بوليوود Vs توليوود👳♀️.. أيهما يعتلي عرش السينما الهندية؟
6 د
تركت السينما الهندية بصماتها على الساحة السينمائية العالمية؛ إذ هي ومنذ سنوات صناعة فنية لا يستهان بها، ومنافس حقيقي لحكايات هوليوود الفنية. يظن معظم الناس بأن جميع إنتاجات الأفلام في الهند هي بالضرورة ما يطلق عليها "أفلام بوليوود".
ولكن ما يجهله كثيرون وتحديدًا مَن لا يستهويهم هذا الفن، أن سينما هذا البلد تتضمن أكثر من شكلٍ سينمائي نستعرضه اليوم في "أراجيك فن"، أهمها بوليوود الحاضرة بالذاكرة بأعمالها واستعراضاتها المبهرة بصريًا، وأغنياتها الصاخبة.
ثراء الفن السينمائي في الهند إضافة إلى تعداد السكان الهائل الذي يتجاوز اليوم عتبة 1,4 مليار، ومساحة جغرافية تبلغ 3,287,590 كم مربع، وبالتالي تنوع حضاري وثقافي ولغوي، وهذا التنوع أدى لنشأة أشكال مختلفة للسينما الهندية، كل نوع مرتبط بلغة معينة وبيئة مختلفة.
الهند أكبر مركز لصناعة الفن السابع عالميًا، تنتج سنويًا نحو 2000 عمل سينمائي، وأكثر. إنتاجات بوليوود تتراوح ما بين 1000 و1200 فيلم، ومصطلح بوليوود دلالة على صناعة السينما باللغة الهندية، وبالتأكيد هي الأكثر انتشارًا، ومركزها مومباي. تأتِ في المرتبة الثانية من حيث الأهمية سينما توليوود، وتشير للسينما الناطقة بلغة
التيلجو في جنوب الهند، وهي لغة لا يتحدث بها كثيرون وسينما توليوود تقدم نحو 300 فيلم سنويًا. وهناك أيضًا أفلام بلغات أخرى مثل اللغة التاميلية ويطلق عليها سينما كوليوود، غالبًا هذه الأنواع من السينما الهندية لا تحظى بانتشار واسع بسبب ضعف جودة المنتج الفني.
بوليوود Vs توليوود
سكان الهند الذين يتحدثون اللغة الهندية يشكلون نسبة 46% وأكثر، في حين تشكل نسبة الناطقين بلغة التيلجو نحو 8% من إجمالي تعداد الهنود، وهذا يفسر السبب الرئيسي لانتشار سينما بوليوود محليًا وعالميًا.
وليس كما يعتقد بعض الجماهير أن شعبية بوليوود نتيجة قدم الصناعة، حيث تم إنتاج أول فيلم صامت عام 1913 حمل اسم "Raja Harishchandra"، و"Alam Ara" أول فيلم ناطق من إنتاج عام 1931. لكن بالمقابل أول فيلم صامت في توليوود جاء في العام 1921 بعنوان "Bhishma Pratigna"، والفيلم الناطق كان عام 1933 تحت اسم "Savithri"، أي لا يفصل بين الصناعتين زمن طويل.
بوليوود وتوليوود تمتلكان عناصر فنية قوية تؤهلهما لمنافسة سينما هوليوود، كما لكلا منهما رؤية خاصة، ونهج مختلف يحقق للأخرى التميز والانتشار، فهي بهارات هندية فنية متألقة. وعنصر المنافسة بينهما، حافز للتجديد والابتكار بغية الوصول لأكبر عددٍ من الناس حول العالم، لذلك تشتغل الصناعتين باستمرار على المحتوى الفني، الذي يضمن لهما الحفاظ على القاعدة الشعبية للسينما التي تعد أهم سفير للهند في العالم.
تشتهر بوليوود بقصصها الرومانسية والكوميدية، والأفلام التي تحتوي على عناصر الإبهار من ألوان واستعراضات غنائية راقصة -سارعت في عبورها للحدود والقارات- والذي يجعلها تخرج أحيانًا بصورة غربية، تحاكي إنتاجات هوليوود على سبيل المثال. بالإضافة لتضمينها لغات أجنبية، مثل الإنجليزية.
في حين تركز توليوود والتي مركز أفلامها "حيدر أباد" و"تيلانجانا" على أفلام الحركة وحكايا الفانتازيا، وقصص الميلودراما الواقعية والخيال التاريخي، وشخصياتها الملحمية، وأيضًا الذكورية السامة. لكل صناعة زاويتها في رواية صراعات الخير والشر.
أيضًا ما يجعل سينما بوليوود تتفوق على سينما توليوود، الميزانيات الضخمة التي يتم رصدها لإنتاج الأفلام، حيث يتم استجلاب أهم التقنيات والمؤثرات المرئية والصوتية، أمًا توليوود فهي معروفة تاريخيًا اعتمادها على أفلام ذات ميزانية قليلة، والإبهار يكون حاضرًا من خلال مشاهد الإتقان والمعارك القتالية، والتي تتطلب تأثيرات تقليدية بسيطة نوعًا ما. لكنها تباعًا نجحت في استثمار مؤثرات بصرية جيدة، وخبرات تقنية عالية في أفلامها.
أفضل أفلام بوليوود وتوليوود
اكتسبت سينما بوليوود وتوليوود الشهرة بتعاقب السنين، ليس فقط غربيًا، بل حتى في عالمنا العربي، وذلك نتيجة سعي القائمين عليهما للتفوق على الأخر وعلى هوليوود حتى، كون شعبيتهما وصلت هناك، وذلك من خلال الإبداع في سرد القصص، والتألق الفني في طريقة طرح المواضيع، والبهارات الهندية، خصوصًا توليوود التي لم يعد يقتصر جمهورها داخل الهند فقط، والاعتراف بأهميتها بات حقيقة.
من أهم الإنتاجات الهندية في تاريخها السينمائي فيلم "Sholay" عام 1975 للمخرج "رامش سيبي" والممثل "أميتاب باتشان"، وبحسب "إنديا تايمز" تم إدراجه ضمن قائمة “25 فيلمًا عليك مشاهدته في بوليوود”.
وفيلم "Dilawale Dulhania Le Jayenge" عام 1995، وهو دراما رومانسية كوميدية للمخرج "أديتيا شوبرا" والممثل "شاروخان". حقق الفيلم أعلى الإيرادات في السينما عام 1995، ويعد من أنجح أفلام بوليوود.
يعتبر فيلم "RRR" للمخرج "إس إس راجامولي" والصادر في 2022، من أنجح أفلام توليوود في العقد الأخير، يروي الفيلم قصة خيالية عن اثنين من الثوار الهنود، الفيلم حصل على جائزة الأوسكار عن أفضل أغنية أصلية، وأرباحه حققت أكثر من 146 مليون دولار عالميًا.
ومن الأعمال السينمائية الهامة فيلم الفانتازيا والحركة الرومانسي "Magadheera 2009"، وفيلم الدراما السياسي "Bharat Ane Nenu 2018".
الجوائز العالمية والتكريمات
السينما الهندية على اختلافها تقدم أفلامًا متنوعة نابضة بالحياة، وذات هوية خاصة، عبرت من خلالها عن غناها الحضاري. لم يقتصر نجاحها على الشق التجاري عَبر صالات السينما فقط، بل سطرت نجاحها أيضًا عَبر المحافل الدولية.
ومن الأفلام التي نالت استقبالًا حافلًا من قبل أهم مسارح التكريمات الدولية، فيلم "Slumdog Millionaire" وهو إنتاج بريطاني عام 2008، وإخراج البريطاني "داني لويل" والهندية "لوفيلين تاندان". يتتبع الفيلم حكاية الشاب "جمال مالك" يعمل بائع في أحد محطات القطار، يقرر المشاركة في برنامج "من سيربح المليون" النسخة الهندية، مع أنه غير المتعلم!
حاز الفيلم على 8 جوائز أوسكار منها أفضل مخرج وأفضل فيلم، وأفضل موسيقى تصويرية. وجائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم دراما، ومخرج، وسيناريو. بلغت ميزانية الفيلم 15 مليون دولار، في حين حقق 378 مليون دولار في شباك التذاكر.
فيلم The Lunchbox.. وهو إنتاج هندي فرنسي ألماني مشترك للعام 2013، للمخرج" ريتش باترا" والممثل "عرفان خان"، ويتحدث عن "ساجان" موظف حكومي عازب، ذات مرة يستلم عن طريق من أحد عمال التوصيل علبة غذاء، كانت قد أرسلتها امرأة إلى زوجها، يتكرر هذا الموقف مرارًا، إلى أن يقرر مراسلة المرأة عن طريق علبة الغذاء.
تم عرض الفيلم ضمن مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وأسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي، وتحصل لاحقًا على جائزة اختيار المشاهدين من مهرجان كان.
وضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي، اكتسب الفيلم جائزة أفضل ممثل. سجلت ميزانية الفيلم 1.5 مليون دولار، وبلغت إيراداته أكثر من 4 مليون دولار.
رغم تمكن سينما توليوود من إثارة اهتمام المحافل الدولية، لما تقدمه من أعمال حرفية مميزة جمعت بين جمالية السرد وعناصر الترفيه، لكنها لم تحظى بجوائز دولية مهمة، كما فعلت منافستها سينما بوليوود.
ويمكن اعتبار فيلم RRR الذي ذكرناه سابقًا، أنه ثورة في عالم توليوود على صعيد الاعتراف الدولي بهذا الفن، حيث أنه إلى جانب الأوسكار، نال جائزة دائرة نقاد السينما في نيويورك لأفضل مخرج "راجامولي"، كما ترشح على جائزة جولدن جلوب وبهذا يكون أول فيلم تيلجو يتم ترشيحه لهذه الجائزة.
اقتصرت تكريمات سينما توليوود على جوائز السينما الهندية مثل: جائزة فيلم فير. ويبقى السؤال؛ هل تتمكن توليوود من اعتلاء عرش السينما الهندية يومًا ما؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.