فيلم Annabelle: Creation … عندما تُستغل دمية الشيطان بصورة سيئة جدًا
4 د
في فيلم The Conjuring عام 2013 للمخرج جيمس وان، قام بتوظيف جميع الأشياء بصورة ممتازة جعلها تجربة لا تنسى، بدءًا من المؤثرات الخاصة بعيدًا عن المؤثرات البصرية أو التقنيات الأخرى ما بعد الإنتاج، بالإضافة لتواجد طاقم تمثيلي موهوب، واقتباس الفيلم من قصة حقيقة (مزعومة) أضافت طابع ورونق خاص.
أمّا في فيلم Annabelle: Creation فعلى العكس تمامًا ولم يرتقِ للمستوى المطلوب على الرغم من الإشادات التي نالها الفيلم من قبل النقاد، والتي على ما يبدو كانت إشادات ترويجية للفيلم لا أكثر، فما شاهدته كان مضيعة للوقت.
قصة فيلم Annabelle: Creation
قصة الفيلم كانت مملة جدًا ومشابهة للكثير من أفلام الرعب الأخرى، ولم يكن فيها أي عناصر جديدة، أو يمكننا القول بأنّ القصة كانت غبية نوعًا ما.
تبدأ القصة حول عائلة جميلة مكونة من الأب والأم وطفلتهم الصغيرة، يعيشون بسعادة إلى أن جاء ذاك اليوم الأسود الذي تتعرض فيه ابنتهم لحادث سيارة يؤدي لوفاتها، فيقرران أن يقدما خدمة إنسانية لمجموعة من الفتيات اليتيمات للعيش في منزلهما.
الرجل في القصة هو صانع دمى، وهو من قام بصنع تلك الدمية المرعبة ’’انابيل‘‘، بعد قدوم الفتيات وبدافع الفضول تجد إحداهن الدمية مخبأة في غرفة ما، لتبدأ بعدها الأحداث بعدما تحررت الروح الشريرة.
مراجعة فيلم Annabelle: Creation
أفلام الرعب تعتمد على عاملين في الغالب هما الأهم، الأول هو العامل النفسي الذي يعتمد بصورة كبيرة على القصة بعيدًا عن مشاهد الارتعاد المفاجئ، هذا النوع من الأفلام غالبًا ما يكون ناجحًا، فالقصة الجيدة من أهم عوامل نجاح أي فيلم كان.
العامل الثاني وهو الارتعاد المفاجئ أو القفزات المرعبة، هذا العامل يجب أن يتم مزجه مع العامل الأول بطريقة ممتازة لكي يكون الفيلم بالمستوى المطلوب، ففي حال الاعتماد على الارتعاد المفاجئ وإهمال العامل الأول فسيكون الفيلم من دون أي معنى.
سوف أركز على العاملين بصورة كبيرة؛ لأنّهم الأهم كما ذكرت: العامل الأول وهو القصة كانت سيئة جدًا ومعروفة ومن دون أي تشويق، يمكنك معرفة ماذا سيحدث من البداية قبل النهاية، فالفيلم لم يأتِ بجديد من ناحية القصة التي جعلتني أشعر بالنعاس.
حتى طريقة سير الأحداث تدريجيًا كانت غير مشوقة، وركزت على شخصية واحدة فقط من دون التركيز على باقي الشخصيات، فكل ما في الموضوع أشخاص محتجزين في منزل يحاولون الهرب من روح شريرة تريد قتلهم، ولا أريد أن أذكر أكثر من ذلك.
عامل الارتعاد المفاجئ كان محضرًا بطريقة تجعلك تستعد للمشهد، على عكس الجزء الأول من انابيل الذي لم يسمح لنا بمعرفة متى سيظهر المشهد المرعب، فعلى الرغم من أنّ الجزء الأول لم يكن يحتوي على قصة جيدة جدًا ولكن جعلنا نقفز، فالارتعاد المفاجئ كان في قمة مستواه.
في هذا الفيلم وقبل المشاهد المرعبة، تبدأ الموسيقى لتصبح في قمة مستواها لتنبهك لوجود مشهد قادم، أو يسود الصمت بصورة تامة، وفي كلتا الحالتين ستستعد لذلك المشهد ليفقد بريقه، ولن أنكر وجود مشهد أو ثلاثة مشاهد كانت مرعبة في النهاية.
بعيدًا عن العوامل الأهم في الفيلم والتي كانت سيئة جدًا، سوف أُقسم لك الفيلم إلى قسمين في حالة قررت مشاهدته، الجزء الأول من الفيلم والذي ربما ستكون مدته ساعة كاملة، سيجعلك تشعر بالملل، لا وجود لمشاهد مرعبة وسير بطيء للأحداث.
أمّا القسم الثاني والذي سيكون قريب من نهاية الفيلم ربما سينال إعجابك، حيث سيصبح الفيلم أكثر حركية وإثارة للأعصاب، والسبب معروف بكل تأكيد لكون القسم الأول عاديًا، لذلك سيكون أي تغيير يوقظ المشاهد من حالة التعاسة التي شاهدها في القسم الأول.
الفيلم لم يعطِ أي اهتمام لتطور الشخصيات، وهناك بعض التصرفات الغريبة أيضًا، ففي مشهد ما خارق للطبيعة ولو حدث لأي شخص منا سيصيبه بالفزع، يصادف شخصية في الفيلم، نلاحظ عدم مبالاة ونسيانه في أسرع وقت، وتكرر هذا الأمر في أكثر من مرة.
الأحداث المرعبة التي صادفت الشخصيات كانت مضحكة جدًا، ماعدا بعض المشاهد التي ارتبطت بالدمية انابيل، فلا أحد يستطيع أن ينكر تصميم الدمية المرعب.
طاقم التمثيل لم يكن بالمستوى المطلوب على عكس الأجزاء السابقة، فقط العلاقة بين شخصيتين في الفيلم وكأنّهما أختان، جعل هناك نقطة جيدة في الفيلم، وهي ردة فعل إحداهما بعدما تتعرض الأخرى للأذى، حيث نشاهد عامل التضحية والحب.
يمكن القول بأنّ الفيلم كان استغلال لنجاح أفلام Conjuring لا أكثر.
في النهاية لن أجبرك على مشاهدة الفيلم من عدمه فالقرار لك، ولكن سأقدم لك نصيحة مهمة، وهي عدم مشاهدة الفيلم في السينما في حال كانت لا تضع رقابة ومحاسبة شديدة على الأشخاص المزعجين الذين يتكلمون أثناء عرض الفيلم، فسيكون الأمر مثل الكابوس، بالأخص بعد مشاهد الارتعاد المفاجئ حيث ستسمع كمية كبيرة من الضحكات العالية لا تعلم ما هو سببها، بالإضافة لكمية كبيرة من الأصوات المزعجة التي تتحدث في كل دقيقة منه.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.