الموسم الخامس من بلاك ميرور Black Mirror: عاصفة جديدة من جنون التكنولوجيا!
5 د
مسلسل بلاك ميرور Black Mirror هو المسلسل الذي أحدث ضجّة هائلة في الأعوام الماضية وفي الخامس من يونيو بعام 2019، صدر الموسم الخامس من Black Mirror بإجمالي ثلاث حلقات طويلة (الواحدة مدتها ساعة وأكثر)، وفي آنٍ واحد على الشبكة.
أثارت الحلقات الكثير من الجدل في يوم واحد فقط من صدورها. ولذلك اليوم في أراجيك فن سوف نتحدث عن الحلقات الثلاث لمسلسل بلاك ميرور Black Mirror الموسم الخامس بشيء من التفصيل، ذاكرين انطباعنا الشخصي عنهم.
أقرأ أيضًا: ردود فعل إيجابية حول فيلم Avengers: Endgame!
قصة الحلقة الأولى للموسم الخامس من بلاك ميرور Black Mirror
تبدأ أحداث الحلقة الأولى من بلاك ميرور Black Mirror في الماضي، حيث يوجد صديقان يهتمان بعالم الألعاب بالمُجمل، ويقضيان الكثير من الأوقات سويًّا للعب ألعاب الفيديو، وروح التنافس عالية بينهما. تمر الأيام والشعور والسنين، حتى نجدهما في الحياة المُعاصرة، حيث بدأ الأول في تكوين أسرة والحصول على طفل، والثان ما زال يتسكع مع الفتيات بين الحين والآخر وحياته بلا معنى أو غاية.
في يوم يأتي الصديق إلى صديقه المُتزوج ليقدم له لعبة واقع افتراضي مذهلة جدًا، حيث يدخل بعقله في اللعبة ويلعب بالشخصية التي اعتاد أن يلعب بها معه في الماضي. الاثنان ذكور، الأول يلعب بشخصية ذكر، والثاني يلعب بشخصية أنثى. اللعبة بها خصائص غير طبيعية تسمح للاعبين بالقيام بأي شيء يريدونه خارج إطار اللعب. وهنا بدأت الحبكة في الانفراج بالتدريج.
انطباع عن الحلقة
الحلقة بالمُجمل تناقش كالعادة مضار التكنولوجيا على حياة البشر. لكن هنا الضرر لم يأت من التكنولوجيا بشكلٍ مباشر، بل من استخدام البشر لها بطريقة مختلفة. الألعاب تُصنع كي تلعبها، لا أن تستخدمها لأغراض أخرى تعمل على النخر في جسدك حتى تُظهر جوانبًا في روحك لم تكن تعلم أنها موجودة من الأساس.
هذا الأمر حاليًّا ينطبق على ألعاب الواقع الافتراضي التي نراها هذه الأيام، حيث توجد لعبة تُدعى بالمقهى الافتراضي. وفيها يجلس اللاعبون في مقهى إلكتروني ويتحدثون بالصوت مع وجود تجسيد بصري لهم بداخل نظارة الواقع الافتراضي. هذه اللعبة هدفها تعريف الناس ببعضها، لكن في الواقع يمكن أن يحدث من خلالها تحرش، فضائح، أو حتى تهديد بالقتل لأن عنوانك على الشبكة مفتوح للجميع. الحلقة نجحت في إيصال تلك الفكرة بطريقة ممتازة، وحافظت على وجود جانب درامي جيّد أيضًا.
قصة الحلقة الثانية للموسم الخامس من بلاك ميرور Black Mirror
بطل الحلقة من Black Mirror هو سائق سيارة أجرة، مهمته هي نقل الناس من مكان إلى آخر كل يوم. فهو يعمل مثل الكثير من الشباب في الأقطار العربية اليوم في مهنة الإيصال بالسيارات الخاصة وتلقي الدعوات عن طريق الهاتف. لكن بطلنا يهتم بشيء واحد، فهو يسأل كل من يجلس معه: “هل تعمل في شركة (سميذرين)؟”.
وهي شركة لديها برنامج تواصل اجتماعي جعل جميع سكان الكوكب في حالة من الإدمان عليه، ومن وجهة نظر البطل، بسببه أصبح الناس لا يركزون في حياتهم الفعلية، وباتوا مُنكبين على الهواتف بفضل هذا البرنامج، مما عزل البشر عن عالمهم الواقعي، وجعلهم باهتين وغير مُراعين لأي شيء على الإطلاق.
وفي مرة قال أحدهم له أنه يعمل بالشركة، وهنا قام البطل بشيء غريب جدًا. ما هو هذا الشيء؟ وكيف له أن يؤثر على مسار الأحداث؟ هذا ما ستعرفوه عند مشاهدة الحلقة بالتأكيد.
انطباع عن الحلقة
من وجهة نظري الحلقة الثانية هي أفضل حلقة في هذا الموسم. في هذه الحلقة لدينا ظهور لشخص مميز شاهدناه في مسلسل مميز سابقًا. أتتذكرون (مورياتي) من مسلسل Sherlock؟ نفس الممثل ظهر هنا في دور البطولة. وفي الواقع ملامح الوجه الخاصة به (والتي توحي بالحزن)، كانت مناسبة جدًا للقيام بالدور في هذه الحلقة.
تميّزت الحلقة بوجود الجانب الدرامي طاغيًا بشدة عليها، كما أنها مميزة على صعيد الكادرات والأماكن. حيث أن 70% من الحلقة تصويرها في مكان واحد فقط. هذا بالتأكيد يزيد من مدى تشوّق المُشاهد، وتركيزه في الأحداث، حيث أنه يعرف أن المكان محدود ومُغلق، ولا يمكن أن تحدث الكثير من الحركات فيه إلا وتكون لها عواقب وخيمة.
حلقة ممتازة ومتكاملة وأداء البطل فيها غير متوقع على الإطلاق، فعلًا أنا سعيد بتلك الحلقة، وتأخذ معي العلامة الكاملة دون شك.
قصة الحلقة الثالثة للموسم الخامس من بلاك ميرور Black Mirror
في هذه الحلقة نحن نعود لسابق عهد مسلسل بلاك ميرور Black Mirror بدرجة كبيرة. في هذه الحلقة لدينا بطلة جعلتها حياة النجومية تدخل في حالة من الضياع النفسي والتشتت، مما جعل (عمّتها) تقلق بشدة، وتحاول بأي شكل من الأشكال الحفاظ على حياتها الفنية من الضياع. ولأنها مديرة أعمالها، فيجب عليها اتخاذ الطريق الصعب دائمًا.
وبالمنتصف يتم طرح دُمية لتلك المُغنية في الأسواق، والتي هي عبارة عن روبوت مُتكلم يقوم بتحفيز صاحبه ويُعطيه عبارات مُشجعة وإيجابية بالرغم من سوء الحياة. الدمية لا تعبر عن المغنية الحزينة، لكن ملايين المعجبين لا يعلمون ذلك أيضًا.
يا ترى ما هو تأثير تلك الدمية على النجمة (آشلي أو)؟ وما تأثير حزنها على مسيرتها الفنية؟ وما الإجراءات التي ستتخذها مديرة أعمالها للحول دون انتهاء مسيرتها الفنية؟ كلها أسئلة ستعرفون إجابتها عند مشاهدة الحلقة.
انطباع عن الحلقة
حسنًا، المميز هنا أنني رأيت (مايلي سايروس) تعود للتمثيل مرة أخرى. آخر مرة رأيتها فيها تُمثل كانت في مسلسل Hannah Montana الذي شاهدته في طفولتي وكان موجهًا لتلك المرحلة العمرية بالمُجمل. ومنذ ذلك الوقت و (مايلي) نجمة متألقة في سماء هوليوود، وكان الغناء والاستعراض هو حياتها العملية بالكامل. لكن الأمر اختلف الآن، فيبدو أنها تعرف كيف تُمثل أدوار الحزن، ويبدو أنها بارعة في ذلك أيضًا.
الحلقة بالكامل شهرتها مبنية على ظهور (مايلي) ليس إلا، الحبكة ضعيفة بعض الشيء، لذلك ظهورها كان هو عامل جذب الجمهور. وقد نجحوا في ذلك بالفعل، فقد جذبوني من المشاهد الأولى.
الحلقة بها مزيج من الحزن والكوميديا، وتُعتبر وجبة خفيفة جدًا بين حلقات Black Mirror الدسمة الأخرى التي تعوّدنا عليها مع المواسم السابقة كلها. لذلك الحلقة جيدة وليست ممتازة، ولا تُقارن أبدًا بجودة الحلقة الثانية.
أقرأ أيضًا: “حرملك”.. استعراض تاريخ أم كيد جواري على غرار “حريم السلطان”؟!
الآن، ما هي الحلقة المفضلة لديك؟ وما تقييمك للموسم بالمُجمل؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.