه رامز والواقع!

الفيلم مقتبس من الفيلم الأمريكي “Shallow Hal” الذي أُصدر عام 2001من بطولة جاك بلاك، و جونيث بالترو، والنسخة المصرية تم إنتاجها عام 2008 ومن بطولة مي عز الدين، وخالد أبو النجا، ومروة عبد المنعم، وحسن حسني، والفيلم قصة وليد يوسف، و سامح سر الختم، ومحمد نبوي، وسيناريو وحوار لؤي السيد، وإخراج أحمد البدري.

يبدو أنّ فشل فيلم حبيبي نائمًا لم يمنع مي عز الدين من خوض تجربة الاقتباس من جديد، ولكن هذه المرة بمشاركة نجمة كبيرة كيسرا، فاشتركتا في بطولة فيلم جيم أوفر المقتبس من الفيلم الأمريكي”Monster-in-Law” الذي تم إصداره عام 2005، ومن بطولة جينيفر لوبيز، وجين فوندا، والفيلم المصري تدور قصته حول” لقاء”  سيدة مغرورة تعمل كمذيعة ناجحة تحاول بشتى الطرق التفريق بين ابنها وخطيبته التي تعمل نادلة بسيطة في أحد لفنادق، وتحدث بينهما العديد من المفارقات الكوميدية.

الفيلم تم إنتاجه عام 2012، وسيناريو وحوار مصطفى عمار، ومحمد القواشتي، ومن إخراج أحمد البدري.

يبدو أنّ نجاح فيلمي ألف مبروك و أسف على الإزعاج كان الدافع وراء إعادة التجربة من جديد في فيلم مقتبس، وهذه المرة مقتبس من الفيلم الأمريكي “Just Like Heaven” بطولة ريس ويزرسبون، ومارك روفالو، ومن إنتاج عام 2005، ولكن بدلًا من كون البطلة امرأة في النسخة الأجنبية يحل محلها أحمد حلمي في دور البطولة.

الفيلم المصري تم إنتاجه عام 2013 وتدور قصته حول مهندس ديكور يدعى “رؤوف” يدخل في غيبوبة تجعل روحه عالقة بين الحياة والموت، وهذا الأمر يجعله يكتشف آراء أصدقاءه وأسرته الحقيقية في شخصيته، ليشعر بالصدمة الشديدة ويحاول التكفير عن أخطاءه ولكن هل يا ترى فات الأوان؟

فيلم فانتازي كوميدي فكرته الرئيسية مستوحاة من الفيلم الأمريكي “The Hot Chick” الذي تم إنتاجه عام 2002 من بطولة روب شنايدر، وريتشيل ماكأدامز، فالفكرة الرئيسية للفيلمين عن فتيات يتحولن إلى رجال مع الاحتفاظ بعقليتهن الأنثوية.

الفيلم من تأليف وبطولة الثلاثي الفني المنفصل الآن أحمد فهمي، وهشام ماجد، وشيكو، ومن إخراج أحمد سمير فرج.

فيلم فانتازي كوميدي آخر للثلاثي الفني المنفصل الآن أحمد فهمي، وهشام ماجد، وشيكو، وهو مقتبس من سلسلة الأفلام الأمريكية المعروفة “Night at the Museum” للممثل بن ستيلر، والفيلم المصري تقع أحداثه في متحف الشمع الذي يضم مجموعة كبيرة من التماثيل لشخصيات تاريخية معروفة كتوت غنخ آمون، و أحمد عرابي وغيرهم، تلك التماثيل التي تدب فيها الحياة بعد منتصف الليل بفضل تعويذة فرعونية ساحرة، ويكتشف “خميس” هذا الأمر العجيب بعدما قرر دخول المتحف لاستعادة كرته التي قذفها بداخل المبنى، ومن هنا تتصاعد الأحداث في ظل العديد من المفارقات الكوميدية بين “خميس” و التماثيل الحية!

الفيلم من إنتاج عام 2014، وسيناريو وحوار مصطفى صقر، ومحمد عز، وإخراج أحمد الجندي.

الفيلم المثير للجدل الذي قامت ببطولته هيفاء وهبي هو مقتبس من الفيلم الإيطالي “Malèna” للممثلة الجميلة مونيكا بيلوتشي، وبينما رُشح الفيلم الإيطالي للعديد من الجوائز ونال بعضًا منها، تعرض فيلم حلاوة روح لهجوم لاذع من النقاد والمثقفين أدى إلى توقف عرضه في صالات العرض السينمائي.

الفيلم المصري تقع أحداثه في منطقة شعبية بالقاهرة، ويدور حول فتاة تدعى “روح” تعيش مع والدة زوجها المسافر بالخارج، ولأنّها وحيدة وجميلة تصبح “روح” مطمع لجيرانها من الرجال، وتحاول بشتى الطرق الحفاظ على شرفها وصد هؤلاء الأشخاص، وتتصاعد الأحداث في ظل تصميم أحد جيرانها الحصول عليها.

والفيلم تم إنتاجه عام 2014، وشارك هيفاء وهبي البطولة باسم سمرة، ومحمد لطفي، وصلاح عبد الله، ومن تأليف علي الجندي، وإخراج سامح عبد العزيز.

فيلم كوميدي مقتبس من فيلم “The Pacifier” للممثل فان ديزل الذي تم إصداره عام 2005، والفيلم المصري من بطولة حمادة هلال، وشيرين عادل، وعزة بهاء، وسامي مغاوري، ومن تأليف نادر صلاح الدين، وإخراج أكرم فريد وتم إنتاجه عام 2011.

وتدور قصته حول ضابط أمن الدولة “حسام” الذي يتولى مهمة حماية أسرة سفيرة الأمم المتحدة “دولت”، ليجد نفسه غارقًا في مشاكل الأطفال، ويحاول حلها بمساعدة “ملك” التي تتولى رعاية أبناء دولت في غيابها.

فيلم درامي تشويقي مأخوذ من الفيلم الأمريكي “Memento” الذي تم إنتاجه عام 2001 للمخرج كريستوفر نولان، والنسخة المصرية من بطولة كريم عبد العزيز، ودينا فؤاد، ومحمد لطفي، وأحمد راتب، ومن تأليف أحمد فهمي، وهشام ماجد، وإخراج أحمد نادر جلال، وتم إنتاجه عام 2011.

وتدور قصته حول سائق بسيط توفت زوجته وتركت له طفلًا صغيرًا، هذا الطفل الذي يحاول جده لأمه الحصول على حضانته بشتى الطرق ولكنه يفشل بالنهاية، لتحكم المحكمة بأحقية والده لحضانته، ويتعرض السائق إلى حادثة غامضة يفقد على إثرها ابنه وذاكرته، وتتصاعد الأحداث في ظل محاولاته للتذكر واسترجاع ابنه الوحيد.

فيلم كوميدي مقتبس من فيلم الأجنبي “I Love Trouble” من إنتاج 1994، وبطولة جوليا روبرتس، ونيك مولت، والفيلم المصري من بطولة محمد هنيدي، وحنان ترك، ونهال عنبر، وأحمد خليل، ومن تأليف محمد أمين، وإخراج سعيد حامد.

وتدور قصته حول “نادر” الشاب الذي يحلم بأن يكون مذيع تلفزيوني شهير، يتقدم “نادر” لاختبار المذيعين في إحدى القنوات التلفزيونية، ولكنه يرسب كمذيع ويُرشح ليكون مراسل أخبار، ويقابل أثناء الاختبار “عفت” شابة هي الأخرى تحلم بأن تكون مذيعة، وتتصاعد الأحداث في ظل عمل “نادر” كمراسل صحفي وتحدث له مفارقات كوميدية عديدة.

فيلم فانتازي كوميدي مقتبس من الفيلم الأمريكي “Bedazzled” الذي صدر عام 2000، وبطولة  إليزابيث هيرلي، وبراندون فريزر، والنسخة المصرية من بطولة أحمد مكي، ودنيا سمير غانم، وماجد الكدواني، وسيناريو وحوار عمر طاهر، وأحمد مكي، وأحمد الجندي، ومن إخراج أحمد الجندي وتم إنتاجه عام 2009.

وتدور قصته حول طبيب بيطري يدعى “بهيج” يقع في غرام شابة جميلة تدعى “ليلى” ولكنه لا يعلم كيف يخطف قلبها، وتحدث له مفاجأة خيالية حيث يظهر له جن يوفر له سبع أمنيات للوصول إلى “ليلى”، ونشاهد معًا سبع محاولات مختلفة الزمان والمكان يحاول فيها “بهيج” الفوز بحب “ليلى”.

فيلم درامي مأخوذ من الفيلم الأمريكي “Rain Man” الذي تم إنتاجه عام 1988 ومن بطولة توم كروز، وداستين هوفمان، والفيلم المصري من بطولة شريف منير، وأحمد رزق، وهند صبري، وقصة وسيناريو وحوار محمد حفظي، وإخراج أحمد مدحت، ومن إنتاج عام 2007.

والفيلم تدور قصته حول العلاقة بين أخوين توفي والدهما، فأحدهما مصاب بالتوحد بينما الأخر معروف بأنه كقطار “التوربيني” يسعى للوصول لأهدافه بأي ثمن، وتتصاعد الأحداث في ظل رعاية الأخ الأكبر لشقيقه الأصغر المصاب بالتوحد.

وأخيرًا تبدو السينما المعاصرة منبهرةً كثيرًا بما تقدمه هوليود من أفكار، وتحاول بشتى الطرق نقل تلك الأفكار حتى وإن لم تتناسب مع المشاهد العربي، بينما يبدو أنّها تعاني من فقر شديد في الكتابة الإبداعية النابعة من قلب المجتمع العربي في ظل إنكار واضح من المؤلفين والكُتّاب.