فيلم Baby Driver … تحفة المخرج إدغار رايت الأفضل على الإطلاق

أصبح من النادر جدًا أن نجد عملًا مميزًا في الفترات الحالية، غالبًا ما تكون أغلب الأفلام عبارة عن أسماء فقط، وعلى الرغم من كونها مغرية ولكنها تكون مخيبة للآمال.

فيلم Baby Driver خالف كل التوقعات وحجز مكانًا في قائمة أفضل أفلام عام 2017، ولو قمنا بعمل قائمة من 10 أفلام فلن يخرج من المراكز الخمسة الأولى.

على الرغم من الأفلام المميزة التي قدمها إدغار رايت، ولكن هذا الفيلم يعتبر التحفة الفنية الخاصة به وأفضل ما قدم لنا.

تدور القصة حول شاب يدعى بيبي لديه مشاكل في السمع بسبب حادث تعرض له في الماضي، لديه موهبة مميزة في قيادة السيارات، لذلك يعمل كسائق مهرب لمجموعة من اللصوص.

بيبي لا يريد الاستمرار بذلك العمل على الرغم من أنّه يجني مالًا وفيرًا، ولكنه يعاني من عبودية نوعًا ما من قبل رئيس العصابة الذي يقوم بعمل خطط السطو بإتقان ودقة.

يقوم رئيس العصابة ’’دوك‘‘ بإعطاء كلمته لبيبي بأنّه سيتركه وشأنه بعد أن يقوم بعملية واحدة فقط، وبعد أن يقوم بها ويعتقد بأنّ كل شيء انتهى، ويتجه لإكمال حياته مع الفتاة الي يقع في حبها، يعود الرئيس من جديد ليجبره على أن يقوم بمهمة جديدة خطرة مع عنف كبير، وعليه أن يستخدم ذكاءَه والجرأة من أجل البقاء على قيد الحياة.

هنا في هذا الفيلم السلبيات كانت نادرة جدًا، ولا يمكن القول بأنّه فيلم متكامل، ولكنه كان قريبًا من الكمال في العديد من النواحي.

ربما من سلبياته هي علاقة الحب بين الشخصية الرئيسية والفتاة ديبورا، تلك العلاقة لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تقدم لنا الجو الشاعري نظرًا لحالة بيبي التعيسة، كان من الأفضل أن يظهر بصورة مختلفة بعد وقوعه بالحب ولكنه لم يتغير، أو من الممكن أن تكون أكثر حركية مما كانت عليه.

لكنها على أي حال ليست من السلبيات التي ستجعلك تكره الفيلم. أيضًا، التغير الغريب والغير متوقع في شخصية بيبي في الجزء الأخير من الفيلم (ليس له علاقة بالحب) من شخص بارد إلى شخص آخر، وربما هي ليست سلبية ولكن التحول كان من دون أي توضيح.

بعيدًا عن السلبيات، فالفيلم كان مذهلًا. من ناحية التصوير السينمائي وغيرها، ومنذ بدايته كان جليًا بأنّه سيكون ممتعًا وفيلم لن يُنسى، سطو البنك تليها مطاردة شيقة تجعلك تعيش أجواء سلسلة السرعة والغضب، بطريقة أكثر واقعية وامتاع.

النقطة الأكثر أهمية في الفيلم تتجلى في الموسيقى، كما هي الموسيقى جزء لا يتجزء من حياتنا، فهي مهمة جدًا لشخصيتنا الرئيسية، فهي بمثابة العلاج الطبي. الشيء الأفضل في الفيلم هي الموسيقى والساوندتراك الممزوجة مع كل مشهد بعناية ودقة تامة ليظهر لك المشهد بأبهى صورة لتندمج معه بدون أرادة، وربما ستشعر بأنّك ستطير.

كل شيء في هذا الفيلم تم عمله بصورة ممتازة، ذروة الفيلم وحبكته في الوسط تبدأ تدريجيًا بقوة إلى أن تصل للإنفجار الكبير مع مستوى هائل جدًا من الطاقة، مملوءة بالمشاهد الدموية والمطاردة ممزوجة بالموسيقى الراقية كما ذكرت، وكأنّه جمع لنا العديد من الأفلام في فيلم واحد.

الفيلم هو عبارة عن السرعة والحركة، لو كنت من عشاق الأكشن والسرعة، فلا تفكر أبدًا وتوجه لمشاهدته مباشرةً في أقرب سينما قريبة، فالفيلم لن يجعلك ترمش حتى مع المشاهد الدرامية الحوارية بين الشخصيات الرئيسية، والتي كانت ممتعة ومميزة إلى حد بعيد، وخلق الجو التوتري المتزايد فربما ستشاهد الفيلم مرتين وليس مرة واحدة.

في الفيلم لن تجد المشاهد الدموية والحوارات الدرامية والأكشن فقط، بل هناك كمية لا بأس بها من المشاهد الكوميدية، والتي تم وضعها مع المشاهد الجادة لتكون غير متوقعة بطريقة خاصة مميزة، أي أنّه لا يوجد معنى للملل مع Baby Driver.

خلاصة الأمر أنّ الفيلم كان رائعًا من النواحي الأهم، وهي التمثيل والموسيقى والسرعة والحوارات والقصة المميزة.

من الأمور التي جذبتني في الفيلم بشدة هو التمثيل، فالتمثيل هو نقطة مهمة جدًا لنجاح الفيلم، ولو كان هذا العامل في القمة فكذلك سيكون الفيلم.

أنسيل إلغورت: بدور الشخصية الرئيسية بيبي كان مميزًا، وإتقانه للشخصية كان مثيرًا للإعجاب من ناحية البرود وتعابير الوجه، على الرغم من أنّني أردته أن يظهر بصورة مغايرة قليلًا.

جون هام: شخصيتي المفضلة في الفيلم، أضاف الكثير من الإثارة والأكشن والدموية للفيلم، خصوصًا في النهاية دوره كان الأكثر جمالًا وتمثيله الأكثر إتقانًا.

كيفن سبيسي: على الرغم من ظهوره القليل، ولكن وجوده في المشاهد يضيف رونقًا خاصًا من الناحية الحوارية والمتعة، فجميع المشاهد التي يظهر فيها كانت رائعةً.

جيمي فوكس: على الرغم من أنّني لم أتوقع أن يكون دور جيمي بهذا الشكل، ولكنه لم يبخل ولو بالقليل، كان رائعًا كعادته، ذكرني تمثيله بشخصية جانكو ولكن بصورة عكسية.