تريند 🔥

📱هواتف

فيلم Fifty Shades of Grey … السينما الإباحية بقناع الرومانسية

نورا ناجـي
نورا ناجـي

6 د

عندما أُعلن عن بدء تحويل رواية 50 ظل من الرمادي أو Fifty Shades of Grey إلى فيلم سينمائي، يُطرح في يوم الحب لهذا العام، كان أول ما تبادر إلى ذهني حينها .. هل هي قصة رومانسية صالحة بالفعل لمثل هذا اليوم؟ تخيّل معي ثنائي لطيف يقرر مشاهدة هذا الفيلم في قاعة السينما عشية يوم الحب، ماذا ستكون النتيجة ياترى؟ لا تعرف ما المشكلة؟ سأخبرك حالاً..

رواية ثلاثية للكاتبة البريطانية E.L. James، والتي احتلت المراكز الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً طبقا لنيويورك تايمز، والثالثة على موقع أمازون، وبيع منها أكثر من 6 مليون نسخة منذ عام 2011 عرّفها الكثيرون بأنها النسخة الأكثر نضجاً من Twilight، القصة الرومانسية التي هام بها المراهقون حول العالم حباً، بين فتى غريب الأطوار نعرف أنه مصاص دماء، وفتاة ساهمة باردة لا يمكن أن نفهم تصرفاتها غير الطبيعية أبداً، ورغم ذلك اعتبرها الجميع أعظم قصة حب عصرية، حتى ظهرت هذه الرواية .. التي تتشابه في كونها تدور حول قصة حب بين رجل ثري وسيم لدرجة لا تصدق وهو كريستيان جراي، لكنه غريب الأطوار أيضاً، وبين فتاة جميلة تدعى أنستازيا.

The Hunger Games..عندما تعاقب الحكومات شعوبها بالأمل!

50-shades-of-grey3-665x385

تسعون في المئة من القرّاء كنّ من النساء، مع حملة هجومية شرسة وساخرة من الرجال بسبب مدى تفاهة الرواية وسطحيتها، ومن النقاد الذين وصفوها بحضيض الإنحطاط والكارثة الثقافية، لكن النساء كان لديهن رأي آخر فيما يبدو، فمعظمهن -وليس كلهن- تم خداعهن على يد الكاتبة، لتصبح الرواية ضمن قائمة الأكثر مبيعاً، رغم ما تحمله من إهانة للنساء جميعاً، باعتبار البطلة مجرد أداة جنسية لإرضاء نزوات الملياردير الوسيم الشاذة فقط، إلى حد أنه يقنعها بعد لقائها، بالتوقيع على عقد تسمح له فيه بالعديد من الممارسات غير الطبيعية معها، والتي لا يمكن ذكرها هنا، السبب في ذلك كما يبرره لها سر ما في ماضيه لا يذكره، وإن كان من السهل تصوّره حتماً، فالعقد الجنسية لدى الرجال تتشابه أسبابها وتنحصر في الإهمال والانتهاك الجسدي في الطفولة أو ماهو أسوأ.

لكن الفتاة التي تبدو بلهاء بعض الشيء والتي تقوم بدورها الممثلة داكوتا جونسون، تقرر الموافقة لأن الملياردير كريستيان جراي والذي يقوم بدوره جيمي دورنان، وسيم جداً كما تقول، الحقيقة أنه لا يمر عدة سطور في الكتاب أو مشهد في الفيلم إلا وتذكر فيه الفتاة آنستازيا مدى روعة وجاذبية وجمال كريستيان جراي، وكأن هذا كافياً للسماح له بإهانتها بهذا الشكل .. لدرجة توقيع عقد كأي جارية تحترم نفسها .. والتلميح بشكل واضح لفكرة خضوع المرأة للرجل، حتى ولو كان لممارساته المازوخية بمنتهى السعادة، كان تعريف الحب هو الخضوع والإذلال و الإسترخاص.

rs_1024x759-140117151237-1024.jamie-dornan-dakota-johnson-50-shades.ls_.11714_copy

كنت أعتقد أن الفيلم سيختلف كثيراً عن الرواية، أو على الأقل سيهذبها بعض الشيء، لتتحول إلى قصة رومانسية فعلاً، بين بطل وسيم وثري وفتاة شابة جميلة، حتى وإن تحولت لقصة تقليدية معتادة، كان هذا سيكون أفضل كثيراً من قصة تافهة، تنحصر في استعراض كل هذه الممارسات المقززة بدعوى الرومانسية.

لكني بالطبع لم أكن محقة، الفيلم تم نقله حرفياً من الرواية، دون أي تحريف أو تعديل، لأسباب تجارية بحتة تتعلق بالإيرادات التي ستنهال عليهم كالمطر، وإن كنت لا اعلم كيف تم إجازة هذا الكتاب وهذا الفيلم ككتب طبيعية تجارية غير مصنفة في خانة الإباحية مثلاً؟ وإن كان البعض صنفها تحت اسم سخيف وهو Mommy Porno، الاسم نفسه يحمل إهانة جديدة تأخذ مكانها وسط الإهانات المتتالية للمرأة.

la-et-ct-fifty-shades-of-grey-fandango-movietickets-20150204-640x427

الغريب أن الفيلم أو القصة ليس لها أي هدف، العقدة أو الحبكة في لغة السينمائيين غير موجودة أصلاً، أو موجودة لكن بشكل أخجل تماماً من ذكره، يقتصر على رغبة هذا الشخص غير السوي في إكمال العقد المبرم مع الفتاة لكنها تتردد في نقطة بعينها، الأمر الذي يهدد بقطع علاقتهما، يا للروعة، موقف مُعقّد بالفعل وحزين للغاية سيتسبب في إنسكاب الدموع من عيون النساء حول العالم .. انا أمزح بالطبع!

تصلح هذه الحبكة فقط لفيلم إباحي ناجح، وليس لفيلم سينمائي يُعرض في قاعات العرض!!! لا يوجد سبب منطقي لنجاح هذه الرواية وهذا الفيلم في رأيي، سوى الفضول .. فضول السيدات بشكل خاص الذي  يتشابه من امرأة لأخرى حول العالم، وشغفهم بالتعرف على مثل هذه العوالم المعقدة، بالضبط مثل ميل النساء غير الطبيعي في أحيان كثيرة إلى شخصية الولد الشرير، في الحقيقة أو في الخيال عند إعجابهم بفنان أو مطرب يتخذ هذا النهج، هذا بالضبط هو سر سحر كريستيان جراي في نظر العديدات، أما الرجال الذين سيهرعون لمشاهدة الفيلم فأسبابهم بالطبع معروفة.

اقرأ أيضاً: لا تتردد في الحصول على درجة الماجستير .. لهذه الأسباب

50-Shades-Of-Grey-Wallpapers-8

اسم الرواية وبالتالي الفيلم الغامض المثير جداً، ليس له أي علاقة بكل هذه الأحداث المؤسفة، الكاتبة تلعب على تفكير النساء السطحيات، اللواتي تخاطبهن بكلمات تبدو قوية مؤثرة مثل الآلهة الداخلية التي تقودني، الآلهة الداخلية التي ترقص من شدة السعادة في أعماقي، هذه الجملة التي تكررها البطلة مئات المرات طوال الرواية، بسبب أو بدون، فجعلتني أتمنى رؤيتها امامي لصفعها فوراً، أعتقد أن الكاتبة جيمس نجحت تماماً في تدمير سمعة الكاتبات البريطانيات بعد كل ما فعلته الكاتبة ج.ك.رولينج لتلمعيها.

لاحظت فوراً أن الكاتبة سرقت الفكرة الأساسية من رواية 11 دقيقة للكاتب البرتغالي باولو كويليو، لا أعلم كيف لم يتم ذكر هذا الأمر من قبل؟ لكن ميل البطل الغريب يماثل ميل “تيرنس” في رواية كويليو للتلذذ بالألم، والذي يبرره بالعديد من الأفكار الفلسفية الشيّقة التي تُغيّر من حياة وتفكير البطلة، لكن بالطبع بأسلوب كويليو الراقي المختلف تماماً، وحتى في هذه الرواية، البطلة كانت عاهرة محترفة، قررت في النهاية اختيار الرومانسية الطبيعية على هذه الممارسات المهينة.

fifty-shades-of-grey01

إن كنت لم ترى الفيلم بعد، كن مستعداً لما ستراه! هذا ليس فيلما رومانسياً، أعرف أن الفضول سيقتلك الآن لمشاهدته وكان هذا المقال كُتب خصيصا للترويج له، لكن الحقيقة أنني لا أملك أي سبب لدفعك أو منعك من المشاهدة، لاحظ أن رغم ترويج الفيلم لفكرة الممارسات المازوخية الشاذة، إلا أن إجمالي المشاهد الخارجة فيه لا يتجاوز الـ 19 دقيقة، إلى جانب حرص المخرجة سام تايلور جونسون على التصوير بزوايا خاصة تخفف من الشكل العام دون أن تجرح عين المشاهد.

يمكنك مشاهدة الفيلم طبعا لكن أرجوك لا تحدثني بعدها عن الآلهة الداخلية أو الأشياء من هذا القبيل، وكن مستعداً لرؤية فيلم إباحي مُقنّع، لا يمكن وصفه بالفيلم الرومانسي أبداً، ولا حتى يمكن وصفه بالفيلم، الامر ليس تحاملاً بسبب الخجل من جرأة القصة، فهناك الكثير من الأفلام التي تفوقه في كم المشاهد الخارجة كفيلم The Reader مثلاً، لكن على عكسه تماما، لا يحتوي هذا الفيلم على أي عنصر فني شيق يعوض تفاهة أحداثه، لا أحداث أصلاً، لا عقد من أي نوع، لا إخراج، ولا تمثيل أيضاً .. لا حوار ولا سيناريو، مجرد صورة مبهرة كصورة الفيديو كليبات الغربية، أراهنك إن كنت ستستطيع إكماله، أنا شخصياً لم أستطع فعل ذلك!

الواضح جداً أن هناك الكثيرون ممن ذهبوا لمشاهدة هذا الفيلم، فهناك وبشكل عجيب ارتياد هائل قياسي فيما يتعلق به، حيث استطاع تصدّر قائمة شباك التذاكر الأمريكي والعالمي بتحقيقه لأرقام هائلة بعد عدّة أيام فقط من إصداره!

Official Trailer #1

فيديو يوتيوب

Official Trailer #2

فيديو يوتيوب

ذو صلة

  ج.ك.رولينج .. كيف تحول التراب إلى ذهب !

فاتن حمامة … عندما لم يعد للقصر سيدة
اقرأ أيضاً: للوافدين: كيفية الإلتحاق للدراسة بالجامعات المصرية

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة