أفضل أعمال باسل خياط: جوكر الأدوار الصعبة الجذاب

باسل خياط ممثل سوري الجنسية، ذاع صيته في السنوات الأخيرة في الدراما المصرية نظرًا لأدواره المُركبة التي اعتاد تقديمها مؤخرًا، والتي لاقت إعجاب الجمهور لتميّزه في هذه الأدوار تحديدًا، فحسب تصريحاته هو بالفعل لا يفضل الأدوار العادية أو البسيطة، ودائمًا ما يبحث عن دور به معضلة ما، ليتحدى به نفسه ويتفوق عليها. مثّل باسل خياط في الكثير من المسلسلات السورية منذ بداية مشواره الفنّي في أواخر التسعينات، وكانت بداية تمثيله في مصر بدور قذاف في مسلسل نيران صديقة عام 2013.

لا يُنكر أحد أنّ باسل خيّاط له طريقة مميزة جدًا في أداء الشخصيات الأقرب إلى الشر منها إلى الخير، أو الشريرة بشكل كامل، فله قُدرة مُدهشة على إقناعنا بالشخصية التي يُجسدها، بتفاصيل مُعينة يضعها هو في الحسبان، لتظهر لنا في النهاية شخصية مكتملة المعالم، بدون أي نواقص. باسل خيّاط قادر ببراعة على أن يُمسك كل خيوط الشخصية بدءًا من مظهرها وحتى طريقة مشيتها وكلامها وضحكها. هذه الدقة، وهذا الثبات، هما من صنعا باسل خيّاط الذي رأيناه يتألق في السنوات الأخيرة في أعمال درامية دسمة ومٌرهقة نفسيًا. نستعرض معًا أفضل ما قدّم باسل خياط من أعمال، خاصة في الدراما المصرية التي أصبح واحدًا من أهم أبطالها حاليًا.

من أبرز أعمال باسل خياط في بدايته كان فيلم باب الشمس بجزئه الأول: الرحيل، وجزئه الثاني: العودة. صدر جزءا الفيلم في وقتٍ واحد في عام 2004، فكان يُعرض الجزء الأول في الحفلات النهارية بالسينما، ويُعرض الآخر بالحفلات المسائية. هذا الفيلم الذي شُبّه بالملحمة، خصوصًا أنّه يتناول القضية الفلسطينية، وفكرة المقاومة، والشتات بعد العودة، ومعاناة المرأة الفلسطينية، مأخوذ عن رواية الكاتب اللبناني إلياس خوري التي نُشرت عام 1998 بنفس الاسم، وأخرج الفيلم للسينما المخرج الكبير يسري نصر الله.

قام باسل خياط بدور الراوي في الفيلم وهو خليل الذي يقص حكايته علينا منذ البداية في جزء الرحيل، وحتى النهاية في جزء العودة. تدور الأحداث في فلسطين في الثمانينات، حيث يتناول الفيلم قصة حياة أربع شخصيات يونس (عروة النيربية) المقيم في مخيم شاتيلا، وزوجته نهيلة (ريم تركي) تعيش في قرية دير الأسد في الجليل، الدكتور خليل (باسل خياط) والذي يعمل في مستشفى في مخيم شاتيلا، وشمس المرأة الفلسطينة المُغرم بها (حلا عمران).

عُرض الفيلم بمهرجان كان السينمائي الدولي عام 2004 ونال نجاحًا نقديًا كبيرًا.

____________________________________________________________________________________________________________

مسلسل عشق النساء هو مسلسل لبناني عربي عرض عام 2014 مٌستندًا على أحداث حقيقية لقصة اجتماعية حدثت في لبنان، يضم المسلسل نخبة كبيرة من الممثلين العرب منهم نادين نسيب نجيم، وورد الخال، وهيثم سعيد، وميس حمدان وغيرهم. كتبت المسلسل الكاتبة منى طايع، وقام بإخراجه فيليب أسمر.

استطاع باسل خياط لفت الأنظار إليه في دور عادل الذي لعبه في هذا المسلسل، فعادل محامي وتربطه صداقة عميقة بفريد (جهاد الأندري) وزوجته غادة (ورد الخال)، ونكتشف مع مرور الأحداث أنّ غادة تُعاني من معاملة فريد السيئة لها، وفي نفس الوقت هي مُغرمة بعادل، الذي يُبادلها الشعور رغم كونه متزوجًا من إمرأة تعشقه. هذا الصراع الذي يعيشه عادل ما بين قلبه الذي يرغب في غادة، وعقله الذي يرفض خيانة صديقه فريد، جسّده باسل خياط بشكل رائع، ليكون أحد أهم أبطال العمل الذي لاقي نجاحًا واسعًا في الوطن العربي كله.

____________________________________________________________________________________________________________

طريقي كان هو المسلسل الذي فتح أبواب الشهرة لباسل خياط في مصر، والذي عُرض في شهر رمضان في عام 2015، فعرفه الجمهور المصري وأحبّوه وشعروا أنّه يُشبه رجل الأحلام في الخمسينات رشدي أباظة، بوسامته ورباطة جأشه، رغم أنّ دوره في المسلسل لم يكن إيجابيًا، بل كان رجلًا ذا نزعة متسلطة وعنيفة، إلا إنّه ترك علامة مميزة لشخصية يحيى ليكون هو الشرير الذي أحببناه.

نجح مسلسل طريقي لشيرين عبد الوهاب التي لعبت دور دليلة التي تعشق الغناء رغم رفض أمها التام لهذه الفكرة، لذلك تندفع دليلة نحو صديق والدها يحيى الذي يقوم بتشجيعها على الغناء، في نفس الوقت الذي يشعر نحوها بعاطفة جيّاشة، رغم أنّها قريبة من سن ابنته.

كل من شاهد المسلسل لفت نظره أداء باسل خيّاط في دور يحيى الوقور، الذي يبدو حنونًا جدًا تارة، وقاسيًا جدًا تارة أخرى، فتشعر وكأنّ له أكثر من وجه، وأكثر من شخصية، وفي بعض الأوقات بدا مُخيفًا كذلك بعض الشيء. لذا أثنى النّقاد جميعهم على أدائه الذي لعبه باحترافية وتمكن شديدين. المسلسل رؤية وسيناريو وحوار تامر حبيب، ومن إخراج محمد شاكر خضير.

____________________________________________________________________________________________________________

بدأ باسل خياط في دخول الدراما المصرية بقوة بعد النجاح الذي حققه مسلسل طريقي، ففي رمضان التالي من عام 2016 كان باسل خيّاط أحد الأبطال الثلاثة لمسلسل الميزان من بين غادة عادل التي أدّت دور زوجته نهي، وأحمد فهمي الذي أدى دور المذيع الشهير عمرو.

يدور المسلسل في إطار من التشويق والإثارة خاصة فيما يتعلق بأجواء المحاكمات، وعوالم الجريمة. يلعب باسل خياط دور المقدم خالد الذي يختلف مع زوجته المحامية نهى، بخصوص قضية تقوم هي بالدفاع فيها عن رجل سياسي شهير (أشرف زكي) من تهمة قتل زوجته. يختلف الزوجان حول العديد من الأمور، وتظهر شخصية عمرو الإعلامي المُتهم بجريمة قتل أيضًا، والتي تزيد الخلافات بينهم سوءًا.

نجح من جديد باسل خياط في دور المقدم خالد الصعب مراس، والذي يحكم على الأمور بمنطقه الخاص، والذي يفرضه على جميع من حوله بقسوة. المسلسل من تأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد خالد موسى.

____________________________________________________________________________________________________________

وفي رمضان الذي يليه قدّم باسل خياط دور الشرير هذه المرة بشكل مُباشر وواضح، السكوباتي الشديد الذكاء صاحب الخطة الموضوعة بعناية لتدمير الشخص المُراد تدميره، والذي وقع عليه الاختيار ليكون الطبيب النفسي طارق (آسر ياسين). بدأت حلقات المسلسل ببداية مبهرة وغاية في التشويق، مما يجعل من الصعب جدًا ألا تتابع المسلسل إذا شاهدت أول حلقة منه فقط. فنرى دكتور طارق يستقبل في عيادته شخص يُدعى توفيق المصري، الذي يخبره بأنّه يُريد إجراء تجربة نفسية على رجلٍ ما كي يقوم بتحطيمه على مدار 30 يومًا، ثم يقول له أنّه سيكون ذلك الشخص الذي سيُجري التجربة عليه ليرى هل سيدمره تمامًا ما سيفعله به أم لا.

شبّه الكثيرون شخصية توفيق في مسلسل 30 يوم بالجوكر، عدو باتمان الشهير، وخاصة على الهيئة التي قدمها هيث ليدجر في فيلم الفارس الأسود عام 2008. فكلامها مُخيف وشرير ولكن بشكل ساخر، كلاهما بارد قاسي ولا مبالِ بالآخر، وكلاهما أيضًا يتمتع بضحكة ساخرة مجلجلة تُقبض القلوب. لذا قُوبل دوره بالترحاب الشديد من الجمهور الذين أحبّوا كل اللمسات الخاصة به والتي وضعها في شخصية توفيق لتظهر بهذا الشكل المُتكامل، ويصير هو بطل العمل الرئيسي بدلًا من طارق الذي كان مجرد ضحية تلاعب بها كما أراد.

المسلسل من تأليف مصطفى جمال هاشم، وأشرف على الكتابة أحمد شوقي، ومن إخراج حسام علي.

____________________________________________________________________________________________________________

في رمضان الماضي شاهدنا باسل خياط في دور جديد تمامًا، أثار عجب الكثيرين من مجرد مشاهدة الإعلان، واتسعت مساحة الدهشة أكثر وأكثر بعد مشاهدة المسلسل، الذي يُقدم مريضًا نفسيًا بتفاصيل معقدة، بُذل فيها الكثير من الجهد لإظهارها بهذا الشكل، من طريقة حديث، وتكرار جُمل، ومشية مميزة، وغيرها من التفاصيل التي تعود لأسامة بطل مسلسل الرحلة.

المسلسل من تأليف الكاتبة السورية نور شيشكلي، وسيناريو وحوار عمرو الدالي، ومن إخراج حسام علي. ويدور المسلسل حول رحلة طيران رقم 701 العائدة من بيروت إلى القاهرة، والتي تحمل مجموعة من الركّاب لكلٍ منهم سر يُخفيه، ومرض يعيش بداخله لا يُخبر عنه أحدًا، ونرى في المسلسل كيف ستتقاطع حكايتهم مع بعضها البعض بشكل مُدهش.

من جديد استطاع باسل خياط أن يسرق النظر في مسلسل الرحلة، ويتم التركيز على هذا الرجل المضطرب بشدة، أسامة، والذي لديه عقدةٍ ما، تجعله يسلك هذا السلوك الغريب مع زوجته (ريهام عبد الغفور) ومع أشخاص بعينهم لن نعرف لماذا اختارهم هم تحديدًا إلا في نهاية المسلسل.