🎞️ Netflix

أنمي Boruto: Naruto Next Generations … وهل للأبناء أن يتفوّقوا على الآباء!

أنمي Boruto
دينا الأشرم
دينا الأشرم

8 د

“بوروتو” الجيل الجديد، والنينجا الصغار الجدد، فتانا الصغير “أوزوماكي بوروتو” ذي الشعر الأصفر كأبيه النينجا العظيم، ذاك الصغير بعنصريْ الريح والبرق وبعيون غامضة لا يدري كنهها بعد، والذي ورث ملامح أبيه “ناروتو” وحماسه وتهوّره، وبعض خجل وصفات أمه “هيوجا هيناتا”. “بوروتو” الأنمي الذي لم يتحمس له أحد وقيل أنّه سيكون مجرد مط وتطويل، لكنه فاجأ الجميع بأحداثه الساخنة منذ البداية، فبدايته حتى وإن بدت أكثر لطفًا و جمالًا من بدايات “ناروتو” نفسه، إلاّ أنّنا من الدقيقة الأولى نرى “بوروتو”  يواجه “كاواكي”، تمامًا كما هو الحال في المانجا، مما يُظهر لنا لمحةً عما سيأتي في هذه الملحمة فيما بعد.

المدهش أنّ المُبدع الكبير “ماساشي كيشوموتو” مؤلف “ناروتو” لاعلاقة له بـ “بوروتو” على الإطلاق مكتفيًا فقط بالإشراف من بعيد، بينما الأنمي مأخوذ عن سلسة المانجا” بوروتو: الأجيال التالية  لـ “ناروتو” Boruto: Naruto Next Generations

سلسلة المانجا الشهرية التي كتبها  “أوكيو كوداتشي” ويرسمها “ميكيو إيكيموتو”، والتي يُشرف عليها كما أسلفنا المانجاكا الأصلي “ماساشي كيشيموتو”، وقد أطلقت المانجا في 9 مايو 2016 في العدد 23 الأسبوعي من Weekly Shōnen Jump، وتُنشر في ذات الوقت في مجلة “شونين جامب” الرقمية الأسبوعية باللغة الإنجليزية.

والسلسلة الجديدة بمثابة استمرار رسمي لمانجا “ناروتو”، وبداية قصتها كانت من أحداث الفيلم السابع لـ ناروتو لتستمر القصة بعد ذلك.

ابطال أنمي Boruto: Naruto Next Generations



في ديسمبر 2016 أُعلن في الحدث الترويجي السنوي الشهير  Jump Festa أنّ الأنمى سيبدأ عرضه على التلفاز الياباني في 5 أبريل2017، وأنّه تم الاستعداد له قبل خمس سنوات من أحداث الفيلم وتخصيص مانجا له.

تم أيضًا الاحتفاء بالأنمي عبر إصدار عدة روايات قصيرة (Novella ) حيث صدرت الرواية الأولى في 2 مايو 2017، وتُغطي الحلقات من 1 إلى 6، ثم نُشرت الرواية الثانية في 4 يوليو، وصدرت رواية ثالثة في 4 سبتمبر، ورواية رابعة في نوفمبر 2017.

وعناوين الروايات كالتالي:

1- الأوراق الجديدة تُحلّق عاليًا عبر السماء الزرقاء! ! The New Leaves Soaring Through the Blue Sky

2- دعوة من الظلال (A Call From the Shadows!)

3- أولئك الذين يضيئون ليلة الشينوبي! (Those Who Illuminate the Night of Shinobi!)

4- سجلات بلودويند المدرسية (School Excursion Bloodwind Records)


“أوكيو كوداتشي” و “ميكيو إيكيموتو” و المحبّة الخالصة 


حاملًا أحداث جديدة برؤية جديدة يأتينا “بوروتو “، ومثلما كان هوَ نتاج السلام والمحبة التي سعى إليها والده “ناروتو” بقوّة وإخلاص، فإنّ الأنمي نفسه نتاج الشغف والمحبة الخالصة لاثنين معجبين مخلصين لناروتو هما “كوداتشي” و “إيكيموتو”، لدرجة أنّ ترك الكاتب الأصلي “ماساشي كيشوموتو” لهما كتابة “بوروتو” كيفما يحلو لهما، وبقدر ما يُعتبر ذلك اعترافًا منه ببراعتهم وموهبتهم بقدر إدراكه عظيم حبهم لـ “ناروتو”، وفي إشارة أخرى أنّ الـ fans أحيانًا يعرفون عن الشخصيات أكثر مما يعرف المؤلف!


قصة أنمي Boruto

صورة أنمي

إنّها مرحلة مابعد الحرب، فقد دخلت قرية “Konoha gakure الأوراق المخفية” عصر السلام والحداثة والمحبة والناس الداعمين للسلام، وامتلأت شوارعها بالأبنية والشاشات العملاقة العارضة للصور، وخطوط السكك الحديدية تمر عبر القرية، وأصبحت أحياؤها مترابطةً، وعلى الرغم من أنّها لا تزال قرية النينجا فقد زاد عدد المدنيين، وبدأت حياة “الشينوبي” تتغّير على الرغم من محاولات من هم ضد السلام لكسره،

“أوزوماكي بوروتو”، ابن الهوكاجي السابع “أوزوماكي ناروتو”، التحق بالأكاديمية المخصّصة لمعرفة وتعلّم طُرق النينجا، ليجد بأنّ الطلاب الآخرين على استعداد لفصله و ينعتونه بأنّه “مجرد ابن الهوكاج”، ولكن قلب “بوروتو” الطيب والقوي استطاع أن يُلقي بافتراضاتهم تلك بعيدًا.

غيْر أنّ هناك سلسلة من الأحداث الغامضة بدأت تتكشف، والأمر متروك لـ “بوروتو” وأصدقائِه الجُدد للتعامل معها كقوة الرياح العاصفة، ساعيًا لكسب قلب الجميع، يُحاول “بوروتو” إثبات نفسه بحيث يُدرك الجميع أنّه شخصٌ مستقل وليس مجرد ابن الهوكاجي، كذلك أن يصبح الأفضل وسط محاربي النينجا.

بما أنّ الأنمي لا زال يُعرض حتى كتابة هذه السطور، و حسب ما وصل إليه من حلقات، فإنّ أحداثه لم تتضح بالكامل بعد، لكن هناك تكهّنات بأنّه سيكون هناك حرب عُظمى أخرى، سننتظر ونرى.


 شخصيات الأنمي 

أنمي Boruto



كبداية فإنّ رؤية “كونوهامارو” القديم ذاته كان باعثًا للابتسام، خصوصًا عندما تنتهي عقوبته مع “كوري” التي لا تزال ترتدي وشاحها الأزرق.

“أوزوماكي بوروتو” (بطل الأنمي): نسخة من شغب أبيه عندما كان في عمره (كما يُقال “فولة وانقسمت نصفين”)، ورِث انطلاق أبيه وحماسته وطيبة قلب أمه، يسعى لعمل الأمور الخيّرة دائمًا، مع حس بالمسؤوليه يجعله أشبه بجده “ميناتو” أكثر مما يشبه أبيه “ناروتو”.

نارا شيكاداي: يشبه كثيرًا والده “شيكامارو” ليْس فقط في الشكل، لكن أيضًا في الطِباع عندما كان في عمره من حيث الكسل، وعدم الرغبة في عمل شيء أو مداومة التورّط فى المشاكل، غير أنّ “شيكاداي” يختلف كوْنه فتىً ساخر.

“أوتشيها سارادا”: تشبه والدها “ساسكي” كثيرًا هي الأخرى حيث ورثت عنه ذكاءَه الشديد، غير أنّ كثيرين يرونها فتاةً غريبةً، “سارادا” أقرب في شخصيتها لوالدتها “ساكورا”، وقد ورثت كبرياء أبيها وطباع أمها.

“ميتسوكي”: واحد من الشخصيات الرئيسية في هذه السلسلة، لا يعرف أحد أي شيء عنه بعد سوى أنّه يكنّ الحُب لـ بوروتو، ويقال بأنّه وُجِد عن طريق “أوروتيشيمارو”، وأنّه ذو دور مهم بالأحداث القادمة.

“ياماناكا إينوجين”: مثلما كانت والدته تسخر من “ناروتو” أغلب الوقت، فإنّ “إينوجين” يفعل الشيء ذاته مع “بوروتو”.


هل يتفوق الأبناء على الآباء؟

أنمي Boruto



سنجد أنّنا هنا لا نتعامل مع الأطفال الذين خضعوا لمأساة هائلة. بالتالي، وَضعوا  الكثير من أحلامهم وطموحاتهم على هذا الأساس من الحزن والألم والغضب، بل نتعامل هنا مع الأطفال الذين من حُسن حظهم لم يمروا من خلال المآسي التي أصابت والديهم، فتمتعوا بالتالى بحياة عائلية.

كما أنّ أطفال سلسلة “بوروتو” نشأوا معًا وهذه نقطة أخرى لصالحهم لم تكن موجودة في “ناروتو”، بالإضافة إلى أنّ هناك الآن الكثير من حالات التزاوج بين بلدان النينجا وبين عشائر النينجا المختلفة، والنتاج أطفالهم لديهم قدرات مختلطة مما قد يجعلهم أقوى من والديهم.

يبدو كذلك من الغريب كذلك أنّ لدينا هنا جيل كامل من الأطفال كلهم عباقرة، وكل طفل يتدرّب في منزله بالفعل منذ الصِغر. لذا، يبدو أنّهم جميعًا يتحكّمون في قدراتهم جيدًا قبل أن يصلوا حتى لمرحلة الإتقان، نتيجة أنّ كل أسرة كانت تُدرّب أطفالها قبل أن يلتحقوا بالأكاديمية. لذا، من السهل تصديق أنّهم وصلوا لهذا النوع من الخبرة بدون الكثير من الاحتكاك أو التعلّم العملي، بغضّ النظر عن مدى السلام الموجود في هذا العصر.

هذا لا ينفي أنّ هؤلاء الصغار يتحكّمون بقدراتهم لوقت قصير وبدرجة أقل بالفعل، كمثال “هيما” شقيقة بوروتو الصغرى التي ورثت الـ “بياكوجان” أمهما، ولكنها غير متحكّمة نهائيًا في ظهوره وتعتبر خطرًا على مَن حولها عندما تنفعل، أمّا عين “بوروتو” فهي تظهر أحيانًا لكن لا أحد يعرف شينًا عنها، وهوَ نفسه لايفهم ماهيتها؛ وذلك يدفعنا للتساؤل هنا هل سيكون فعلًا الأبناء أقوى من عائلاتهم؟


“ناروتو” الأب الذي لم نتوقع 

شخصيات أنمي ناروتو



“إنّ كل القرية أسرتي وعليّ أن أحمي الجميع كـ هوكاجي”

لقد اختفت هنا كاريزما شخصية “ناروتو” بعيدًا حقًا، فهل هو النضوج؟

لا مجال هنا لتخيّل أنّ “ناروتو” من “ناروتو شيبودن”، بقدرته على الوقوف جنبًا إلى جنب مع الجميع لمساعدتهم بشخصيته الساحرة، والذي كان لديه هذه القدرة الفطرية في أن يُحاول  فهم أصدقائه وأعدائه على السواء، ليْس كذلك مع ابنه بل وغير مُدرك لاحتياجاته العاطفية، إنّ “بوروتو” خارج عن السيطرة ويتمتع بطاقة كبيرة مما يذكرنا بأبيه مرةً أخرى، وخاصةً أيام  دراسته بأكاديمية النينجا، لكن من المؤسف أنّ “ناروتو” لا تجمعه علاقة جيدة مع ابنه، “ميناتو” والد “ناروتو” لم يكن موجودًا أبدًا في حياته؛ لأنّه تُوفّي حينما كان لا يزال “ناروتو” رضيعًا. لهذا، كان من الغريب والمفاجِئ أن نرى علاقة “ناروتو” بصغيره ليست على مايرام، والذي يدفع “بوروتو” لفعل الكثير من الأشياء بتمرّد فقط للفت انتباه والده، والحصول على بعض من الوقت يقضيانه معًا، فكون “ناروتو” هو “الهوكاجي” أخذ منه أغلب وقته، حتى لم يعد هناك إلّا القليل لعائلته.

فهل كوْن “ناروتو” لم يعرف يومًا معنى بيت وعائلة، ولم يكن لديه أب يكبر في كنفه، جعل من الصعب عليه أن يكون أبًا بينما هو لم يكن لديه واحد؟ وبينما كل ما عرفه عن العائلة كان عبر “جيرايا” و بقية الهوكاجي “إيروكا سينسي” و “كاكاشي سينسي”؟.

هذا لاينفى أبدًا حقيقة أنّ “ناروتو” يهتم بعمق لابنه وقريته، وأنّه يُريد الأفضل لأطفاله.


أنمى ناروتو أنمى بوروتو 

صورة أنمي Boruto



تُعتبر سلسلة بوروتو حتى الآن سلسلة قائمة بذاتها، وتُعتبر بدايات “بورتو ” أكثر نُضجًا كعمل فنّي من “ناروتو”؛ لأنّه خارج من فهم كامل وتام لـ “ناروتو” بشخصياته بأحداثه، وهو لا يعيد أمجاد بدايات “ناروتو” بل يُكمل عليه.

المدهش أنّه عندما تم الإعلان عن الأنمي لأول مرة، كانت توقعات الكثيرين تجاهه منخفضة حقًا، ولكن أغلبهم سعيد بمتابعته؛ لأنّ ما رأيناه – وإن كان قليلًا حتى الآن –  فقد كان أفضل مما كان مُتوقعًا، فأغلب المشاهدين مُتابعين مخلصين لسلسلة ناروتو، بل تابعوه بينما كانوا يكبرون، وكان البعض منهم عندما يلقي نظرةً على بدايات “ناروتو” يراها طفوليةً قليلاً، ولكن الآن مع “بوروتو” فإنّه يراها مختلفةً كثيرًا، لكن على نحو جيد، وكأنّها سلسلة كبِرتْ مع مُشاهديها بداية من “ناروتو الطفل” فـ “ناروتو الهوكاجي والزوج”، و انتهاءً بـ “بوروتو الابن” ربما كانت الكتابة ذات جودة عالية لأنّها بقلم جديد، ويقول “كيشيموتو” المانجاكا الأصلي عن هذا  إنّه يُريد أن يجعل سلسلة بوروتو متفوّقةً على سلسلة ناروتو، ولهذا هو فقط المشرف عليها وليس الكاتب، وحتى الآن يبدو أنّه يسير في الاتجاه الصحيح.

لا ينفى هذا الحماس لرؤية ما سوف ينتجه إستوديو Pierrot من هذه السلسلة، في ظل غياب المانجاكا الأصلي.

ومثل أي سلسلة طويلة أخرى، فإنّه من الواضح أنّها ستأخذ الكثير من الوقت لبناء الأحداث وتطوير الشخصيات مُظهرةً لنا مراحل نموها ونضوجها.

كمحبّين ومُتابعين لـ “ناروتو” كان من الطبيعي أن يتطلع الكثيرون لمشاهدة بوروتو لرؤية ما سوف ينتج عنه، وقد أحبّوا كيف أنّ الأنمي يُذكرهم كثيرًا بالجزء الأول من ناروتو مما يمنحهم شعورًا بالحنين، فهل سيرقى “بوروتو” إلى توقعاتهم أم سيخيّب أملهم؟ هذا ما ستُجيب عنه الحلقات القادمة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.