قصة مسلسل Breaking Bad: رحلة صعود والتر وايت إلى الهاوية!

يعد مسلسل Breaking Bad أحد أفضل وأنجح المسلسلات في تاريخ الدراما العالمية وهو يأتي على رأس قائمة المُفضلات بالنسبة للملايين حول العالم، مما يمكن معه القول بكل ثقة أنه أحد الأعمال الأسطورية، فقد حظي المسلسل أثناء عرضه -ولا يزال حتى الآن- بشعبية ساحقة قلما يتمتع بها عمل تلفزيوني.

يجمع مسلسل Breaking Bad بين الجريمة والإثارة والدراما وهو من تطوير الكاتب فينس غيليغان، وقد حاز المسلسل على تقييمات نقدية بالغة الارتفاع على كبرى المواقع الفنية، ويُصنف رسمياً ضمن القائمة القصيرة للمسلسلات الأكثر مشاهدة في تاريخ التلفزيون الأمريكي، كما كان -طوال مدة عرضه- منافساً قوياً ودائماً على مختلف فئات الجوائز الدرامية العالمية.

تدور أحداث مسلسل Breaking Bad حول أستاذ الكيمياء والتر وايت الذي يتم تشخيصه بمرض سرطان الرئة، وهنا يبدأ في النظر إلى واقعه ليُدرك حقيقة أنه خرج من رحلته العلمية والعملية المديدة خالي الوفاض، من ثم يقرر الدخول إلى عالم المخدرات من أجل تأمين مستقبل عائلته مادياً، مُستعيناً في ذلك بعبقريته الكيميائية ومعاونة طالبه السابق المدعو جيسي بينكمان.

بداية المسلسل الشهير Breaking Bad كانت عبارة عن فكرة مموهة في رأس الكاتب فينس غيليغان، الذي تملكته رغبة في كسر القوالب التلفزيونية المعتادة من خلال مسلسل يتحول بطله الرئيسي مع مرور الأحداث إلى الخصم الرئيسي ضمن أحداثه، وأن يكون مُحرك الأحداث الرئيسي وهو تغيُر طبيعة أبطاله، لكنه لم يتمكن من وضع الفكرة أو رسم الخطوط الدرامية الرئيسية، وذات يوم كان يناقش مع مجموعة أصدقاء -بينهم الكاتب توماس شنوز- ظاهرة البطالة وانخفاض الدخل، ليقول أحدهم مازحاً “حَلّ تلك المشكلة هو تكوين مُختبر مُتنقل لتصنيع المخدرات”.

لم يتخيل قائل تلك المزحة أن “نكتته” سوف تكون محور أحداث أحد أشهر المسلسلات في تاريخ التلفزيون، حيث اعتمد فينس غليغان عليها في وضع فكرة مسلسل Breaking Bad ثم عمل على تطويرها بمعاونة كاتبي السيناريو توماس شنوز وبيتر جولد، وبعد رفض عدة شبكات تلفزيونية للمسلسل وافقت عليه شبكة AMC وطلبت موسم أول يتكون من تسع حلقات، لكن تم تقليصه في وقت لاحق إلى سبع حلقات فقط بسبب إضراب نقابة الكتابة الأمريكية آنذاك.

تم عرض المسلسل للمرة الأولى في 20 يناير 2008 والنجاح الذي حققه فاق كل التصورات، وبناء على ذلك كان من الطبيعي والمنطقي أن تطلب الشبكة التلفزيونية تجديده لعدة مواسم أخرى حققت جميعها ذات النجاح، وبلغ عددها الإجمالي خمس مواسم وتم عرض الحلقة الأخيرة منه في 29 سبتمبر 2013.

شهدت الكواليس الخاصة بإعداد وتنفيذ مسلسل Breaking Bad العديد من التقلبات والتغيرات، التي لولاها لخرج المسلسل بصورة مختلفة كلياً عما شاهدناه، من بين الحقائق والغرائب والمفارقات التي أحاطت بهذا العمل ما يلي:

ساهمت العديد من العوامل في بلوغ مسلسل Breaking Bad تلك المكانة التي يتمتع بها، من أبرزها بالتأكيد براعة الكُتاب في رسم تفاصيل كافة الشخصيات سواء الرئيسية أو المُساندة، مما زاد من درجة تعلق المشاهد بهم وانفعاله معهم سلباً وإيجاباً. من أبرز شخصيات Breaking Bad:

توقف عرض مسلسل Breaking Bad بعد الموسم الخامس الذي تم تقديمه في 2013، وبعد عامين وتحديداً في عام 2015 كان الملايين من عشاق المسلسل على موعد مع عمل درامي جديد مُشتق عنه يحمل عنوان Better Call Saul، تسبق أحداثه أحداث المسلسل الرئيسي وتركز على شخصية المحامي الفاسد “سول جودمان” وتستعرض الأحداث التي مَرّ بها والتي جعلته بالصورة التي ألتقاه ولتر وجيسي عليها.

كانت هناك تخوفات من أن يكون مسلسل Better Call Saul مجرد محاولة لاستنساخ Breaking Bad واستغلال نجاحه تجارياً، إلا أن تلك المخاوف قد تبددت تماماً بعد عرض الحلقات الأولى منه، وسجل المسلسل نسب مشاهدة مرتفعة وتم استقباله بحفاوة كبيرة من الجماهير والنقاد، وهو يحل في المرتبة 79 في قائمة المسلسلات التلفزيونية الأعلى تقييماً على IMDB.

اقرأ أيضاً: إلى عشاق Breaking Bad: لهذه الأسباب لا ينبغي تفويت مشاهدة مسلسل Better Call Saul

تلقى مسلسل Breaking Bad -بمختلف مواسمه- العديد من المراجعات النقدية الإيجابية، حتى أن بعض النقاد قد وصفوه بأنه المسلسل الأفضل في تاريخ الدراما. وهو يأتي في المرتبة الخامسة ضمن قائمة المسلسلات الأعلى تقييماً على موقع IMDB بتقييم 9.5/10 كما سجل نسبة 96% على موقع Rotten Tomatoes.

بخلاف التقييمات النقدية فإن مسلسل Breaking Bad يعتبر من أكثر المسلسلات ترشحاً للجوائز وكذلك من أكثر المسلسلات فوزاً بها، حيث تلقى أكثر من 250 ترشيحاً خلال فترة عرضه وتمكن من حصد نحو 110 جائزة منهم. من أبرزها الآتي: