فوائد للاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية قد لا تخطر على بالك

لمدة طويلة مضت بدا لي أنّه لابد وأن يكون لهذا الجمال الموسيقي، والموهبة الجبارة في كتابة وعزف أجمل الألحان على مسمعنا فائدةً لا يمكن التغافل عنها، فلم يخلق الله الجمال في هذا الكون لهوًا ولا عبثًا، وتجلي صدق إحساسي في كثير من الدراسات التي أثبتت بالعلم الفائدة المؤكدة للاستماع لبعض أنواع الموسيقى (الكلاسيكية منها تحديدًا).

صَوّرَ الكثيرون الموسيقى على أنّها عدوة للحياة الأولى والتي تعقبها، وكأنّه كتب علينا أن نبقى في حالة عداء لكل ما هو جميل، ونسوا أنّ غاية الإنسان الأسمى أن يعمر هذا الكوكب الذي وجد فيه، ويبحث عن الجمال في كل مكان. لا أن يحفوا الشوارب ويعتكفوا في الزوايا.

تحمي من ارتفاع ضغط الدم

هل تريد أن تُبقي قلبك في حالة صحية جيدة؟ وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد، فإنّ الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن يساعد في تقليل ضغط الدم. في هذه الدراسة، قدم الباحثون للمشاركين أنماطًا مختلفةً من الموسيقى، بما في ذلك موسيقى الراب والبوب ​​والموسيقى والكلاسيكية.

كانت الموسيقى الكلاسيكية فعّالةً في خفض ضغط الدم لدى المشاركين، في حين أنّ موسيقى الراب والبوب ​​تسببت في رفع ضغط الدم.

هل تعلم أنّ الاستماع إلى فولفغانغ أماديوس موزارت يمكن أن يساعد بالفعل على تحسين ذاكرتك؟ وفقًا لدراسة، أظهرت الأشخاص الذين استمعوا إلى موسيقى “موزارت” قد اختبروا زيادةً في نشاط الموجة الدماغية المرتبطة مباشرةً بالذاكرة. لذا، في المرة القادمة إذا توجب عليك حفظ درس طويل أو حل مسألة رياضيه معقدة ربما سيكون من الأفضل لو ترافق مهمتك بالموسيقى الكلاسيكية.

العصارة الإبداعية التي يحاول استخلاصها الجميع من السفر أو اكتشاف الأمور الجديدة ستقدمها لك الموسيقى الكلاسيكية على طبق من ذهب. على الرغم من أنّ الاستماع إلى الموسيقى لن يجعلك مبدعًا على الفور، إلّا أنّه سيساعدك في امتلاك عقلية أكثر إبداعًا، وتجعلك تفكر خارج الصندوق.

إذا كنت تشعر بالضغط على وجهه الخصوص لأي سبب كان، متع أذنيك ببعض الأنغام الكلاسيكية. وجدت دراسة أنّ النساء الحوامل اللواتي استمعن إلى الموسيقى الكلاسيكية كانوا أقل عرضةً للشعور بالتوتر خلال فترة الحمل، حيث يفسر بعض العلماء هذا بأنّ وتيرة الموسيقى الكلاسيكية مشابهة للقلب البشري، مما يخفف من القلق والاكتئاب.

هل لديك اختبار مهم أو مشروع قادم؟ إذًا، حاول أن تعزز القدرات العقلية الخاصة بك عن طريق الاستماع إلى بعض الموسيقى الكلاسيكية. في دراسة وجد فيها الباحثون الفرنسيون أنّ الطلاب الذين استمعوا إلى محاضرة لعبت فيها الموسيقى الكلاسيكية في الخلفية، حققوا نتائج أفضل في الاختبار مقارنةً بالطلاب الآخرين.

عندما تشعر بالغضب من أي موقف مستفز تصادفه (وما أكثرهم) توقف عن الهروب المعتاد إلى طبق الطعام أو إلى ثلاجة المنزل، واستعض عن كل هذا ببعض الموسيقى بدلًا من ذلك.

أثبتت العديد من الدراسات أنّ الموسيقى الكلاسيكية تساعد في تخفيف الكآبة والحزن. في الواقع، اكتشفت دراسة في المكسيك أنّ الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب.

إذا كنت من الأشخاص الذين يحاولون استجلاب النوم لساعات، ثم يهربون أخيرًا إلى أي فيلم مشوق، أو حلقة من مسلسلهم المفضل، ربما تكون الموسيقى الكلاسيكية هي الخيار الأفضل التي تضعك في حالة الاسترخاء بدلًا من المشاهد البصيرة المتلاحقة التي قد تنعشك أكثر.

وفقًا لدراسة أجريت على أشخاص يعانون من مشاكل في النوم، فإنّ الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية لمدة 45 دقيقة فقط قبل النوم يمكن أن يساعد في تحسين طريقة النوم.

أظهرت دراسات متعددة أنّ الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن يساعد في تخفيف الألم. وفقًا لباحثين في لندن، فإنّ المرضى الذين يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية يستخدمون كميةً أقل بكثير من الأدوية ومسكنات الألم.

هل تريد الخروج من هذا المزاج السيّئ الذي تعيش فيه كل يوم؟ يمكن للاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية أن يساعد على زيادة إفراز هرمون Dopamine، الذي ينشط مراكز عدة في الدماغ.

وقال العلم كلمته في نتائج دراسة أُجريت في العام 2013 أنّ الموسيقى يمكن أن تساعد في جعل الناس في مزاج أفضل.

تحسن الإنتاجية

في بداية الأسبوع، وبعد استراحة لا بأس بها في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، ربما سيكون من الصعب عليك استئناف نشاطك من جديد وتحفيز إنتاجيتك. لا تقلق هذا الدور الشاق ستتكفل به الموسيقى الكلاسيكية.

أثبتت سلسلة من الدراسات أنّ الموسيقى تجعل المهام المتكررة أكثر متعةً. وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة Maryland أنّ موسيقى Baroque  الكلاسيكية في غرفة القراءة يمكن أن تساعد في تحسين كفاءة وأداء أطباء الأشعة.

ختامًا … سأتركك عزيزي القارئ مع بعض المقاطع الموسيقية التي ربما تنال استحسانك، وتحسن من مزاجك اليوم.