فيلم The Age of Adaline .. عندما يغدو الشباب لعنة
4 د
تقييم لوحة الفنتازيا الرومانسية
فيلم The Age of Adaline
كثيراً ما سمعنا أصداء فكرة الخلود في أذهاننا سواء من الحياة الواقعية أو من الحياة الافتراضية، وكان لهذه الكلمة أو الفكرة من عالم السينما نصيبٌ كبير من الأفلام التي كانت في أغلب الأحيان خيالاً علمياً تفرض نظريات متنوعة حول النفس البشرية من جهة والهوس بفكرة الخلود من جهة أخرى، لكن ماذا سيحدث إذا أصبح الخلود لعنةً؟ أتى دون خيار أو سابق معرفة، وكل ما تريد فعله هو التخلص منه .. هذه احدى وجهات النظر العديدة من فيلم The Age of Adaline الذي في الواقع يطرح الفكرة ببضعة كلمات ليبقى الاهتمام الحقيقي خلفه في مكانٍ آخر تماماً مما جعله فيلماً رائعاً دون شك.
ابتعد فيلم The Age of Adaline عن الكثير من النقاط التي تجعل الأفلام التي تتحدث عن الخلود والحياة البشرية خيالاً علمياً، فلم يتم مناقشة الأمر بطريقة طبيّة مطوّلة، البحث عن تفسير لما حصل أو حتى عكس الفعل بشكل عام، بل قام حرفياً بتجاهل الفكرة وتقديم ما يدور بالفعل حوله الفيلم ألا وهي قصة رومانسية عاطفية مميزة، تم تقديمها بأسلوب فنتازيا لتجنّب الكثير من المفارقات العلميّة التي تجعل الفيلم في تصنيف آخر بعيداً عن الجمال وخيال الفنتازيا وأقرب إلى أسلوب الطرح الجدّي.
لم يخلُ الفيلم أبداً من اللمسة الدرامية الجيّدة التي تستطيع استخراج الاستجابة من عواطفك، فكان لوحة رقيقة مؤثرة وعليّ أن أذكر أنه كان مفاجأة بالفعل نظراً للمزج الذكي الذي حصل في الفيلم بين هذه العناصر المختلفة مستفيداً من نص رائع، متنوّع وغنيّ كان من كتابة جي. ميلز غودلو وسلفادور باسكوفيتز والذي ساهم في نقل هذه الملحمة الرومانسية إلى عالم الشاشة الكبيرة بمحتوى قوّي وممتع فضلاً عن القصة الجميلة المؤثرة.
احتوى الفيلم على الكثير من المشاهد المصوّرة بأناقة شديدة واعتمد في أسلوب تحفيز الذكريات للعودة إلى الماضي نظراً للإطارات الزمنيّة العديدة الموجودة في الفيلم، فاستفاد بالكثير من الأحداث التاريخية، المعلومات العامة والصور المتنوعة لتقديم مشاهد حياتيّة قديمة باختيار لما هو مُهم بالطبع، ليضيف على ذلك تصميم إنتاج وأزياء أنيق ومناسب ومتنوّع أيضاً قام في النهاية المخرج لي تولاند كريجر بجمعها سويّة وتقديم فرصة لمشاهدة فيلم جميل بتفاصيله المختلفة.
لم يُقدّم الفيلم لفكرته الأساسية “الخلود” حقّها أبداً وقد لا يُحبّذ هذا الأمر كثيراً، فلما الحديث عنها إن لم تريد مناقشتها؟ لكن في رأيي هذا الاختلاف البسيط هو ما جعل المحتوى الرومانسي والدرامي الراقي بأن يطغو على أسلوب الفيلم، فارضاً طريقة عرض لطيفة لن ترغب في استبدالها أبداً، فضلاً عن التأثير الكبير الذي يزرعه هذا الفيلم في نفسك ليثبت بالفعل أنه ليس ذلك الفيلم الخيالي أو الفنتازيا السخيف، أو تلك اللوحة الرومانسية الفارغة حيث كان هنالك الكثير من المعاني الإنسانية المختلفة والعاطفية العميقة، وبتجنّبه للمناقشات العلميّة المختلفة والبحث عن التفسيرات المنطقية حافظ الفيلم على أسلوبه وحصل على مبتغاه.
يحاول الفيلم حصر تفكير المشاهد في عدة نقاط معيّنة وهي التي تبتعد في الواقع عن التعقيدات الفكريّة وتستبدلها بالإنسانية المختلفة، وشمل الفيلم راوي قمنا بالاستماع إليه في عدّة مقاطع، في الواقع لا استمتع بصوت راوي غير معروف من جهة أو ليس له علاقة بالقصة من جهة أخرى، لكن فضلاً عن ذلك قدّم الفيلم تجربة سينمائية هائلة ومفاجئة أكبر بجودة لم أكن أتوقعها أبداً وفي النهاية قصة رائعة لن أرغب أبداً في تفويتها.
يتحدث الفيلم عن امرأة تدعى أدالين (بليك ليفلي) وُلدت في أوائل القرن العشرين، تعرّضت لحادث خطير كاد أن يودي بحياتها، لكن ما حصل أنه قدّم لها شباباً أبدياً، وبعد سنين عديدة من الهرب والوحدة، تلتقي أخيراً بشاب يدعى آليس (مايكل هويسمان) سيُعقّد لها حياتها بعض الشيء. بالإضافة إلى الأداء الكبير الذي قدمته بليك في هذا الفيلم، شهدنا أيضاً أداءً رائعاً للنجم هاريسون فورد الذي ظهر في الفيلم إلى جانب إيلين بورستين، وكاثي بيكر.
تم عرض فيلم The Age of Adaline في الـ 24 من شهر أبريل لهذا العام، ونال بعدها نقداً مختلطاً مال قليلاً إلى الإيجابي بالإضافة إلى استحسان بشكل أكبر من المشاهدين بشكل عام، واستطاع الوصول إلى إيرادات قدرها (52.4 مليون دولار) مقابل ميزانية قُدّرت تقريباً بـ (25 مليون دولار)، مبلغ ضئيل مقارنةً بتكلفة الإنتاج التي ارتبط بها حملة إعلامية ضعيفة وتقديم ليس بالدقيق لمحتوى الفيلم، ولكن الفترة الزمنية المحددة التي عُرض فيها الفيلم من 2015 كانت بحاجة ماسّة إلى فيلم رومانسي أو درامي من هذا النوع، وهذا ما استطاع فيلم The Age of Adaline أن يقدمه.
تتمتع هذه الأفلام بطابع رقيق يجعلها خفيفة ومؤثرة بشكل غريب على مختلف النفوس، فهي لم تكتفي بفكرة العلاقة بين شخصين أو وجودة الرومانس بشكل عام بل كان عليها أن تضيف عليها أمراً ما، وكان هذا الأمر عن طريق الفنتازيا والخيال في هذا الفيلم، وهو أمر يصنع بالنسبة لي فيلم رومانسي لا أريد أبداً تفويته..
ماذا عنكم؟! هل شاهدتم هذا الفيلم؟ هل توافقوني الرأي أم هناك بعض الأفكار الخاصة بكم، شاركونا بتعليقاتكم..
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.