🎞️ Netflix

مراجعة مسلسل عوالم خفية: عادل إمام يعاود اللعب مع الكبار!

مراجعة مسلسل عوالم خفية صورة بوستر مسلسل عوالم خفية
محمود حسين
محمود حسين

6 د

يخوض النجم الكبير عادل إمام السباق الرمضاني لعام 2018 من خلال مسلسل عوالم خفية، الذي يُعدّ تعاونه السادس تلفزيونياً مع المخرج رامي إمام، ويشاركه في بطولته صلاح عبدالله، بشرى، أحمد وفيق، هبة مجدي، والمسلسل من تأليف الثنائي أمين جمال ومحمد محرز.

حقق مسلسل عوالم خفية نسب مشاهدة مرتفعة مع بداية عرض حلقاته الأولى وجاء ضمن قائمة مسلسلات رمضان 2018 الخمسة الأكثر بحثاً على جوجل، كما أنه كان في الأصل أحد المسلسلات المرتقبة خلال الموسم الرمضاني الحالي، ليس فقط لأنه من بطولة نجم بحجم عادل إمام يحظى بشعبية طاغية في الوطن العربي بالكامل، إنما لأنه أخيراً قرر التعاون مع مؤلف آخر بخلاف الكاتب يوسف معاطي الذي -إن صَحّ التعبير- احتكر كتابة أعمال عادل إمام السينمائية والتلفزيونية لسنوات طويلة. فتُرى عن ماذا أسفر هذا التغيير؟ وهل أحدث تأثيراً؟


مراجعة مسلسل عوالم خفية


قصة المسلسل

صورة عادل إمام في مشهد من عوالم خفية

تدور أحداث مسلسل عوالم خفية حول الصحفي المُعارض هلال كامل (عادل إمام) الذي يحظى بشعبية طاغية في الشارع المصري، تنقلب حياته رأساً على عقب حين تقع بين يديه مذكرات فنانة مُنتحرة تدعى مريم رياض (رانيا فريد شوقي) والتي تتحدث خلالها عن علاقتها بعدد كبير من مشاهير المجتمع ورجال المال والسلطة وتكشف عن أسرار وملابسات عدد من قضايا الفساد التي كانت شاهدة عليها بحُكم قُربها منهم، ومن ثم يتولد لدى هلال يقين بأن مريم لم تنتحر وأن هناك من قتلها خشية خروج تلك المذكرات للعلن، ومن هنا يحمل على عاتقه مهمة التحقيق بالوقائع المذكورة وفضح أطرافها أمام القُراء.


عادل إمام التسعينات يلوح بالأفق

صورة مسلسل عوالم خفية

الأمر الملفت في مسلسل عوالم خفية هو أن عادل إمام يعود من خلاله لتقديم أعمال شبيهة لما اعتاد تقديمه خلال عقد التسعينات، وخاصة مجموعة الأفلام التي قدمها مع العملاقين وحيد حامد وشريف عرفة مثل “طيور الظلام”، “المنسي”، “اللعب مع الكبار”، والتي دارت حبَكاتها حول إلقاء نظرة على عالم الكبار بعين أحد الأشخاص الواقفين على الهامش.

كان واضحاً من الموسم الماضي أن عادل إمام يمتلك رغبة حقيقية في تجديد نفسه، بعدما قدّم مسلسل عفاريت عدلي علام الذي كان – بغض النظر عن مستواه الفني – مختلفاً عن طبيعة الأعمال التي اعتاد تقديمها منذ عودته للدراما التلفزيونية في 2012 من خلال مسلسل فرقة ناجي عطا الله.

يُحسب لعادل إمام هذا العام تخليه أخيراً عن الكوميديا الصريحة والاتجاه لتقديم عمل جاد، رغم أنه يحتوي على قدر من الفكاهة إلا أنه يُصنف بشكل أساسي ضمن فئة مسلسلات الغموض والتشويق، لكن ما يؤخذ عليه أن تغيير نوع العمل الفني لم يُصاحبه تغيير مماثل في طبيعة البطل، فهو لا يزال مُصرّاً على تجسيد شخصية الرجل المثالي الودود صاحب المبادئ الذي لا يخشى شيئاً ولا يحتسب لأحد، لكن قد تختلف الأمور خلال الحلقات التالية، خاصة أن السيناريو بدأ في عرض لمحات عن ماضي شخصية “هلال كامل” في الحلقتين الثامنة والتاسعة وكذا بدأ يركز على حياته الشخصية وعلاقته بأبنائه وأحفاده، ولعل هذا يمنح الشخصية المزيد من العمق والتعقيد ويحررها من نمطيتها.

نهايات تخيلية منطقية غير سعيدة لخماسية التسعينات لعادل إمام


سيناريو المسلسل  

صورة شخصية هلال كامل بمسلسل عوالم خفية

بدأ سيناريو مسلسل عوالم خفية بتتبع رحلة مذكرات الفنانة مريم رياض من يدها إلى مقلب القمامة ثم باعة الكتب قبل أن تصل في النهاية وبمحض الصدفة إلى يد الصحفي هلال كامل. كانت بداية الحلقة الأولى موفقة تماماً ومثيرة للفضول، والأهم أنها تمنح المتابع انطباعاً كاملاً وصادقاً عن المسلسل وتُعرفه بأنه يختلف كثيراً عن أعمال عادل إمام التلفزيونية في الأعوام السابقة.

حافظ المسلسل خلال حلقاته الأولى على وتيرة سير الأحداث التي اتسمت بالاتزان، لم تكن سريعة للدرجة المُربكة، ورغم أنها تباطأت في بعض الأحيان إلا أنها لم تصل إلى حدّ الملل. وبالتوازي مع ذلك، بدأ في تعريف المشاهد بالشخصيات وتقديمها بصورة وافية وإبراز هوايات ومهارات الشخصية الرئيسية التي سوف تعينه في إتمام مهامه مع تقدم الأحداث، وهو الأمر الذي تغفله معظم الأعمال الدرامية العربية ولهذا وَجب التوقف أمامه والالتفات إليه.

تطرّق سيناريو مسلسل عوالم خفية ابتداءً من الحلقة الثالثة إلى العديد من الخيوط الدرامية الفرعية التي تتعلق بالشخصيات الثانوية، إلا أن تلك الخيوط المتعددة حتى الآن لم تتصل بالخط الدرامي الرئيسي ولم تؤثر به بأي شكل، رغم أن بعض تلك الخيوط لا تزال غير واضحة المعالم بصورة كاملة ورغم انقضاء ثلث الأحداث تقريباً إلا أن السيناريو لا يزال يفتح المزيد منها ويتطرق إلى شخصيات فرعية أكثر، وهذا الأمر لا يمكن تقييمه إلا بنهاية الأحداث بعد معرفة مدى قدرته على لملمة تلك التشعبات في سياق واحد بأسلوب يتسق مع المنطق، ونتمنى ألّا يكون السبب الوحيد وراءها هي آفة “استكمال الثلاثين حلقة” التي تعاني منها الدراما المصرية منذ عقود.

يعيب سيناريو عوالم خفية أنه لم يضع البطل هلال كامل في خطر حقيقي حتى الآن، كما أن ملامح الصراع لا تزال غائمة خاصة في ظل اختفاء أحد أطرافه، كما أن الأحداث بدت في أحيان كثيرة – خاصة ابتداءً من الحلقة السادسة – بعيدة عن التعقيد، والبطل يستطيع دائماً إيجاد الحلول وتجاوز المآزق المختلفة بمنتهى السهولة، وكلها عوامل أدت إلى تراجع مستويات التشويق والإثارة.


الأداء التمثيلي

صورة مسلسل عوالم خفية

كنت قد اشتقت حقاً لمشاهدة عادل إمام يقدم أداءً جاداً مرة أخرى، صحيح أن الجدية في عوالم خفية نسبية لكنه أخيراً تخلى عن انفعالاته المعتادة وتعبيرات وجهه المكررة التي تمكّنه من تقديم الكوميديا المعتادة منه، لكن التخلي هذه المرة عن الكوميديا الصريحة ساعده على تقديم أداءٍ تمثيلي متزن وذلك ليس بأمر غريب بالنسبة لممثل بخبرة عادل إمام، ولكن يجدر بنا القول إن السيناريو وأسلوب رسم الشخصية قد حَجّم قدراته وحصره في نطاق محدود بعض الشيء، حيث أن شخصية هلال كامل في النهاية أحادية التكوين ونمطية بعض الشيء ولا تحمل – حتى الآن – أي قدر من التعقيد النفسي.

كان أداء الممثلين جميعاً على اختلافهم متزناً ومميزاً بقدر ما سمح لهم السيناريو الذي – بطبيعة الحال – يركز بصورة شبه كاملة على شخصية البطل الرئيسي، لكن رغم ذلك استطاعت بشرى فرض نفسها من خلال تجسيدها المميز لشخصية “غادة كامل” الابنة العاقّة والمحامية الفاسدة، أما “أحمد وفيق” فقد قدم أداءً جيداً جداً وإن كانت الشخصية التي يجسدها ليست على قدر موهبته وقدراته التي استطاع إبرازها في السنوات السابقة من خلال تجسيد شخصيات أكثر عمقاً وتعقيداً من شخصية “جمال” المسؤول الفاسد والزوج الخائن.


الإخراج

لقطة من مسلسل عوالم خفية

يتعاون عادل إمام هذا العام للمرة السادسة على التوالي مع نجله المخرج رامي إمام، والذي استفاد هو الآخر من طبيعة المسلسل المختلفة كلياً عن المسلسلات الخمسة السابقة، حيث استطاع تكوين صورة مميزة ونجح في التلاعب بالإضاءة والظلال في خلق أجواء تثير الإحساس بالتوجس والترقب بما يتماشى مع طبيعة العمل القائم في الأساس على الغموض، وتتمحور حبكته في التوغل في عالم من الأسرار الخفية.

كذلك كان الإخراج مميزاً في استخدام أسلوب القطع الحاد والانتقالات السريعة، خاصة في المشاهد التي تتضمن ربطاً بين الأحداث المتباعدة لتوضيح الصورة وكشف الحقائق، خاصة أنه اعتمد فيها على التركيز على الأحرف الأولى من الأسماء المكتوبة بالمذكرات والأسماء الكاملة للشخصيات المدونة على المطبوعات المختلفة، مما جعلها تبدو شبيهة بأسلوب حَلّ ألغاز الكلمات المتقاطعة وهي الهواية المفضلة لبطل المسلسل “هلال كامل”. لكن يؤخذ عليه الإسراف في استخدام هذا الأسلوب مما أفقده بعض بريقه ولكن بالتأكيد لا يقلل من تميُزه.

مسلسل عوالم خفية هو المسلسل الذي كان يجب أن يعود به عادل إمام إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب 32 عاماً بدلاً من مسلسل فرقة ناجي عطا الله، لكن كما تقول الحكمة “أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً”، وها قد أتى عادل إمام مرة أخرى. صحيح أن المسلسل ليس مثالياً ولا يمكن القول إنه خالٍ من العيوب، لكنه بكل تأكيد أفضل كثيراً من الأعمال السابقة، والأهم أنه أنقذ بطله أخيراً من فخ التكرار الذي وَقع به في السنوات الماضية.

بين الحَذف والمَنع والتأجيل، لعنة غريبة تُطارد الدراما الرمضانية هذا العام

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.