قصة مسلسل Dexter: الليلة هي الليلة الموعودة للحالم الغامض
7 د
الليلة هي الليلة الموعودة Tonight is the Night هكذا تبدأ أغلب المواسم في مسلسل ديكستر Dexter، وهكذا تشعر على الفور بالتوتر والرغبة في معرفة المزيد، فتتساءل عن كنه كونها الليلة الموعودة؟ وموعودة لماذا بالضبط؟ مع تقدمك في المواسم ستنتظر الجملة لأنك تعرف معناها بالفعل، والجزء المتعاطف مع “ديكستر” منك يتفهم تمامًا حاجته، وربما يتعاطف معه كذلك.. تريد مزيدًا من الفهم؟ ستجده في السطور التالية.
ديكستر الحالم القاتم
يعود مسلسل ديكستر لأصل أدبي لسلسلة روايات للكاتب “جيف ليندسي” بعنوان “ديكستر الحالم القاتم Darkly Dreaming Dexter” يفضل البعض ترجمتها “ديكستر الحالم الغامض”، وقد نُشرت عام 2004 لتتلقفها شبكة شوتايم ويخرج الموسم الأول من المسلسل عام 2006.
على الرغم من كون المسلسل منقولًا عن نص أدبي إلا أن ذلك يرجع للجزء الأول في الرواية فقط، والتي نقل عنها الموسم الأول من المسلسل، ليتخذ المسلسل توجه مختلف بشكل كبير عن الروايات، ويسير كل منهما في مسار مختلف.
لم يحدث الانفصال بين المسلسل والرواية على مستوى الأحداث فقط، بل على مستوى شخصية ديكستر نفسها، فإن المسلسل قد طور من الشخصية بشكل كبير وأعطاها أبعاد جديدة ورحلة نفسية مختلفة، بينما تميزت الشخصية في الروايات بالقتامة الشديدة التي لا تتغير كثيرًا.
ليس مجرد قاتل بل رحلة في نفسك البشرية
يمكنك اختصار قصة المسلسل للقول بكونه قاتل متسلسل يقتل القتلة، ومحلل جنائي “محلل لطخات دم” في الشرطة في نفس الوقت، وتعتبره مسلسل أكشن دموي بعض الشيء، ولكن هذا الاختصار يقتل المسلسل حقًا.
فديكستر رحلة في النفس البشرية، حيث الطفل ديكستر الذي تقتل أمه ويتم تقطيعها أمامه ليترك عدة أيام في دمها حتى يجده الشرطي هاري مورجان، هنا يقرر هاري أن يتبنى الطفل ليكون أخًا لابنته ديبرا.
ولكن الطفل لم ينس التجربة المريعة التي عاشها، ليستطيع عقلة الصمود أمام ما حدث، توقف عن الشعور توقف عن الإحساس بأي نوع من المشاعر وتحول لسايكوباث فعلي.
مع اكتشاف هاري لحقيقة ديكستر تنشأ فكرة أقرب لجنون، إن ديكستر سايكوباث، إن ديكستر يطوق للقتل، إن ديكستر سيقتل سيقتل، لماذا إذن لا يوجه مشاعر الصغير للقتل المشروع؟
مع قانون هاري.. هل يمكنك أن تربي نفسية؟!!
مع اختمار الفكرة يبدأ هاري يضع قانون كامل ببنود محددة لديكستر، قانون للقتل، كي يتمكن ديكستر من قتل القتلة فقط.
يعلمه هاري، كيف يقتل بلا ترك أثر، كيف يتتبع خصومه، كي يتأكد بشكل قاطع كونه قتله بالفعل، كيف يهرب من القانون، بل كيف يتظاهر بأنه شخص طبيعي يمتلك مشاعر.
مع تقدم شخصية ديكستر من موسم لأخر نبدأ كمشاهدين نشاهد تطور الشخصية كيف يتحول ديكستر وكيف تنمو نفسيته التي تشبه الرضيع الوليد بلا مشاعر لتنمو يومَا بعد يوم، لتصل لمرحلة المراهقة والتمرد ثم النضوج، إن نفسية ديكستر هي البطل الحقيقي الذي نشاهد تطوره ونموه.
نشاهد كيف تمنى ديكستر في البداية أن يشعر مثل البشر بأي مشاعر غير الرغبة في الدم وفي القتل، أن يشعر بالحب، بالكره، بالخوف، بالقلق، بالسعادة، بالتعاسة، ثم كيف تمنى في لحظة ما في النهاية لو بقي كما هو بلا شعور، وكيف في لحظة بينهما فوجئ بأنه توقف عن تزييف المشاعر ليشعر بها حقًا.
ومع كل هذا الفوران المشاعري تقع أحداث مميزة وشخصيات مرسومة بعناية، كل منها يترك بصمته في العمل، ويربط مسمار أو صامولة في بناء شخصية ديكستر الجديدة دون حتى أن يدري.
ديكستر بطل أم شرير
سيظل هذا السؤال يتردد في ذهنك طوال 8 مواسم كاملة، هل ديكستر بطل Hero أم شرير villain، هل ما يمارسه عدالة شرعية؟ هل يمكن أن يوضع في خانة باتمان وسبايدرمان وكل مجموعة تطبيق العدالة باليد؟ أم هو سفاح مخبول؟
وبين ما يحققه من إنجازات وما يسببه من أضرار، بين كراهيتك لمن يقابلهم من قتله، وعلبة الشرائح الخاصة به التي تؤكد كونه سفاح يبحث عن تذكار لقتلاه.. ربما لن يمكنك أبدًا أن تجيب عن السؤال.
لن يظل السؤال عالقًا في ذهنك كمتفرج فقط، بل سيتواجد كثيرًا على لسان ديكستر نفسه في محاولة لاكتشاف ذاته.
8 مواسم والتاسع إشاعة دائمة
المسلسل مكون من 8 مواسم، كل موسم 12 حلقة ومدة الحلقة حوالي 55 دقيقة، بدأ عام 2006 وانتهي عام 2013، اعتبرت المواسم الرابع والسابع هي الأفضل والأكثر تقييمًا كما أنها مواسم محورية في مسار القصة.
اعترض غالبية محبي العمل على النهاية ورأوها ضعيفة لا تليق بتاريخ المسلسل -على الرغم من حصولها على أعلى نسبة مشاهدة لحلقة أخيرة عبر الشوتايم- مما جعل هناك إشاعة دائمة عن صدور موسم تاسع لتصحيح المسار، هذه الإشاعة تثار سنويًا تقريبًا منذ عام 2013.
صانع العمل الرئيسي والذي رسم الشخصية وخرج عن مسار الروايات هو “جيمس مانوس جونيور”، بينما تناوب عدد ضخم من الكتاب والمخرجين على العمل.
الشخصيات لو أنصفنا لكانت كلها رئيسية
من الصعب أن تجد شخصية ضعيفة الأداء في العمل حتى الشخصيات الثانوية تألقت في أدوارها، ولكن هناك مجموعة من الشخصيات التي لا يمكن تجاهل ذكرها هنا:
ديكستر مورجان: قام بالدور Michael C. Hall مايكل سي هال، محلل لطخات دم، قاتل متسلسل أبن وأخ وأب وزوج.
ديبرا مورجان: قامت بالدور Jennifer Carpenter جينيفر كاربنتر، محققة في شرطة ميامي مع ديكستر أخيها، أكثر من يحب ديكستر.
هاري مورجان: قام بالدور James Remar جيمس ريمار، والد ديكستر ومحقق وصاحب القانون الذي شكل حياته.
أنجيل باتيستا: قام بالدور David Zayas دايفيد زايس، وهو محقق في قسم شرطة ميامي وصديق مقرب لديكستر.
ماريا لاجورتا: قامت بالدور Luna Lauren Velez لونا لورين وهي الملازم المسئول عن قسم شرطة ميامي.
ريتا بينيت: قامت بالدور Julie Benz جولي بينز صديقة ديكستر وحبيبته.
فينسينت ماسوكا: قام بالدور C.S. Lee سي أس لي صديق ديكستر ومحلل جنائي.
توم ماثيو: قام بالدور Geoff Pierson جيوف بيرسون وهو رئيس القسم، وهو صديق والد ديكستر.
جوي كوين: قام بالدور Desmond Harrington ديزموند هارينجتون وهو محقق في قسم ميامي.
فرانك لاندي: قام بالدور Keith Carradine كيث كاردين عميل مباحث فيدرالية.
هانا مكاي: قامت بالدور Yvonne Strahovski يفونا سترافوسكي.
كما لكل موسم بطل رئيسي لا يمكن إغفاله.
الموسم الأول: رودي كوبر Christian Camargo
الموسم الثاني: ليلى تورناي Jaime Murray
الموسم الثالث: ميجيل برادو Jimmy Smits
الموسم الرابع: أرثر ميتشل John Lithgow
الموسم الخامس: لومان آن بيرس Julia Stiles
الموسم السادس: ترافيس مارشال Colin Hanks
الموسم السابع: أيزاك سيركو Ray Stevenson
الموسم الثامن: د.أيفيلن فوجل Charlotte Rampling
حقائق لا تعرفها عن المسلسل
– في منتصف الموسم الرابع اكتشف مايكل سي هال إصابته بسرطان من نوع ليمفوما هودجكين، وقد رفض التوقف في منتصف الموسم وقام بإكماله، ولم يعلم العاملين معه في المسلسل إلا بعد انتهاء التصوير، ولقد تلقى العلاج في الفترة بين الموسم الرابع والخامس، واستعان ديكستر بباروكة في الموسم الخامس نظرًا لتساقط شعره بسبب العلاج الكيماوي، وقد تعافى سي هال بالفعل واستطاع التغلب على المرض.
– مايكل سي هال لم يكن الخيار الأول لدور ديكستر بل Jeremy Renner جيريمي رينمير، ولكنه اعتذر عن الدور نظرًا لقيامه بدور قاتل متسلسل في عمل أخر ولم يحبذ تكرار الدور مرة أخرى، ربما كان هذا من حسن حظنا وحسن حظ العمل.
– جميع الشخصيات التي توفت في العمل لم تعلم بحقيقة موتها إلا قبل حلقات قليلة من موتها.
– أنجل باتيستا ضابط حقيقي وعمل في سلاح الطيران قبل أن يتجه إلى التمثيل.
– ابن أنجل باتيستا عمل كبديل له في بعض الحلقات نظرًا لشبه الشديد بينهما ولم يلاحظ أحد تبدل الشخصية.
– لو كنت تتساءل عن عدد قتلى ديكستر طوال المواسم الثمانية فهو 134 قتيلًا بالضبط.
– عام 2008 تزوج مايكل سي هال من جينيفر كاربنتر التي تقوم بدور ديبرا أخته في العمل، ولكن انتهى الارتباط بالطلاق عام 2010.
– غرفة القتل التي يجهزها ديكستر في ساعات قليلة وربما أقل ضمن أحداث المسلسل، يقوم فريق العمل بتجهيزها في الواقع في 12 ساعة كاملة.
– المسلسل لم يصور في ميامي على الإطلاق بل في لونج بيتش بكاليفورنيا، وقد صورت لقطات في ميامي بدون طاقم العمل ليتم إضافتها للأحداث.
– جولي بينز “ريتا” قامت باختبار الكاميرا في البداية للعب دور “ديبرا” ولكن تغير الموقف وتم إعطائها دور ريتا بعد الاختبار.
– “جيف ليندسي” كاتب الرواية رفض تمامًا قيام “مايكل سي هال” بدور “ديكستر”، وكان يراه غير صالح لأداء الدور والإحساس به، ولكن المنتج أصر على أن يقوم “هال” بتجربة أداء، وقد غير “ليندسي” رأيه بعد أول جملة أداها “هال” في تجربة الأداء كديكستر، ليؤكد أنه قد أخطأ وأن الشخصية تلبست “سي هال” تمامًا.
– كان من المقرر أن ينتهي المسلسل بموت ديكستر ولكن شوتايم رفضوا تمامًا الفكرة وأصروا على إيجاد حل بديل وهو ما حدث.
في النهاية إن لم تكن قد شاهدت العمل من قبل فتأكد أنه قد فاتك ساعات طويلة من المتعة الخالصة لشخصيات رسمت بإحكام وسيناريو شيق وتطور ممتاز، هذا لن يمنع بعض الثغرات التي ستثير غيظك وخاصة نهاية العمل التي لا تليق بجودته وتميزه.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.