أقوى مسلسلات أنمي درامية: حبكات وقصص تخلب الألباب

الأمر هنا مختلف بعض الشيء، فهذه ليست مسلسلات درامية يخرج فيها البشر متمثلين بصورتهم الحية مقدمين عاصفة من المشاعر الحزينة والاضطرابات العميقة والتي قد تصدم بنا بشكل أو بآخر فتدفعنا للبكاء، أو تدخلنا في نوبة حزن قد تستمر بعض الوقت، حتى يتسنى لنا نسيان تلك العاصفة.

الأنمي هو ذلك الفن الذي استطاع أن يحاكي مشاعر البشر بصورة أكثر من رائعة، وبتقنية درامية هادئة بعض الشيء ومنفعلة أحياناً أخرى، وأظن أن مبتكري ورواد الأنمي في اليابان قد نجحوا في أن يخرجوا براعتهم الدرامية في تلك الصور المؤلمة من الأنمي، والتي على الرغم من أنها لا تأتي بنفس جودة وصور أفلام ديزني على سبيل المثال، لكننا نحبها كذلك، فلو أصبح الأنمي شبيها بديزني، فلن يشاهده أحد.

وفي التقرير التالي، نقدم لكم في أراجيك فن أفضل 5 مسلسلات أنمي درامية، حازت على إعجاب ملايين المشاهدين.

لو كنت ممن يحبون الأعمال الدرامية التي يندمج فيها الحزن بالرعب النفسي والكثير من الـ Plot Twists والمفاجآت، فلن تجد أفضل ميراي ناكاي، أو كما يعرف بالإنجليزية “مذكرات مستقبلية” وهو واحد من أقوى وأغرب أعمال الأنمي التي يمكن أن يشاهدها عشاق الأعمال الدرامية.

تدور القصة حول لعبة من ألعاب البقاء، تتحكم في مصير العالم، يحاول كل المتسابقين فيها أن ينجو بحياته، ويتلقون المساعدة من بعض المذكرات التي كتبت في المستقبل، أي بعد زمن وجودهم في اللعبة، وكيف يمكن لكل ذلك أن يتحكم في مصيرهم وفي مصير العالم.

باختصار، يمكن القول إن تجربة “مذكرات مستقبلية” من أقوى تجارب الأنمي الدرامية التي يمكن مشاهدتها على الإطلاق.

هل تخيلت ذات يوم أن يكون حزنك على فقدان شخص عزيز عليك، بوابة لدخول عالم أكثر حزناً وألماً، عالماً لم تكن تتخيل أنك بداخله في يوم من الأيام، لو راودتك هذه الفكرة في يوم من الأيام، فلربما حان الوقت لتشاهده على الشاشة.

تدور قصة أنمي “محذوف” أو Erased بالإنجليزية، حول شاب في الثامنة عشر من عمره، تعرض لوفاة والدته، والتي دخل على أثرها في حالة مؤلمة من الحزن والألم، فكان نتاج ذلك أن وجد نفسه يعبر ممراً غير معروف للأذهان، ويرى تجارب موت الآخرين.

صار البطل يشاهد بنفسه كيف يمكن للذكريات المؤلمة أن تؤثر في مجرى الحياة، وكيف يمكن أن تغير من نظرة المرء إلى نفسه، لا سيما وإن كان ذلك بعد رؤية كيف عانى الآخرون.

وقد استطاع صناع ذلك الأنمي أن يقتربوا من أكثر النقاط حزناً وألماً في نفس البشر، فقدموها بصورة متميزة.

أقرأ أيضًا: قصة مسلسل Prison Break: عندما تعلق بين فضيلة العدالة وشهوة الانتقام

الجنود المجهولين دائماً في كل قصة قد يغيرون كل شيء، على الرغم من أنهم قد لا يستحوذوا على دور البطل في الحكاية.

في ذلك الأنمي فالأمر متعلق بالصداقة، بأولئك الذين يظهرون في أوقات الظلام فيحيلونه إلى ضياء ينير العيون، حيث تدور القصة حول شاب فقد والديه في حادث مأساوي، فدخل بعدها في حالة مؤلمة من الاكتئاب والحزن، حتى ظهر كيوسوكي، والذي نشأت بينهما صداقة قوية بعدما اقتنع بطل حكايتنا بأن ينضم “المخترقون الصغار”.

يمكن القول إن تجربة المخترقون، ربما ليست بقوة سابقيها، لكنها في الحقيقة من الأعمال التي تقدم فيضاً كبيراً من المشاعر والأفكار التي تعتمل داخل نفس المرء، بصورة قوية.

الأمر غريب بعض الشيء، غريب وغير مفهوم، وخرج بصورة بشرية ربما لم نتخيلها من قبل، كيف سيكون شكل الحياة المتخيلة بعد الموت؟!

بغض النظر عن كل الاختلافات التي تبدو تجاه الفكرة، إلا أن ذلك الأنمي قدم صورة غريبة عن شاب استيقظ ذات يوم ليجد نفسه فيما بعد نهاية الحياة، لكن الغريب، أنه وجد نفسه في مكان يشبه المدرسة، وسط أشخاص لم يقابلهم من قبل، ثم وجد نفسه في خضم معركة عُرض عليه أن يكون جزءاً منها حتى ولو غير إرادته.

القصة فلسفية درامية حزينة بامتياز، لكن الغريب فيها أن نطاق ما بعد الموت بالنسبة لها، يشبه الحياة كثيراً، وهو تفسير بشري، لكنها ومع ذلك تجربة جديرة بالمشاهدة.

كيف يمكن أن نتخيل السوداوية الناتجة عن تفشي الأمراض، وكيف يمكن أن يكون الخوف الناتج عنها درامي ومخيف وحزين، تلك الصورة التي ربما لم تفكر فيها كثير من أعمال الدراما الناجحة، قدمتها الأنمي بصورة متميزة.

يدور الأنمي حول فتاة تخرج إلى إحدى الجزر النائية صحبة أخيها الصغير، بعد زلزال مروع، تفشت بعده الأمراض والأوبئة، وما عاد بإمكان البشر مجابهة ذلك الخطر المستشري، بصورة تقليدية، وقد خرج المزيج الدرامي في ذلك العمل بصورة غاية في الروعة والدقة.

أي أنها ولمن يحب الدراما العميقة، ستمثل جرعة كافية بكل ما تحوي من فكر ومشاعر حقيقية.

أقرأ أيضًا: أهم أفلام الأنمي لعام 2019 حتى الآن