قضايا هامة تطرحها الأفلام العربية المشاركة بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة

الأفلام العربية المشاركة بمهرجان الجونة السينمائي في نسخته الرابعة
أحمد يحيى عزيز
أحمد يحيى عزيز

4 د

في ظل الأوضاع الحالية استطاعت إدارة مهرجان الجونة السينمائي الدولي إقامة الدورة الرابعة له والتي بدأت في 23 من أكتوبر لعام 2020 وستنتهي في 31 من نفس الشهر، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وفي حضور ملحوظ من قبل جميع رواد صناعة الأفلام في مصر والوطن العربي ودول أوروبا المشاركة بأفلامها الروائية الطويلة أو القصيرة.

وعلى صعيد مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يضم المهرجان 16 فيلمًا من ضمنهم 3 أفلامًا عربية من فلسطين وتونس والمغرب، يتناول كل منهم قضية هامة حول الأوضاع الراهنة للبلد القادم منها، وما تميزت به هذه الأفلام هو تفرد الفكرة وجرأتها، وبساطة تناولها، وهذا كما يجعل المنافسة شرسة بين كل منهم، يجعلهم أيضًا محطًا للتقدير والاهتمام من قبل كل رواد الصناعة المشاركين بالمهرجان من مختلف الدول.

فيلم 200 متر للمخرج أمين نايفة (فلسطين)

تم عرض الفيلم عالميًا لأول مرة في برنامج “أيام فينيسيا” السينمائي المقام على هامش الدورة الـ 76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. يتميز الفيلم ببراعة فكرته وتميز السيناريو الخاص به والذي كتبه مخرج الفيلم نفسه بعد أن تم تطويره من خلال المشاركة في أكثر من مسابقة مختصة قبل بدء تنفيذ العمل.

فيلم 200 متر المشارك بمهرجان الجونة في نسخته الرابعة

يحكي الفيلم قصة مصطفى وزوجته القادمين من قريتين فلسطينيتين يفصل بينهما الجدار العازل، رغم أن المسافة بينهما 200 مترًا فقط، تفرض عليهما ظروف المعيشة هذا الحاجز الأمني، إلى أن تحدث كارثة تضطر مصطفى خوض رحلة عبور هذا الحاجز حتى يصل لأسرته، ومن هنا يبدأ نايفة في استعراض مهاراته الإخراجية كما يبدأ الفيلم التوغل بطريقة غير مباشرة في القضية الفلسطينية ذاتها.

ابتعاد نايفة عن المباشرة في طرح القضية الفلسطينية واعتماده على بساطة الفكرة نفسها بجانب لقطاته المؤثرة في رحلة بطله هي ما منحت الفيلم قوته وجعلته قادرًا على التأثير، كما جعلته من أفضل الأفلام الاجتماعية الهامة في المهرجان بشكل خاص وفي تاريخ السينما الفلسطينية بشكل عام.

أقرأ أيضًا: في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة .. نساء العالم يروين قصصهن بكل اللغات 

فيلم الرجل الذي باع ظهره للمخرجة كوثر بن هنية (تونس)

هذا الفيلم يتناول قضية سورية بعين مخرجة تونسية جريئة جدًا لا تهاب أي شيء، كما أنها قادرة على مواكبة الطراز الغربي للأفلام العالمية بجودة ومهارة لا تقل أي شيء عنهم، وتثبت كوثر من خلال فيلمها أن القضية السورية كغيرها من القضايا هي في النهاية قضية تمس الوطن العربي ولا يوجد فرق إن كان من يعبر عنها من دولة عربية أخرى. فحينما ترى الفيلم لا يمكن أن تصدق أن صانعته تونسية! وهنا تكمن عروبة الفيلم وأصالته عن غيره

فيلم الرجل الذي باع ظهره للمخرجة كوثر بن هنية المشارك بمهرجان الجونة في دورته الرابعة

يحكي الفيلم عن “سام” الشاب السوري المهاجر الذي يضطر للهرب إلى لبنان كلاجئ، محاولًا إيجاد عملاً ما يؤهله للسفر ولتحقيق حلمه في الزواج من حبيبته التي ذهبت إلى باريس. يظل سام في لبنان عالقًا بلا وثائق سفر، يتردد على الحفلات والمطاعم ليتناول الطعام والشراب بالسرقة، وفي حفلة ما يتنبه إليه رسام أمريكي، ويعقد معه صفقة تغير مسار حياته.

تكمن جرأة هذا الفيلم لا في القضية التي يطرحها بل في طريقة تناولها والتي أبدعت فيها كوثر بشكل غير مسبوق من حيث الكتابة والتنفيذ، وذلك بمساندة عنصر الموسيقى التصويرية المتميزة لأمين بوحافة، واختياراتها الذكية جدًا للممثلين، حيث أستطاع طاقم التمثيل بقيادة “يحيى مهايني” و”مونيكا بيللوتشي” العبور بالفيلم إلى المنطقة التي يستحقها.

ومما لا شك فيه أن كل هذه العناصر سوف تضمن للفيلم مكانة هامة بين منافسيه في المهرجان، وستساعد في انتشار صيته بعد أن يتم طرحه في دور العرض السينمائية وغيرها.

فيلم ميكا للمخرج إسماعيل فروخي (المغرب)

حلم التحرر يقوم به طفل صغير ليعلم غيره من الكبار معنى المثابرة من أجل فكرة وعدم الاستسلام والتخلي عنها في ظل عالم يتحكم فيه الهرب ويعمه اليأس، هكذا حاول المخرج المغربي إسماعيل فروخي تقديم رسالته من خلال فيلمه الأخير، بطريقة سردية تمتاز بالشاعرية، وبسيناريو يمتاز بصلابة البناء وبتشابك العلاقات وحميميتها، وبصورة دالة ومليئة بالمعاني الشاعرية والإنسانية.

فيلم ميكا للمخرج إسماعيل فروخي المشارك بمهرجان الجونة بالدورة الرابعة

يحكي الفيلم عن الطفل “ميكا” الذي يحلم بالفرار إلى أوروبا عن طريق الهجرة الغير شرعية، ويتخذ من عمله في نادي للتنس بكازابلانكا أملاً في تحصيل الأموال التي سيدفعها لمهرب المهاجرين عبر البحر. يقابل ميكا العديد من المشقات والمتاعب على رأسها العنف والتنمر، إلا أن كل هذا لا يردعه عن رغبته في تعلم لعبة الأغنياء، ولكن هذه الرغبة سرعان ما تتحول لتحد وحلم كبير لتغيير مصيره.

فبين حلم الهجرة وتحقيق الذات تتشكل رحلة الطفل “ميكا” مثلما تتشكل ثقافته وهنا تكمن براعة فروخي في اختيار الرمز الذي يعبر به عن قضية فيلمه، وهذه النقطة هي ما جعلت الفيلم محطًا لاهتمام العديد من رواد الصناعة الموجودين بالمهرجان، كما ستؤهله للتربع على عرش أهم الأفلام المغربية المُنتجَة خلال هذا العام.

أقرأ أيضًا: 9 رائدات عربيّات مبدعات في مجال العلوم

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.