هل يبتعد عميل فيلم Argylle عن حلم تجسيد البطل “جيمس بوند”؟
6 د
أرقام إيرادات فيلم "Argylle" للممثل "هنري كافيل" والمخرج "ماثيو فون"، لا تبشر بالخير، تحديدًا بعد مرور شهر على إصداره في السينمات العالمية. حيث حقق فيلم الجاسوسية الأكشن الكوميدي 90 مليون دولار من إيرادات شباك التذاكر عالميًا) حتى لحظة كتابة المقال)، في حين بلغت الميزانية المالية 200 مليون دولار.
هناك أحاديث تتناقل في الكواليس، عن نية بث Argylle رقميًا عَبر منصة Apple TV+ ما بين أذار/مارس وأيار/مايو -التاريخ غير محدد بعد- ولكن هل يوجد احتمالية لتحقيق النجاح بمجرد توفره عَبر المنصات الرقمية؟.. وهو الذي سجل فشلًا ذريعًا في صالات السينما!
توقعات الجماهير والنقاد كانت مرتفعة بعض الشيء، فالعمل يضم على لائحته كوكبة من نجوم هوليوود، أسماء لها وزنها في عالم السينما والترفيه أمثال: "برايان كرانستون"، و"صامويل إل جاكسون"، و"جون سينا"، و"دوا ليبيا"، وأكيد كافيل. بالإضافة إلى أن الإعلان الترويجي كان مخادعًا، جعلنا نكون في عقلنا تصورًا لحكاية لم نشاهدها أمامنا.
القصة التي تدور حول كاتبة ناجحة لاهثة وراء قصص التجسس، وعالم الجواسيس، تم إصدارها على شكل رواية من قبِل المؤلفين "تامي كوهين" و"تيري هايز"، بتاريخ 9 كانون الثاني/يناير من هذا العام، أي قبيل طرحها فيلمًا سينمائيًا بتاريخ 2 شباط/فبراير، بواسطة "Universal Pictures" و"Apple Original Films".
فشل "أراجيل" يدفعنا إلى طرح عدة أسئلة اليوم في "أراجيك فن"، قد تخطر على بال كثير من الناس حول النجم "هنري كافيل"، وذلك وسط كل الإخفاقات التي تطال أعماله، أبرزها: هل يسيء البطل الهوليوودي اختيار أفلامه؟ وهل يبعد العميل Argylle حلم تجسيد شخصية "جيمس بوند" عنه؟
نرشح لك: مخرج Argylle يرد على جدل الفيلم.. ما علاقة تايلور سويفت؟!
قصة فيلم Argylle
رجل وسيم ببدلة أنيقة وامرأة شقراء فاتنة بملابس مثيرة، يمارسن الرقص في أحد النوادي، فجأة يتضح أنهما جواسيس يطارد كل منهما الأخر. يتمكن الرجل (Argylle) الهرب، بمؤازاة فريقه، وتبدأ لعبة المطاردة في شوارع اليونان الضيقة، تنتهِ بموت المرأة المثيرة (لاجرانج).
هذه المشاهد عبارة عن قصة خيالية، تقوم بتأليفها الكاتبة الشهيرة "إيلي كونواي".
تعيش إيلي مع قطتها ألفي الجميلة، حياة هادئة في بلدة صغيرة، حيث أنها متفرغة بالكامل لكتابة سلسلة رواياتها التي تتحدث عن عالم الجواسيس. واللافت في الأمر أن أعمالها الأدبية، تحقق مبيعات عالية جدًا، وهي التي لا تمتلك أي خلفية عن أعمال التجسس، وحياة مريديها.
تعاني إيلي من مشكلة مع روايتها التي تشتغل عليها، والمفترض أنها أخر جزء من سلسلة تتناول حياة الجاسوس Argylle، لكن قفلة الحكاية لم تتمكن منها بعد، لذا تقرر الذهاب إلى والدتها، علَّ ذلك يساعدها.
في أثناء رحلتها ينكسر روتين حياتها، عندما يعترض طريقها في القطار "إيدان"، وهو عميل حقيقي يحاول إنقاذها من قتلة يريدون التخلص منها، ينتمون إلى منظمة "Division" بقيادة الزعيم "ريتر"، المرتبطة بأعمالها. تكتشف أن كل شخص متواجد في المقصورات، يرغب في النيل منها.
يخبرها أن رواياتها حقيقية، وهي تتنبأ بأحداث الواقع، فتشعر وكأنه أرجيل عميلها السري. والأهم من هذا يجب التوصل إلى النهاية لروايتها، لأن ذلك سيساعده بالعثور على مكان وجود محرك أقراص يحتوي على ملفات سرية خطيرة، بداخلها معلومات تدين منظمة ريتر، وتعمل على إسقاطها.
لكن هناك أسرار خفية عن ماضيها تجهلها.. وعن هويتها، يا ترى كيف سيحاول إيدان شرح كل ذلك لها؟
استغلال نجومية
مضحكة المؤثرات البصرية المستخدمة في فيلم فون، وأيضًا تصميم مشاهد المطاردة بين هنري كافيل ودوا ليبا، تحديدًا إن كنت تدرك المعلومة المتعلقة بالميزانية الإنتاجية، أو حصلت عليها لاحقًا، ستقول (ما هذه المهزلة). زيفها الواضح من البداية، يجعلك تتعامل مع فعل المتابعة بتململ.
تحدثنا في المقدمة أن المقطع الدعائي مضلل، يدفعك للظن بوجود حبكة جيدة إلى جانب عنصر الأكشن، لكن لا شيء من ذاك. فالحبكة تم تعقيدها بشكل محبط هزلي، وشخصيات الحكاية مترهلة ولا تتطور بطريقة لافتة.
استغلال نجوم هوليوود هنا لم ينجح في لملمة القصة، لا يمكن القول إن "هنري كافيل" و"برايان كرانستون" لم يقوما بدورهما على أكمل وجه، ولكن إمكانيات النجمين أكبر من النص، وتحديدًا كافيل، كون شخصية كرانستون كان لديها مساحة للعب، والظهور.
مشاهد الأكشن والقتال كانت جميلة، ومنها معارك القطار، والتي مزجت بين العنف والكوميديا اللايت، كما ظهر هنري نجم الحروب والمعارك بأسلوب مختلف، جمع ما بين الأكشن والفكاهة.
بطلي العمل "برايس دالاس هوارد" و"سام روكويل"، كان جيدين في الأداء وممتعين، إلا أن هوارد تم تكليفها بشيء أكبر من طاقتها، عندما صدرها الفيلم كبطلة أكشن وتجسس، دور الكاتبة يليق بها أكثر.
من مشكلات فيلم Argylle أنه لا يمتلك روحًا، ما يجعل المتابعة باردة إلى حدٍ ما، فجل تركيزه جاء على مشاهد الحركة، والتقلبات التي تحدث طوال مدة العرض.
هنري كافيل يسيء اختيار أفلامه!
تعد مشاركة النجم "هنري كافيل" في فيلم التجسس Argylle مع المخرج "ماثيو فون"، كارثية. نعم هو يحب مواضيع السينما المأخوذة عن عالم الروايات، وندرك طموحه بأن يغدو العميل 007، ولكن هذا ليس خيارًا صائبًا. أولًا الرواية حديثة ولم يذاع صيتها، وثانيًا هذا فيلم جاسوسية مثير للسخرية.
غير اللعبة التي مارسوها على الجمهور، وهي الترويج على أن نجم "Man of Steal" بطل العمل، من خلال الملصق الدعائي والبرومو الرسمي. ربما فرض شروطه في ذلك، فهو سوبر مان الذي لا يقهر.
ليس ضروريًا أن يكون "جيمس بوند" يومًا -لا مانع إن حصل- لأنه نجح في السابق بأدوار الجاسوسية، في دور البطولة مع المخرج "جاي ريتشي" في "The Man from UNCLE"، دور عميل المخابرات المركزية "نابليون سولو"، وتدور قصته في ذروة الحرب الباردة. وأيضًا في فيلم "Mission Impossible: Fallout"، بشخصية البطل الشرير المضاد "أوغست ووكر"، مع نجم السلسلة "توم كروز".
في السخصيتين كان مقنعًا وساحرًا، وممتعًا في الأداء الذي أبرز جوهر كل شخصية.
نرشح لك: توم كروز VS الذكاء الاصطناعي.. عندما تورط المشاهدون في Mission: Impossible-Dead Reckoning Part One!
اختيارات "هنري" عَبر السنوات تبين مدى حبه وشغفه في أفلام الفانتازيا والحركة، واهتمامه الكبير في بنيته العضلية، والتي تتطلبها نوعية تلك الأدوار، الذي يشكل جسد الممثل فيها أهم أدواته التمثيلية، وتشغل حيزًا كبيرًا في الاشتغال على الدور (وقتًا وجهدًا).
وهذا جليًا في سوبر مان ضمن "رجل من فولاذ" الذي بلور نجوميته، و"Justice League" للمخرج "زاك سنايدر". ومسلسل "The Witcher" بشخصية "جيرالت أوف ريفيا"، الذي غادره بعد ثلاثة مواسم بسبب اختلاف في وجهات النظر مع صناع السلسلة، ومحاولته أن يظل وفيًا للرواية الأدبية الأصلية.
بالرغم من الانتقادات التي تطاله، وأفلامه، لكن لا يمكن التشكيك بمقدراته التمثيلية، حيث كان يعطي الدور حقه في كل مرة، ويقوم بما يجب فعله على أكمل وجه. هو بحاجة لنص سينمائي قوي وعميق، يبرزه كممثل في الدرجة الأولى قبل مظهره وقوته البدنية، فأغلب اختياراته تمتلك نصًا ضعيفًا.
أقرب مشاريعه السينمائية عمله مع جاي ريتشي "The Ministry of Ungentlemanly Warfare"، مقتبسًا عن كتاب محاربو تشرشل السريون. يجسد هنري كافيل شخصية الضابط "جوس مارش فيليبس"، وأحداثه تدور في أثناء الحرب العالمية الثانية.
هذا العمل منتظر لهنري، خصوصًا أنه يجمعه بريتشي من جديد. نأمل أن يشكل فيلبس تحولًا إيجابيًا في مسيرته المهنية!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.