مسلسل الحرباية … هيفاء وهبي تنتصر مرة أخرى بـ”الدراما الشعبية”

لم أكن أنوي مشاهدة مسلسل الحرباية لأسباب تتعلق بي، ولكن سمعت الكثير عن المسلسل والأكثر كان الحديث عن أنّ هيفاء وهبي هي بطلة العمل، لا أنكر أنّ هيفاء لها تجارب ناجحة في الدراما والسينما المصرية، لذلك قررت المشاهدة  خصيصًا لمتابعة أداء هيفاء في المقام الأول، وفي المقام الثاني الحكم على العمل ككل، وإن كان البعض قد يخبرني أن بكرت في الحديث، ولكن الضجة حولخ، وبعض الكادرات التي انتقدها الكثيرون كان حافز للحديث المبكر.

سأحاول في المقال أن أتكلم عن مسلسل الحرباية ككل من وجهة نظري بالتأكيد، قد تجذبك وقد تغضبك، ولكن دعنا نتطرق لبناء هذا العمل الفني، كما أنّني سأتطرق للحديث عن الكادر الذي أصبح الأشهر على السوشيال ميديا ويعتبر “أمورس” للفنانة دينا من داخل المنزل، لمنذر رياحنة بلقطة “ميديم شوت”، وسأوضح وجهة نظر المخرج، وكيف خانه التعبير.

الخريطة الرمضانية … مسلسلات رمضان 2017 – الجزء الأول

في البداية سأتطرق للحديث عن أداء بعض الفنانين، وبالطبع أنّني أوضحت في البداية أنّ سبب مشاهدتي العمل هو رغبتي لمشاهدة بعض الفنانين على الأخص وتقييمهم.

هيفاء وهبي: هي الأكثر ظهورًا في الحلقات حتى الآن، وإن كان ظهورها غير طاغي على أحداث المسلسل وقدمت دور جيد، واستطاعت العمل على الدور من عدة نواحي: أولها اللهجة التي تنطق بها فهي تلك الفتاة الكلمات الإنجليزية، ولكن بدون تعلم، كما أنّها فتاة قليلة الخبرة وهو ما ظهر في “Body language” للشخصية، وأيضًا التحول الدرامي للشخصية كان ذا كتابة جيدة وأداء جيد، فهي في المسلسل تشبه المحطة التي تدور حولها الأحداث وتمر عليها القصص، وتتحرك جميعها وتتغير الأشخاص، فيما يحدث فقط تحول في الشخصية، بجانب العمل على رسم الشخصية، من حيث الطبيعة والبعد النفسي لها، وقدرتها على استقراء ما يدور حولها، وبالفعل الأداء كان سلس وبسيط، وبالتأكيد انتظر تطور درامي للأحداث ولشخصية ولأداء هيفاء ، ولكنها في المجمل فنانة جيدة  -بهذا العمل- .

دينا: الشخصية التي تلعبها دينا لطالما قدمتها من قبل، لذلك لم يكن صعب عليها إعادة  تمثيلها، وإن كان ما أقصده ليس التقليل من أداء دينا، ولكن التأكيد على أنّ الدور متمكنة منه للغاية، وحتى الآن قدمت هي الأخرى أداء منسجم مع العمل.

خالد كمال: فنان جيد قدم دور المنحرف ببراعة، وقدم مشاهد تمثيلية جيدة، وإن كنت غير متابع لأعماله ولكن قدم أداء جيد حتى الآن.

الخريطة الرمضانية … مسلسلات رمضان 2017 – الجزء الثاني

السيناريو لم يأتِ بجديد بل رأيناه في عشرات الأعمال بتفاصيل مشابهة مثل هرب فتاة وشقها لطريق النجاح لما تتمتع به من ذكاء وسرعة بديهة، الجانب الوحيد المختلف في العمل هو “الحرباية” والتي كانت السبب الرئيسي في بناء شخصية البطل في العمل، وعلى الرغم من عدم مشاهدتي سوى ما يقرب من ثلث حلقات المسلسل، إلّا أنّه محافظ على إيقاع متزن، والفضل في ذلك يرجع إلى كثرة التداخلات الدرامية في المسلسل، والتي بنيت عليها بالعامية كما يقال “الحواديت” التي تقع لشخصية البطل، مما جعله حتى الآن غير رتيب، ولا يوجد مط مبالغ فيه في الأحداث، ورسم الشخصيات والبناء الدرامي للأحداث جيد إلى درجة كبيرة، ولعل ذلك يرجع إلى كاتب السيناريو أكرم مصطفى، والذي لم يقع ما يقع فيه كثير من كتاب السيناريو عندما تتفرع الخطوط الدرامية وتتشعب ويصابون بحالة من “التوهان” ويجعلون القصة هي التي تسير الأحداث لا الكاتب، ولكن في العمل السيناريو يسير، والسيناريست يمسك زمام الأمور.

يبدوا أنّ البعض استاء من مخرجة العمل؛ بسبب أحد المشاهد التي التقطت في الحلقات الأولى للفنانة دينا، وكان الكادر ميديم شوت أمورس بالطبع البعض هاجمها، وإن شعرت أنّ هذه اللقطة كان لها غرض درامي وهي محاولة إنماء شعور في العقل الباطن للمشاهد بأنّها امرأة للجميع وفتاة لعوب، المعنى وصل لي بالتأكيد، وإن كان وقت عرض العمل في رمضان غير مناسب تمامًا، بجانب أنّها أساءت التقدير في إيصال المعنى، وعلى الرغم من أنّه قد يكون وصل للبعض ولكن الأغلبية لم تفهمه، فإنّي نصف لائم للمخرجة، ونصف متفهم.

ولكن في المجمل العام الإخراج بالتأكيد كان جيدًا، التنوع في اللقطات حتى وإن كانت بعض اللقطات الحوارية التي استخدمت فيها المخرجة “المراية” وأن فوكس وأوت فوكس أعجبتني، ليست بالجديدة ولكن كان استخدامها جيد، فالإخراج ليس فقط كادرات ومشاهد، بل هي حالة نفسية وعمق يستطع المخرج إيصاله أو يفشل في ذلك، وفي العمل أصابت المخرجة إلى حد كبير.

المسلسل يدور حول فتاة تدعى “عسلية” تقطن في حي شعبي برفقة شقيقتها اللعوب، وتحب شاب ولكنه يقتل، فتتزوج من مسجل خطر وتاجر مخدرات، وبعدها تكتشف أنّه قتل حبيبها فتقرر الرحيل عن المنزل لتحدث أحداث درامية تغير في حياتها.