أفضل مسلسلات التشويق غير الأمريكية: أعمال جريمة وغموض من حول العالم

تستحق هوليوود مكانتها بلا شك، ولها من الإمكانات والتاريخ والإنجازات ما ليس لصناعة فنية أخرى في العالم. ولسنا هنا بصدد المقارنة بينها وغيرها، بل نحاول الابتعاد عن التلفزيون الأمريكي قليلًا فنرى ما في غيره من أعمال ممتازة لم تحصل على الشهرة الكافية رغم استحقاقها.

في هذه المقالة أجمع لك عددًا من المسلسلات التي ستجد معظمها متاحًا على نتفليكس سهل المنال، عمدت إلى تنويعها من بين إنتاجات دول كثيرة أوروبية في الغالب. وإن اجتمعت في تصنيف عام هو التشويق والإثارة فقد انتشرت داخل هذا التصنيف الواسع. نتفليكس -وغيرها مثل أمازون وهولو- تصطفي من كل دولة خير إصداراتها فلا شك في جودة هذه الأعمال. آمل أن تقضي معها وقتًا طيبًا.

أكثر مسلسلات وأفلام نتفليكس تشويقًا، لن تتركها قبل أن تنهيها!

نبدأ بمسلسل جريمة وإثارة من فرنسا، سلسلة قصيرة من ست حلقات تداعب الفكرة المحببة لدى مشاهدي النوع: المجرم الذي يساعد الشرطة في القبض على مجرم آخر، والتي تثير الحنين لدكتور “هانيبال ليكتر” في تصويره القديم والحديث، وحتى الأعمال الحالية مثل “The blacklist”. الفكرة هنا حول سفاحة مدانة منذ عشرين عامًا، تُعين الشرطة على إمساك قاتل متسلسل يثير الرعب في باريس بتقليد جرائمها بالذات، وشرطها الوحيد أن يكون تواصلها مع ضابط محدد هو ابنها الذي قطع بها كل صلة منذ زمن بعيد.

ننتقل إلى السويد. في هذا العمل القصير، الذي صدر منه ست حلقات ولم يعلن بعد عن تجديده لموسم إضافي أو إيقاف عرضه، نشاهد قصة فتاة سويدية عادية في الثامنة عشرة من عمرها، يتم اتهامها بالقتل ومحاكمتها بعد وقوع إطلاق نار في مدرستها. خلال العمل نرى أسرار الفتاة والمحيطين بها تنكشف، فيما يظل السؤال الأهم: هل هي مذنبة أم لا؟ وإن لم تكن فمن المذنب؟ المسلسل مأخوذ عن رواية من الروايات الأكثر مبيعًا صدرت في السويد عام 2016 بالاسم نفسه للكاتب “مالين بيرسون جيوليتو”.

من فنلندا نحييكم، وسلسلة أخرى جيدة التقطتها العين الخبيرة لنتفليكس. صدر من العمل المشوق موسمان مجموع حلقاتهما عشرون، آخرهما خرج غرة يوليو قبل عدة أيام فحسب. الموسم الأول بالذات تلقى إشادات نقدية كبيرة وتمت مقارنته بالسلسلة الدنماركية الشهيرة “The killing” وأيضًا “The bridge”، وهو يحكي عن محققة ثلاثينية ذات طفلين تعود للعمل بعد فقدها زوجها، حيث تواجه في مهمتها الأولى تحقيقًا في جريمة قتل معقدة يمكن أن تودي بمهنتها، خاصةً وهي ما تزال تكابد لتخطي ذكرى رحيل زوجها.

سلسلة من بلجيكا صدر منها إلى يومنا عشرون حلقة على موسمين. تدور أحداثها في قرية صغيرة حيث تُستخرج جثة شاب لم يبلغ العشرين من النهر تبدو للوهلة الأولى نتاج انتحار. على جانب التحقيق البوليسي، الذي يقوده ضابط يطارده ماضيه بالتعاون مع شاب مثالي تنقصه الخبرة، ثمة تحقيق فساد متعلق بخطة بناء سد على أراضي المزارعين. قصة جيدة لافتة للانتباه دعمها الأداء الجيد.

نبتعد مؤقتًا عن الجو الكئيب لنوعية التحقيقات البوليسية و”من فعلها؟” ونتوقف عند هذا العمل ظريف الفكرة محكم التنفيذ. سلسلة ألمانية قصيرة صدر منها موسم واحد من ست حلقات، طول الحلقة نصف ساعة فسوف تنهيه في جلسة بلا شك. المسلسل -كما يوحي الاسم- يحكي عن مراهق يسعى إلى استعادة حب حياته، وطريقته في فعل ذلك أن يشترك مع صاحبه في إطلاق أكبر موقع إلكتروني في أوروبا لبيع المخدرات. إن يكن الوصف وعدك بقضاء وقت فيه من المتعة والضحك ما يطرد الملل فليس هذا بوعد كاذب، وإن كانت الفكرة الرئيسية للعمل ذكرتك بالمسلسل الأشهر “Breaking bad” فقد لوحظ هذا من قِبل كثيرين. يحسن بك الإسراع إلى مشاهدته لأن الموسم الثاني يصدر في الحادي والعشرين من يوليو عامنا هذا.

مسلسلات خيال علمي جديدة وممتعة لتقضي معها أمسياتك

باللغة الإسبانية وبين المكسيك والولايات المتحدة -تعرف إذًا أن العمل سيتحدث عن تجارة المخدرات- يأتي هذا المسلسل الجيد الذي تعرض لشيء من الظلم بمقارنته الدائمة بمسلسل “Narcos” ذي الصيت الذائع. هو يحكي سيرة تاجر مخدرات كبير: بدايته في الثمانينات وذروة نجاحه في التسعينات وما تلاها، وانتهاءً بسقوطه الكبير في عام 2016 قبل إنتاج هذا العمل بشهور. صدر من المسلسل 34 حلقة مقسمة على ثلاثة مواسم وتم إنهاء القصة عند هذا الحد.

لأن سلسلة واحدة من ألمانيا لا تكفي فلنقف قليلًا مع هذه السلسلة الممتازة مرتفعة التقييم، والتي حصلت نتفليكس على موسمها الأول قبل أن تقتنص Hulu موسمها الثاني بشكل حصري. في هذا العمل نشاهد مصرفية تنغمس عميقًا في عالم المعاملات المالية، وتجد نفسها محاصرة بين فقد عملها وبين الدفاع عن مسارها المهني بكل الطرق المتاحة. مجموع حلقات الموسمين عشرون وقد صدر الآخر منهما في يناير من عامنا هذا. عمل محمِّس يتمتع بشخصيات مختلفة مكتوبة بعناية ومثيرة للاهتمام.

في بلدة صغيرة معزولة، وتزامنًا مع هبوط عاصفة قوية على المكان، تحاول الشرطة بيأس التحقيق في جريمة قتل بعد عثور صياد على جثة مشوهة. هذه السلسلة (واسمها الأصلي Ófærð) هي أكبر سلسلة أيسلندية من ناحية التكاليف تاريخيًّا، ولو كنت قرأت روايات “أرنالدور أندريداسون” البوليسية التي تدور في البلد نفسه فلا تتباطأ في الاطلاع على هذه القصة المقبضة الجارية في مكان أكثر إقباضًا. المسلسل واسع الشعبية بين المتابعين والنقاد، وهو حاصل على تقييم 8.1 على موقع IMDb.

نحن في إيطاليا الآن فالكلام عن الجريمة المنظمة. هناك أيضًا السياسيون الفاسدون والفاتيكان، وصراع وحشي مدمر بدأ بنزاع على أرض في مدينة ساحلية قرب روما. تقييم المسلسل 8 على IMDb ولا شك في أنه سيثير حنين محبي مسلسلات من نوعية “Gomorrah” وما شابه. المسلسل مشتق من فيلم 2015 المسمى “Suburra”، بحيث تسبق أحداثه أحداث الأصل، مع امتيازه بما تمتاز به الأعمال التلفزيونية من تطوير للشخصيات وتعقيد للأحداث.

مسلسل عصابات آخر لكن من ألمانيا هذه المرة، وإن كان حاملًا لتقييم مرتفع آخر هو 8.2. غير أنه متاح على أمازون بدلًا من نتفليكس. القصة تحكي عن رجل يحاول ترك عالم الجريمة والعصابات وراء ظهره وبدء حياة جديدة، لكن هذا -بالطبع- لا يحدث ببساطة من دون صراعات. صدر من المسلسل الممتاز 19 حلقة مقسمة على ثلاث مواسم، وهو يقع بالتحديد في عالم العصابات العربية في ألمانيا.

نحن في فرنسا من جديد مع هذا المسلسل الطازج الذي لم يمر على صدوره ثلاثة أشهر. في ست حلقات هي قوام الموسم الأول، وفي سياق دراما وإثارة تأخذ الأنفاس وحبكة جاذبة، وبأداء عالٍ من الممثل الرئيسي، نشاهد قصة شخص مستعد لارتكاب كل جريمة من أجل الحصول على وظيفة. القصة مقتبسة عن رواية للكاتب الفرنسي “بيير لوميتر”، والذي تُرجمت له رواية “ثلاثة أيام وحياة” للعربية.

من بين ترشيحات هذه القائمة يُعتبر هذا المسلسل رحلة شديدة الثراء مليئة بالمنعطفات التي يستحيل تخمينها. هذا العمل الفرنسي المتاح على Hulu مكون من 32 حلقة تراها مفرَّقة على أربعة مواسم لا تفتأ تزداد إحكامًا. القصة عن أربعة ضباط شرطة ينتحر صاحبهم بعد قضية تعرض فيها للظلم، ما يؤدي إلى أن تأخذ طريقتهم الشرطية منحى ليس فيه تورع عن تجاوز حدود القانون للضرورة، في سعي حثيث لتكريم ذكرى صاحبهم الراحل.

عمل إسباني هذه المرة من 12 حلقة مقسمة على موسمين، يصفه البعض بأنه قريب من “Twin peaks” الأمريكي مع عدة فروق طبعًا. فيه نرى ضابطة شرطة تشرع في تحقيق بشأن اختفاء فتاة مراهقة، وكما في كل تحقيق فإن الأسرار تنكشف واحدًا تلو الآخر وتتسع دائرة الاشتباه لتشمل الجميع، بالإضافة إلى أن انكشاف الأسرار هنا يمس خسارة من ماضي المحققة المسؤولة.

كنت سأنهي بالترشيح السابق لكني لا أستطيع إغفال هذا العمل الساحر الذي صدق من وصفه بأنه النسخة الفنلندية من “شيرلوك هولمز”. 31 حلقة في ثلاثة مواسم، وقصص بوليسية ممتازة تنكشف حبكاتها الذكية بأناة مذهلة. هذا فضلًا عن الشخصية الرئيسية وتطورها من خلال تقدم الأحداث، والتي هي شخصية محقق بارع غريب الأساليب يحاول، إلى جوار حل أبشع الجرائم وأعجبها، المحافظة على عائلته من التفكك، فينتقل بأسرته إلى بلدة هادئة على الحدود مع روسيا ساعيًا إلى إقامة سالمة لن تتحقق بطبيعة الحال.