بعيدًا عن هاري بوتر الشهير .. أفلام دانيال رادكليف التي تستحق المشاهدة
6 د
تنقسم السير الذاتية للممثلين في الغالب إلي نوعين رئيسيين، النوع الأول وهو الأكثر شيوعًا في الوسط الفني، هو الممثل الذي يُقدم الكثير من الأدوار الناجحة في أفلاٍم مميزة إلي أقصي حد، ويتخذ سلم المجد صعودًا ولكن مع مرور السنين وكِبر السن تقل جودة الإختيار لدي هؤلاء الممثلون، لذلك نجدهم في الكثير من أفلام الصف الثاني السيئة والضعيفة، وأبرز الأمثلة على هذا النوع من الممثلين هما “ألباتشينو” و”روبرت دي نيرو”، حيث أن بالنظر إلي الأعمال التي قد ظهروا بها سنجد أفلامًا فازت بجوائز الأوسكار وأفلامًا أخري لم تتخط نصف التقييم على مواقع التقييمات المعروفة .
على الجانب الآخر يوجد النوع النادر من الممثلين الذين لا تقل إختياراتهم أبدًا، دائمًا ما يقدمون الأداء الأمثل في الفيلم الكبير وهو ما يقودهم دائمًا للوجود علىمسارح الجوائز الأكاديمية، وإن نظرت في سيرهم الذاتية ستجد مسيرًة متكاملة إلا قليٍل لا يُذكر، ربما أبرز مثال على هذا النوع هو الممثل الحائز على ثلاث جوائز أوسكار، “دانيل دي لويس” .
ما بين ذلك وذاك يتواجد النوع الثالث، قليل الشيوع ولكنه كثير التواجد سواءً في التلفاز أو في السينما، هذا النوع يتسم بصفٍة أساسية بأنه قدم دورًا واحدًا لا يُنسي في أحد الأفلام التي اشتهرت وسببت صدي كبير على المستوي الجماهيري والإيرادات، ومن ثم يتجه سهمُ صعود سلالم المجد إلي الأسفل، لا يُذكر الممثل إلا بتلك الشخصية الكبيرة التي أداها، حتي وأن بعض الجماهير لا تعرف إسمه الحقيقي من شدة الولع بالشخصية التي مثلها، ربما أشهر الأمثلة على ذلك هو الممثل الذي أدي دور “راغنار لوثبروك” في المسلسل التاريخي Vikings، وينتمي لهذا النوع الممثل “دانيال رادكليف” الذي قدم دور “هاري بوتر” في سلسلة هاري بوتر المكونة من ثماني أجزاء، ولكن حديثُنا سيسلطُ الضوء على ما قدمه “دانيال رادكليف” في سبعِ أفلاٍم حاز فيها على أدوار هامة بعيدًا عمّا قدمه ك”هاري بوتر” .
My Boy Jack 2007
رغم أنه فيلم تليفزيوني وليس سينمائي، أي لم يُعرض في دورِ العرض، حاز هذا الفيلم على حفاوة كبيرة من قبل النقاد والجماهير التي شاهدته على أشرطةِ الفيديو أو حتي عبر الإنترنت.
يُجسد “دانيال” في هذا الفيلم شخصية “جاك” ابن الكاتب والشاعر البريطاني “روديارد كبلنغ” والمشهور بكتابته لكتاب الأدغال والحائز على جائزة نوبل، يستغل الأب نفوذه الواسعة، كونه يعمل في مركز أبحاث دعاية الحرب، للوصول إلى ابنه “جاك” ذو ال18 عامًا، الذي اشترك في الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولى رغم استبعاده منها بسبب ضعفِ نظره، مهمٌة صعبة وفي سٍن صغير تعرض لها “دانيال رادكليف” في هذا الفيلم لتجسيد هذه الشخصية الهامة أمام الكاميرا، ليُقدم في النهاية واحدًا من أداوره الجيدة في مسيرته .
The Woman in Black 2012
في إطاٍر من التشويق يقدم المخرج “جيمس واتكنز” بفكره سيناريو “جين غولدمان”، ويبني عالمًا بطله المحامي الشاب “آثر” والذي أجاد تجسيده “دانيال رادكليف”، حيث يفقد المحامي زوجته ويُصاب بأزمة نفسية، يحاول الخروج منها بالانخراط في العمل، ومع تكليفه بالسفر إلى قريٍة بعيدة لتسوية تركة أحد العملاء، يُقابل أهالي القرية الذين يحذروه ويطلبوا منه العودة؛ لكنه يرفض ويستمر في عمله ويكتشف أن منزل المتوفي مسكون بشبح إمرأة تسعى للانتقام من مجموعة أشخاص. يُعتبر الدور الوحيد “لدانيال رادكليف” في فيلٍم تصنيفه الأول رعب، وبشكٍل جيد جذب تواجده في الفيلم الكثير من الجماهير لمشاهدة الفيلم وما سيقدمه “هاري بوتر” في رداٍء مختلف، وخصوصًا أنه صدر في وقت صدور آخر أجزاء “هاري بوتر” .
What If 2013
سنة 2013 شهدت نشاطًا كبيرًا علي صعيد الأعمال التي ظهر بها “دانيل رادكليف”، وأول تلك الأعمال هو دور “والاس” في هذا الفيلم الخفيف والبسيط، وتحت إدارة المخرج “مايكل دوسي”، قدم “دانيل” أداءً جيدًا ومقبولًا في أول أدواره الرومانسية الصريحة. ويحكي الفيلم قصة “والاس” الطالب في كلية الطب والفاشل في كل علاقاته العاطفية، وتدور الفكرة الأساسية للفيلم حول مفهوم الصداقة التي تتطور إلي أكثر من ذلك، وطرفي هذه العلاقة في الفيلم هما بالطبع “والاس” رفقة “شانتري” والتي يقوم بدورها النجمة الشابة “زوي كازان” .
kill your darlings 2013
رفقة “دان ديهان” و”مايكل هول”، يتشارك “دانيل رادكليف” بطولة واحد من أهم أفلامه في العام 2013، ويقص الفيلم علينا الأحداث التي واكبت مقتل “ديفيد كاميرير” على يد “لوسيان كار” عام 1944. يصل الفيلم لأعماق تلك الفترة من جوانب إنسانية، بالإضافة إلى العوامل التي تركت أثرًا ملموسًا على من عاشها. يصف الفيلم علاقة الصداقة التي جمعت “ألين جينسبرج” و”جاك كريوك” و”وليام بوروجس” وكيف أثرت تلك الصداقة على حياة الشعراء الثلاثة فنيًا وشخصيًا. خطوة هامة إتخذها “رادكليف” بمشاركته في هذا الفيلم، حيث صنع المخرج “جون كروكاداس” من تعاونه مع باقي الممثلين فيلمًا جيدًا ممتلئًا بالإنسجام بين أبطاله الثلاثة. ولكن قتل السيناريو الردئ جهود الجميع .
Horns 2013
يقدم “رادكليف” هنا دور الشاب “إيج بيريش” المتهم بقتل واغتصاب حبيبته، وفي منعطف مفاجئ للأحداث، يستيقط “إج” في أحد الأيام ليجد أن هناك قرونًا تنمو أعلى رأسه، والتي تُعطيه القدرة على إجبار الناس بالإعتراف بجرائمهم وذنوبهم في سبيل إثبات براءته، يستخدم “إج” القدرات الخارقة للقرون لتحديد مرتكب الجريمة الحقيقي. قصة غريبة كتبها “جو هيل” وحولها “كيث بونين” إلي سيناريو أخرجه “ألكسندر أجا”، واحٌد من أدوار “دانيل رادكليف” التي سُلط عليها الضوء نظرًا لغرابتها الشديدة .
Victor Frankenstein 2015
راويًا للحكاية الشهيرة، حكاية الدكتور فرانكشتاين “جيمس ماكفوي” وتلميذه النابغة إيجور “دانيل رادكليف”، حيث يستهدف العالم فرانكشتاين من خلال تطوير أبحاثه وتجاربه خدمة البشرية ومساعدة الإنسانية، لكن تسوء الحال أثناء قيامه بتلك التجارب وتصل به لنتائج غير متوقعة بالمرة. يُعتبر الدور الأبرز لدانيل رادكليف في عام 2015، حيث قدم أداءً منسجمًا إلي حٍد كبير مع “جيمس ماكفوي” تحت إدارة المخرج “بول ماكجيجان” وكتابة “ماكس لانديز”، واحد من الأفلام المتوسطة الكثيرة التي إشترك بها “رادكليف” بعد إنتهاء حقبة هاري بوتر في عام 2012 ووصول ثروته إلي أكثر من 80 مليون دولار .
Swiss Army Man 2016
شهد العام 2016 وصول “دانيل رادكليف” إلي درجة أعلى من المهنية في إختباراته، ويُعتبر فيلم رجل الجيش السويسري أو رجل متعدد الاستخدامات هو أفضل إختيار وأداء ل”رادكليف” طوال مسيرته، حيث قدم رفقة “بول دانو” واحدًة من الثنائيات المبهرة على الصعيد السينمائي في هذا العام، ويروي “دان كوان” رفقةَ “دانييل شاينرت” في السيناريو قصة “هانك”، الرجل اليائس الذي تقطعت به السُبُل في البرية ويسعى بجدية لقتل نفسه، فيُصادف جثًة هامدًة مُلقاة هناك على شاطئ البحر، ويُسمِّي صاحب الجثة “ماني”، ثم ينطلقا سويًا في رحلٍة سريـالية خيالية بهدف الوصول إلى المنزل، ليتعرضا للعديد من المواقف المتباينة خلال رحلتهما العجيبة خاصًة مع اكتشاف “هانك” للقدرات الخارقة التي يتمتع بها “ماني”.
تجربٌة فيلمية كان يجب إستغلالها بواسطة “دانيال” للإنتقال إلي الصف الأول في هولييود، لكن لم يستمر على هذا المنوال وعاد بعدها إلي أفلام الصف الثاني المتوسطة، والتي لا تقدم أي استفادة فنية للعاملين فيها .
“دانيل رادكليف” أو كما يُحب مُعجبيه مناداته ب”هاري بوتر“، لم يُقدم الكثير للسينما بإستثناء السلسلة الأشهر، وإنغمس في الأدوار المتوسطة والتي تُدير الربح أكثر مما تُكسب الخبرة، وهو ما يؤخذ عليه لعدم إهتمامه بذلك، ومُحدثًا نفسه “أنا هاري بوتر وثروتي تُقدر ب 80 مليون دولار ومازال الجميع يشاهد أفلامي وهذا يكفييني”، وبذلك ينضم “رادكليف” إلي طابوٍر طويٍل من الممثلين غير الراغبين في التطور أبدًا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.