أنمي Berserk .. من رحم السعي وراء تحقيق الحلم وُلدت المأساة!
9 د
تقييم الأنمي:
لا يكاد يوجد أحد من متابعي الأنمي والمانجا لا يعرف عن أنمي Berserk حتى لو لم يقرأ المانجا أو يشاهد الأنمي فلابد أن يصادفه في مكان ما الحديث عن هذه السلسلة الأشهر والأعلى تقييمًا، حيث وصل تقييم المانجا على موقع MAL إلى 9.30.
صدرت المانجا في أغسطس من عام 1989 ولازالت مستمرة حتى الآن، للمانجاكا “ميورا كينتارو”، بينما كان أول إنتاجات الأنمي المأخوذة عنها في عام 1997، ونحن هنا بصدد الحديث عن الأنمي بشكل خاص لنستعرض كل ما أنتج من حلقات وأفلام حتى الآن.
أول ما أنتج من أنمي لهذه السلسلة مسلسل بعنوان “Kenpuu Denki Berserk” من 25 حلقة، وهو ما يعرف بين متابعيه بالنسخة الكلاسيكية، وبعد اختفاء طويل عادت إنتاجات الأنمي للظهور من جديد في عامي 2012 و2013 على هيئة ثلاثة أفلام بمثابة إعادة إنتاج لأحداث النسخة السابق ذكرها وهم: Berserk: Ougon Jidai-hen I – Haou no Tamago، و Berserk: Ougon Jidai-hen II – Doldrey Kouryaku، وأخيرًا Berserk: Ougon Jidai-hen III – Kourin. وكان هذا تمهيدًا لاستكمال أحداث الأنمي بعد توقف تسعة عشر عاماً، ليعود في موسم جديد يُطلق عليه النسخة الحديثة، وجاء بأحداث جديدة في عام 2016 بعنوان Berserk من 12 حلقة، والعام الذي يليه استُكملت الأحداث بجزء جديد من 12 حلقة.
تصنيف الأنمي: أكشن- مغامرة- شياطين- دراما- رعب- فانتازيا- خارق للطبيعة- نفسي- سينين.
الفئة العمرية المناسبة لمشاهدة الأنمي: +18..”R+ – Mild Nudity”.
القصة
تبدأ الأحداث بـ”جاتس” الملقب بالسياف الأسود، والذي يمتلك سيفاً يماثله في الطول تقريبًا ويتحكم به بيسر بقوته الهائلة، رغم فقدانه إحدى عينيه، وإحدى يديه هي طرف صناعي وسلاح معًا، يجوب البلاد بحثاً عن غريمه “جريفيث” الملقب بالصقر الأبيض، ثم تعود بنا الأحداث إلى البداية، لنعرف العلاقة التي ربطت بين “جاتس” و”جريفيث”، وكيف تحولت الصداقة إلى هذا العداء والرغبة المشتعلة في الانتقام.
في عالم قائم على الحروب وسفك الدماء كان للمحاربين المرتزقة ضرورة كبيرة، وعلى “جاتس” الذي لم يتعلم في حياته سوى حمل السيف أن يكسب عيشه بمنح قوته لمن يدفع الثمن، ولكنه يأبى الانضمام لأي فريق ويفضل أن يبقى حرًا ومستقلًا بنفسه، إلى أن لاحظه “جريفيث” قائد مجموعة من المرتزقة يُطلق عليها “الصقور” استطاعت أن تكتسب سمعتها في أرض المعارك، فهي مجموعة لا تُهزَم ويأتي معها الموت لأعدائها، واستطاع ضمه إلى فرقته بعد أن تغلب عليه بمبارزته، ليصبح “جاتس” قوة عظيمة في جيش “جريفيث” الصغير الذي يسعى به لتحقيق حلمه ولكن لا يستمر الحال هكذا طويلًا، حدث التصدع الذي كان بداية انهيار كل شيء لتولد المأساة التي بدأت بها الأحداث، والصراع بين الصديقين القديمين، والتي سنكمل أحداثها في الموسم الثاني من الأنمي.
الشخصيات
-الشخصيات الرئيسية منذ بداية الأحداث في النسخة الكلاسيكية-
“جاتس“: طفل وُلد من رحم جثة أم مشنوقة، وتموت أمه بالتبني بعد ثلاث سنوات بالطاعون، ليصاحبه بعدها نفور المحيطين به ونعته بـ”ابن الشيطان”، كما يتلقى سوء المعاملة من والده بالتبني الذي لم يعلمه منذ نعومة أظافره إلا حمل السيف وسفك الدماء، ليكتسب من ورائه. وفي إحدى نوبات سكره حاول قتله، متهماً إياه بأنه السبب وراء موت زوجته، فلا يجد “جاتس” سبيلاً للدفاع عن نفسه إلا بطعنه، ثم الهرب بعيدًا حاملًا ندبات قلبه الدامي، وسيفه الذي يبحث من خلاله عن هويته والحياة التي يعيشها. كان لقاءه بـ”جريفيث” نقطة تحول كبيرة في حياته، فلأول مرة يرغب فيه أحد، ويجد فيه فائدة وليس لعنة، ولأول مرة يستطيع اكتساب رفاق يرون أنه مصدر قوة لهم وليس نذير شؤم. ولقيمة صداقة “جريفيث” لديه كان يسعى ليكون ندًا له، حتى لو اضطر لترك كل شيء خلفه والعودة وحيدًا باحثًا عن هدفه، لذا؛ كان من الطبيعي بعد ما فعله “جريفيث” أن يحمل له هذا الكم من المشاعر المتناقضة التي يسيطر عليها الرغبة في الانتقام، لخيانة تعرض لها هو شخصيًا، وتعرض لها كل من يهمه أمره.
“جريفيث“: على الرغم من صغر سنه استطاع أن يكون قائدًا لفرقة من المرتزقة، أطلق عليها “الصقور”، ليس لمهارته في حمل السيف وحسب، ولكن الأهم لحنكته العسكرية وقوة خططه التي صنعت نجاحات لم يستطع تحقيقها جيوش بأعداد أكبر بكثير مما لديه. كما يمتاز بشخصية قيادية ساحرة استطاع أن يجذب بها الآخرين إليه طواعية ليتوحد حلمهم معه، ويصبح حلمه هو هدفهم، وهم بالنسبة له وسيلته لبلوغ حلمه وإنشاء مملكته الخاصة، حيث لا يرى في حياته إلا حلمه ولا يترك وسيلة أيًا كانت إلا وقام باستغلالها لدعم طريقه للوصول إلى حلمه، خاصة بعد النبوءة التي قيلت له من قبل عرافة عجوز التقت به طفولته، بأنه سيحصل على مملكته الخاصة، داعمة قولها بإهدائه الـ Behelit أو ما يُطلق عليه “بيضة الملك”، والتي تحفظ حاملها وتدعم حلمه. وستكتب صفحة جديدة في حياته لاحقًا حينما تتأزم الأمور وتخرج عن سيطرته.
وحتى وإن كان “جريفيث” يرى في جيشه بيادق يستخدمها كيف يشاء وكما يخطط، إلا أنه كان يسعى ألا يهدر الكثير من دمائهم، وكان يرى التعويض الملائم لحياة من رحل بسببه طوال مشواره ليس بالاعتذار ولكن بتحقيق ما ماتوا لأجله. لم يحظَ أحد بمكانة خاصة لديه دفعته في بعض الأحيان للمخاطرة بحياته لإنقاذه إلا “جاتس”، ولعل هذا ما يوضح السبب الذي جعله يتقهقر عند رحيله وينهار كل شيء، لتمتزج مشاعر الصداقة بالكراهية.
“كاسكا“: الفتاة الوحيدة في فرقة الصقور والتي انقذها “جريفيث” من يد أحد النبلاء الذي حاول الاعتداء عليها، فقررت أن تتبعه واكتسبت قوة كبيرة كمقاتلة تستحق أن تتولى القيادة في جيشه. جل طموحها أن تدعم حلم “جريفيث” وأن تكون سيفه في معاركه، حملت ضغينة تجاه “جاتس” منذ بداية انضمامه نابعة من غيرتها لأنه الوحيد الذي سعى “جريفيث” لضمه إليه ورغب فيه بجانبه، ومنحه ثقة كبيرة أثناء وضع خططه، ولكن مع توالي المواقف لاحقًا، تقل حدتها تجاه “جاتس”، وتنشأ بينهما عاطفة خاصة.
-الشخصيات الرئيسية التي ظهرت في النسخة الحديثة لأول مرة-
“فارينز“: فتاة من النبلاء، تولت قيادة مجموعة فرسان حرس الكرسي الرسولي، التي تتبع الكنيسة، وتلاحق المنشقين عن الكنيسة والمتهمين بالزندقة. في بداية ظهورها كانت شخصية متعصبة حد التطرف كما أنها لم تحظَ بطفولة سوية مما جعلها بشكل ما تتلذذ بتعذيب نفسها ومقت الآخرين، ولكن مع سعيها وراء “جاتس”، وبعد تغير العالم من حولها بعد أحداث الكسوف التي تبعتها خوارق لا تصدق، تبدأ ثوابتها السابقة في التزعزع، لتقرر مرافقة “جاتس” بعد أن كانت تسعى لاعتقاله، لعلها تستطيع معه أن ترى الحقيقة.
“سيربيكو“: هو تابع “فارينز” الذي جعلته يقسم بالولاء لها منذ طفولتهما. يمتلك مهارات فائقة في المبارزة وحاد الذكاء، وإن كان يميل إلى إخفاء هذا، ولا يظهر ما لديه إلا عند الضرورة، خاصة إن كان في سبيل حماية رفيقته، ولذا فقد تبعها في مرافقة “جاتس”.
“إيشيدورو“: فتى مشاكس، لص، يحلم بأن يصبح مبارزاً قوياً، تجذبه قوة “جاتس” الهائلة في استخدام سيفه الضخم، فيسعى لمرافقته ليتعلم منه، وعلى الرغم من قلة قوته إلا أنه لا يخلو من الشجاعة التي تحركه لحماية رفاقه وقت الحاجة إليه.
“شيركي“: طفلة صغيرة ولكن تدريبها على يد ساحرة عظيمة تدعى “فلورا” جعل منها ساحرة ذات معرفة غزيرة وقدرات روحية لا يُستهان بها. تضطر للخروج إلى العالم المادي بصحبة “جاتس” بعد فقدانها مكانها الخاص مع توالي الأحداث. لم تستطع في البداية التأقلم مع رفقتها ووضعها الجديد، ولكن شيئاً فشيئاً شعرت أنه بات لها مكان تعود إليه وتنتمي له.
الحبكة والأحداث
تدور الأحداث في ما يشبه العصور الوسطى لأوروبا، الكلمة العليا للظلام والحروب بين البشر وقتلهم بعضهم بعضًا، وسيطرة محاكم التفتيش والقتل باسم الرب، ورفض كل فكر مخالف، هذه هي الخلفية التاريخية التي تربط المشاهد بين وقائع بشرية محفوظة في التاريخ وبين تناول خيالي لأبطال القصة، مما يربطك أكثر بالأحداث ويتغلغل لأعماقك الإنسانية، وتكتشف أعماق البشر النفسية وكيف يمكن أن يحملوا كافة المتناقضات معًا.
بداية الأحداث من لحظة الذروة حيث انهار كل شيء، ويداية مأساة الشخصية الرئيسية “جاتس” كان له عامل تشويق وجذب طوال الحلقات عندما عادت بنا إلى الماضي، وتابعنا كيف نشأت علاقة فريدة بين “جاتس” وغريمه “جريفيث”، وتركت المشاهد في تساؤل مستمر كل حلقة، بالله كيف يمكن أن تفسد هذه العلاقة؟.
ومع البشائر والتلميحات التي بدأت بإظهار سترها على استحياء لما سيحدث لاحقاً في حياة الصديقين بعد بضع حلقات، إلا أن الرؤية لم تتّضح كاملة إلا في النهاية لتتركنا في فجيعة مدوية لبشاعة ما حدث، ولنرى ما يمكن أن يصل له رجل بطموح “جريفيث” عندما يصل إلى هوة اليأس، ونرى أيضًا كيف لقلب إنسان أن يحمل بداخله كمّاً من المشاعر المتضاربة.
على الرغم من أن القصة تعتمد في بدايتها على ثلاث شخصيات رئيسية، إلا أننا نرى الأحداث من خلال جانب واحد فقط هو “جاتس”، حتى “جريفيث” لا نراه إلا من خلال عيون “جاتس”، ونرى جانباً آخر منه بعيون “كاسكا”، ولم نرَ دواخل “جريفيث” من خلاله هو إلا في النهاية وبلمحات خاطفة تجعلك ترى كيف وصل لقراره الأخير.
الحلقة الأخيرة من الجزء الأول الذي يروي لنا أحداث الماضي وكيف بدأ كل شيء، قدمت نهاية مبتورة بلا أدنى تفسير لكيفية خروج “جاتس” مما كان فيه، لقد صنعت فجوة في الأحداث بين ما كان في الحلقة الأولى وما مرّ به الأبطال أواخر الحلقات، ولقد تدارج هذا في إعادة الإنتاج حيث جاء التفسير واضحًا في نهاية الفيلم الثالث.
أما أحداث الجزء الثاني من الأنمي فهو، بموسميه، لم يقدم جديداً في الصراع المباشر بين “جاتس” و”جريفيث”، ولكن اهتم أكثر برحلة “جاتس” وتشتته بين حماية “كاسكا” والسعي وراء رغبته في الانتقام، مع اكتسابه رفقة جديدة تصاحبه في رحلته.
كانت الدموية طاغية على الحلقات، وعلى الرغم مما يمكن لهذه الدموية من إظهار مدى الظلامية الواقعة، إلا أنها جاءت مبالغة فيها في الكثير من الأوقات.
كعادة الأنمي المأخوذ عن مانجا، لا زالت مستمرة لا تأتي النهاية أبدًا مشبعة لفضول المشاهد، فهي لم تضعه على خاتمة لما تابعه في ما سبق من أحداث، ولكن على عكس النهاية الأولى في عام 1997 التي تركت المشاهد مع لغز لم يحل، فإن الأحداث الجديدة للأنمي انتهت وكأنها نهاية مرحلة لانتظار مرحلة أخرى نأمل –كمتابعين للأنمي- ألا تستغرق وقتًا طويلًا في متابعتها.
الرسومات
بسبب الفرق الزمني بين صدور المانجا وإنتاج أول أنمي له، فقد جاءت الرسومات لتوحي أنها آتية من فترة الثمانينات وليس التسعينات، ولكن هذا لم يمنع، رغم قلة الإمكانيات وقتها عن الآن، أن تخرج نسخة جيدة وجودة تحريك تتناسب مع المعارك وسرعتها، على عكس ما حدث في النسخ الأحدث والتي من المفترض أن تكون قد توفرت إمكانيات أفضل، إلا أن التقنية المستخدمة في التحريك جاءت كنقطة ضعف حيث بطأت الحركة مما أثر على جودة المعارك التي تقوم عليها الكثير من الأحداث.
الموسيقى
أحد أهم وأقوى عناصر نجاح هذا الأنمي هو الموسيقى الخاصة به، والتي جاءت ليست فقط متوافقة مع الحدث، بل هي داعمة له لتجعلك أكثر فهمًا وقربًا لما يحدث. أن تشعر بالحزن والشجن، تحس بالغضب والحيرة، يتملكك الرعب، كل هذا يصلك من خلال ما تقوله المقطوعات الموسيقية في هذا الأنمي.
للاستماع لمقطوعتي المفضلة بشكل شخصي:
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.