عودة فيلم Charlie’s Angels صدمة للجمهور.. لماذا أخفق الفيلم المنتظر !
لقد عادت إلينا في السنوات القليلة الماضية الكثير من الكلاسيكيات السينمائية في صورة جديدة عن طريق إعادة الإنتاج وتقديم صورة عصرية لتلك الأعمال، ونحن في هذا العام كنا على موعد مع إعادة إحياء لواحد من كلاسيكيات سينما القرن الحادي والعشرين وهو فيلم Charlie’s Angels الذي صدر في 15 نوفمبر من هذا العام “2019”.
وتمثل عودة فيلم Charlie’s Angels خبرًا سارًا لمحبي أفلام الحركة والترفيه، فالفيلم المحبوب يتميز بالطابع الخفيف والممتع والبعيد عن الملل أو الكآبة، ويعتبر الفيلم من العلامات النسائية الهامة في السينما، خاصة وأن أبطال الفيلم الثلاث هم نساء في أدوار عملاء سريين، يعملون تحت قيادة واحدة للعميل السري الذي يطلق عليه تشارلي.
ويأتي في بطولة الفيلم هذا العام 3 ممثلات شابات كما العادة، في مقدمتهم النجمة الساطعة في الفترة الأخيرة Naomi Scott والتي عرفها الجمهور في دور “ياسمين” في فيلم Aladdin هذا العام، وقد أثارت النجمة الشابة إعجاب الجمهور خاصةً وأنها نجمة متعددة المواهب، فإلى جانب التمثيل فهي تجيد الغناء وتقديم الاستعراضات الراقصة.
أقرأ أيضًا: فاشلون حتى يثبت عكس ذلك.. أسوأ أفلام هوليوود المعاد صنعها
وإلى جوارها تأتي النجمة الشهيرة Kristen Stewart التي غاب نجمها في الفترة الأخيرة بعد تقديمها لأعمال دون المستوى، لكنها تأمل أن تعود لمقدمة الساحة الفنية مرة أخرى عبر بوابة فيلم Charlie’s Angels، وقد عرفها الجمهور بتقديمها دور البطلة Bella Swan في سلسلة أفلام Twilight التي بدأت عام 2008 وانتهت عام 2012.
وتشاركهم في بطولة الفيلم النجمة الصاعدة Ella Balinska والتي لا تملك في رصيدها الفني الكثير فمسيرتها بدأت فقط في عام 2015 عبر الفيلم المغمور Junction 9، ويشارك في الفيلم أيضًا النجمة Elizabeth Banks والمعروفة بدورها في فيلم The Hunger Games، والنجم Patrick Stewart الشهير بدور Charles Xavier في سلسلة أفلام X-Men.
تاريخ أفلام Charlie’s Angels في السينما
واشتهر فيلم Charlie’s Angels في السينما عندما أُنتج في عام 2000، وقد حقق الفيلم حول العالم إيرادات ضخمة تجاوزت ربع مليار دولار أمريكي، وجاء الفيلم وقتها من بطولة النجمة الشهيرة Cameron Diaz، والنجمة Drew Barrymore، وبمشاركة النجمة الآسيوية الأصل Lucy Liu.
ونتيجة للنجاح المبهر الذي حققه الفيلم فقد تشجع المنتجين لجزء ثان عن السلسلة وجاء تحت عنوان Charlie’s Angels: Full Throttle، وأُنتج في العام 2003، وبنفس طاقم العمل، وقد حقق الفيلم وقتها إيرادات تجاوزت ربع مليار دولار أيضًا، وقد ساهم الفيلم في زيادة شعبية بطلاته الثلاث، خاصة Cameron Diaz التي تعتبر من أشهر الممثلات حول العالم، فقد ترشحت لجائزة جولدن جلوب 4 مرات.
البداية الحقيقية لقصة Charlie’s Angels
ولا يعتبر فيلم Charlie’s Angels هو الظهور الأول للقصة، فقد عرف الجمهور القصة لأول مرة عن طريقة مسلسل Charlie’s Angels الذي عرض في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من عام 1976 وحتى عام 1981، وجاء من بطولة الممثلات Jaclyn Smith، و Cheryl Ladd، وأيضًا Kate Jackson.
وكما الفيلم تمامًا فقد تميز المسلسل بطابع المغامرة والحركة الذي يعجب الجمهور، وقصته المتميزة ساهمت أيضًا في شعبيته، فهو يمتلك أيضًا طابعًا غامضًا يتمثل في شخصية تشارلي الذي يدير الثلاث عميلات السريات دون أن يقابلهن بصورة مباشرة، حيث يلقي عليهن تعليماته عن طريق الهاتف.
وقد نال المسلسل جماهيرية واسعة في وقت عرضه، مما شجع على إعادة إنتاجه في صورة فيلم سينمائي في عام 2000 كما ذكرنا، قبل أن تتم إعادة إنتاجه مرة أخرى هذا العام، وقد اعتبرت شركات الإنتاج أن الفيلم هو رهان جيد لها، لكن فيما يبدو فقد خسروا الرهان بشكل مبالغ فيه.
ويأتي هذا الأمر في ظل موضة إعادة إنتاج أفلام الأكشن القديمة بشكل جديد، أفلام مثل The Terminator, Predator, Alien وغيرها من الكلاسيكيات التي أحبها الجمهور، وحققت نجاحًا مبهرًا في الماضي بالنسبة للجمهور والنقاد، وعند إعادة إنتاجها قد حققت نجاحًا أقل، ويبدو أن فيلم Charlie’s Angels لم يخرج عن تلك القاعدة بل سار عليها أكثر من غيره.
حيث لم ينجح الفيلم في تحقيق النجاح المرجو في شباك التذاكر ونال نقدا لاذعا من النقاد والمتاعبين، وحصل على تقييم 4/10 في تقييم الجمهور على الموقع الشهير «IMDb» وفشل في تجاوز مبلغ 16 مليون في الإيرادات داخل الولايات المتحدة وبالكاد استطاع الفيلم بعد عرضه عالميا تغطية تكلفة إنتاجه.
بماذا يرتبط فيلم Charlie’s Angels في عقلية الأجيال الجديدة؟
من الأشياء المثيرة بشأن فكرة فيلم Charlie’s Angels هو ارتباطه عند المراهقين بالكرتون المعروف في الوطن العربي بمسمى الجاسوسات، وهو في الأصل مسلسل رسوم متحركة فرنسي أُنتج في عام 2001، واستمر عرضه حتى عام 2013، واسمه باللغة الإنجليزية Totally Spies.
والغريب في الأمر هو التشابه الكبير بين الكرتون وقصة Charlie’s Angels في عدة أشياء، أولها هو أن كلاهما من بطولة ثلاث فتيات، يعشن حياة عادية وتقليدية، لكنهم في الأصل عميلات سريات يعملن في وكالة جاسوسية، ويدير العمليات الخاصة بهم رجل أيضًا وهو لا يعتبر فردًا في فريقهم!.
والأكثر غرابة في الأمر هو وجود فتاة شقراء واحدة ضمن فريق الجاسوسات بالإضافة إلى فتاة سمراء البشرة أو غير أمريكية الأصل، وهو نفس الأمر الذي تكرر في حالة فيلم Charlie’s Angels، فحتى في نسخة الفيلم الجديدة والتي ستصدر هذا العام، تظهر الممثلة Kristen Stewart بصبغة شعر شقراء!.
الخلطة السحرية لأفلام الأكشن الخفيفة
يصنف فيلم Charlie’s Angels كفيلم خفيف، بمعنى أن الهدف الأساسي منه هو التسلية فقط، ولهذه الأفلام كما يقول البعض خلطة سرية، وتلك الخلطة السرية لتلك الأفلام قد تكون في طريقة عرض القصة نفسها، وأحيانًا أخرى تكون في طريقة اختيار الممثلين أنفسهم،
فشرط أساسي في تلك الأفلام إذا ما احتوت على أكثر من بطل، أن يكون هناك اختلاف جوهري في الممثلين أنفسهم، وهذا ما يمكن ملاحظته في اختيار الممثلين، فالنجمة Ella Balinska هي نجمة سمراء البشرة، والنجمة Naomi Scott تعتبر ذات أصول هندية من ناحية الأم.
ولا يسير فيلم Charlie’s Angels على هذا الشرط بمفرده، فالأمر نفسه بالنسبة لأفلام أخرى مثل سلسلة Rush Hour التي جاء جزئها الأول عام 1998 واحتوى طاقم العمل على ثنائي مختلف هما الممثل الآسيوي الأشهر Jackie Chan، والنجم الأمريكي الأسمر Chris Tucker، ويعتبر الممثل العالمي جاكي شان هو أحد أشهر ممثلي الأفلام الخفيفة في هوليوود والسينما العالمية.
وهذا الاختلاف العرقي أو الثقافي بين الشخصيات في هذه النوعية من الأفلام ينتج عنه مشاهد كوميدية ظريفة، وهو ما يحبه المجتمع الأمريكي الذي يتسم بأنه متعدد الأعراق، ونفس هذا الشرط نلاحظه أيضًا في سلسلة أفلام Lethal Weapon التي جاء جزؤها الأول عام 1987، بوجود الممثل الأمريكي والإيرلندي الأصل Mel Gibson والنجم الأمريكي الأسمر Danny Glover.
لكن فيما يبدو فحتى هذه الخلطة السرية للفيلم قد فشلت، فعلى الرغم من شعبية النجمات المشاركات في العمل إلا أن الفيلم قد أخفق في واحد من أهم العناصر الرئيسية في تكوين الأفلام وهو السيناريو، والذي من دونه تصبح كل هذه الخلطات أشبه بالصوص الفاخر الذي يغطي طعام فاسد.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.