تريند 🔥

📱هواتف

مسلسل نيتفليكس Alias Grace عندما تتركز متعة التشويق والإثارة في ست حلقات فقط

بوستر مسلسل Alias Grace
هدى اشنايبي
هدى اشنايبي

7 د

في السنوات الأخيرة، ومع ما بات يشبه الثورة في مجال المسلسلات التي أصبحت تتكاثر بسرعة كبيرة جدًا. لكن، وبشكل مثير للاستغراب والدهشة، بجودة عالية جدًا أيضًا لدرجة أصبحت تتفوق فيها على أفضل الأفلام السينمائية في السنة، أصبحنا نشهد أيضًا نوعًا خاصًا من المسلسلات المناسبة لأولئك الذين لا يملكون الوقت الكافي لمشاهدة المسلسلات العادية، التي تتطلب التزامًا ومتابعةً يمتدان طيلة سنوات إصدار مواسمها.

نتحدث هنا عن المسلسلات القصيرة أو المحدودة التي لا يتجاوز عدد حلقاتها عادةً 10 حلقات كحد أقصى، والتي يواجه صُنّاعُها تحدي تقديم قصة متكاملة في ظرف زمني محدود جدًا، دون السقوط في فخ المماطلة في أحداثٍ كان يمكن اختزالها في فيلم لا تتجاوز مدته ساعتين، ودون سرعة مبالغ فيها فيما يخص تقديم وتطور الأحداث والشخصيات بشكل قد يضر بالعمل، ويحرم المشاهد من المتعة التي كان سيحظى بها لو كان المسلسل قد أُصدر على شكل عدة مواسم.

مسلسلنا اليوم يندرج ضمن هذه الفئة من المسلسلات، إلّا أنّ الفرق هنا يكمن في أنّ التحدي الذي واجهه صُنّاعه لم يتمثل في عشر حلقات، ولا حتى ثماني حلقات، بل في ست حلقات فقط! فهل كانت النتيجة مرضية أم كارثية؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.


بطاقة تعريفية بالمسلسل

صورة مسلسل Alias Grace

عنوان المسلسل: Alias Grace

مبني على: رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة مارغريت أتوود، تم إصدارها سنة 1996، والتي بنيت بدورها على أحداث حقيقية.

تصنيف : دراما، جريمة، تشويق

بطولة: سارة غادون، إدوارد هولكروفت، زاكاري لوفي.

إخراج: ماري هارون

عدد الحلقات: ست حلقات

مدة الحلقة الواحدة: 43 دقيقة

شبكات العرض: CBC و Netflix

تاريخ الإصدار: 25 سبتمبر 2017 على شبكة CBC، و3 نوفمبر 2017 على شبكة نيتفليكس.


قصة مسلسل Alias Grace

تدور قصة المسلسل المبنية على أحداث حقيقية جرت خلال بدايات القرن التاسع عشر، حول شابة إيرلندية – كندية تدعى “غريس ماركس”، والتي هاجرت بصحبة أسرتها المكونة من الأب السكير والعنيف، الأم الصبورة الحنونة، وإخوانها الصغار من إيرلندا نحو كندا، إلّا أنّ والدتها فارقت الحياة داخل السفينة لتجد نفسها مضطرةً لتحمل مسؤولية الأسرة وهي في سن الثاني عشر من العمر، وما هي إلّا فترة قصيرة حتى قام والدها بإرسالها غصبًا للعمل كخادمة في المنازل، وهنا تم إدانتها خلال محاكمة سريعة بتهمة قتل مشغلها ورئيسة خدمه، إلّا أنّه بعد قضائها خمس عشرة سنة في السجن، تقوم لجنة خاصة بإعادة دراسة ملفها أملًا في إيجاد ثغرة تساعد على تمتيعها بالعفو، ولهذا الغرض يتم إرسال الدكتور “سيمون جوردان” بهدف لقاء “غريس” والاستماع إلى قصتها من جديد.


مسلسل Alias Grace مسلسل جريمة ليس تقليديًا

صورة مسلسل Alias Grace

عند بداية مشاهدة المسلسل نظن أنّنا أمام مسلسل جريمة شاهدنا أعمالًا تشبهه عشرات المرات. أتحدث هنا عن أعمال يكمن الهدف الأساسي وراء أحداثها في التوصل إلى الإجابة المتعلقة بسؤال واحد: “من القاتل الحقيقي؟”، وهو ما قد يبدو صحيحًا في البداية نظرًا لأنّ اللجنة التي ذكرناها سابقًا كانت مقتنعةً بشكل أو بآخر ببراءة “غريس”، وهو ما دفعهم لإرسال الدكتور سيمون إليها، ونظرًا لأنّ إثبات البراءة بعد كل هذه السنوات يعد أمرًا غير وارد. تمثل دور الدكتور بشكل أساسي في التوصل إلى حجة أخرى قد تمكن غريس من العفو، وقد تمثلت هذه الحجة في الأساس في التوصل إلى حقيقة ما إذا كانت الشابة – التي كانت صغيرةً جدًا في وقت الحكم عليها – تعاني من مشكلة في الذاكرة في وقت وقوع الأحداث التي أدت إلى سجنها، وإذا تمكن من إثبات الأمر بالفعل، فإنّ هذا قد يمكّنها دون شك من استعادة حريتها.

وبالفعل، يبدأ سايمون بمحاورة غريس التي لم يمنحها أحد من قبل الوقت الكافي لسماع تفاصيل قصتها، ومعه نتعرف معًا على هذه القصة منذ البداية وصولًا إلى ساعة النطق بالحكم في حقها، إلّا أنّ الأمور سرعان ما تصبح معقدةً في عيون الدكتور.

تكمن المشكلة في قصة غريس في عنصر رئيسي يتمثل في أنّها تتذكر كل شيء أكثر من اللازم، ولا تتذكر سوى العناصر التي من شأنها إدانتها، وهو ما يمكن تفسيره (من خلال فهمي الخاص للمسلسل، والذي قد يختلف بالنسبة لشخص آخر) بإحدى النتيجتين التاليتين:

  • أنّ الأشخاص العاديين ليس بإمكانهم تذكر أحداث جرت خلال مدة تقدر بالسنوات و بتفاصيلها المملة؛ لأنّ أحداثًا أخرى تأتي لاحقًا لتأخذ مجالها داخل الذاكرة، إلّا أنّ غريس قد قضت المدة التي تلت هذه الأحداث وحيدةً داخل زنزانة لمدة طويلة جدًا، وبالتالي فإنّها قد أعادت التفكير في الأحداث التي زجت بها في السجن عدة مرات، أمّا بالنسبة للأحداث التي لا تتذكرها، فذلك يعود لأنّها لا تتذكرها بالفعل، أو لأنّ الجميع قد استمر بتكذيبها لدرجة دفعت بها إلى التشكيك في ما تتذكره بالفعل في ما يخص حادثة القتل.
  • أنّ غريس بكل بساطة كاذبة ومخادعة جدًا، ولم تقم سوى برواية قصة طويلة ومفصلة جدًا بهدف إطالة مدة جلوسها مع الدكتور الذي منحها بعد سنوات من الصمت والقمع فرصةً للحديث، فإن صدقها ضمنت حريتها، وإن لم يصدقها فإنّها لن تخسر شيئًا مادامت لم تذكر شيئًا عن حقيقة تورطها في جريمة القتل.

وهما نتيجتان أثارتا حيرة عقل سيمون الذي جاء محملًا بحماس ورغبة كبيرين؛ لإطلاق سراح محدثته الجميلة، إلّا أنّه أصبح يشك فيما إذا كانت فعلًا قد قامت بالجرائم التي أُدينت بها. وهكذا، نجد أنفسنا طوال حلقات المسلسل الست نطرح سؤالًا “هل تحاول غريس خداعنا أم إنّها تقول الحقيقة فعلًا” بدلًا من أن نطرح السؤال المعتاد: “من القاتل؟”.


ما الذي يجعل المسلسل مميزًا غير القصة؟

مسلسل Alias Grace

لعل أول سؤال يخطر على بالنا بعد مشاهدة الأداء المثالي الذي تقدمه الشقراء الجميلة سارة غادون في هذا المسلسل هو : كيف لم تحصل هذه الممثلة على أي دور رئيسي في أي عمل مهم غير هذا؟ حيث تمثلت روعة هذا الأداء بشكل رئيسي في التأرجح بين الشخصية النقية الملائكية ذات الملامح البريئة، والصوت الرقيق والأفكار الساذجة، وبين الشخصية الشيطانية الماكرة المخادعة والمخيفة في أحيان كثيرة، وهو تناقض قدمته سارة بمنتهى السلاسة، وبشكل أقل ما يقال عنه أنّه شديد الروعة والإتقان.

لا يتعلق الأمر بسارة فقط، بل بجل طاقم التمثيل الصغير في المسلسل، وأخص بالذكر كلًا من زاكاري لوفي الذي قدم دورًا جمع بين المكر والروح المرحة والطيبة في آن واحد، وإدوارد هولكروفت وآنا باكين اللّذين قدما شخصيات قد تظهر في البداية على أنّها بسيطة جدًا ومفهومة، إلا أنّنا سرعان ما نكتشف أنّها عكس ذلك تمامًا.

من ناحية أخرى نجد أنّ الحوار الذي تم كتابته لهذا المسلسل مميز جدًا، فبعيدًا عن أنّه قد كُتب بلغة قديمة نوعًا ما، وتم إلقاؤه بلكنة إيرلندية محترفة، فإنّ الحوار نفسه أقرب إلى شعر حديث منه إلى كلام عادي، حيث أنّ الكلمات والتعليقات وحتى الجمل الساخرة التي جاءت على لسان “غريس” في أغلب الأحيان، قد تم اختيارها بشكل دقيق جدًا يثير الإعجاب والصدمة في أحيان كثيرة.

وأخيرًا، وبما أنّنا نشاهد أحداثًا قد جرت خلال القرن التاسع عشر، فمن المتوقع أن نستمتع بديكور مختلف تمامًا، وأن نتعرف على الثقافة والأفكار التي كانت سائدةً آنذاك، سواءً تعلق الأمر بالمجال الطبي أو القانوني، أو فيما يتعلق بتعامل المجتمع مع المرأة، وهي أفكار تثير الألم والغثيان في آن واحد، وتجعلنا نحمد الله أنّنا نعيش في هذا الزمن، وذلك على الأقل فيما يتعلق بالمجالين الأوليين، أمّا بالنسبة لما يتعلق بمعاناة النساء، فمشاهدة واحدة للمسلسل كافية لصفعنا بحقيقة أنّنا لازلنا – في العالم الثالث – نفكر بعقلية القرن التاسع عشر …


تحذيرات بشأن المشاهدة

بعد كل ما ذكرت، فإنّني أشجع أي شخص مهتم بمسلسلات الجريمة أو الأعمال المقتبسة عن أحداث حقيقية على مشاهدة المسلسل، إلّا أنّني أريد أن أشير إلى نقطتين أساسيتين:

  • لغة الحوار في المسلسل صعبة وقد تم إلقاؤها بلكنة سريعة وصعبة الفهم. لذا، فحتى وإن كنت تجيد اللغة الإنجليزية، فإنّه يفضل استخدام الترجمة الإنجليزية للاستمتاع الكامل بالفرجة، وفهم كل كلمة تصدر من بطلة الفيلم، أمّا إذا كنت لا تجيدها فإنّني أنصحك بالبحث عن ترجمة عربية محترفة قدر الإمكان، خصوصًا أنّ للحوار هنا نكهة خاصة جدًا أعدك باكتشافها.
  • يحتوي المسلسل على عدة مشاهد حادة جدًا بشكل غير متوقع، ومشاهد مقززة في أحيان أخرى. لذا، فإذا لم تكن قادرًا على مشاهدة هذه اللقطات القصيرة جدًا في الغالب، فإنّ هذا العمل غير صالح للمشاهدة بالنسبة لك.

ما رأيكم في مسلسل Alias Grace ؟ شاركونا في التعليقات.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

شاهدت المسلسل في سهرة واحدة مدتها 6 ساعات وممتنة جدا لمثل هذه الاعمال الدرامية لكن صدمت انها عن قصة واقعيه حقيقيه ولدي اسئلة عديدة لماذا لم يفصلوا اكثر عن التلبس الحاصل بين غريس وماري لم يكشف المزيد وعن الاسباب

مشابه بشكل كبير لمسلسل The Sinner … نفس الافكار بقالب مختلف