دليلك الكامل لتفسير الفيلم الأكثر غموضًا “Donnie Darko”
11 د
ظهر في الثاني من أكتوبر عام 1988 لـ (دوني داركو) الفتى المُراهق المُضطرب عقليًا مخلوقًا غريب الشكل على هيئة أرنب عملاق، والذي يخبرهُ بأنّ العالم سينتهي خلال 28 يوم. بعد ذلك بدقائق يسقط من السماء مُحرك طائرة ضخم مصطدمًا بغرفة (دوني) الخالية ومُدمرًا لمنزله. هذه هي بداية القصة والتي ليست بأغرب ما فيها.
لا أنصحك بقراءة هذا المقال إن لم تكن شاهدت الفيلم مرةً واحدة على الأقل، وإذا كنت مثل الكثيرين الذين شاهدوه فور إصداره أي منذ 17 عام أو بعدها بقليل، فلابد وأن تشاهده مرةً أخرى لأنّك على الأغلب ستجد صعوبةً في إدراك كل التفاصيل حتى بعد شرحه المُفصّل هنا.
الإعلان الرسمي للفيلم
من حظ سيّئ إلى نجاحٍ كبير
خرج فيلم Donnie Darko للعالم في يوم 26 أكتوبر عام 2001 بعد أسابيع قليلة من أحداث 11 سبتمبر الأليمة فلم يلق نجاحًا يُذكر. أولًا لأنّه واحد من الأفلام المُعقدة التي لا تستهوي إلّا فئة معينة وقليلة من الناس، وثانيًا لأنّ العالم كله وقتها كان يتحسس من كلمة “طائرة”، فرفض الأمريكان تحديدًا أن يشاهدوا فيلمًا يبدأ بسقوط محرك طائرةٍ ما على بيتٍ في الضواحي مُوشكًا على قتل ساكنيه، ومسببًا حالةً كبيرةً من الذعر، ولكن تغير الأمر عندما صدرت النسخة الـ DVD له فعندها لاقى الفيلم قبولًا واسعًا بين الناس، وكان أول من أحبوه هم البريطانيون الذين بدأوا في الحديث عنه بشكل جيد، وبعدها شاع إعجاب العالم به .
قصة الفيلم مستوحاة من حادثة قديمة سمع عنها الكاتب (ريتشارد كيلي) عندما كان طفلًا من الأخبار عن ارتطام قطعة ضخمة من الثلج سقطت من على جناح طائرة بحجرة ولد صغير داخل منزله، والذي لحسن حظه لم يكن بداخلها وتمكن من النجاة من الموت.
كان (كيلي) في السادسة والعشرين من العمر عندما كتب قصة الفيلم وأصرّ على أن يُخرجهُ بنفسه حتى يستطيع أن يُظهره للعالم بالصورة التي أراداها له. عندما عرضهُ على المنتجين لم يتحمس له سوى النجمة الشابة وقتها (درو باري مور)، والتي شاركت بدور قصير ومؤثر في الفيلم.
فيلم ثانٍ وموقع إلكتروني لفك الغموض عن الفيلم
المُمتع في هذا الفيلم ألّا أحد ممن شاهدوه وقتها كان يعرف تمام المعرفة عما يتحدث هذا الفيلم، أو ماذا يريد الكاتب أن يخبرنا في نهاية الأمر، فقرر (كيلي) أخيرًا بعدها بثلاث سنوات أن يُزيل كل الغموض عن الفيلم بإصدار نُسخته المُعدّلة Director’s cut، والتي ظهرت فيها فصول الكتاب الذي يستند عليه تفسير الفيلم بشكل واضح على الشاشة، وفيها 20 دقيقةً تقريبًا مُضافةً للفيلم الأصلي، وبالتالي أصبح ممكنًا بعدها وضع تفسيرًا مقبولًا للأحداث مُعتمدًا على ما ورد بذلك الكتاب.
معظم شرح الفيلم في هذا المقال مأخوذ من الموقع الإلكتروني للفيلم، والذي يوجد به كل المعلومات عن الفيلم والأبطال، وشرح كامل للأحداث والتفسيرات المختلفة للفيلم، والتي من بينها أنّ (دوني) مريض نفسي وأنّ كل ما رآه وعاشه مجرد هلاوس، وأيضًا كتاب (فلسفة السفر عبر الزمن) الذي سنعرف عنه كل شيء بعد قليل، وحتى النص أو السيناريو الكامل لقصة الفيلم ستجده على الموقع.
28 يوم، 6 ساعات، 42 دقيقة، 12 ثانية، وينتهي العالم
السفر عبر الزمن هي فكرة الفيلم الرئيسية، وتم تقديمها في الفيلم عن طريق كتابين أحدهما حقيقى وتم ذكره بشكل عابر وهو “تاريخ موجز للزمن” لـ (ستيفن هوكنج)، والآخر خيالي وهو الكتاب الذي سنعتمد عليه عند تفسيرنا للفيلم، وهو “فلسفة السفر عبر الزمن” لـ (روبرتا سبارو) أو (الجدة مَوت)، كما اعتاد المراهقون في بلدة (دوني) أن يطلقوا عليها.
سنبدأ معًا بشرح كتاب (فلسفة السفر عبر الزمن)، وتطبيق ما جاء به ومقارنته بما حدث بالفيلم بدايةً من الثاني من أكتوبر عام 1988، حيث بدأت الأحداث، ولمدة 28 يوم بعدها حيثُ انتهت.
فلسفة السفر عبر الزمن
طبقًا لـ (روبرتا سبارو) هناك عالمين، العالَم الأصلي الذي نعيش فيه، وهناك العالم أو الكون المُتَمَاسّ وهو الذي سنعرف فيما بعد أنّ معظم أحداث الفيلم دارت فيه.
ملحوظة: اللغة المكتوب بها الكتاب هي الإنجليزية القديمة. لذا، سنجد بعض المصطلحات الغير مألوفة داخل فصول الكتاب، والتي حرصت عند نقلها للقارئ ألّا يتم تغيير معناها، أو استبدالها بمصطلحات أسهل حفاظًا على روح الكتاب العلمية.
الكون المُتَمَاسّ
(الزمن في الأصل هو بُعدٌ ثابت، ولكن نادرًا ما يحدث – ولأسباب لا نعرفها ولم تُذكر في الكتاب – خللٌ ما يجعل الزمن ينحرف عن مساره الطبيعي، وعندها يتشكل كونٌ آخر بديل للكون الأساسي، وهو كونٌ غير مستقر ويستمر لعدة أسابيع فقط قبل أن ينهار كليًا، ولكن انهيار الكون المُتَمَاسّ قد يسبب ثقبًا أسودًا قادرًا على تدمير العالم الأصلي أيضًا).
هذا هو ما حدث في الفيلم، حدث خطأ ما في مسار الزمن وتَشَكَّل الكون المُتَمَاسّ، والذي سيستمر لمدة 28 يوم كحياة بديلة للواقع، وبدأ بكلمة “استيقظ” التي أيقظ بها (فرانك) (دوني) عند منتصف الليل، ودفعه للخروج من المنزل قبل دقائق من سقوط مُحرِّك طائرة ضخم من السماء مُستقرًا في غرفة (دوني) تحديدًا.
الماء والمعدن
(عنصرا السفر عبر الزمن الأساسيين هما الماء والمعدن، فالماء عنصر فعال في خلق بوابات زمنية بين الأكوان، والمعدن عنصر أساسي لتكوين أداة أو جسم مُصَنّع لبدء كون مُتّمَاس).
ما يعني أنّ الماء عامل مساعد للسفر عبر الزمن، وأنّ الأشياء المعدنية قابلة للتنقل عبره.
الجسم المُصَنّع
(عندما يبدأ الكون المُتَمَاسّ سيظهر بشكل تلقائي جسم مُصَنَّع من قبل الإنسان، وهو دائمًا ما يكون من المعدن، وظهوره هو أول علامة على بداية الكون المُتَمَاسّ).
عندما توقف الزمن عن العالم الأصلي وتشّكَل الكون المُتَمَاسّ، ظهرت شخصية (فرانك) والذي لظهوره أهمية كبرى سنعرفها لاحقًا، وظهر بعدها مُحرك الطائرة الذي لم يعرف أحد من أين سقط، وهو ما يُمثل الجسم أو الأداة المُصنّعة التي ذُكرت في الكتاب باعتبارها دليل على أنّنا انتقلنا عبر الزمن لكونٍ آخر.
من المهم أن نعرف أنّ ظهور (فرانك) والجسم المُصَنّع ليسا سببًا لِتَشكُل الكون المُتَمَاسّ، بل هما نتيجة له، وكما ذكرنا فالسبب لم يرد ذكره في الكتاب على كونه نتيجةً لخطأ أو خلل ما حدث في الزمن.
المُستَلِم الحي
(هو الشخص الذي تم اختياره – لسبب لا نعرفه أيضًا – والذي تقع عليه مهمة أن يُرشد الجسم المُصَنّع خارج الكون المُتَمَاسّ ليعود لمكانه الأصلي في الكون الأساسي، والمُستَلِم الحي لابد أن يتمتع بقوى خارقة لتساعده على ذلك مثل: القوة الجسمانية، القدرة على التحريك عن بُعد، السيطرة على الأفكار وأيضًا القدرة على استحضار الماء والنار. ينتاب المُستَلِم الحي أحيانًا بعض الأحلام المُخيفة والهلاوس السمعية والبصرية، وذلك خلال وجوده في الكون المُتَمَاسّ. كل ما يحدث حول المُستَلِم الحي من أحداث أومواقف مع أشخاص معينين حوله، هو في الحقيقة يحدث كنوع من التلاعب لأهداف مُحددة سنعرفها لاحقًا).
من الواضح هنا أنّ “دوني” هنا هو المُستَلِم الحي الذي تقع على عاتقه مهمة إنقاذ الكون، وذلك عن طريق أن يُعيد مُحرك الطائرة أو الجسم المُصّنع للكون الأصلي قبل أن ينهار الكون المُتَمَاسّ، فنراه استخدم قوته الجسمانية الهائلة كي يغرس فأس في رأس تمثال المدرسة المصنوع من الصُلب، واستخدمه أيضًا لكسر أنابيب المياه وإغراق المدرسة، واستخدم النار لحرق منزل “كانينجهام”.
مع العلم أنّ (دوني) لم يكن يعرف في ذلك الوقت لماذا يفعل هذه الأشياء التي أمَره (فرانك) أن يفعلها، ولكنه بمرور الوقت والأحداث أدرك أنّ لكل فعلٍ منها سبب وتأثير مهم سيقوده نحو مصيره المحتوم.
وأخيرًا … استخدم التحريك عن بُعد في نهاية الفيلم كي يقتلع مُحَرك الطائرة التي رآها في السماء من مكانه مُعيدًا إياه عبر البوابة الزمنية إلى الكون الأصلي.
المُتلاعبون الأحياء
(المُتلاعبون الأحياء هم عادةً أقرب الأشخاص للمُستَلِم الحي، ودورهم أن يُرشدوه لمهمته ويساعدوه على تحقيقها بأي شكلٍ كان حتى وإن كانت أفعالهم شاذةً أو عنيفةً أو غير منطقية).
كل الأشخاص في الكون المُتمَاسّ تقريبًا كانوا يدفعون (دوني) لا شعوريًا لكي يفهم دوره المصيري في إنقاذ الكون، وأهمهم والديه وطبيبته النفسية و مُدرّسينه وحتى (روبرتا سبارو) نفسها.
فمثلًا سنجد أنّ (كارين بومري) مُدرّسة (دوني) في المدرسة ستخبره بشكل عفوي بأنّ كلمة “باب القبو” هي أجمل كلمة في اللغة الإنجليزية، وهي الكلمة التي سترشده فيما بعد لمكان (روبرتا سبارو)، وهو الحدث الذي سيؤدي الى توالي الأحداث الأهم في الفيلم.
المتلاعبون الأموات
(المُتلاعبون الأموات هم الأشخاص الذين ماتوا خلال تواجدهم في الكون المُتمَاسّ ولديهم قدرات تفوق قدرات المُستَلِم الحي، ويستطيعون التواصل معه باي شكلٍ يريدونه، وهم أيضًا من سيقومون بنصب فخ الضمان له حتى لا يتركون له أي خيار آخر سوى إعادة الجسم المُصَنّع الى الكون الأساسي).
قرب نهاية الفيلم تقريبًا تعرّفنا على (فرانك) في شكله الآدمي، وهو صديق لأخت (دوني) الشابة. (فرانك) كان حاضرًا لحفل عيد الهلع في بيت (دوني) مُرتديًا لباس الأرنب ذو الوجه المعدني، كما ظهر لـ(دوني) أول مرة، و رأينا تتابع الأحداث التي دفعت (دوني) لأن يقتله ليصبح حينها “مُتلاعب ميت” يمكنه أن يعود بالزمن ليظهر لـ(دوني) في البداية مُنقذًا إياه من الموت مُنسحقًا بواسطة مُحرك الطائرة، وداعيًا له فيما بعد بأن يتبعه وينفذ ما يأمره به. كان (فرانك) هنا كالشبح العكسي والذي يظهر قبل موته وليس بعده.
(جريتىشن) هي الأخرى “مُتلاعبة ميتة” تم قتلها بواسطة (فرانك) في الكون المُتَمَاسّ، وهذه ليست بمصادفة طبعًا لأنّ موتها كان دافعًا عظيمًا لـ (دوني) لأن يُعيدها الى الحياة مجددًا في الكون الأصلي. لذا، كان على (دوني) أن يضمن أنَّ انهيار الكون المُتَمَاسّ لن يؤثر على الكون الأصلي ويدفعه إلى الانهيار بدوره.
فخ الضمان
(المتلاعبون الميّتون دورهم أن ينصبوا فخًا للمُستَلِم الحي كي يضمنوا بأنّه سيُرسل الجسم المُصَنّع من الكون المُتَمَاسّ إلى الكون الأصلي حتى ينقذوا أنفسهم من الهلاك).
كل الأحداث في الكون المُتَمَاسّ ليست عفويةً أو من قبيل الصدفة، كل الأشخاص سيتآمرون على “المُستَلِم الحيّ” وسينصبون له فخًا ليجعله يقوم بدوره الذي أُسند له.
ذكرنا من قبل أنّ كل ما فعله (دوني) من أحداث تبدو عنيفةً أو مؤذيةً هي في الحقيقة كان لابد من حدوثها ليتمكن من الوصول لغايته، فمثلًا عندما أغرق (دوني) مدرسته بالمياه بعدما طلب منه (فرانك) هذا، أُغلقت المدرسة في ذلك اليوم وقابل (جريتشن) وبدأت تربطهما علاقة عاطفية. عندما يسأل (فرانك) (دوني) عما إذا كان يؤمن بالسفر عبر الزمن أم لا، سيتحدث (دوني) مع (د.مونيتوف) والذي سيعطيه كتاب “فلسفة السفر عبر الزمن”، وسيكتشف (دوني) أنّ (روبرتا سبارو) والتي كانت مُدرّسةً للعلوم بمدرسته سابقًا هي نفسها “الجدة موت” أو العجوز الخرفة التي يعرفها الجميع في بلدته، وهي التي قابلها ذات يوم لتهمس في أذنه بجملة مُقبضة وغريبة: “كل مخلوق حي على هذه الأرض سيموت وحيدًا”
في مشهد رائع نرى (دوني) يُجادل (كيتي فارمر) مُدرّسَته المتحيزة بشكل أعمى لـ (جون كانينجهام) المُتحدِّث التحفيزي الشهير ويَسُبّها مما يؤدي في النهاية إلى حرمان (دوني) من حضور كل الأنشطة المدرسية الليليّة، وبالتالي لن يتمكن من حضور عرض المواهب الذي أقامته المدرسة، وسيذهب للسينما مع (جريتشن) وفي تلك الليلة سيرى (فرانك) في صورته الآدمية، والذي سيوحى إليه بشكلٍ ما أن يقوم بحرق منزل (كانينجهام)، والذي بفضل ذلك ستنكشف ممارساته القذرة بخصوص الأطفال.
لو ربطنا كل ما سبق ببعض وخاصةً عند وصولنا للنهاية الدرامية للأحداث عندما تُقتل (جريتشن)، وعندما يصير (دوني) قاتلًا هو الآخر، فسنجد أنّ (دوني) لم يعد له خيار بالفعل سوى أن ينتهي هذا الكون الافتراضي ويبدأ الكون الأصلي بسلام، وعندها وبمساعدة كتاب (روبرتا سبارو)، علم ما عليه أن يفعله كي يمحو الـ28 يوما ويعود بالزمن حيث كانت (جريتشن) لاتزال حيةً.
النهاية
في نهاية الفيلم ستظهر دوامة فوق منزل (دوني)، وستظهر أيضًا الطائرة التي تقل أمه وأخته الصغرى عائدتين إلى المنزل وتقترب من منزل (دوني)، وعندها (دوني) يقوم باستخدم قوته في التحريك عن بُعد ليقتلع المحرك من مكانه ليخلق بوابةً زمنيةً من الماء – كما في الكتاب – مُعيدًا المُحرك أو الجسم المُصّنع إلى الكون الأصلي.
وعندها سينهار العالم المُتَمَاس بأمان وسيستمر الكون الأصلي من حيث وقف ليعود الزمن للثاني من أكتوبر مجددًا، وتُصبح أحداث الـ28 يوم كأنّها لم تكن مطلقًا.
يستيقظ (دوني) من نومه ضاحكًا، ثم يعود ليكمل نومه وعلى وجهه علامات الرضا، ربما لأنّه أدرك أن مهمته نجحت وأنّه عاد الى الكون الأصلي أخيرًا، وربما ظنًا منه أنّ ما مر به لم يكن سوى حُلم سيّئ وانتهى، ولكن للأسف المُحرك الذي أرسله عبر الزمن يعود مجددًا ليسقط في غرفته ساحقًا جسده، وعندها يموت (دوني).
الأحلام
في الفصل الأخير من الكتاب والذي بعنوان “الأحلام” تُخبرنا (روبرتا) بأنّ بعض المُتلاعبين سيُطاردون في نومهم بالتجارب التي عاشوها خلال الكون المُتَمَاس، وسنجد هذا واضحًا في نهاية الفيلم في المشهد الذي يستيقظ فيه المتلاعبون من نومهم في الكون الأصلي وعلى وجههم علامات حيرة وتأثر بالأحداث التي ظنوها أحلام، فـ (فرانك) مثلًا لمس عينه التي أصابها (دوني) في الكون المُتَمَاس، و(جون كانينجهام) استيقظ باكيًا من نومه دلالة على شعوره بالخزي من نفسه، أمّا (جريتشن) فعندما استيقظت من نومها مرّت ببيت (دوني)، ولوّحت بيدها لأمه بالرغم من أنّهما لم يتقابلا من قبل مما يدل على أنّ الأحداث التي عاشوها قد تركت بعض الأثر في نفسوهم.
هل كان لابد أن يموت (دوني)؟
الشيء المؤسف بخصوص موت (دوني) أنّه لم يُكن محتّمًا كي يتمكن من إنقاذ العالم كما يظن الكثيرون، فمن وجهة نظر علمية موت (دوني) لم يُكن ليُضيف شيئًا، ففور إعادة المُحرك عبر البوابة الزمنية قبل أن ينهار الكون المُتمَاسّ، عاد كل شيء كما كان من حيث توقف، وسيستكمل الزمن مساره الطبيعي دون حاجته إلى موت (دوني) الذي لو كان خرج من غرفته قبل أن يصطدم المحرك بها لكان تفادى الارتطام، ولعاش بسلام مثلما عاشت من قبله (روبرتا سبارو)، فهي مثلما يتضح لنا الآن كانت “مستَلِم حي” في وقتٍ ما، وإلّا فكيف علمت كل شي بخصوص السفر عبر الزمن، وكيف كتبت الكتاب بكل تفاصيله الدقيقة هذه؟
أحد أهم الأسئلة التي وُجهت للفيلم كان عن ماهية القوة العظيمة التي كانت خلف سلوك كل المتلاعبين، والتي تحركهم كيفما تشاء من أجل إنقاذ العالم، وعن تسلسل الأحداث المنطقي الذي قاد (دوني) في النهاية لنجاح الخطة التي رُسمت له بدقة. ظهرت الإجابة بشكل عابر في حوار (دوني) مع طبيبته النفسية عندما أخبرها بأنّه يؤمن بأنّ الله وضع مسارًا مُحددًا لكل شخص لكي يقوده لمصيره المحتوم.
أحداث ما بعد الفيلم
من الأشياء الظريفة الموجودة على الموقع الإلكتروني هي تصور للأحداث بعد نهاية الفيلم، فمثلًا (جون كاننيجهام) سيقتل نفسه بعد عشرة أيام من موت (دوني)، و (روبرتا سبارو) ستموت أخيراً في ديسمبر 1988. سيتزوج (د.مونيتوف) من (د. بومري) ولكنه سيموت في ظروف غامضة عام 1999 وستُرسل (د.بومري) النسخة الخاصة به من كتاب (فلسفة السفر عبر الزمن) لمكتبة الكونجرس مع رسالة من كلمتين: “الرجاء تفحصه”.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
شكرا فهمت كل حبكة الفيلم الان لكن للأسف بقي لدي سؤالان لم تتم الإجابة عليهما:
أولا :اذا كانت غرينتش ميتة مثل فرانك فلماذا لم تقم باي عمل يساعد في مسار دوني لانقاذ نفسها و العالم
ثانيا : لماذا فرانك انقذ دوني في اول الفيلم اليس ذللك الفعل يؤدي الى خلق البعد المزيف وايضا موته
من افضل المواقع مناقشة للأفلام.