أفلام دينزل واشنطن في العقد الأخير: تميز الاختيار وذكاء الأداء

دينزل واشنطن نجم هوليوود وأحد روادها، الممثل الذي يحاول انتقاء الأدوار المميزة، واعتماد أسلوب مختلف في مسيرته الفنية، فهو لا يعتمد على كثرة الأعمال وتكرار ظهوره في أفلام تجارية، بل يتعمد انتقاء أفلام ذات حبكات مختلفة وقصص مميزة. لكن ذلك لم يمنع من الوقوع باختيارات خاطئة أحيانًا أو غير موفقة، مع اتفاقنا جميعًا على أن أعماله إجمالًا من الأعمال التي تتمتع بالتميز والاختلاف والكاريزما. لنتعرف إذًا على أفلام دينزل واشنطن من الأحدث رجوعًا خلال العشر سنوات الماضية.

هو أحدث أفلام دينزل واشنطن التي عرضت بالفعل في صالات السينما، تبدأ أحداث هذا الفيلم مع استدعاء نائب عمدة إحدى المقاطعات إلى دائرة الشرطة لجمع أدلة متعلقة بجريمة قتل قد حدثت مؤخرًا، لكن عندما يبدأ النائب بالبحث عن الأدلة يفاجأ بتشابه تلك الأدلة مع قضية قاتل متسلسل قديمة لم يتمكن من حلها. سنعلم بعد ذلك أن هذه القضية القديمة قد أثرت على حياة النائب بشكل مباشر وأصبح مهووسًا بحلها، حتى أنه تعرض لنوبة قلبية بسببها. في مقلبٍ آخر تستمر الجرائم التي تستهدف الفتيات العاملات في مهن غير أخلاقية، وتتشعب القضية أكثر، مما يؤدي لاستلام مكتب التحقيقات الفدرالي لها، وهنا يحاول المحققان حل القضة بشكل أسرع لكن ستؤول الأحداث لمسار مفاجئ تمامًا. لاقى هذا الفيلم مراجعات متباينة ومختلطة، حيث ارتأى كثير من النقاد بأن قصة الفيلم مألوفة ومكررة، وأن المخرج قد فشل بمعرفة كيفية تشكيل ذلك إلى لغز مثير للاهتمام في نفس الوقت.

يبدأ الفيلم مع جندي الكوماندوز الذي زيف وفاته في سبيل أن يعيش حياة هادئة، بعيدًا عن العنف. لكنه سيضطر لإنهاء هذا الهدوء ليقوم بعملية إنقاذ، حيث سيتعرف على كلوي غريس التي تتعرض للعنف من قبل رجال عصابات بسبب علاقتها مع أحد قادتها. تتوالى الأحداث وتتراكم وندخل مع واشنطن في سلسلة مطاردات مستخدمًا مهاراته الفذة في القتال والتكتيك وراسمًا تلك الصورة النمطية للجندي المتفاني الذي يعمل لإحقاق الحق. أيضًا كانت مراجعات الفيلم متباينة، حيث وصفه البعض بكونه فيلمًا مخيبًا للآمال، بينما وصفه آخرون بأنه فيلم رائع من أفلام دينزل واشنطن وذكرنا بالمسلسل الذي كان يحمل نفس الاسم.

تدور أحداث الفيلم حول جاي اسرائيل محامي مسؤول عن إعداد المذكرات للقضايا المتعلقة بالحقوق المدنية. بالإضافة لشريكه الذي يعنى بالظهور أمام القضاة فجاي هو رجل الظل في الشركة. تنقلب حياة جاي حين يتعرض شريكه لنوبة قلبية قاتلة، ويتعذر عليه إدارة المكتب. فيبدأ بالبحث عن عمل، ليضطر أخيرًا أن يقبل بعرض أحد المحامين الشباب. لكن ومع بداية عهد جديد ستختلف أساليبه وأولوياته، حيث يتورط في إحدى القضايا ويحاول التفاوض مع المدعي العام للحصول على صفقة لموكله مما سيفاقم الأحداث. سنرى كيف يمكن للإنسان أن يغير من مبادئه ومسلماته بسبب ظروف حياته مهما كان متمسكًا بها. أشاد كثير من النقاد بالفيلم حيث أعلنوا بأن “بأي حال من الأحوال يعتبر أداء واشنطن حيلة. فهو يحفر بعمق تحت جلد هذه الشخصية المعقدة لدرجة أننا نتنفس معها تقريبًا. إنه أداء رائع”. كما ذهب البعض إلى أن واشنطن يترك لنا شخصية لن ننساها قريبًا.

تدور أحداث هذا العمل الحواري الطويل حول ماكسون الذي يحاول بعد فترة سجن مؤلمة، وأحزان كثيرة حول ماضيه ووالديه أن يحسن من حياته قدر الإمكان. حيث يحاول جاهدًا أن يصبح سائقًا لسيارة القمامة التي يعمل عليها كجامع للقمامة، أسوة بزميله الأبيض. كما سنتعرف على أخيه الذي تعرض بدوره لأذية بالدماغ بسبب الحرب. سيدفع كل ذلك بماكسون أن يكون رب أسرة قويًا يكافح لحياة أفضل لعائلته. ستجري الأحداث بطريقة سلسة وسنشاهد شخصية ماكسون المليئة بالتناقضات والانهزامات والنواقص كأي إنسان عادي، يواجه العنصرية والماضي المؤلم وواقع يحمل كثير من التحديات. كانت أغلب التقييمات النقدية حول الفيلم إيجابية، كما حظي أداء دينزل واشنطن وفيولا ديفيس بإشادة واسعة النطاق وتم ترشيحهما لجوائز الأوسكار، مع فوز ديفيس. كما كان أداء واشنطن محط إعجاب كثيرمن النقاد مشيرين إلى أن أداءه كان أكثر من رائع.

يعتبر فيلم الرائعون السبعة أحد أحدث أفلام الغرب الأمريكي، والتي كالعادة تدور حول عصابة قطاع طرق تهجم بشكل مستمر ومتكرر على بلدة مكسيكية، لكن تتفاقم الأمور عند قتلهم لأحد أهالي البلدة، ليقرر أهالي البلدة مواجهتهم، مما سيودي بحياة المزيد من السكان. وعليه ينطلق عدد من القرويين للولايات المتحدة بحثًا عن أسلحة، لكن ينتهي بهم المطاف بتجنيد عدد من المقاتلين الذي لن يتجاوزوا السبعة. لكل مقاتل حياة سابقة وشخصية مليئة بالتناقضات، يعمل هؤلاء السبعة على تدريب أهالي القرية وتجهيزهم للدفاع عن أرضهم ومع الوقت تتوطد العلاقة فيما بنهم، لتبدأ بعدها المواجهات مع أفراد العصابة.

تنطوي أحداث هذا العمل تحت إطار الحركة والأكشن، حيث سنتعرف على عميل ينتمي لإدارة مكافحة المخدرات، بالإضافة لضابط تابع للمخابرات البحرية واللذان يعملان بسرية تامة على إحدى القضايا الشائكة. سيعمل الاثنان سويًا دون أن يكتشف كل منهما لصالح من يعمل، تتوالى المجريات والأحداث بشكل مفاجئ حتى يتفاجآن بخيانة رؤسائهما بالعمل، مما يدفعهما للثقة ببعضهما ومحاولة كشف الحقيقة كاملة. لاقى الفيلم تقييمات ومراجعات إيجابية، حيث رأى كثير من النقاد بأن التفاعل الجذاب والهائل بين نجمي الفيلم أعطى مصداقية للعمل ككل. لكن كانت هناك أيضًا بعض المراجعات السلبية التي استندت إلى أن الفيلم وطاقمه لم يبذل جهدًا إضافيًا ليبدو أفضل.

سنتعرف على توبين فروست أحد أطر العملاء في الاستخبارات الأمريكية، والذي يقرر الانشقاق عنها، وتسليم نفسه والتحصن في منزله الآمن الواقع في جنوب أفريقيا. تبدأ عمليات الملاحقة والبحث عن الدوافع التي جعلت هذا العميل يقوم بذلك. فيظهر عميل آخر مهمته الوحيدة هي القضاء على فروست لتتحول بوصلته ويبدأ بمساعدته لاكتشاف الحقيقة والوصول للخائن في الوكالة. يحاول الاثنان التحصن بالمنزل، لكن ينتهي الأمر بقتل أحدهما واكتشاف الآخر لسجلات تحتوي على أدلة تورط بقضايا فساد ورشوة تطال الوكالة. فهل ستنكشف الوقائع… هذا ما قد يجيب عليه الفيلم. لم تكن المراجعات إيجابية بالشكل الكافي، حيث رأى كثير ممن النقاد بأن الفيلم قد خذل دينزل واشنطن بسبب النص الضعيف وفرط إظهار الحركة المتكرر.

يعتبر الفيلم من أشهر أفلام دينزل واشنطن، حيث تبدأ القصة في الفيلم عندما يستيقظ الطيار ويب في إحدى غرف الفنادق بعد ليلة من السكر وتعاطي المخدرات، وينطلق ليباشر عمله بقيادة إحدى طائرات الركاب. وبينما يخاطب الركاب يمزج بين الكحول والعصير ليضطر لأخذ قيلولة في قمرة القيادة، ولا يستيقظ إلا بعد أن تدهور مسار الطائرة. يحاول ويب القيام بهبوط اضطراري للطائرة، ويتمكن من ذلك لكن تسبب ذلك بموت عدد من الركاب. واجهه المعنيون بأن تحليل السموم في دمه يوم الحادث كان إيجابيًا، وأنه سيحال إلى المحكمة ليتم التحقيق بما جرى، وبسبب ذلك تتدهور حياة ويب أكثر ويتمادى بالسكر والتعاطي، حتى يحاول صديقه ملازمته كي يبقيه صاحيًا حتى موعد المحاكمة. ستجري الأمور على ما يرام حتى ساعات قليلة من صباح المحاكمة عندما يفقد السيطرة على نفسه ويعود للإسراف والسكر، ثم يكتشف صديقه ما فعل ويحاول إيقاظه وحمله على التركيز للانطلاق للمحاكمة، وفي المحكمة يشهد طاقم الطائرة بأن السبب لما حدث هو عطل فني وأن الكحول التي تم استهلاكها تعود لإحدى المضيفات، لكن سيعترف ويب بكل ما فعل وبحالته المزرية. فماذا سيكون رد المحكمة! كانت المراجعات بالعموم على الفيلم إيجابية، حيث وصفوا الفيلم بأنه هي تجربة شخصية مدروسة واستفزازية مدفوعة بأداء مقنع من دينزل واشنطن. كما أثنوا على أداء واشنطن ودوره الأكثر تعقيدًا، كما قيل بأنه فيلم شبه خالي من العيوب.

تدور أحداث الفيلم حولة شركة أمريكية متخصصة بالسكك الحديدية، تتعرض هذه الشركة لكارثة كبيرة، ويحاول القائمون عليها تفاديها. وتتمثل هذه الكارثة في أن أحد أضخم قطاراتها الذي يبلغ طوله حوالي النص ميل يخرج عن السيطرة، والمحمل بعبوات من الغاز السام والمواد القابلة للاشتعال الذي قد يؤدي للمحو المدينة برمتها. عند حدوث ذلك يحاول فرانك بارنز التدخل وهو الخبير في السكك الحديدية والسائق السابق لأحدها. حيث يعمل على منع الكارثة ويساعده على ذلك أحد مشغلي القطارات الشبان ويل كولسن، يعمل الثنائي على تعديل مسار هذا القطار، وتفادي الكارثة التي من المحتمل أن تحدث بسببه، والتي قد تصل لقتل آلاف الأبرياء. لكن في خضم محاولاتهم في تخفيف سرعته تحترق المكابح وتعود سرعة القطار للزيادة، لكن ذلك لا يوقفهما بل يحاولان استخدام جميع الطرق لإيقافه أو حتى إعادته للسرعة الطبيعية. أجمع النقاد بأن الفيلم هو أفضل أفلام المخرج توني سكوت، حيث وصفه أحدهم قائلًا بأن الفيلم من حيث الحرفية المطلقة هو فيلم مذهل، وأنه يخلق عالمًا مفاجئًا لا نعرفه عن القطارات والسرعة والبيئة التي يعمل بها هؤلاء.

هو أشهر أفلام دينزل واشنطن، تدور أحداث الفيلم في فترة زمنية مفترضة بعد مرور حوالي ثلاثين عامًا على حدوث كارثة نووية. حيث سنتعرف على إيلا الذي يتمتع بمهارات قتالية خارقة تبقيه دومًا على قيد الحياة، يسافر إيلاي نحو الساحل الغربي في الولايات المتحدة، ويهزم عددًا من قطاع الطرق الذين يحاولون الإيقاع به. كما يصل لبلدة متداعية يحكمها شخصية غريبة هو كارنيجي الذي يسعى للسيطرة على المزيد من المدن عبر امتلاكه لكتاب ما. فيصب كل اهتمامه حو إيجاد هذا الكتاب ويسخر أتباعه في سبيل ذلك، وفي نفس الوقت يقضي إيلاي وقته في البلدة مواجهًا بعض سائقي الدراجات، فتلفت مهاراته انتباه كارنيجي الذي يمنعه من المغادرة لأنه بحاجة لتلك المهارات، وخلال تواجده هناك يتعرف على فتاة تلحظ وجود نسخة من الكتاب المقدس معه وتحفظ بعضًا من الصلاة مما يتسبب بمأزق لإيلاي ويدخله بمواجهات مع رجال كارنيجي. مع كل ذلك يتمكن إيلاي من الهروب وتلحقه الفتاة التي ترافقه في رحلاته، وتخوض معه مغامرات أخرى، لينتهي بهما المطاف بطريقة غير متوقعة. تضاربت آراء النقاد حول الفيلم وحول أداء دينزل واشنطن، حيث صرح البعض بأن هذا الفيلم لن يكون واحدًا من أنجح أفلامه. بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه فيلم يخوض في فكرة نهاية العالم بطريقة جديدة ومختلفة.

يبدو أن دينزل واشنطن من محبي القطارات ومغامراتها، حيث يتحدث هذا الفيلم عن قضية اختطاف عدد من المسلحين لأحد القطارات احتجاز المسافرين كرهائن وذلك مقابل مبلغ مادي كبير، فالقطار يكون قد غادر محطة بيلهام ثم ظهر الخاطفون على متنه مدججين بالسلاح ومزودين بخطة محكمة. تتدهور الأحداث عندما يقتل أحد أفراد العصابة ضابط شرطة، ويحدد الخاطفون المبلغ الذي يريدونه بـ 10 مليون دولار، ويشترطون لدفعها مضي أقل من ستين دقيقة فقط، وأن كل دقيقة تمر بعد الستين ستودي بحياة أحد الرهائن ويقتلونه، وعليه يخوض المسؤولون والعصابة مفاوضات مطولة عبر المايكروفون، في سبيل الوصول لحل فهل سيتمكن الفريق من إنقاذ الرهائن؟ لم تكن مراجعات الفيلم إيجابية بالمطلق، فقد صرح عدد من النقاد بأن The Taking of Pelham 123 قد فشل في مواكبة نسخته الأصلية الصادرة عام 1974، وأن التجديد الحاصل على القصة بدا غير ضروري، وأن الفيلم مليء بالضوضاء والشتائم والوحشية.

هذه أفلام دينزل واشنطن خلال العقد الأخير، ماذا عن الأعمال الأقدم! والتي تعد الأغنى والأروع، ماذا تتذكر منها!