أهم أفلام ألفريد هيتشكوك .. سيد الإثارة والغموض والتشويق

يعتبر المخرج ألفريد هيتشكوك واحدًا من أهم المخرجين على مر التاريخ، بدأ العمل في حقبة الأفلام الصامتة، ثم بدأ مع مخرجين آخرين حقبة الأفلام الصوتية، بدأ هيتشكوك عمله في بريطانيا وحقق نجاحًا كبيرًا هناك، ثم ذهب إلى هوليوود عام 1939، وهناك بدأ فترة جديدة من حياته ورأينا أعمال مميزة للغاية، كان دائمًا ما يبهرنا برسم أبعاد شخصياته خصوصًا الشخصيات النسائية، وبالطبع كان يتميز بأسلوب فريد في تحريك الكاميرا وعرض المشاهد المختلفة؛ وفي هذا المقال سنعرف أهم الأفلام في مسيرة هذا المخرج الكبير، أكثر الأفلام نجاحًا في وجهة نظر النقاد، وأكثرهم شعبية أيضًا.

تم إصدار هذا الفيلم عام 1958، والفيلم من بطولة جيمس ستيوارت، وكيم نوفاك، يبدأ الفيلم مع مفتش البوليس جون فيرجسون الذي يريد تقديم استقالته بسبب أنه يعاني من الدوار في الأماكن المرتفعة مما تسبب في مقتل صديق له؛ بعد هذا يعرف صديق قديم له هذه الحكاية ويقرر استغلال هذا الظرف ويطلب من جون أن يساعده في مراقبة زوجته التي يشك أنها على اتصال بعالم آخر، يبدأ جون بالفعل في مراقبة زوجة صديقه الذي يستغله، ويزداد الغموض والتعقيدات مع تحليلات نفسية جيدة، ثم تأتي النهاية التي لم يكن يتوقعها أحد.

تم إصدار الفيلم عام 1960، والفيلم من بطولة أنتوني بيركنز وجينت لاي، تم أخذ قصة الفيلم من رواية بنفس الاسم للكاتب روبرت بلوتش، وقد أُلهم كاتب الرواية بواسطة جرائم حقيقية حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية، يبدأ الفيلم مع موظفة تأخذ مبلغًا كبيرًا من عميل يأتي إلى مكتب عملها، لكنها تقرر أخذ المال والهرب، وفي طريق هروبها تضطر أن تذهب لفندق للمبيت فيه، وهناك تبدأ رحلة من أفضل رحلات الرعب النفسي في تاريخ الأفلام.

تم إصدار هذا الفيلم عام 1959، والفيلم من كتابة إرنست ليمان، وبطولة كاري جرانت، وإيفا ماري، تم ترشيح الفيلم للعديد من الجوائز، كما حظي بشعبية كبيرة وقت صدوره، كما حقق الفيلم أرباحًا بلغت ضعف ميزانيته؛ ويدور الفيلم في عالم الجاسوسية، وذلك حيث يشك بعض الجواسيس أن رجل الأعمال روجر أو ثورنهيل يعمل كجاسوس مع الحكومة الأمريكية، لذلك تتم مطاردته عبر أماكن مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية.

تم إصدار هذا الفيلم عام 1943، تم كتابة الفيلم بواسطة ثورنتون وايلدر، وسالي بنسون، والفيلم من بطولة تيريزا رايت، وجوزيف كوتين، استقبل هذا الفيلم بحفاوة شديدة من النقاد، وأكد هيتشكوك نفسه أن هذا الفيلم من أهم الأفلام في مسيرته بأكملها؛ يتحدث الفيلم عن المراهقة تشارلي نيوتن، الفتاة التي تنتظر وصول الخال تشارلي أوكلي بفارغ الصبر، تستقبل الأسرة الخال بحفاوة، وهكذا تستقبله الفتاة، لكنها سرعان ما ستشك في أمره وتعتقد أنه قاتل متسلسل؛ والجدير بالذكر أن هيتشكوك نفسه ظهر في هذا الفيلم ما يزيد عن الربع ساعة.

تم إصدار الفيلم عام 1951، الفيلم من بطولة روث رومان، وروبرت ووكر، وفارلي جرانجر، وبات هيتشكوك، وقام بكتابة السيناريو ويتفيلد كوك، وتشنزي أورموند، وبن هيكت ، ورايموند تشاندلر، ويتحدث الفيلم عن اثنان غرباء يتقابلان في القطار أثناء وجبة الغداء، لاعب تنس مشهور “جاي هينز” واجتماعي محبوب “charming socialite” وهو برونو أنتوني، يحاول برونو إقناع لاعب التنس بعرض مغري وغريب.

هذا العرض هو أنه سيقوم بقتل زوجة جاي ويخلصه منها ومن إزعاجها، وفي المقابل يقتل جاي والدة برونو، وهكذا سيفوز الاثنان، كما أن الاثنان غرباء مما سيجعلهما بعيدان عن دائرة الشكوك، فبالطبع لن تجد التحريات أي روابط بين هذا وذاك، وهذه النظرية هي نظرية مشهورة في عالم الجرائم وفيها يتبادل اثنان عملية القتل، ثم يعود كلٌ لحياته وهكذا يصعب على المباحث الوصول لشيء، ولكن ماذا سيحدث في الفيلم؟ وهل ستنجح هذه الخطة بالفعل؟ 

تم إصدار الفيلم عام 1954، والفيلم من كتابة جون مايكل هايز، ومن بطولة جيمس ستيوارت، وجريس كيلي، ووويندل كوري، يظهر هذا الفيلم مهارة جديدة من مهارة هيتشكوك، وهي مهارة استغلال الأماكن مهما كانت أحجامها، ففي هذا الفيلم نجد أنه بأكمله تم تصويره في منزل واحد، تحديدًا الغرفة التي يجلس جيمس ستيوارت أمام نافذتها، وهذه النافذة تطل على منازل أخرى لخلق تنويعات كبيرة في أحداث الفيلم.

يقوم جيمس ستيوارت بدور مصور عاشق للصعاب، يبدأ الفيلم بعد إصابة قدمه بالكسر أثناء تأدية عمله، لذلك يحاول أن يتغلب على الوقت بمراقبة الجيران بعينه تارة، وبالمنظار “التلسكوب” تارة أخرى، ويستمر كل شيء بشكل طبيعي إلا أن يرى جريمة قتل تحدث ويتأكد منها بالرغم من عدم اكتمال الدلائل، وتساعده في هذا المغامرة المرأة التي تحبه وتهتم لأمره “جريس كيلي”، كما تساعده أيضا ممرضته خفيفة الظل، صاحبة الردود الحادة والذكية.

تم إصدار هذا الفيلم عام 1946، والفيلم من كتابة بن هيكت “بن هيشت”، ومن بطولة إنجريد بيرجمان، وكاري جرانت، وكلود رينيس، ويجمع هذا الفيلم معظم العناصر السحرية التي يشكل بها هيتشكوك خلطته، فنجد أن الفيلم به حس فكاهي ملحوظ ومقبول، كما يتميز الفيلم بوجود خطوط رومانسية ودرامية، ومشاهد رومانسية تعتبر الأشهر في تاريخ السينما، وبالطبع لم ينسى هيتشكوك عنصر التشويق والإثارة، وتم وضع جميع هذه العناصر في بيئة جاسوسية حتى تضفي على الفيلم اللمسة الأخيرة التي يحبها هيتشكوك.

تعتبر شخصية المرأة في هذا الفيلم هي الأشهر بين جميع أفلام هيتشكوك، فقد استطاعت إنجريد بيرجمان خطف الأنظار بسبب أبعاد شخصيتها من ذكاء، ودهاء، وجمال لا يقارن، في هذا الفيلم نجد قصة حب عميقة وكثيفة، لكن بسبب المصالح نجد أن الحبيبة تجبر على الزواج من آخر وذلك حتى يستفيد والدها من معلومات يريدها عن بلد أخرى، قصة حب تحاول تمزيقها ألمانيا النازية والولايات المتحدة الأمريكية.

بعد النجاح الساحق لفيلم “PSYCHO” كان العالم بأكمله ينتظر الفيلم القادم للمخرج هيتشكوك، وفي عام 1963 تم إصدار فيلم الطيور، ولم يبتعد هيتشكوك عن أفلام الرعب بل قام بصناعة فيلم رعب آخر، وأصبح الفيلم الأعلى تحقيقًا للإيرادات على شباك التذاكر في عامه؛ والفيلم تم اقتباسه من قصة تحمل نفس الاسم للكاتب دافين دو مورييه، والفيلم من بطولة تيبي هيدرن، وسوزان بليشيت، ورود تايلور، وجيسيكا تاندي، وقد قام كاتب القصة الأصلية بكتابة السيناريو مع الكاتب إد ماكباين، وقام الموسيقي الكبير بيرنارد هيرمان بكتابة موسيقى هذا الفيلم، والجدير بالذكر أنه كاتب الموسيقى لبعض أفلام هذه القائمة أيضًا.

في هذا الفيلم يهاجم هيتشكوك الإنسان بشكل واضح، يبدأ الأمر بميلاني الفتاة الثرية التي تريد السفر إلى بلدة ساحلية سياحية خلف رجل يعجبها وتتمنى أن تحصل عليه، لكن عندما تصل إلى تلك البلدة تبدأ أحداث نهاية العالم ولكن بشكل جديد، تجد ميلاني أن الطيور بمختلف أنواعها تتحاشد وتتكاتف وتهاجم الإنسان في مشاهد مرعبة ومختلفة، ويظل الفيلم يقدم مشاهد الطيور مع الإنسان مع تقديم تنويعات وإيقاعات مختلفة طول الفيلم إلى أن يعرض حبكته المميزة للغاية.

وهكذا أكون قد عرضت أهم  أفلام  ألفريد هيتشكوك  والجدير بالذكر أن للمخرج أفلام أخرى جيدة فقد ظل يعمل بجد في مجال الأفلام لما يزيد عن نصف قرن، وكما نرى من تاريخ الأفلام السابقة كان المخرج يقدم فيلمًا كل عام تقريبًا، وبهذا الجهد الجبار استطاع تخليد اسمه في تاريخ السينما العالمية؛ وإذا دققنا في الترشيحات سنجد أنه قدم تنويعات كبيرة في أفلامه، كوميديا، إثارة وغموض، رعب، جاسوسية، رومانسية، والكثير من الأنواع الأخرى.