أفضل أفلام التشويق والإثارة لعام 2015

دائماً ما تُشاركنا أفلام التشويق برحلة سينمائية مليئة بالمتعة والإثارة، وفي بعض الأحيان الإزعاج الذي لا يُطاق أبداً، وذلك المزيج الهائل من الترقّب والانتظار مع عناصر قد تضيفها أفلام معينة، وسنة 2015 لم تكن بخيلة أبداً في مجال التشويق والإثارة، فبالإضافة لمشاركة وتواجد التشويق في الكثير من أفلام الأكشن والغموض، برز هذا التصنيف بشكل ممتاز عبر مجموعة من افضل افلام التشويق 2015 وهي مجموعة أفلام تستحق المشاهدة لا محال.

[elementor-template id="359132"]

فبعد حديثنا عن أفلام القصص المصورة، والكوميديا، حان الوقت الآن لتناول أفلام التشويق، تلك الأعمال التي تحبس الأنفاس وتترك المشاهد في حيرة من أمره، لا يعلم ما يفعل أثناء مشاهدة الفيلم، في صراع نفسي بين رغبة الاستمرار، ورغبة الوصول إلى نهاية الفيلم للشعور بالراحة، أو حتى الحصول على أجوبة قد تكون أصعب من تلك الأسئلة المطروحة نفسها، وهذه قائمة افضل افلام التشويق 2015 .. سنة حبست لنا انفاسنا في مناسبات عديدة، لكن وجدنا فيها أنفسنا دوماً قادرين على الاستمرار:

سأبدأ لائحتي باختيار غريب في الحقيقة، أفليس هذا العمل أقرب إلى مجال الرعب؟ في الحقيقة نعم، وربما هذه أكبر نقطة سلبيّة أثناء نظرك لهذا الفيلم، فباعتباره فيلم رعب هو فاشل إلى أكبر درجة، لكن إذا نظرت إلى العمل من وجهة نظر مختلفة ستجد الكثير من النقاط الإيجابية والتي يأتي في مقدمتها كيانو ريفز الذي قدّم لنا واحد من أفضل الأدوار التي لعبها في مسيرته.

يأتي هذا الفيلم من مخرج أفلام الرعب أيلي روث، وهو نسخة جديدة لفيلم تم عرضه عام 1977 تحت عنوان Death Game، وبدأ مسيرته السينمائية من مهرجان Sundance السينمائي في بداية العام ليصل أخيراً إلى صالات العرض العالميّة، محققاً إيرادات منخفضة قدرها (4.2 مليون دولار) مقابل ميزانيته التي بلغت (3 مليون دولار).

الفيلم ضعيف من جانبه المرعب بكل تأكيد، ومن الصعب حتى اعتباره كفيلم رعب، ويتحدث عن فتاتين تأتيان على عتبة رجل متزوج، والكثير من الأمور المشوقة والمثيرة ستحصل انطلاقاً من تلك النقطة، وبالرغم من الابتذال الموجود بالفيلم إلا انه استفاد من أبطاله الثلاثة ومن سياق عرضه الغريب، المشوّق، بالإضافة إلى عمل فريد من نجم العمل كيانو ريفز.

هذا الفيلم حرفياً، سيتركك على حافة مقعدك أثناء مشاهدته، بالرغم من القصة المبتذلة، الشخصيات المكررة، الأكشن المحدود، ومسير الأحداث المتوقع، إلا أنه وبامتياز فيلم تشويق وتشويق ممتاز، جعل من جميع عناصره الضعيفة إضافات ممتعة في سياق عرض لا مثيل له، وبالفعل مفاجأة سارّة ليس لها مثيل.

تدور أحداث الفيلم في بلد شرق آسيوي، غير معروف أو غير مُحدد، عندما يأتي رجل أعمال لاستلام منصبه الجديد في احدى شركات الدولة، وبعدها تنطلق أعمال شغب شعبيّة ضد الحكومة وضد التواجد الأمريكي في المنطقة، لتبرز عندها شخصية البطل في محاولته البسيطة لإنقاذ عائلته، مع تلميحات سياسية هاجمت جميع الأطراف، ولم تبقِ أي وجهة نظر في الخفاء.

يبرز هذا الفيلم في الشخصية العاديّة، وبالأكشن الآني، مما يزيد معدلات التشويق إلى أعلى الحدود، وهو عمل ممتع جداً من بطولة بيرس بروسنان وأوين ويلسون، حقق خلال مسيرة عرضه السينمائي إيرادات ممتازة قدرها (54.4 مليون دولار) بالنظر إلى ميازنيته التي لم تتجاوز الـ (5 مليون دولار).

تم الإعلان عن عرض هذا الفيلم في نهاية عام 2014، ولكنه احتاج إلى الكثير من الوقت ليصبح متداولاً في أيدينا، لذلك سنضمّه إلى قوائم أفلام 2015، وهو من تلك الأعمال التي تجري أحداثها في أماكن ضيقة واستفاد بشكل ممتاز من هذا المكان لرفع نسب التشويق إلى أعلى معدلاتها وإضافة لمسات خاصة زادت من متعة مشاهدة هذا العمل الهائل.

كان الفيلم مشوّقاً بشكل ممتاز، واستفاد من أداء طاقمه كمجموعة، وهم الذين ستتمحور حولهم القصة في رحلة استكشافية هدفها الثراء، ويأتي في مقدمتهم جود لو، الذي يلعب دور قبطان الغواضة، وقد يبدو هناك طابع بسيط من المغامرة لكنه يبقى من أفلام التشويق التي استفادت من الأفق التصويري الضيّق جداً كما هو الحال في أفلام الغواصات.

حقق الفيلم بعد عرضه إيرادات قدرها (1.2 مليون دولار)، ويُعدّ إضافة جيّدة أخرى في مسيرة مخرج الفيلم كيفن مكدونلد، الذي استطاع وبلمساته الخاصة من صياغة العمل السينمائي بشكل جيّد، مُركزاً على التشويق وكيفية نقله بأفضل طريقة ممكنة إلى المشاهد، وأظنه نجح تماماً في ذلك.

ماذا تحتاج أكثر من أعلى قمم العالم لكي تشعر بضيق النفس، بالتوتر، أو بالخوف؟ لا أظن أن هناك أمر يتفوّق على أعلى النقاط في نطاق الجاذبية الأرضيّة، لتقديم عمل تشويقي ممتع وإذا لم يكفيك الأمر، نظراً إلى أنه فيلم، فاعلم انه مقتبس عن قصة حقيقية حول كارثة حدثت عام 1996 ومحاولة النجاة التي حدثت في ذلك المكان الخطير.

افتتح الفيلم مهرجان البندقية السينمائية لهذا العام، وحصل من بعدها على عرض لا بأس به في أنحاء العالم، تمكّن من خلاله تحصيل إيرادات جيّدة قدرها (202.1 مليون دولار)، وذلك مقابل ميزانية قُدّرت بـ (55 مليون دولار) بمكانها دون شك من أجل تقديم الفيلم وعرضه بالطريقة المُبهرة الذي تم ابرازه لنا.

سواء كنت تشاهده في المنزل، أو في صالات الـ IMAX، سيقدّم هذا الفيلم تجربة سينمائية هائلة، مليئة بالمتعة والتصوير السينمائي الجميل جداً، ومع قصته سيكون خليط لا مثيل له بين الإثارة والجمال، ووجبة دسمة لمن يعاني من فوبيا المرتفعات، حيث سيعتمد الفيلم بشكل أساسي على هيبة الهيمالايا لتشويق وإثارة المشاهدين.

ببساطة شديدة من أفضل أفلام 2015، لذلك فهو اختيار واضح لقائمة افضل افلام التشويق 2015 لما جمعه من إثارة، أكشن، دراما مع تشويق بالطبع يجعله في مقدّمة ما يعرضه هذا الفيلم الرائع، الذي برزت فيه العناصر السينمائية المرغوبة من أفلام الأكشن والتشويق، ليصبح من أهم الأعمال وأقواها في 2015،حيث تحدّث الفيلم عن حرب المخدرات على الحدود المكسيكية.

يشمل العمل أيضاً أداءً لا مثيل له من قبل كل من إيميلي بلونت، وبينيتشيو ديل تورو، بطلا العمل، ويمكننا أن نعتبر قائد ومبدع هذه اللوحة السينمائية الفريدة هو المخرج دينيس فيلنوف الذي استطاع مرّة أخرى تقديم عمل سينمائي لا تشوبه شائبة، مميّز وفريد من نوعه، لن ترغب أبداً في تفويته، مما يجعله بالفعل من أهم المخرجين في وقتنا الحالي.

حظي هذا الفيلم الأمريكي على عرض أوليّ في مهرجان Cannes السينمائي، لتبدأ بعدها موجة نقد إيجابي رافقها توسّع في مجالات عرضه محققاً إيرادات قدرها (79.9 مليون دولار) مقابل ميزانيته التي قُدّرت بـ (30 مليون دولار)، ليست بتلك الأرقام الهائلة لكنها جيّدة على أقلّ تقدير، وأظن أن الفيلم لم يتمتّع بذلك النجاح الإعلامي الذي استحقه.

بداية هذا الفيلم، هي أقوة نقاطه بكل تأكيد، فبين العفويّة المطلقة، ردّة الفعل غير المفهومة، كان هناك الكثير من الأسئلة التي ترفع معها شعار التشويق في سياق عرض هذا الفيلم البسيط، بشخصياته المحدودة، التي استطاعت بظهورها المقنع على الشاشة الكبيرة أن تُقدّم الكثير من المتعة وتلعب دورهاً هاماً جداً في جذب اهتمام المشاهد.

يتميّز الفيلم بتعدد واختلاف مشاهده بالرغم من وجودها في سياق واحد، ويتحدث عن طفلين يسرقان سيارة شرطيّ للمتعة، ولكن بعض الأسرار الخطيرة ستجعل من مهمة إيجاد الشرطيّ لهذه السيارة مهمة صعبة جداً، بأداء مميّز من كيفن باكون الذي يلعب دور الشرطيّ، والطفلان هيز ويلفورد، وجيمس فريدسون جاكسون.

بدأ عرض هذا الفيلم مثل الكثير من الأعمال المميّزة لهذا العام في مهرجان Sundance السينمائي في بداية العام، وبقي بعد فترة في سياق العرض المحدود، ومازال لحدّ الآن، محققاً من خلال عرض سينمائي بسيط إيرادات قدرها (134 ألف دولار) فقط، ولكنه يبقى فيلم ممتع، مُصاغ بشكل جيّد، ومشوّق يستحق المشاهدة.

فيلم آخر تجري أحداثه في مكان واحد، ولكن هذه المرة بشكل شامل أكثر، غرفة واحدة، طوال فترة عرض الفيلم، عدد كبير من الشخصيات، ومعركة نفسيّة بين الحياة والموت، قد تبدو هذه الكلمات مبالغة قليلاً في وصف هذا الفيلم، إلا أنه استطاع وعن طريق القليل جداً أن يثبت نفسه كعمل تشويقي مميّز.

عانى الفيلم ببساطة من مشكلة هي الوسائل المحدودة، فلم يملك الفيلم ذلك الإنتاج الضخم أو الطاقم التمثيلي الهائل ليظهر على النحو المناسب، لكنه مع ذلك تفوّق بفكرته الأساسية التي أضافت طابع غامض على قصة الفيلم، بالإضافة إلى التشويق النفسيّ دائم الحضور مع كل شخصية ومشهد من هذا الفيلم.

يستيقط 50 شخص في غرفة مظلمة، لا يتذكروا شيئاً، لتبدأ بعدها لعبة مفادها من سيموت تالياً، بناءً على تصويت سريّ يقومون به أمام بعض، مع عدة أفكار جيّدة ومثيرة للاهتمام في سياق العرض، استفاد بشكل ممتاز من الأسلوب الغامض السوداويّ لعرضه والتشويق الذي ارتبط مع مشاهد الفيلم بشكل ممتاز.

من الأعمال المميّزة جداً جداً لهذا العام، فيلم تشويق نفسيّ درامي بامتياز، فرض نفسه في قائمتنا لهذا العام عن افضل افلام التشويق 2015 لما استطاع من تقديمه في مجال النفس الإنسانية، مبرزاً عناصر سينمائية هائلة، بالرغم من افتقاره إلى الاحداث المباشرة إلا أنه فيلم متكامل بالنسبة لي وإضافة رائعة ذكيّة جداً في مجال أفلام التشويق النفسيّ.

مع لمسة مُرعبة خفيفة، والكثير من التساؤلات حول ماذا أو لماذا، تبرز أهم ما في هذا الفيلم، وهي الهائلة إليزابيث موس التي لعبت دور الشخصية الرئيسية في واحد من أفضل أدوارها السينمائية على الاطلاق، حيث اعتمد العمل كلّه في المقام الأول على شخصيته الرئيسية، وثانياً على تلك الموسيقى التشويقية الرائعة، والبسيطة، التي أضافت طابعاً هائلاً على هذا الفيلم.

بدأ عرض هذا الفيلم من مهرجان برلين السينمائي عام 2015، ومن بعدها حظي بفترة قصيرة تم من خلالها عرضه بشكل محدود، قبل أن ينتقل إلى أقراص المشاهدة المختلفة، ويتحدث عن صديقتين تقضيان عطلة في بيت ريفيّ، يكتشفان الكثير عن علاقتهما، في ظلّ ظروف دراميّة مؤثرة تعاني منها البطلة.

طريقة أخرى لإثارة التشويق النفسي بدرجات عالية رائعة، هي عرض تجربة نفسيّة حقيقية ومزعجة إلى أبعد الحدود، جرت في كواليس جامعة ستانفورد الشهيرة بالولايات المتحدة عام 1971، وتم فيها انتقاء مجموعة من الشباب وفصلهم إلى قسمين، سجناء، وحرّاس من أجل دراسة التاثيرات النفسيّة المرتبطة بالسجن.

كان الفيلم عمل سينمائي مُتقن جداً، بدأ مسيرته من مهرجان Sundance السينمائي، وبقي لحدّ الآن في مجال العرض المحدود، محققاً إيرادات متواضعة جداً قدرها (650 ألف دولار) بالنظر إلى عرضه الذي لم يتوسّع كثيراً، وتمكّن من اثبات نفسه من بين افضل افلام التشويق 2015 لمحتواه الغنيّ فكرياً وتشويقه الموجّه نفسياً.

يتسم الفيلم بطريقة عرض مزعجة جداً، ولكنها إضافة أخرى مميّزة على هذا الفيلم، وقام بنقل قصة إنسانية درامية بطريقته الفريدة، وضمّ طاقماً هائلاً من الممثلين الذين استطاعوا بقدراتهم العاليّة تمثيل جميع الحالات المُسجلّة، وكان ذلك في ظل موسيقى تصويرية تم استثمارها بذكاء شديد، أضافت على هذا العمل عناصر اذهال أخرى.

نصل الآن إلى آخر أفلامنا في هذه اللائحة، أيضاً عمل مستقلّ آخر انطلق من مهرجان Sundance السينمائي، في مسيرة مشابهة بالأفلام السابقة، حيث لم يُحقق لحدّ الآن إلا (229 ألف دولار) بسبب عرضه المحدود جداً، وانتقل أيضاً الفيلم إلى وسائل العرض الثانويّة بعيداً عن دور العرض السينمائية.

يتميّز هنا الفيلم بجمعه لعنصر التشويق مع أساسيات أفلام الويسترن الشهيرة، كإضافة مميّزة للائحتنا هنا عن افضل افلام التشويق 2015 واستفاد كالكثير من الأعمال السابقة، من طاقمه السينمائي الذي يظهر مايكل فيسبندر في مقدمته إلى جانب كل من كودي سميث مكفي وبن مندلسون.

يتحدّث الفليم عن قصة تفاصيلها لطيفة، حول شاب اسكتلاندي وبحثه عن حب حياته في أمريكا، ولكن ما يجده في الطريق سيزيد الكثير من الأكشن، المغامرات والتشويق في الفيلم، مشكلاً إضافة مميّزة جداً لأفلام الويسترن الشهيرة، ولمحبيّ هذا التصنيف الخاص، لما يقدّمه من متعة وإثارة لا غنى عنها.

كان الخيار صعباً هنا بالنظر لمجموعة الأفلام المميّزة هذه، ولكن ما قدمه فيلم Sicario هو الإبداع الخالص، وكان عمل فريد من نوعه في مسيرة المخرج دينيس فيلنوف الذي استطاع أن يُقدّم لنا واحد من أفضل أفلام 2015 وأيضاً افضل افلام التشويق 2015

تُعتبر أفلام التشويق مصدراً وفيراً في مجال المتعة، والترفيه، وحظينا بفضل 2015 على مجموعة من هذه الأفلام المميّزة، التي اشتركت جميعها في هدفها وهو التشويق العاليّ، ونتيجتها ألا وهي المتعة والمزيد من الأفلام الاستثنائية للسنة السينمائية الفريدة 2015.