أرباح الفنانين من الإنترنت – سبوتيفاي وغيره – يمكن أن تكون بالملايين أيضًا!

كانت أرباح الفنانين من الإنترنت محل شك دائم من قِبل الكثيرين، فمع انهيار سوق الكاسيت والاسطوانات اعتقد الجميع تقريبًا أن أرباح الفنانين ستكون دائمًا من الحفلات، وتراجعت فعليًا معدلات نشر أغاني جديدة أو ألبومات كما كان في فترة الثمانينات والتسعينات، سواء في الدول العربية أو على مستوى العالم.

مع سبوتيفاي  Spotify وآبل  Apple وغوغل بلاي  Google play ويوتيوب  Youtubeوغيرها تزايدت أرباح المنتجين فعليًا وبدرجة أكبر من ذي قبل بكثير، فبعد أن كان معدَّل البيع للأغنية أو الاسطوانة الواحدة يتم حساب نجاحه إذا تخطى الآلاف، فإن حاليًا نسبة المشاهدة والاستماع تصل للملايين.. فما هي أهم الخدمات التي تتيح أرباح طائلة على الفيديو والموسيقى والأغاني بمجرد العرض عليها.. هذا ما سنتعرف عليه الآن.

يدفع سبوتيفاي 0.00437 دولارًا أمريكيًا لكل مرة يتم فيها تشغيل الفيديو وهو ما يعني أنك حتى تربح دولار واحد على الفيديو أن يتم تشغيله 229 مرة فقط عكس يوتيوب الذي يتوجب لربح دولار واحد أن يتم التشغيل أكثر من 1.449 مرة.

لذا يعتبر سبوتيفاي حاليا أكبر مشغل موسيقي على مستوى العالم خصوصًا أنه يمنح المستمع حرية الوصول إلى ملايين الاغاني والفنانين على مستوى العالم مع إمكانية الحصول على إشعارات عند صدور أغاني لمطربين مفضلين وإمكانية تخصيص محطة راديو خاصة بك مع إنشاء مجموعات موسيقية متنوعة وأيضًا معرفة ما يستمع إليه المشاهير والأصدقاء وغيرهم، ويعمل بسهولة على أجهزة الكمبيوتر والتلفاز وفي السيارات وغيرها.

وقد حققت بعض الأغاني أكثر من مليار دولار مثل Shape of You للفنان Ed Sheeran، وحققت أغنية One Dance لـDrake featuring Wizkid and Kyla أكثر من مليار ونصف دولار على سبوتيفاي، وأيضا Rockstar و Closer وThinking Out Loud وDrake.

ومن الفنانين العرب على سبوتيفاي يأتي المطرب المصري عمرو دياب في المقدمة إذ كان من الأكثر استماعًا لعام 2019، كما يتواجد في أهم 10 أيضًا كل من الشاب خالد وسعد لمجرد والجزائري سولكينغ بالإضافة إلى تامر حسني ومحمد رمضان.

وهو كان في وقت من الأوقات العدو الأول للراغبين في تشغيل الموسيقى مجانًا وحتى العاملين فيها، ولكنه الآن من الأكثر سخاءً في الصناعة، إذ يمكن الحصول على دولار من تشغيل الفيديو 52 مرة فقط، ولكن على الجانب الآخر فإن تلك العلامة التجارية تمتلك حصة سوقية أقل من 1% عن منافسيها مما يجعل الحصول على عدد كبير من تشغيل الفيديو يوميًا أمر صعب للكثير من الفنانين.

مع إمكانية تحميل الأغاني والفيديوهات وحتى مشاهدتها والاستماع إليها دون إنترنت وإنشاء مكتبة خاصة وغيرها من مميزات فإن يوتيوب يعتبر هو الوجهة الأولى التي يفكر فيها كل من يرغب في نشر فيديو له أو حتى الاستماع إلى أغنية جديدة.

لذا فإن الحصول على دولار واحد يأتي بعد 1500 مرة يتم فيها تشغيل الفيديو، وهو رقم قد يبدو كبيرًا بالنسبة لبقية المنافسين، ولكن لأن منصة الفيديو تلك المملوكة لعملاق البحث غوغل تعتبر من الأكثر شهرة على الإطلاق بالنسبة لعامة المستمعين على مستوى العالم، لذا فإن الحصول على 1000 أو 2000 مشاهدة يمكن أن يتم في غضون عدة ساعات أو أقل.

أقرأ أيضًا: طرق بديلة للربح من موقع يوتيوب دون إستخدام برنامج Google AdSense

وهو عملاق آخر من عمالقة تشغيل الموسيقى وزيادة أرباح الفنانين من الإنترنت، فيمكن الحصول على دولار من كل 136 مرة يتم فيها تشغيل الفيديو، ومع قاعدة مستمعين عملاقة وصلت إلى 60 مليون بحلول عام 2019 فإن الوصول إلى هذا الرقم لا يبدو مستحيلًا.

وتم إطلاق هذه الخدمة في 2015 وحصلت على 10 مليون مستخدم خلال 6 أشهر فقط، وهي تعتبر تتويجًا لكل من آي تيونز وآي بود ولكن مع الكثير من المزايا الأخرى مثل محطات الراديو الخاصة وإمكانية الوصول إلى ملايين المطربين حول العالم.

والخدمة في البداية مجانية لمدة 3 أشهر وبعد هذا تتطلب اشتراكًا مقبولًا، كما تتوفر نسخة للأندرويد أيضًا مما يتيح لأجهزة غير تابعة لشركة آبل أن تستمتع بهذه الخدمة.

وهي حتى كتابة هذه السطور كانت تمنح دولار على كل 147 تشغيل للفيديو، ولكن أكدت الكثير من التقارير أن تلك الخدمة ستتوقف في نهاية ديسمبر 2020 ويتم تحويل جميع المستخدمين إلى يوتيوب ميوزيك YouTube Music، والأمر منطقي إلى حد كبير، فليس من الجيد إطلاق منافس لموقع يوتيوب من الشركة نفسها، لذا سيستفيد كل من الفنانين والمستمعين بمزايا إضافية عند إطلاق تلك الخدمة.

وكل من تلك الخدمات تعقد اتفاقات سواء مع الشركة نفسها المنتجة للموسيقى أو مع الفنان مقابل حق البث وبالطبع تأخذ أرباحها من الإعلانات على تلك الفيديوهات حيث أن معظمها مجاني سواء لفترة محدودة أو للأبد مع إمكانية الترقية باشتراك مدفوع مقابل ميزات أخرى لذا فإن الإعلانات تعتبر مصدر الدخل الرئيسي لها إلا في حالة دفع اشتراك.

ويمكن للفنان أو الشركة الموسيقية التعاقد مع أكثر من خدمة لبث الفيديوهات والأغاني، كما يمكن أن يكون البث حصريًا على خدمة واحدة مقابل ميزات إضافية، وعمومًا فإنه منذ عام 2018 انطلقت أكثر من 200 منصة مختلفة لتشغيل الموسيقى مما أعاد فعليًا المجد من جديد لإصدارات الأغاني بعد أن تراجعت بشدة في الألفية الثالثة.

والأمر لا يتوقف على أرباح الفنانين من الإنترنت فقط، فأي شخص لديه محتوى يمكن بثه عبر الفيديو يستطيع تحقيق مثل هذه الأرباح إذا قام بالدعاية المناسبة على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وحصل على مشاهدات كافية لفتح قناة خاصة، مما يوفر الكثير من المكاسب على كل تشغيل للفيديو سواء أغاني أو معلومات عامة أو ابتكارات بسيطة وغيرها.

أقرأ أيضًا: في عصر أصبح فيه التلفاز من الماضي.. كيف تصبح يوتيوبر وتزيد أرباحك منه؟