أفلام وثائقية تتحدث عن الإبداع والتصميم والنجاح

تعد الأفلام الوثائقية من أجمل الفنون البصرية، فهو فن قادر على تسليط الضوء على شخص أو حدث ما أو شرح فكرة معينة لتصبح واضحة لألاف بل الملايين من الناس بطريقة بصرية|سمعية ممتعة. سأقدم لكم مجموعة افلام وثائقية عن التصميم والابداع والنجاح، تتناول شخصيات مختلفة على كل الأصعدة والاهتمامات، فمنهم الطباخ المتقن لعمله ومنهم الرياضي المتفاني ومنهم الرسام الملاكم ومنهم المخاطر المجنون وحتى المهووس بألعاب الفيديو.

مالذي يجمع بينهم؟ كلهم يشتركون بميزة واحدة وهي التصميم والإرادة على تحقيق النجاح والوصول لهدفهم الذي وضعوه نصب أعينهم. لماذا عليك مشاهدة هذه الأفلام الوثائقية؟ لأنها ببساطة مليئة بالإلهام والتحفيز، فهي من النوعية التي ستدفعك باتجاه تحقيق ماتريد وبالتأكيد متابعة الشخصيات الموجودة في هذه الأفلام ستعطيك نظرة جديدة على الحياة وطريقة تعاملك معها … واقتباسا من إحدى حملات شركة أبل الاعلانية:

أول اختيار من اللائحة هو فيلم وثائقي أمريكي من انتاج عام 2008 يتحدث عن الفن الياباني التقليدي لطي الورق (أوريغامي – Origami). الفيلم من اخراج Vanessa Gould وحصل على جائزة Peabody لجودة الانتاج عام 2010.

ضم الفيلم مجموعة من أهم فناني هذا المجال مثل Erik و Martin Demaine، Tom Hull، Éric Joisel، Satoshi Kamiya و المبدع Akira Yoshizawa الفنان الياباني الذي أتقن فن الأوريغامي وأعتُبر أعظم من احترف هذه المهارة اليدوية، والذي يعود إليه الفضل لرفعه من حرفة تقليدية إلى فن حياة.

يتحدث الفيلم عن 10 قصص وحوارات متعددة مع عشرة أشخاص من مجالات مهنية مختلفة (منهم العالم والبروفيسور) تركوا وظائفهم وأشغالهم ليتفرغوا تماما لفن طي الورق محاولين من خلاله كشف العلاقة بين العلم والفن.

كما يتطرق الفيلم للعديد من تقنيات الطي والرمزية والغاية من هذا الفن الرائع مما يجعلك تصل لتساؤل، هل يمكن لقطعة ورق مربعة الشكل أن تكون مجازاً تعبيرياً للتغيير الذي يمكن أن يحدث في داخل أي شخص منا؟

****************************

فيلم وثائقي أمريكي من انتاج عام 2010 من توقيع المخرج Richard Press والمنتج Philip Gefter. يتحدث الفيلم عن حياة المصور الأمريكي المبدع Bill Cunningham مصور قسم الموضة والأزياء في صحيفة The New York Times.

يتناول الفيلم مجمل أعمال هذا المصور الهادئ والمحافظ الذي لازال مستمرا في عمله الممتد لأكثر من 5 عقود ممتطياً دراجته الهوائية من طراز Schwinn (والتي سُرقت منه 27 مرة) وحاملاً حول عنقه كاميرته الـ Nikon ليتجول بين شوارع وأزقة مدينة نيويورك (التفاحة الكبيرة) ليلتقط أجمل الصور التي تعبر عن موضة الشارع السائدة من خلال عدسته المبدعة.  كما يحكي الفيلم عن مدى تأثير بيل على هذا المجال الفني من خلال مقابلات أجريت مع أهم شخصيات مدينة نيويورك.

حصل الفيلم على العديد من الجوائز من بينها جائزة أفضل وثائقي من مهرجان Nantucket السينمائي عام 2010 وجائزة أفضل وثائقي من مهرجان أبوظبي الدولي للأفلام 2010.

****************************

يتابع الفيلم الوثائقي الأمريكي هذا الذي صدرَ عام 2010 تطورات وأحداث المسابقة Meilleur Ouvrier de France التي تعد المسابقة الحرفية الأشهر والأرفع مستوى في فرنسا، والتي يقوم بالتحضير لها مجموعة من أشهر الطهاة الفرنسيين العالميين ليتباروا في مجال المعجنات أو المخبوزات الفرنسية.

يقوم الفيلم بالتركيز على الشيف Jacquy Pfeiffer، أحد مؤسسي معهد شيكاغو للمعجنات الفرنسية، وواحد من المتسابقين النهائيين الـ 16 الذين تم اختيارهم لإكمال المسابقة، ويقوم بتصوير الأحداث اليومية التي تحصل معه وهو يحضر ويقوم بالاستعداد للمسابقة.

ينفرد الفيلم بكونه أول توثيق بصري لهذه المسابقة التخصصية المميزة التي تتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقراً لها، والتي لم يسبق أن يتم تصوير أحداثها قبل هذا الفيلم. ويحاول الفيلم ابراز أهمية التعليم المهني وكيف يمكنه أن يوصل الأشخاص المحترفين إلى العالمية والشهرة والثراء التي عادة ما تكون سمات مرافقة للمتعلمين الأكاديميين فقط.

الفيلم من إخراج  Chris Hegedus و D. A. Pennebaker وتم عرضه في العديد من المهرجانات العالمية مثل Berlin International Film Festival و Los Angeles Film Festival وInternational Documentary Film Festival Amsterdam وحصل على تشييد من النقاد العالميين. ممتع جدا لأي محب للطعام بشكل عام والمعجنات الفرنسية بشكل خاص.

****************************

تعد أحداث هذا الفيلم الوثائقي الأمريكي عن الإرادة والتصميم غريبة بعض الشيء، فهو يتناول العلاقة التنافسية بين كل من Billy Mitchell أحد مواطني فلوريدا المعتد بنفسه كثيراً وذلك لتحقيقه أعلى مجموع نقاط في كل من لعبتي الفيديو Donkey Kong و Centipede.

على الطرف الآخر من المنافسة نتعرّف على Steve Wiebe من سكان واشنطن وأحد الموظفين السابقين لشركة بوينج للطائرات ذي الحظ المتعثر دائما حسب رأي أهله وأصدقائه. بعد خروجه من شركة بوينج بدأ ستيف بقضاء وقته في التعليم والدراسة والاستمتاع في وقت فراغه بلعب لعبة الفيديو الشهيرة Donkey Kong وذلك على منصة ألعاب arcade اشتراها خصيصا للموضوع ووضعها في كاراج سيارات المنزل.

بعد أن يعلم ستيف بقصة بيلي ومجموع النقاط القياسي الذي حققه في هذه اللعبة (874,300 نقطة) يبدأ بالتركيز على احتراف اللعبة لتحقيق مجموع نقاط أعلى من مجموع بيلي، ومن هنا تبدأ التحديات وتبادل الاتهامات بين الطرفين من خلال هذه الملحمة القتالية في ألعاب الفيديو.

تم تصوير أكثر من 300 ساعة لإنتاج هذا الفيلم الوثائقي الذي صدر عام 2007 وهو من إخراج Seth Gordon وقوبل بتقييم إيجابي عارم من النقاد. الفيلم ممتع جدا لكل المهتمين بألعاب الفيديو القديمة ويصور الأجواء الحماسية التي تحصل في صالات ألعاب الفيديو خاصة عند تحقيق رقم قياسي جديد. ويبدو أنه سيتم انتاج فيلم سينمائي ستدور أحداثه حول القصة الحقيقية من بطولة ممثلين معروفين ولكن لا يوجد تأكيد عن الموضوع حتى الآن.

****************************

أما بالنسبة لهذا الفيلم الوثائقي الأمريكي الذي صدر عام 2009 فإن أحداثه تدور حول John Brzenk البطل العالمي الأمريكي في المصارعة الذراعية Arm wrestling . إذا كنت من متابعي هذه الرياضة فستعرف بالتأكيد أن ما يمثله جون برزينك (الملقب بالفتى الذهبي) لهذه الرياضة هو ما يمثله الأسطورة مايكل جوردان بالنسبة لكرة السلة أو محمد علي بالنسبة للملاكمة، فبعد أكثر من 25 سنة من البطولات العالمية في هذه المسابقة وتحقيق العديد والعديد من الانتصارات والالقاب التي قد تبدو مستحيلة على جسم الانسان وفرض نفسه البطل المغوار لهذه الرياضة منذ عام 1983 يبدأ جون بالتساؤل: متى عليه الانسحاب و تسليم الراية للجيل التالي؟

يصور الفيلم أيضاً رجلين آخرين يمكن اعتبارهما كخليفتين لبرزينك، وهما: Alexey Voevoda الروسي الجنسية القادم من خلفية عسكرية ويحلم بأن يصبح أول بطل روسي لهذه المصارعة، و Travis Bagent الأمريكي اليافع السن والمتابع الشغوف للبطل Brzenk منذ طفولته والذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لهذا العرش.

الفيلم من اخراج Vassiliki Khonsari و  Sevan Matossian وتم تصويره خلال مدة 4 سنوات في عدة بلدان مثل أمريكا واليابان وبولندا وروسيا وغيرها… ولست بحاجة لأن تكون من محبي هذه الرياضة لتستمتع بهذا الفيلم الذي سيجعلك تنتظر معرفة نهاية التحدي المرتقب بين البطل وخصومه الآخرين. كما يمكنك أن تتعلم منه بعض الاستراتيجيات التي ستساعدك في التغلب على خصومك إذا أردت ممارسة هذه الرياضة مستقبلا.

****************************

يتحدث هذا الفيلم الوثائقي الأمريكي الذي صدر عام 2011 عن قصة جيرو أونو البالغ من العمر 85، والذي يعتبره الكثيرون أعظم طاه للسوشي في العالم. وهو مالك لمطعم Sukiyabashi Jiro الذي يتسع لـ 10 مقاعد فقط ولايقدم سوى السوشي.

يقبع هذا المطعم الصغير تحت الأرض في أحد زوايا محطة مترو طوكيو، وعلى الرغم من مظهره المتواضع جدا، إلا أنه المطعم الأول من نوعه الذي حصل على 3 نجوم ميشلان التقديرية والتي هي عبارة عن تقييم لأفضل الفنادق والمطاعم المرموقة العالمية، وأصبح وجهة لمحبي السوشي من جميع أنحاء العالم، ويحتاجون لعدة أشهر لإجراء حجز مقدم به حيث يبدأ السعر من حوالي 350$ للحصول على مقعد وتناول وجبة في مطعم السوشي هذا.

محور قصة الفيلم هو علاقة جيرو الأب مع ابنه البكر يوشيكازو، الذي يعد الوريث الطبيعي لإرث جيرو، ولكنه لا يستطيع أن يرقى إلى مستوى قدراته الكاملة في ظل أبيه الذي يطمح للكمال.

سيمنحك الفيلم الذي كان من اخراج David Gelb، فرصة مشاهدة فنان مبدع ومتقن لحرفته وهو يقوم بعمله على أكمل وجه، إضافة لذلك سيجعلك تتمنى تناول السوشي بعد الانتهاء من مشاهدته، كما أنه يستعرض أيضا أمور هامة في الحياة مثل الطموح للكمال لحد الهوس بموضوع ما. تم اختيار الفيلم ضمن المجموعة الرسمية لمهرجان Tribeca السينمائي.

****************************

فيلم وثائقي أمريكي صدر عام 2013 من انتاج واخراج وتصوير Zachary Heinzerling. يركز الفيلم على قصة زوجين، الرسام الملاكم Ushio Shinohara وزوجته Noriko وعلاقتهما الإبداعية الفوضوية التي كُرّست للفن وامتدت لأكثر من 40 عاما واستطاع المخرج أن يحتويها من خلال هذا الفيلم الرائع.

Ushio Shinohara هو واحد من أولئك الفنانين غير التقليديين، فهو يستخدم رياضة الملاكمة لرسم لوحاته الجدارية بمساعدة زوجته المخلصة Noriko ولكن حتى الآن لم يحظ بالنجاح أو الانتشار الذي يسعى له. بالمقابل تحاول زوجته السعي وراء حلمها الفني الخاص بها وتحقيق هويتها الفنية التي لا تقل ابداعا عن زوجها.

يتمتع الفيلم بجمالية خاصة، فقد استطاع أن يجسد حياة فنانين بطريقة شفافة جدا يصعب عادة تحقيقها دون وجود بعض المبالغات أو تحوير في الأحداث الحقيقية. حصل الفيلم على عدد من الجوائز العالمية مثل جائزة أفضل مخرج من مهرجان Sundance السينمائي عام 2013.

****************************

يتناول هذا الفيلم الوثائقي الأمريكي الذي تم انتاجه عام 2011 قصة حياة 6 أشخاص يافعين من جنسيات مختلفة وهم يُحضّرون لمسابقة الرقص الأمريكية Youth America Grand Prix وهي واحدة من أهم المسابقات السنوية التي تقام في مدينة نيويورك للأعمار بين 9 و 19 سنة، ليتمكنوا من الحصول على مكان في أحد المعاهد المتخصصة في رقص الباليه، فهل سيكون بمقدورهم تحقيق حلمهم؟

يتابع الفيلم الذي كان من إخراج Bess Kargman، التحضيرات والتدريبات المكثفة التي قام بها المتسابقون الستة فيما يمكن أن يعتبروه نقطة التحول الأهم في حياتهم. أما بالنسبة لاسم الفيلم فهو مستوحى من واحدة من وضعيات البدء الأساسية في رقص الباليه الكلاسيكي.

استطاع الفيلم أن يسلط الضوء بطريقة جذابة على بعض المهارات التي يجب على راقصي الباليه اكتسابها والتدرّب عليها لتبدو بالشكل الأنيق والجذاب الذي عادة ما نشاهده في استعراضات الباليه. وأظهر مدى جدية وتفاني المتسابقين على الرغم من صغر سنهم للنجاح ورغبتهم في تخطي الصعاب.

حصل الفيلم على جائزة أفضل وثائقي من مهرجان Portland السينمائي الدولي وجائزة الجمهور من مهرجان DOC NYC بالإضافة لغيرها.

****************************

فيلم وثائقي بريطاني من انتاج عام 2010 ويتناول قصة حياة البطل الأسطوري لسباق سيارات الفورمولا 1، البرازيلي Ayrton Senna.

تُركّز مجريات الفيلم على المسيرة المهنية وسطوع نجم سينا في سباق السيارات فورمولا 1 منذ ظهوره أول مرة عام 1984 في بطولة البرازيل مع تسليط الضوء على المنافسة التي كانت بينه وبين زميله في الفريق المتسابق Alain Prost.

يعتمد الفيلم بمعظمه على مقاطع فيديو من أرشيف البطولات بالإضافة لبعض التسجيلات المقدمة من قبل عائلة سينا بدلا من عمل لقاءات ومقابلات مع أشخاص آخرين ليتكلموا عن علاقتهم مع البطل، كما أنه لا يحوي أي تعليق مرافق للفيديو كما تجري العادة مع الأفلام الوثائقية.

يُظهِر الفيلم التنافس الشديد الذي كان قائماً بينه وبين بروست كما يظهر الجانب الإنساني من شخصية سينا وهو يشهد الحوادث المميتة لزملائه وخصومه المتسابقين ومحاولته الدائمة لتحسين مستوى الأمان في هذه الرياضة الخطيرة.

حصد الفيلم العديد من الجوائز الهامة، منها جائزة أفضل فيلم وثائقي وأفضل مونتاج من BAFTA وغيرها.

****************************

فيلم بريطاني آخر من انتاج عام 2008 واخراج James Marsh. يروي الفيلم أحداث عام 1974 عندما قام المخاطر Philippe Petit بالمشي على الحبل الواصل بين برجي التجارة العالميين واستمر هذا التحدي لحوالي الساعة وهو مُعلّق في الأجواء. واسم الفيلم مستوحى من تقرير ضبط الشرطة عندما تم القاء القبض على فيليب.

تم تصوير الفيلم بطريقة مثيرة تجعله وكأنه فيلم سرقة مظهرا تسجيلات من الأرشيف لمحاولات التدريب والإعداد لهذه المخاطرة المجنونة بالإضافة لصور فوتوغرافية ومقابلات مع كل من شارك بالإعداد له لتوثيق الحدث بالكامل.

حاز الفيلم على عدة جوائز من مهرجان Sundance السينمائي وأفضل فيلم بريطاني من مهرجان BAFTA وجائزة أوسكار لأفضل وثائقي.

تم انتاج نسخة سينمائية من الفيلم بعنوان The Walk عام 2015 من كتابة وانتاج واخراج المبدع Robert Zemeckis وبطولة Joseph Gordon-Levitt بدور فيليب بيتيت.

****************************

فيلم وثائقي كندي من انتاج عام 2010 واخراج كل من Michèle Hozer و Peter Raymon يتناول موضوعه حياة الموسيقار المبدع والغامض Glenn Gould.

يُعد جلين جولد واحد من أهم وأبرع عازفي البيانو الكلاسيكي في القرن العشرين وأكثرهم غموضاً، فبعد مضي ثلاثة عقود على موته لازال العالم يحاول فهم الشغف والدافع المحرك وراء عبقريته الموسيقية.

يحاول الفيلم توضيح الحقيقة وكشف الغموض الذي يلتف حول حياة هذا الموسيقار المبدع الذي لُقّب بالعديد بالألقاب من بينها الجنون، وذلك من خلال مقابلات مع الأشخاص الذين كانوا على مقربة منه ويعرفونه تماما مثل عشيقته، مدير أعماله ومساعده الشخصي بالإضافة لتسجيلات فيديو منزلية لم يكشف عنها قبل عرض هذا الفيلم.

يُعد هذا الفيلم بمثابة متعة للعين والأذن وسيكون بمثابة تعريف عن هذا الفنان الذي لا يعرفه الكثيرون من جيلنا الحالي. وقد حصل الفيلم على جائزة أفضل وثائقي عن سيرة ذاتية من مهرجان Gemini Awards عام 2010.

****************************

حتى إن لم تكن من محبّي الأفلام الوثائقية ستقدّم لك هذه اللوحات المتنوعة تجربة ترفيهية فريدة من نوعها، فضلاً عن المعاني والرسائل المهمة التي توجهها إلى المشاهد مباشرةً. لكن إذا كنت من هؤلاء المتابعين الشغوفين للأفلام الوثائقية، يمكنك ذكر بعض الأعمال المثيرة للاهتمام في هذا المجال..