مسلسلات أنمي ربما لم تسمع عنها لكنها تستحق التجربة – الجزء الأول

في كل موْسم من مواسم عرض الأنمي في اليابان ونتيجة كثرة الأعمال التي تظهر، تسقط بعض الإنتاجات سهوًا فلا يُعرف عنها شيء، أو قد لا تتمتع بنفس الشُهرة والشعبيّة التي تتمتع بها أعمال أكثر حظًا. لا يحدث ذلك بالضرورة عن عمدٍ بالطبع، لكنها طبيعة الأمور، هناك مسلسلات بعيْنها تكون هيَ محط اهتمام وانتظار الجميع، مُثيرةً ضجّة كبيرة وقت عرضها جاذبةً العديد من المُتابعين والمُحبّين، بينما مسلسلات أخرى بخُطى هادئة لا يشعر بها أحد تأتي وتذهب، ورغم تميّزها -وتفرّد عناصرها في بعض الحالات – إلاّ أنّها للأسف لم تلقَ الروَاج الكافي أو الشهرة اللازمة وقت عرضها، فتغدو من الأعمال التي بُخس قدرها (Underrated).

لكن بما أنّها بالفعل تستحق التجربة، فهذه قائمتي التي تحوي باقة من المسلسلات المغمورة رغم تميّزها، (وسوْف يتم تقسيمها على جزأين لتسهيل التصفّح والقراءة.)

مسلسل من 26 حلقة

انتاج: عام 2009

تصنيفه: Seinen  (أي موجّه  إلى الشباب من فئة عُمر 18 إلى 30)  – نَفسي- Action  – درامي – رومانسي.

خلال قيام “فانتوم” – أقوى قاتل محترف في تلك المنظمة الإجرامية المُسماة Inferno – بأحد عملياته في أمريكا شاهدهُ سائح ياباني تصادف وجوده هناك، ولسوء الحظ فقد تعرّف على هويّة “الفانتوم” الحقيقيّة عن طريق الخطأ، فكان على المنظمة أن تتدخّل، لكنّهم بدلًا من قتل ذلك الشاهد الذي عكّر صفوْ عمليّتهم وخاطر بكشف سلاحهم الأهم؛ كان في انتظاره مصير أكثر شناعة، فقد قاموا بمحوْ ذاكرته بالكامل وتدريبه ليصبح قاتلًا محترفًا يعمل لصالحهم و منحوه اسم ” تزيفاي Zwei – رقم 2 بالألمانيّة -، لتنقلب حياة ذلك الشاب البريء رأسًا على عقِب للأبد وتتلوّث يديه بالدماء وتُكبّل روحه بالذنب، لنُعايش معه تلمّسه لطريقه في ذلك العالم الخَطِر المُمتزج بالكذب والعنف والدماء، حيث كان يجب عليه أن يبقى على قيْد الحياة على أمل أن يسترد ذاكرته وحياته، وأن يجد سبيل النجاة.

أسباب الاختيار:

لقد اجتمعت عناصر كثيرة في هذا الأنمي جعلت منه تجربة مميّزة، منذ تتر البداية المُمتزج بالمشاعر والرموز والذي ينقل حالة مختلفة:

Karma – by KOKIA (1^st Opening)

مرورًا بالقصّة والحبكة والحوارات، الرسومات الدقيقة الرائعة، الموسيقى التصويريّة الآسرة حيث كل مقطوعة منها لها وقتها وأسبابها والمشاعر التي تنقلها، ثم تأتي أغنيات البداية والختام المُعبّرة بشدّة عن صراعات الشخصيّات ومشاعرهم، ليتضافروا معًا بالإضافة للإخراج الرائع والمُعبّر – والمُعتمد أغلب الوقت على الترميز والأفكار الفلسفيّة، تاركًا في ذات الوقت للمُشاهد تفسير كل لقطة حسبما يرى ويتفاعل-ليمنحونا تلك القطعة الفنيّة.

تخدعنا البداية التقليديّة واعتقادنا أنّ المسلسل سيسير في خط واحد من الأحداث، بينما كانوا يتنقّلون بنا بمهارة بين تطوّرات وخيوط متشابكة كثيرة خلال كل حلقة من حلقاته لتأتي النهاية المُفاجِئة.

إنتاج: 2002 -2003

رومانسي -كوميدي –  درامي – خيال – نَفسي  – باليه – مُوسيقي

مسلسل 26 حلقة (يُشار أحيانًا في مواقع المعلومات أنّها 38 حلقة نتيجة الاختلاف بين نُسخة التلفاز ونسخة الدفيدي) + 3 حلقات خاصة

من بيْن ثنايا أسطورة غير مُكتملة تأتينا هذه الحكاية المميّزة، عن “آهيرو” المحبّة للموسيقى والباليه، والتي تتمنى من كل قلبها أن تُراقص يومًا الأمير الشارد الحزين الذي تُتابعه كل يوم من على ضفّة النهر، والذي احتلّ مكانة مميّزة في قلبها، وقد تغيّرت حياتها بالكامل حينما قابلت ذلك الرجل الغامض “دروسيل ماير” الذي منحها قوىً سحريّة تُتيح لها الفُرصة ليْس فقط أن تُقابل الأمير “ميوتو” وتنعم بصُحبته، بل أيضًا أن تتمكّن من استعادة قطع قلبه المُتناثرة.

لتبدأ الآن رحلة الصبيّة ذات الـ 14 عامًا طالبة معهد الباليه العفويّة المُنطلقة – المتهوّرة في كثير من الأحيان – من خلال تحوّلها للأميرة “توتــّو” والتي من خلال رقصات الباليه الجميلة التي تقوم بها تستطيع أن تُخفّف آلام الآخرين وتُهدئ من أحزانهم، في أن تُحاول جاهدةً مُساعدة الشاب البائس واستعادة ما فقده ذات يوم، غيْر مُدركة أنّ هناك مَن يُحرّك الخيوط خلف الكواليس، وأنّها وقعت في شِباك عنكبوتيّة سوف تغيّر حياتها وحياة مَن حولها للأبد.

إنّها قصّة عن أبطال يُواجهون مخاوفهم وهواجسهم، يتصارعون مع مشاعرهم ومبادئهم وما يؤمنون به.

يُحاربون ضد أقدارهم … أم أنّهم في الحقيقة يسعون إليها يا تُرى؟ هل يُمكن أن يُحدّد كل تصرّف تقوم به مصيرك حقًا؟ وهل يُمكنك في النهاية أن تحظى  بـ “خاتمتك السعيدة ” ؟

أسباب الاختيار:

هذا الأنمي برأيي جوْهرة لم يُكتشف سحرها بعد، بـ رسومات جميلة، مؤثرات صوتية وبصرية رائعة، مزيج مميّز من الموسيقى وعروض رقص الباليه الخلاّبة، قصة فريدة ليْست كغيرها، شخصيّات مُثيرة للاهتمام، عبقريّة السَرد وتلك القُدرة الرائعة على نسج حكايات مختلفة في نفس الحكاية، كذلك الإسقاط الذكي على العديد من الأساطير أو القصص العالميّة وتضفيرها في سياق القصة  بشكل لم أعهده من قبل ( توصية خاصة للقُرّاء الأعزاء، لا تتجاهلوا أو تتخطّوا المُقدّمة الخاصّة بكل حلقة، والتي تحكي فيها الراوية أجزاء من القصّة، إنّها ليْست مُكرّرة كما يبدو لنا في البداية، بل كل قطعة منها تُعبّر عن مفهوم الحلقة أو مشاعر الأبطال ومسار القصّة كذلك، وهيَ تتغيّر باضطراد وبشكل ذكي. )

دعوني أؤكد لكم أنّه على عكس الشائع فالكتاب ههنا لا يظهر من عنوانه أو  حتى نظرتك الأولى له، فلا تدع الرسوم الطفوليّة تخدعك، إنّه من تلك النوعية من الأعمال الفنيّة التي تبدأها ظنًّا منك أنّك على موعدٍ مع شيء لتُفاجأ بشيء آخر تمامًا، لكن من الناحية الإيجابيّة ولله الحمد، قصّته قد تبدو عادية وربما حتى غير مُبهرة بشكلٍ كافٍ للبعض، لكنه يحمل بين ثناياه الكثير من الغموض والإثارة والمفاجآت والمواقف الدرامية، أول 13 حلقة منه تسير بوتيرة معيّنة وفي اتجاه محدّد تظن معه كمُشاهد أنّك تملك كل الإجابات ويُمكنك تخمين النهاية، لتنقلب الأمور 180 درجة فيما يلي من حلقات، ليزداد عُمقًا وتميّز، لتجد أنّك في نهايته قد مررت بـ إفعوانية من المشاعر المُختلفة والممُتزجة وخُضت تجربة لا تُفوّت.

مسلسل من من 26 حلقة

إنتاج: عام 2010

مقدّم من إستوديو الإنتاج العريق والمتميّز Madhouse

تصنيفه: درامي -إنساني – Thriller- قطعة من الحياة – وأيضًا seinen (أحيانًا يُرمز له بالاسم المُختصر Rainbow)

لكن لا تدع العنوان يخدعك، فالدنيا ليست بهذه البهجة، والألوان السبع لقوْس القزح لا تعني الفرح والألوان كما قد تعتقد، لكنها تعني تلك الظاهرة السحريّة التي تأتي متألقة قويّة مهيبة لكن بعد سيْلٍ من الأمطار والعواصف والوَجع!

تدور الأحداث في فترة الخمسينات، في اليابان التي أنهكتها الحرب العالميّة الثانية وانتشر فيها الفقر والأزمات الاقتصاديّة التي تشرّدت بسببها العديد من العائلات، عن ستة فتيان في عُمر الزهور كانوا يحملون أحلامهم وبراءتهم التي قهرتها الظروف، والذين خلال تخبّطهم ومُحاولاتهم فهم أنفسهم ومَن حولهم في ذلك الزمن الصعب اندفعوا لعالم الجريمة، ليتم القبض عليهم لأسباب ودوافع مُختلفة، فتجمعهم صداقة نادرة في أغرب مكان يُمكن أن يجمعهم وهو “الإصلاحيّة”!

حيث وجدوا أنفسهم في مكان غريب مُخيف يتواجد فيه أحقر وأسوأ مجموعة حرّاس يُمكن أن تتواجد في الدنيا، مزيجٌ من السادية والوحشيّة والحقارة أحالوا حياتهم لجحيم بكل أنواع الإيذاء الذي يُمكن أن يرد في بال المرء، لكنهم يُقابلون في إصلاحيّة “شيو” – ذلك الجحيم الذي تم إيداعهم فيه – شابًا يكبرهم عُمرًا يُدعى “ساكوراجي” سبقهم إلى ذاك العالم المُخيف  وسيغدو مُرشدهم وضوْء الأمل الذي يتمسكون به ليتمكّنوا من قضاء السنوات القادمة في مُجابهة الوحوش الآدميّة الذين يُديرون المكان وذلك الإذلال والانتهاك الذي يُعانون منه يوميًّا، فكيف ستسير بهم الحياة؟ وكيف سينجون بأنفسهم؟ ومالذي سيكون بانتظارهم خارج ذلك السجن؟

أغنية البداية الرائعة والتي يُمكن اعتبارها Trailer لا بأس به كذلك:

We’re not alone  – by coldrain

أسباب الاختيار:

رغم أنّ أغنية البداية – وقد كانت أول ما قابلني وجذبني للبحث خلف هذا الأنمي – قد منحتني لمحةً بسيطةً عمّا ينتظرني فيه، لكنّي رغم ذلك وما إن دخلت عوالمه حتى انبهرت بكل تفصيلة.

الرسومات سواء للشخصيّات أو الخلفيّات والأماكن والتي جاءت أشبه بـ لوحات الباستيل الفنيّة الفريدة، كل لقطة مرسومة بدقّة، الحوارات الآسرة، الأحداث التي تمزج بين الواقعيّة والدراما، وتحمل نصيبًا من الإثارة والتشويق، علاقة الصداقة القويّة والدافئة والمُلهمة بين الأفراد السبعة، قصصهم، مشاعرهم، أفكارهم، تضحياتهم، كل شيء في هذا العمل يجعله واحدًا من أفضل ما شاهدت، ومن أهم ما تم إنتاجه برأيي في السنوات العشر الأخيرة، تجربة فنيّة وإنسانيّة تستحق أن تخوضها ولوْ بدافع الفضول.

كلماتي مهما حاولت قد تعجز عن توضيح مدى روْعة وتميّز هذا الأنمي، لكني سوْف أترككم مع الترجمة العربيّة – بواسطتي – لتلك الكلمات الآسرة التي تُقابلك في مقدّمة الحلقة الأولى:

مسلسل من 11 حلقة

إنتاج: عام 2012

تصنيفه: دراما – كوميدي – خيال علمي –  Shounen

بعد تلك الجُرعة المكثّفة من الدراما والتشويق، لدينا ههنا أنمي خفيف وفي ذات الوقت غير تقليدي في تناوله، عن “يوكي” الفتى الخجول الذي لا يستطيع التواصل مع الآخرين بشكل جيّد مما جعل منه شخصًا وحيدًا دائمًا غير قادر على اكتساب أي صداقات، حتى انتقل مع جدته إلى جزيرة “إينوشيما” حيث قابل هناك “هارو” الفتى غريب الأطوار-  المُصرّ على تعريف نفسه بأنّه كائن فضائي قادم من كوكب بعيد – والذي أصر على صداقته بكل الطُرق، ولم يكتفِ بهذا بل إنّه يُصرّ على أن يتعلّما الصيْد معًا لكي يتمكنّا من إنقاذ الأرض!، ومن هنا نبدأ رحلة التعلّم واكتساب صداقات جديدة، في جوْ يجمع بين الكوميديا والمغامرات وجُرعات من الخيال.

بل إنّك قد تقع في غرام الصيْد كذلك وترغب في ممارسته في أقرب وقت، فمن خلال الأنمي تعرّفت على معلومات قيّمة كثيرة -كما عادة اليابانيين الأعزاء في مزج الفائدة بالمُتعة – وتغيّرت نظرتي لتلك الرياضة أو الهواية عن ذي قبل، فكما العادة كل شيء له أصوله وقواعده وأدواته وعالمه السِحري الخاص.

بشكلٍ عام سواء كنت من هُواة الصيد أو كنت مُحبًّا للتعرّف على شغفٍ جديد فإنّ هذا المسلسل سيمنحك تجربة لطيفة، قضيتُ معه أوقات مُمتزجة بالضحكات والدموع والدهشة والإثارة والحماس، وأحببت التجربة جدًا.

تتر البداية للأنمي، وواحد من أجمل ما شاهدت ومن أكثرهم انتعاشًا وحيويّة، لدرجة أنّني كنت   أحرص ألاّ أفوّته في كل حلقة :

“Tsurezure Monochrome” Tedious Monochrome – by FUJIFABRIC

مسلسل من 12 حلقة + OVA + 3 حلقات خاصة

إنتاج: عام 2016

تصنيفه: كوميدي -Action – قدرات خارقة – درامي –   Thriller

“ماهيرو شيروتا” شخص واضح وصريح وبسيط للغاية، مبدأهُ في الحياة إن كان هناك شيء سهل ويُمكن عمله سيقوم به، إن كان هناك شيء صعب ومُعقّد فسوْف يتجنّبه مهما كلّف الأمر، وإنّه خيْر لك أن تندم على شيء فعلته بدلًا من التحسّر على وقوفك ساكنًا.

ذات يوم خلال عودته من المدرسة تعثّر في قطة سوداء اللوْن بائسة ناعسة، ولطيبة قلبه ولُطفه أشفق عليها وأخذها إلى منزله للاعتناء بها مُطلقًا عليها اسم “كورو” – أي أسوَد باليابانيّة -، مُتذكّرًا كيْفَ أنّهُ لوْلا قريبه طيّب القلب الذي كان أول مَن ضمّه إلى منزله واعتنى به حينما تخلّى عنه الجميع لمَا كان استطاع عمل أي شيء في هذه الحياة.

لكنه لم يكن يعرف أنّه في اليوم التالي سيكتشف أنّ مَن قام بإيوائه عنده لم يكن مجرد قطّ أسود،

في الواقع لم يكن قطًّا من الأساس، بل هوَ مصّاص دماء خامل! وبأنّه تورّط في قضية مُعقّدة للغاية لا تتناسب وطبيعته البسيطة، وأنّ حياته اليوميّة لن تعود كالسابق أبدًا.

تُرى ماهو ذلك العقد الذي أُبرِم بينه وبين “كورو” قطّه الأسود -الذي لم يكن كذلك – ؟ ومَن هم الـ servamp (أو الـ Servant × Vampire ) ، ومالذي سوف يكتشفه “ماهيرو” خلال تورّطه في تلك الحرب الدائرة بين مصّاصي الدماء – الذين جاءت أسماؤهم للمُفاجأة بناءً على أسماء الخطايا السبع الشهيرة – ؟

إعلان الأنمي Trailer :

أسباب الإختيار :

كان أحد إنتاجات الموسم الصيْفي الماضي وقد جاء كهديّة لطيفة لم أتوقّعها، سعدت للغاية باكتشافه واستمتعت بمُتابعته، حمل بين طيّاته مزيجًا مُحكمًا بين الرسم المُتقن، التحريك والإخراج المميّز خاصةً في المشاهد القتاليّة، الموسيقى التصويريّة الجميلة والمناسبة تمامًا لكل مشهد، التطوّر الرائع والمُلاحَظ للشخصيّات  خاصةً شخصيّتيْ  “ماهيرو” و “كورو”، الحوارات كانت أيضًا لافتة للنظر وحملت في كثير من الأوقات عُمقًا وفلسفة خاصة، كذلك جاء التوازن بين مكوّنات الأنمي من الإثارة والتشويق والحركة والكوميديا واللمحات الدراميّة موفّقًا برأيي، أي نعم جاءت النهاية مفتوحة نوعًا، ولم تُجب على جميع الأسئلة مما يُنبئ بحاجته إلى موسم ثانٍ – يُشاع أنّه سوف يصدر العام القادم ولم يتأكد ذلك بعد – لكن ذلك برأيي لم يؤثر كثيرًا عليه أو لن يُفسد عليْك مشاهدته، فهناك دومًا مساحة للمُشاهِد لترتيب أفكاره وتكوين نظرياته الخاصة عن الأبطال وعن الأحداث. القصة نفسها كانت جديدة ومُبتكرة، خاصةً مفهوم “الـ servamp”، وقد قضيت معه ومع شخصيّاته أوقات مميّزة، لذلك فقد احتلّ مكانه بجدارة ههنا في قائمة الأنمي الذي يستحق التجربة.

مسلسل من 12 حلقة

إنتاج: أبريل 2016

تصنيفه: درامي -خيال علمي – كوميدي – نَفسي – قطعة من الحياة

غير مُقتبس عن أي مصدر، ويُعتبر إنتاج original أو أصلي من إستوديو الإنتاج الشهير Trigger

تدور الأحداث حول “كاتسوهيرا أجاتا – كُن “الشاب ذي الـ 16 ربيعًا الذي يبدو للوَهلة الأولى وكأنّه هادئ رابط الجأش لا يصدر عنه أي تعبير، لا ضحك لا بكاء، لا دهشة أو حزن… ببساطة لا شيء، لدرجة أنّك قد تعتقد في البداية أنّه شخصٌ بارد بلا مشاعر، لتكتشف أنّه وللفاجعة بشكل غامض فقد إحساسه بالألم تمامًا! أجل إنّه لا يشعر بأي شيء لا معنويًّا ولا ماديًّا، جامد تمامًا، مما يجعله غريبًا وغير متأقلم مع مَن حوله بطبيعة الحال، هذا غير تعرّضه الدائم للأذى والتنمّر، والأدهى أنّه ليْس مُرتاحًا ويتساءل دومًا لماذا هوَ على هذه الحال؟ وإلي أين رحل ألمه وعذاباته ومشاعره الداخليّة؟

يُفاجأ ذات يوم بأنّه أمام شخصيّة غامضة مُريبة تُخبره بأنّها سوف تُعيد إليه شعوره بالألم … كان ذلك قبل أن تُلقيه من حالق، ليبدأ حينها الجنون.

“كاتسوهيرا – كُن” و 5 طلاب آخرين من نفس مدرسته بل من نفس فصله الدراسي، بشخصيّات وأفكار ومشاعر مُتباينة، لا يعرف أحدهم عن الآخر شيئًا، تجمعهم تجارب غامضة تابعة لنظام يُدعى  Kizuna كيزونا (  ترجمة الكلمة اليابانيّة بشكل حرفي هي ” رابطة أو ترابط” ).

تجارب يُقال إنّها لأهداف سامية بغية إحلال السلام العالمي والتأكد من خلوْ العالم من الحروب والمشاكل الناجمة عن سوء الفهم وعدم الإحساس بالآخر، حيْث ستتمكّن خلالها من الارتباط عصبيًّا ونفسيًّا وجسديًّا بآخرين، لتتمكّن بشكل فِعلي بالشعور بألم غيرك، ومتاعبه ستكون متاعبك فكيف لك أن تؤذيه حينها؟

لكن كما يُقال “الطريق إلى جهنم مفروش دومًا بالنوايا الحَسَنة”، من قال أنّ الأمور ورديّة بهذا الشكل، وأنّه يُمكنك في الحقيقة أن تعبث بلا حساب في حيوات وأعصاب وأجساد الآخرين دون عواقب.

هؤلاء الشباب الستة الذين تماسّت أقدارهم وحيواتهم بشكل لم يخطر يومًا على بالهم، وفي سبيل تلك التجربة الخطيرة وجدوا أنفسهم مُرغمين على تعرية دواخلهم والكشف عن نقاط ضعفهم وأعتى مخاوفهم… سيصحبوننا في رحلة مُثيرة مارّين بسلسلة من الانتصارات والانكسارات، الضحكات والدموع … ومن الألم !

الأنمي بدأ كـ مسلسل غامض خفيف التأثير نوعًا، مع الكثير من الكوميديا التي تجذب المُشاهدين، قبل أن تتدرّج أحداثه وتتزايد الدراما والعُمق باضطراد، برأيي يُعتبر تجربة إنسانيّة مميّزة، كما أنّه متوسط الوطأة فلا هوَ سوداوي تمامًا ولا هوَ خفيف، أي أنّ الأمر يعتمد في النهاية على مدى اندماجك مع الأحداث وارتباطك بالشخصيّات وتوحّدك مع مشاعرهم، لكنه في جميع الأحوال سوْف يُثير بداخلك التساؤلات ويمنحك أوقات مختلفة وتجربة فريدة.

مسلسل من 12 حلقة

إنتاج: أكتوبر 2016

تصنيفه: درامي – تاريخي –  مغامرات –كوميدي – Action – خيال وأيضًا  Seinen  (موجّه للشباب من سن 18 إلى 30 عام)

“تويوهيسا” مقاتل الساموراي  المُنحدر من قبيلة “شيمازو” العريقة،  في خضمّ معركة “سيكيجهارا” اليابانيّة الشهيرة، وبعد جوْلة طويلة من الكرّ والفرّ يتمكّن من إصابة خصمه إصابة مميتة لكنه أصيب في نفس الوقت بواحدة قاتلة، وبينما يُصارع في لحظاتهِ الأخيرة يجدُ أنّه انتقل بطريقة ما لمكان غريب ليقابله حينها شخصٌ غامض يُدعى “موراساكي” مُخبرًا إيّاه أنّه أصبح من الجوّالين الذين يتنقّلون عبر الزمن لإيقاف معركة عالميّة جديدة يتم التحضير لها من قِبَل منظّمة تُسمّى The END، أبطالها شخصيات تاريخيّة أخرى – مثله –  تمكّنوا العودة بالزمن ويُحاولون الآن تغيير الأحداث التاريخية لصالحهم، مما يهدّد البشريّة والعالم الأجمع.

هكذا سيقابل ” تويوهيسا” شخصيات تاريخية شهيرة مثل “أودا نوبونجا Oda Nobunaga” و “ناسو يوتشي Nasu Yoichi”، “جين دارك Jeanne d’Arc” وغيرهم من حقب تاريخة مختلفة، في أكبر تجمّع لقوى الخير والشر معًا، فهل سينجح “تويوهيسا” ورفاقه في إيقاف “الملك الأسوَد” وجنوده ومنعهم من تدمير الأرض بمَن عليها.

أسباب الاختيار:

إنّها خلطة عجيبة من الدماء والعُنف والتاريخ والفلسفة قد لا يستسيغها الكُل، لكنها في نفس الوقت قصّة مُبتكرة ومُبشّرة للغاية، استغل كاتبها المُبدع الصفات الشخصيّة – والشكليّة أحيانًا – لكل شخصيّة من أبطال التاريخ ليُضفي روْنقًا على القصة وسيْر الأحداث، مُضيفًا في نفس الوقت عوامل الخيال والماورائيّات، وأيضًا الحوارات الفلسفيّة – الوجوديّة أحيانًا – مُعطيًا بُعدًا آخر للعمل، حيث تختفي ببطء حدود الأبيض والأسود ونغرق في الرمادية حيث لا صواب ولا خطأ، وكل شيء مُباح!

من نقاط تميّز هذا المسلسل كذلك أنّه جاء برسوم مختلفة ومميّزة، أيضًا مزجه غير التقليدي بين الكوميديا والموضوع الحسّاس الجدي للغاية كالحرب الدائرة، حرب عالمية من نوع آخر جامعةً أهم وأشهر شخصيات التاريخ وقد عادوا لبؤرة الضوْء من جديد لكن ليُغيّروا التاريخ هذه المرّة ويُنهوا كل شيء، لذلك فيُمكن برأيي التغاضي نوعًا ما عن الرؤوس المُتطايرة، والدماء المُتناثرة – والمُبالغ فيها أحيانًا – في سبيل عامل التشويق والإثارة ومُحاولة معرفة كيف ستُدار الأمور من الآن فصاعدًا، تخمين أي الشخصيّات التاريخيّة سينضم لهذا الجنون؟ وكيف ستنتهي تلك الحرب؟، لقد انتهى الموسم الأول ختام العام الماضي (ديسمبر 2016)، على وعد بموْسم ثانٍ يُعرض لم يُحدّد موعد عرضه بالضبط بعد لكن يُتوقّع أن يكون هذا العام.

مؤكد قائمتي لا زالت تحمل الكثير، لذلك سوْف نُكمل حديثنا في الجزء القادم بإذن الله.

شاركونا اقتراحاتكم واختياراتكم، ماهي الإنتاجات التي برأيكم لم تأخذ حقّها من الأضواء وتستحق التجربة؟