أفلام عادل إمام وسمير غانم: التقيا فنيًا في 13 فيلمًا وقدما بركانًا من الضحك!!

يعد كل من سمير غانم وعادل إمام قامة متفردة في عالم الكوميديا والدراما المصرية والعربية. بدءًا في الستينيات في خطين متوازيين سرعان ما التقيا ثم افترقا وعادا للقاء في محطات متنوعة، كثير منها ضاحك وبعضها كان جادًا وباكيًا، وفي كل الحالات كان ممتعًا وهي مجموعة الأعمال محط الانتباه في مقال اليوم عن أفلام عادل إمام وسمير غانم.

ولد الفنان الراحل سمير غانم عام 1937، وبدأ مسيرته الفنية في بدايات الستينيات حين كان طالبًا في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، ويبدو أنه كان يميل في ذلك الوقت لتكوين فرقة وليس إلى العمل منفردًا، فبدأ بفرقة مع الفنانين وحيد سيف وعادل نصيف، وبعد افتراقهم التقى بجورج سيدهم والضيف أحمد ليمتد العمل معًا تحت اسم “ثلاثي أضواء المسرح” لأكثر من عشرين عامًا.

وخلال المسيرة تنوع إنتاجه مع الفرقة أو منفردًا أو بصحبة رفيقة عمره دلال عبد العزيز، بين الكوميديا والتراجيديا والاستعراض، مقدمًا لتاريخ الفن المصري عشات الأفرت والمسلسلات والمسرحيات التي نحفظها ونحبها ولا نمل مشاهدتها.

أما الزعيم عادل إمام فكان أصغر بثلاث سنوات، فولد عام 1940، والتحق أيضًا بكلية الزراعة ولكن بجامعة القاهرة، ومن مسرحها انطلق إلى السينما والمسرح في الستينيات، بدأ بأدوار صغيرة، حتى انطلق نجمه في السبعينيات، وقدم إنتاجًا غزيرًا ومتنوعًا، تربع من خلاله على عرش شباك التذاكر في الثمانينيات والتسعينيات.

وهذه مجموعة من الأفلام اشترك فيها القامتان معًا وكان واضحًا من خلالها تميزهما كل عن آخر وتناغمهما في العمل معًا.

يدور الفيلم حول شاب يمر بضائقة مالية، تموت إحدى قريباته ويكون هو الوريث الوحيد لها فيبيع أثاث منزلها لسداد ديونه، ولكنه يكتشف أنها تركت له جوهرة ثمينة مخبأة في إحدى قطع الأثاث المباع، فيبحث عن المشتري فيجد أن الأثاث تم إرساله إلى لبنان. يسافر توفيق إلى بيروت للبحث عن الجوهرة غير عالم بأن هناك عصابة تتبعه لسرقتها.
ويظهر عادل إمام في الفيلم بصفته صديق البطل حسن يوسف الذي كون معه ثنائيًا استمر لعدة سنوات، بينما يمثل سميل غانم دور أحد أفراد العصابة المكونة من ثلاثي أضواء المسرح، الذين يفشلون في سرقة الجوهرة مرة تلو الأخرى.

ومن المعلومات الطريفة حول فيلم أفراح أن بسببه تأجل ظهور الفنانة نجلاء فتحي أمام العندليب عبد الحليم حافظ في فيلم “أبي فوق الشجرة”، إذ كان الاتفاق بينهما ألا تظهر في أي دور قبل البدء بتصوير الفيلم، وغضب العندليب بشدة، وذهب الدور إلى ميرفت أمين عوضًا عنها وهو من أفلام عادل إمام وسمير غانم التي قدما فيها أدوارًا صغيرة للغاية في بداية مسيرتهما.

يبدأ الفيلم بمحاولة منتج قليل الخبرة في عالم الإنتاج السينمائي لأن ينتج فيلمًا جديدًا، باسم “حلوة وشقية”، فيسند البطولة لوجه جديد هي “نوسة” (سعاد حسني)، ولكن تنشأ العديد من الخلافات بين بطلي الفيلم فيدبر كل منهما العديد من المقالب للآخر، ومع مرور الأحداث تتحول العلاقة بين البطلين إلى قصة حب جميلة تهدم كل الخلافات، ويتفقان على استكمال الفيلم بعد تعديلات في القصة، لينجح نجاحًا باهرًا.

والفيلم ينتقد بشكل صارخ موجة أفلام المقاولات التي بدأت قبيل هزيمة 1967 وامتدت لعقود، حيث المنتج الذي يمتلك المال وليس لديه أي معرفة بفن السينما، والمخرج الانتهازي أو الذي يحتاج للمال، والفتاة الجميلة التي ربما تمتلك الموهبة أو لا، والنجم الذي يهمه جمال البطلة وأموال المنتج أكثر مما سيقدم من فن لجمهوره، ولكن المعادلة تحمل مزايا جديدة حين يكتشف المخرج موهبة الفتاة الحقيقية، ويقع البطل في حبها فيقرر تعديل السيناريو ليصبح فيلمًا جماهيريًا ناجحًا.

تعترض الحماة على تزويج ابنتها من الشخص الذي تحبه وتحول دون لقائهما على الرغم من موافقة الأب، وحين تموت يتفق الأب معهما على موعد الزواج، وفي ليلة الدخلة تظهر روح الحماة لهما في غرفة نومهما وتمنع إتمام الزواج. وبعد العديد من المحاولات للهروب منها، يذهبون إلى أحد المشعوذين الذي ينصحهما بتحضير روح أخرى لشخص تخاف منه الأم لكي تخلصهم منها، فيقع اختيارهم على حماتها (أم الأب)، فتقع العديد من المفارقات الكوميدية بعدها.

والفيلم يكاد يقترب من أفلام إسماعيل ياسين مع ماري منيب؛ الحماة الكارهة لزوج ابنتها والتي تفعل المستحيل لتبعده عنها. الكوميديا بين عادل إمام (البطل) وسمير غانم (صديقه) كانت سلسة وممتعة كما هي دائمًا، ولم يتوقف محمد رضا ونبيلة السيد عن إضحاكنا منذ الدقيقة الأولى، وهو من أفلام عادل إمام وسمير غانم التي بدأ كلاهما في أخذ أدوار أكبر وأهم.

يحكي الفيلم قصة الفتاة الريفية سعاد وأصدقائها الفنانين الذين يحلمون معًا لسنوات بزيارة القاهرة والتمثيل في السينما فيصطدم حلمهم بغرور المخرج والممثل عادل الذي تتمنى سعاد الوقوف أمامه منذ الصغر، فتقرر أن تكسر غروره، تلتقي سعاد والفرقة بشخص يدعي أنه أمير سابق ويدعوهم لقصره، وهناك يقررون أن يمثلوا أن سعاد ما هي إلا أميرة متنكرة خوفًا من غضب أسرتها الملكية، يعجب عادل بالأميرة ويقرر منحها الدور، إلا أن الأمير ينكشف أمره ليتضح أنه بواب في قصر الأمير ويكتشف عادل حبه لسعاد حتى لو لم تكن أميرة.
الفيلم يمكن اعتباره غنائيًا، فقد استعاض عن الكثير من السرد بالغناء، وتمثل الكوميديا قسمًا مهمًا في الأحداث. لا يلتقي سمير غانم وعادل إمام تقريبًا خلال أحداث الفيلم؛ فالأول صديق البطل المخرج الكبير المغرور، والثاني هو الفنان الريفي صديق البطلة، ولكن كليهما عنصر مهم في إحداث الكوميديا في الفيلم.

يدور الفيلم حول سمير وأحمد وشريف ضباط بالبحرية، يعودون إلى بيوتهم وزوجاتهم في إجازة لمدة 24 ساعة فقط بعد غياب 6 أشهر في البحر، وبدلًا من أن يجدوا الحب والترحاب تقابلهم زوجاتهم ببرود كامل وعواطف متلبدة، بسبب شكهن في إخلاص الأزواج وحبهم طوال مدة السفر، ومن خلال عدة مفارقات كوميدية يتضح للزوجات خطأ اعتقادهن ويتم الصلح، وعندئذٍ يقرر ربان السفينة منحهم إجازة جديدة مدتها 24 ساعة.
بلغت تكاليف إنتاج فيلم ٢٤ ساعة حب ١٩٧٤ مبلغ ٢٥ ألف جنيه، وحقق صافي إيرادات وصلت إلى ٩٢٦٣ جنيها في ٥ أسابيع عرض بالقاهرة، وهو مبلغ غير قليل في ذلك الوقت، وبالطبع عملت التوليفة المكونة من الجان حسن يوسف ونجمي الكوميديا عادل إمام وسمير غانم ونجمة الإغراء وقتها سهير رمزي وخفة دم لبلبة التي لا تقاوم، كل ذلك اجتمع ليصنع تجربة كوميدية فريدة.

يتورط ممرض متزوج في مجاراة إحدى المريضات في العيادة التي يعمل بها ويتظاهر بأنه يحبها، فتغار زوجته وتحاول الوقوف بينهما وحين تفشل تمثّل أنها تحب أحد معارف المريضة لتغيظ زوجها، فينتج عن كل ذلك مواقف كوميدية جدًا.
ونجد في فيلم “المهم الحب” أن التفاعل بين عادل إمام وسمير غانم وكوميديا المواقف التي تحدث بينهما هي الصانع الحقيقي للضحك في الفيلم.

يعاني الصديقان شريف وفكري من انشغال زوجتيهما عنهما بالعمل، فزوجة شريف تعمل عارضة أزياء، وزوجة فكري مشغولة بالدروس الخصوصية، فيغريهما صديقهما العازب أحمد بتأجير شقة تحت ستار الشركة التي يعملون بها لخيانة زوجتيهما فيها، ولكن أحد المتعاملين مع الشركة يعلم بأمرها ويخطط لابتزازهم وسرقة الشركة، وتتصاعد الأحداث.
يمكن اعتبار الفيلم نسخة أولية لـ “البعض يذهب للمأذون مرتين” ولكنها نسخة أكثر سذاجة واعتمادًا على عوامل غير متعلقة بالتمثيل أو الإخراج، ولكن الكيمياء بين سمير غانم وعادل إمام من جهة وبين سعيد صالح وكلا الفنانين لا يمكن إنكارها أو التقليل من الاستمتاع بها.

تعلم أميرة بأن أباها يكذب عليها بشأن وظيفته، وأنه يضيق عليها بينما هو يعمل مديرا لكباريه، فتهرب بعد أن تضيق بتزمته. وتلجأ لغريب الذي يعمل بالكباريه وتعيش عنده. تصل لغريب رسالة من صديقه فكري المقيم بأمريكا يطلب منه ترشيح عروس توافق على الزواج منه بتوكيل، ترى أميرة أنها فرصتها للهرب من مصر، فتقترح أن تكون هي العروس، ويتم الزواج، لكن بمرور الوقت ينمو الحب بينها وبين غريب، وحين يصل فكري يرفض أن يطلق أميرة، ولكن نظرًا لصداقتهما يوافق ليتزوج الحبيبان في النهاية.
الفيلم يفيض بالكوميديا، ليس فقط من جانب عادل إمام وسمير غانم، وإنما بسبب مواقف فريد شوقي وتفاعله مع المواقف التي تحدث بغير توقع.

يرفض فريد الزواج من سكر، لأن أبوها المعلم فلينة بخيل رغم أنه يمتلك ثروة وعددًا كبيرًا من سيارات الأجرة، يخطب بعدها فردوس ابنة زميله علي، مما يثير غيرة سكر وتصر على الزواج من شاب من عائلة كبيرة، فيقع اختيار والدها على عصام ويشتري منه القصر الذي يسكن فيه وهو الشيء الوحيد المتبقي من ثروته.

يتعرف شابان خلال سفرهما بالباخرة على فتاتين جميلتين، ويصادفان أيضًا شخصًا ينقل تابوتا لأحد المتوفين لدفنه بالخارج، وتتطور الأحداث ليكتشف الأبطال احتواء التابوت على مجوهرات يجري تهريبها، تحاول أمينة وأبوها سرقة التابوت، وينضم لهما أحد الشابين بينما يبلغ الآخر القبطان فيتم القبض على العصابة والتحفظ على المجوهرات.
الفيلم يعتمد في تقديمه للكوميديا على سوء التفاهم واختلاف تفسير الكلمات والمواقف، وكالعادة التناغم في التمثيل بين عادل إمام وسمير غانم هائل ويقدم الكثير من الاحتمالات الكوميدية، إلى جانب خفة ظل لبلبة وتفاعلها مع المواقف، ولكن القصة ساذجة للغاية والإخراج محدود بالمساحة الصغيرة للسفينة.

يعاني الدكتور ممدوح من غيرة زوجته الشديدة على الرغم من حبه وإخلاصه لها، بينما تنشغل زوجة شقيقه مسعود بمشاكل البيت والأولاد وتهمل زوجها، يشكو الاثنان حالهما لابن عمهما عزت، الذي يقترح عليهم تنفيذ أسلوبه مع زوجته التي يخونها ولكنه يغمرها بالحب والاهتمام في الوقت نفسه، يقتنع الشقيقان بالفكرة، ويبدآن في تنفيذها، وتكون بداية للعديد من المشكلات والمواقف الكوميدية.
الفيلم كوميدي جتماعي يناقش مشكلات الزواج بشكل ساخر، مثل الغيرة، والإهمال، والبخل والخيانة والخداع، ويقترح في النهاية أن الحل الأفضل لكل ذلك هو الحوار والحب.

يبدأ الفيلم بحمدي الذي يمتلك فيلا يؤجر غرفها للفتيات لإخفاء غرضه بالإيقاع بهن في شراكه، فيتنكر الطالبان الجامعيان زغلول وحسونة في ملابس النساء للتغلب على أزمة السكن ويكنان في الفيلا، يقع الشابان في حب نجوى وناهد، وبالتدريج يكتشفان الغرض الخبيث لصاحب الفيلا، الذي يقع بدوره في حب بيسة، ويؤدي تشابك الأحداث للعديد من المواقف الكوميدية.
الفيلم مأخوذ من النسخة الأمريكية “Some Like It Hot” بطولة مارلين مونرو وتوني كيرتس وجاك ليمون، والكوميديا في الفيلم سلسة ونابعة من التفاهم والتناغم بين الأبطال.

يدور الفيلم حول رمضان الموظف الفقير الذي يرغب في الزواج من خطيبته علية، ولكن دخله لا يساعده على الحياة. وتحت ضغط حماته لإتمام الزواج سريعًا، يخطط رمضان لسرقة حقيبة مرتبات الموظفين وإخفائها، ثم تسليم نفسه وقضاء العقوبة لكي يتمكن من الزواج بعد خروجه من السجن. ولكنه خلال تنفيذ خطته تسبقه عصابة إلى حقيبة الأموال، فيسرق هو الحقيبة فارغة، وتتعقد الأحداث.
يدور الفيلم حول مشكلات الشباب بعد عصر الانفتاح، ويناقش ضغط المجتمع وآثاره السلبية بأسلوب ساخر وكوميدي، ويستغل الكوميديا لوضع الأزمة في إطار يمكنه الوصول للمشاهدين بسهولة.

ومنذ الثمانينيات لم يلتق الصديقان فنيًا حتى عام 2018، حين ظهر سمير غانم كضيف شرف في أحد مشاهد مسلسل عوالم خفية، لتتجدد ذكريات كوميديا الزمن الجميل، ونستمتع بلقاء أخير بين قامتين للكوميديا في مصر والوطن العربي.
رحم الله النجم سمير غانم وزوجته النجمة دلال عبد العزيز وأسكنهما فسيح جناته، وبارك لنا في عمر الزعيم عادل إمام وصحته وفنه.