هل أحببت The Blacklist؟ هاكَ أفضل مسلسلات حل الجرائم

مسلسلات حل الجرائم طويلة المواسم لها طابع جامع وطريقة إيهام واحدة، وهي معنية بالكم لطبيعة جداول قنوات العرض الأمريكية أمثال ABC وCBS وNBC وFOX وUSA، وغير هذه الخمس مما لا يبلغ شهرتها ولا يملك إنجازاتها، وقد احتفظت بهذا النوع بمثابة علامة إنتاجية مميزة لها مع اجتياح منصات البث الإلكترونية للساحة. هي إذًا بخلاف مسلسلات الجرائم البريطانية ذوات المواسم الأقصر والقصص الأكثر ارتباطًا، وبخلاف مسلسلات جريمة أمريكية أخرى من نوعية “Fargo” و”True Detective” و”American Crime Story” و”The Killing” وما شابه.

يتكون الموسم في العادة من عشرين حلقة على وجه التقريب، وتتشابه الأعمال في طريقة التصوير وتقسيم المشاهد وتوزيع الحلقات بحيث تضم كل واحدة جريمة جديدة أو مغامرة جديدة، مع اتصال شكلي يربط حلقات الموسم كلها، بالإضافة إلى استمرارية الشخصيات طبعًا. من جهة ما، تبدو كل حلقة كأنها فيلم جُهِّز على عجل، فهي بالتالي أنسب للمشاهدة الأسبوعية من التجميعية أو الـ binge watching، على الأقل -بالنسبة لي- حتى أندمج مع الشخصيات والأحداث فلا أتمكن من ترك العمل حتى إنهائه.

استعدوا إذًا لأننا سننطلق في رحلة تجميع لأهم هذه الأعمال وأشهرها وأطولها؛ الكثير من المحققين غرباء الأطوار والتعاونات العجيبة ودراما فِرق العمل البوليسي والمجرمين الأذكياء والألغاز الغريبة والكوميديا الجانبية مختلفة النبرة والدرجة. من يدري، لعلك ستجد بينها ما يداني “The blacklist” الذي صار إحدى علامات النوع خلال الأعوام الأخيرة.

أقرأ أيضًا: القراءة وترشيحات جائزة إيمي 2020: متعة مضاعفة لمسلسلات تقرأ قبل أن تشاهد!

ليس من داعٍ للتعريف بالسير “أرثر كونان دويل” ولا بمُنتَجه الأيقوني الذي فاقه شهرة “شيرلوك هولمز”. لا داعي أيضًا لامتداح “لوسي لو” الأمريكية التايوانية المتألقة حديثًا في “Why Women Kill”. إنما أنت بحاجة إلى معرفة شيء واحد هو أن هذه السلسلة إعادة إنتاج لمغامرات شيرلوك هولمز العزيز في مكان جديد هو نيويورك، وفي زمان جديد هو عصرنا الحاضر، ومع “جوان واتسون” بدلًا من “جون” المعتاد الذي رأيناه في التصويرات السابقة.

صدر من العمل 154 حلقة مقسمة على سبعة مواسم، لن تنتهي منه سريعًا ولسوف يروقك هذا. تلقى ترشيحين لجائزة إيمي وحاصل على تقييم عام هو 7.9 على موقع IMDb. أنا شخصيًا لا أعدل بنسخة BBC شيئًا، لكنك قد تود إلقاء نظرة فهو من أشهر ما في نوعه، خاصة إذا كانت تمثيلات “شيرلوك” بالذات تسترعي اهتمامك.

من بين مسلسلات النوع، يبرز هذا العمل بكوميديا محببة للغاية. هو على المنوال نفسه: شخصيات مثيرة للاهتمام تحل الجرائم ويتعرف بعضها على بعض وتتعامل مع المشاكل الشخصية على هامش الألغاز البوليسية، مع ظل من الدعابة كما ذكرت. وفكرته الأساسية استقطاب المباحث الفيدرالية لمجرم بارع وذكي بغرض معاونتهم في القبض على أمثاله.

نجح هذا العمل في الصمود على الشاشات لستة مواسم وخرج بمجموع 81 حلقة، وهو من بطولة “مات بومر” المعروف من “Doom Patrol” والحاصل على ترشيح إيمي وجائزة جولدن جلوب. نقابل أيضًا “ويلي جارسون” من “Sex and the City”. أما مبتكر العمل فهو “جيف إيستن” مبتكر سلسلة أخرى ناجحة هي “Graceland”.

تضيف مسلسلات النوع تصنيفات جانبية تضفي جِدة عليها، كما في البعد الشيطاني والماورائي في مسلسلات “لوسيفر” و”izombie” و”Grimm”، والطبي في غيرها، حتى إن “هاوس” ذاته يمكن أن نعده مسلسل حل ألغاز (سواء أهَّله هذا لقائمتنا أو لا). ترشيحنا الثالث يضيف جانب خيال علمي لا يجعله بالضرورة مسلسل خيال علمي، ويجمع ممثلين مهمين على رأسهم “جيم كافيزيل” الذي رأيناه في عدد من الأفلام الشهيرة، و”تيراجي بي هينسون” المرشحة للأوسكار عن دورها في “The Curious Case of Benjamin Button”، والفائزة بجولدن جلوب عن دورها في “Empire”.

لا ننسى أن مُنشئ العمل هو “جوناثان نولان” شقيق خالد الذكر “كريستوفر نولان”، وأن العمل رُشح لجائزة إيمي وحيدة وصدر منه مئة حلقة وثلاثة، مقسمة على خمسة مواسم ناجحة مرتفعة التقييمات بشكل لا يصدق. تقييمه العام 8.4 وإحدى حلقاته ثابتة على تقييم 9.9، بينما حصلت ست من حلقاته على تقييم 9.8، وهو جدير بهذا بالنظر إلى تطور قصته بعد الموسم الأول الذي بدا لي تمهيديًّا متوسطًا، وبالنظر إلى جودة استخدام كتَّابه لفكرته الأصلية وتحسين تطبيقاتها والتنويع عليها.

الفكرة باختصار في تعاون عميل مخابرات سابق مع ملياردير اخترع آلة تخبر مسبقًا بأسماء مدنيين متورطين في جرائم، دون إفصاح عن كون مذكور الهوية ضحية أو مجرمًا. الفكرة تسمح بالمفاجأة كما ترى وقد أحسن الكتاب استغلالها.

121 حلقة وتقييم عام 8.3 وثمانية مواسم وترشيح لجائزة إيمي، وألغاز بوليسية لا تحصى تبلغ ذروتها من حين إلى آخر، ونجاح ساحق سمح بإصدار فيلمين تلفزيونيَّين ناجحين عامي 2017 و2020، وصديقان مقربان أحدهما أسود البشرة والآخر أبيض يحلان الجرائم المعقدة بعدما نجح الأخير في خداع الشرطة وإيهامهم أن له قدرات روحانية تعينه على حل الجرائم.

لن أضيف سوى أن جانبه الكوميدي شيء لا أنصحك بتفويته، خاصة إذا كنت مغرمًا بكوميديا “Bad Boys” وما على شاكلتها. أما تلاؤم بطلَيه وامتزاج تمثيلهما فيسرُّ العين والأذن. مسلسل ذكي يزيده قبولًا حسنُ امتزاج دعابته مع ألغازه.

بين عامي 2008 و2015، صدر من هذا المسلسل سبعة مواسم بمجموع 151 حلقة، ترى فيها كلها الأسترالي صاحب ترشيحي الجولدن جلوب “سايمون بيكر” يعمل مستشارًا يعين المباحث الفيدرالية على حل الجرائم، في سعي طويل للوصول إلى الرجل الذي سلب منه زوجته وابنته كلتيهما.

المسلسل تلقى ترشيحًا لجولدن جلوب ومثله لإيمي، ومبتكره هو “برونو هيلر” مبتكر “Pennyworth” الذي يحكي لنا قصة مساعد باتمان الأصلية. مسلسل قوي وممتع بتقييم عام هو 8.1، وهو بالتأكيد ذو طابع أصيل متفرد يبعده عن كونه نسخة من أعمال كثيرة يحفل بها التصنيف الشائع.

بجوار الحضور الكئيب لمدينة جوثام، وعالم من الفساد فائح الرائحة، وظهور شخصيات عالم باتمان، ورؤية القصص الأصلية لأشراره، وجو أبطال خارقين يعتبره البعض من أفضل إصدارات النوع، ولمسة خيال علمي غامضة وشائقة، ورؤية “بروس وين” و”ألفريد” و”جيمس جوردون” من زوايا جديدة.. بجوار هذا كله لا شك في أن “جوثام” هو مسلسل حل جرائم آخر ينوع على صيغة “جريمة الأسبوع” المحفوظة والقابلة للتجديد مع ذلك، خاصة وهو يستعين بحبكة عامة لافتة وشخصيات مثيرة للاهتمام وجو مقبض يستفيد من كل تراكم عالم باتمان في السلاسل المصورة والسينما والتلفزيون.

صدر من العمل مئة حلقة بالتمام والكمال آخرها كان في 2019، وقد فاز بجائزة إيمي وحيدة. نظرة تفصيلية شديدة التعمق في أحشاء عالم “دي سي” امتدت على طول خمسة مواسم سيكفي أولها لشد انتباهك. هو من إنشاء “برونو هيلر” الذي ذكرناه قبل لحظة، ونضيف أنه صاحب المسلسل كبير الأهمية “Rome”.

في نهاية يوليو الماضي، أتم هذا العمل مئة حلقة قرر منتجوه إنهاءه عند حدها. امرأة فاقدة الذاكرة جاهلة بهويتها يُعثر عليها عارية في ميدان، مغطاة الجسد بوشوم مجهولة يتضح لاحقًا أن كل واحد منها يقود إلى لغز صغير هو جزء من مؤامرة كبيرة. بالتالي -وهي الفكرة الجامعة للتصنيف كما اتفقنا- تساعد الفيدراليين في حل الجرائم، مقتربة مع الوقت من حل معضلتها الشخصية.

تظل مشاهدة مسلية قادرة على تمرير الوقت برغم أن المستوى العام للعمل انحدر نوعًا بانتهاء موسمه الثاني. منشئ العمل هو “مارتن جيرو”، وقد عمل سابقًا على “Bored to Death” و”The L.A. Complex” كما أنتج أعمالًا مهمة.

من بطولة “جيفري دونوفان” الذي رأيناه في “فارجو”، وهو يلعب دور جاسوس أمريكي تبرأت منه حكومة الولايات المتحدة، وبات يعيش في ميامي يحل الجرائم في رداء المحقق الخاص مستعينًا بقدراته الكبيرة. المسلسل من نوعية الأعمال التي يرافقها صوت حكي البطل للأحداث والمواقف أحيانًا، مثل “مستر روبوت” ونحوه.

صدر منه سبعة مواسم مجموع حلقاتها 111 حلقة، ورُشح لجائزة الإيمي أربع مرات بلا توفيق. مبتكره هو “مات نيكس” مبتكر سلسلة “The Gifted” الناجحة والممتعة، وغيرها. مسلسل مختلف مليء بالنشاط والحركة والإثارة والغموض، تميزه تفاصيله المعتنى بها -ولسوف تلاحظ هذا من حلقته الأولى- بخلاف كثير من أقرانه.

من تأليف كاتب فيلمَي “Air Force One” و”Hollow Man” ومسلسل “Take Two”، ومن بطولة “ناثان فيليون” الذي نراه مؤخرًا في “The Rookie”، ورأيناه في “Firefly” و”Modern Family”، وسوف نراه في فيلم “Suicide Squad” القادم. مسلسل له ثمانية مواسم و173 حلقة وأربعة ترشيحات للإيمي، يطير بجسم الجريمة والتشويق وجناحي الرومانسية والكوميديا، ويحمل تقييمًا عامًا على IMDb هو 8.1.

تبدأ أعمال النوع بحلقة أولية استعراضية تلقي نظرة على خلفية الشخصيات وتبرر القادم من الأحداث ولا تخلو في العادة من الإدهاش، وهذا المسلسل ليس استثناء. هو يحكي عن كاتب ثري يجد أن قاتلًا متسلسلًا يقلد حبكات من رواياته، ويقوده هذا -بأمر من محافظ المدينة- إلى مساعدة الشرطة في التحقيق بشأن هذا القاتل.

ثَمة أعمال أخرى ذات أهمية يمكن أن نذكرها إجمالًا، مثل عائلات “NCIS” و”CSI” و”Law and Order” بمشتقاتها وأجزائها المتشعبة والمتعددة والممتدة طويلًا، بالإضافة لما وضعت بين السطور. وثمة ترشيحات إضافية أدَّخرها لمقالة أخرى تمس التصنيف من زاوية. أتمنى أن تجد بين الموجود ما يمنحك وقتًا طيبًا يخلو من الملل.