فيلم Deepwater Horizon .. عمل ملهم مليء بالتفاصيل
3 د
فيلم Deepwater Horizon من ضمن الأفلام التي أعجبت بها بمجرد مشاهدتها، عمل خالي من الروتين، من التكرار والمط الغير ملائم، بل ملئ بالتفاصيل، والمشاعر الإنسانية التي أفضلها دائمًا أثناء مشاهدتي لعمل فني.
جميعنا نتوقف عندما نشاهد سفينة تنهار، وقائدها هو الوحيد الذي يستطع أن ينقذها، ولكن الظروف تأتي فوق طاقتنا أحيانًا، فتهوى السفينة، وأكثر آمالنا تتمثل في أن لا نفارق أحبتنا، ولكن ليت المطالب بالتمني.
الإخراج
ليست القدرة على استخدام الأدوات هي عوامل نجاح المخرج، بل القدرة على التلاعب بتلك الأدوات وتسخيرها لإيصال المعاني، دون حديث، فقط إضاءة، أو ملامح، أو موقف، نظرة وخلافه من العوامل التي يمكن أن يستغلها المخرج، ليُشعر المشاهد بحالة نفسية توصل المعنى، فالسينما هي لغة الصورة وليست الكلام.
في Deepwater Horizon استطاع المخرج أن يمثل لنا الجشع في نظرة، والانكسار في موقف، والانهيار في عين لا ترى، بالفعل جمع كل تلك المشاعر، وأوصلها للمشاهد دون حديث، لذلك استحق أن يكون العمل إخراجيًا من الأعمال الجيدة.
من المشاهد والتي سأضطر أن أتكلم عن تفاصيلها، لأظهر مدى براعة المخرج في استغلال الأدوات وليس استخدامها، حين تعرض القبطان المسئول عن قاعدة استخراج النفط للإصابة في عينه، ليستغلها المخرج في أن انهيار القاعدة لانها بلا أعين، فالعين هي القبطان، وحين تحجب عنه الرؤية، فإنك هالك بلا محالة، تلك استغلال الأدوات التي أتحدث عنها.
الإيقاع
الفيلم امتاز بإيقاع سلس، وعلى الرغم من دراميته، إلا أن الشعور بالملل أبعد كل البعد عنه، ولعل ذلك يرجع لعدة عوامل فنية في قصة العمل، ولعل الإيقاع السريع للعمل يرجع لأكثر من عامل هم:
المشاعر.. العمل مليء بالمشاعر بدئًا من الاستغلال الذي فرضته الرأسمالية من أجل توفير الأموال، وغرق العشرات، مرورًا بمواجهة الموت، والصراع الذي لم يدفع ثمنه سوى العمال البسطاء.
الانفجار.. من المشاهد المبدعة في العمل لحظة الإنفجار الذي تعرضت له القاعدة البحرية المسئولة عن التنقيب عن البترول، فهو من المشاهد الأروع تصويريًا، وإخراجًا، ومن حيث الخدع البصرية، وبالفعل جعلت الفيلم يرشح ضمن قائمة الأوسكار لأفضل خدع بصرية.
التصوير.. واستكمالاً لاعتبار العمل الأمتع لعام 2016 من وجهة نظري، يدخل التصوير ضمن العناصر التي ساندت بالتأكيد على خروج الفيلم في أبهى صوره، مدير التصوير كان من العلامات الفارقة في الفيلم، فاستطاع أن يصرف الروتين، والاعتيادية التصويرية، استغل أماكن التصوير، واستغل الأعداد، والمجموعات، استطاع أن يستغل أدواته بالشكل الأمثل.
السيناريو والقصة
قصة العمل مقتبسة من قصة واقعية عن شركة استثمارية ضحت بالعاملين فيها من أجل توفير المال، رأى كاتب السيناريو أنها القصة التي تستحق أن تُجسد في عمل فني، ليكون الاستغلال عنوانها، والرأسمالية هما البطل الذي أودى بالأرواح لأجل المال.
الفكرة المجردة للعمل استطاع كاتب السيناريو أن ينتصر لها، وأن يظهر مدى الجشع الذي يتمتع به أصحاب الأموال.
لم تكن تلك الرسائل الوحيدة التي بثها كاتب السيناريو في العمل، بل جعل بعض الرسائل الحياتية التي تُعد ملهمة، لعل أبرزها “لا للجشع، القائد هو النور، التعاون يخلق النجاح، بين العبقرية والغباء مصطلح وحيد يدعى التسرع، المكاسب التي تبدو بعيدة وأمنة أفضل من المخاطرة بمكاسب سريعة ومهلكة”، والعديد من الرسائل الملهمة التي قدمها كاتب السيناريو.
المونتاج
قليلًا ما يشعر من يشاهد العمل أن المونتاج استحق دور البطولة، ولكن في فيلم Deepwater، كان المونتاج من عوامل إظهار الفيلم بشكل جيد، وظهر ذلك لكثرة التفاصيل داخل العمل، والتي يستطع “المونتير” الجيد أن يجعل منها عملًا يستحق المشاهدة.
في النهاية: أعتبر العمل من الأفلام القليلة التي تجمع بين المتعة وتقديم فكرة جيدة، فاستطاعت أن تجمع المشاهد التي يفضلها الجمهور بين الأكشن”، والجانب الدرامي.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
المقالات جيدة ولكن لو سمحتم الانتباه للأخطاء الإملائية التي تزعج القارئ ,مثلاً :
كلمة : مسؤؤلة تكتب هكذا وليس مسئولة