تريند 🔥

📱هواتف

مرور 20 عامًا على فيلم الناظر أيقونة الكوميديا في الألفية

فيلم الناظر
سارة خليل
سارة خليل

7 د

بمجرد أن تراه يُبث على إحدى القنوات الفضائية لا تملك إلا أن تبتسم ابتسامة طويلة من القلب وتبدأ بمشاهدته، فمن منا لا يحفظ إفيهاته وأفشاته عن ظهر قلب، فهو بحق أيقونة كوميدية ظهرت في بداية الألفية الجديدة، وارتبطت في أذهان الكثيرين منا -خاصة أبناء جيل التسعينات- بطفولته وأيام صباه، وأوقات كانت البساطة فيها هي عنوان حياتنا.

فيلم الناظر، الذي عاش في ذاكرتنا لا ننساه، والذي سبق عصره وتحدث عن قضية هامة عانينا ولا نزال نعاني منها، يمر عليه الآن 20 سنة كاملة، كان هو أحد أهم أفلام سينما الألفية أو ما يُطلق عليها بموجة (المضحكين الجدد) والسينما الشبابية، والتي فجرها “هنيدي” مع فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” الذي قلب الموازين.

ومهما مر الوقت يظل رواد السوشيال ميديا وعالم التكنولوجيا الحديثة يتداولون إفيهاته الكوميدية، ويتذكرون شخصياته الخالدة في أذهاننا، فمن ينسى الست (جواهر) الأم المصرية القوية، والأستاذ (سيد) وكيل المدرسة الذي يسعى للحصول على النظارة بدلًا من (صلاح عاشور)، أو حتى شخصية (اللمبي) التي وُلدت في هذا الفيلم لتتحول إلى سلسلة أفلام منفصلة، وتصبح هي الشخصية الكوميدية الأشهر في الألفية والتي قدمها “محمد سعد”، وكذلك (عاطف) صاحب (صلاح) اللامبالي، وميس (انشراح) مدرسة الإنجليزي، و(زكريا الدرديري) مدرس الرياضيات والفرنساوي “عبال ما يجيبوا مدرس فرنساوي” وغيرهم الكثير والكثير.

مشهد من فيلم الناظر

الناظر أيقونة الضحك التي لا تموت

الفيلم لم يعد مجرد فيلم عائلي كوميدي، ولكنه تحول إلى مخزون هائل وقاموس للمصطلحات والعبارات، التي نرددها في حياتنا اليومية مع المواقف المختلفة مثل: “هو كله ضرب ضرب مفيش شتيمة…. ياعيني على الحلو لما تبهدله الأيام… يعيش الوطن وإحنا مش مهم… لف وارجع تاني… انت انضف حد جالي الفرح… اعمل نفسك ميت”، وغيرها.

(السهل الممتنع) هذا هو الوصف المناسب لهذا الفيلم، فبكل بساطة ورقة يخترق قلبك، وينتزع الضحك من داخلك مهما بلغت همومك، ليخلد معه اسم بطله الراحل “علاء ولي الدين” (ناظر مدرسة الضحك الراقي)، الذي رغم رحيله في سن صغير بعد معاناته مع مرض السُكري وصدمة الوسط الفني لفراقه، إلا أنه استطاع بأعماله التي قدمها على الشاشة من فوازير ومسرحيات وأفلام سينمائية، أن يحفر اسمه بين نجوم الكوميديا من أبناء جيله، ليظل يُذكر اسمه بعد سنوات من رحيله مع النجوم: محمد هنيدي، هاني رمزي، محمد سعد، أشرف عبدالباقي، أحمد آدم، وأحمد حلمي وغيرهم.

مشهد من الناظر

علاء ولي الدين الغائب الحاضر

لا أذكر أنني رأيت فنانًا يعيش بعد وفاته طوال هذه السنوات، مثلما حدث مع “علاء ولي الدين” الغائب الحاضر، فكلما مرت السنين زاد حب وتعلق الناس به أكثر، حتى الأجيال التي لم ترَه، وذلك لفنه الهادف وطيبة قلبه وقبوله لدى الناس الذين أحبوه، فهو كالعملة النادرة التي تزداد قيمتها كلما مر الزمان عليها، فرغم وفاته التي حدثت منذ ما يقرب الـ 17 سنة تقريبًا، لكن لا يزال أصدقاؤه وجمهوره يذكرونه دائمًا، فهو يعيش في وجدانهم.

علاء مع أصدقائه من نجوم الفن

وقد شارك “علاء” في عدد من المسلسلات منها: زهرة والمجهول، علي الزبيق، الزينى بركات، انت عامل ايه، الدنيا حظوظ، ويوميات ونيس وغيرهم، وكذلك فوازير “أبيض وأسود”، أما المسرح فقدم من بطولته “حكيم عيون”، وشارك في “ولما بابا ينام”، و”ألابندا”.

الفنان الراحل قدم للسينما من بطولته 3 أفلام، ولم يسعفه القدر لتقديم الفيلم الرابع الذي توفي أثناء تصويره، أما مشاركته في الأدوار الثانوية فكانت متعددة، وفيما يلي نتذكر أهم أفلامه التي شاهدناها وأحببناها.


أهم أفلام  علاء ولي الدين .. رصيد قليل ونجاح يزيد بمرور السنين


حلق حوش

رغم أنه لم يكن من بطولته، إلا أنه يعد أكبر دور حصل عليه بعد سنوات من الأدوار الثانوية التي قدمها في السينما، بين كومبارس صامت وكومبارس متكلم، وحتى في أدواره الصغيرة مع الزعيم “عادل إمام” في أفلام الإرهاب والكباب، والمنسي، وغيرها من الأفلام، وهو بطولة مشتركة مع: “ليلى علوي” و”محمد هنيدي”، و “حلق حوش” إنتاج عام 1997، من تأليف “بشير الديك”، وإخراج “محمد عبد العزيز”، وشاركهم في البطولة: “يوسف داوود”، “عبد الله فرغلي”، “ماجدة الخطيب”، و”فؤاد خليل”.

ويدور حول (فرج) الشاب الطموح، وصديقه (حسونة) والذين يسعون للعمل لكسب لقمة العيش، ولكنهم يفشلون في الأعمال التي يذهبون إليها، فيقررون بمساعدة جارتهم (شادية) التي تحب التمثيل، تكوين تشكيل عصابي لسرقة أحد البنوك.

حلق حوش

عبود على الحدود

“عبود” كان أول بطولاته المطلقة في عالم السينما، والتي حقق بها نجاحًا كبيرًا في العام 1999، وقدمه مع “حسن حسني”، “كريم عبد العزيز”، “محمود عبد المغني”، “أحمد حلمي”، “غادة عادل”، و”عزت أبو عوف” وغيرهم، وتأليف “أحمد عبد الله”، وإخراج “شريف عرفة”، وهو الفيلم الأول من نوعه الذي يتناول القضية الشائكة وقتها عن زراعة المخدرات في أرض سيناء من قبل التجار، الذين يستغلون عدم سماح القانون بتملك الأراضي في تلك المنطقة.

حيث تدور القصة حول (عبود) الشاب المستهتر، الذي يسعى والده العسكري السابق لتدريبه على الحياة العسكرية والإنضباط، فيتزوج وينجب شقيق ذكر له حتى يلتحق بالجيش، وتنجح خطة الأب، ثم يحاول أحد تجار المخدرات استغلال (عبود) وثلاثة من أصدقائه المجندين الجدد في الكتيبة ماديًا؛ لحرق أرض قام بزراعتها بالمخدرات بعد خلافه مع أحد شركائه، إلا أنهم يتداركون خطأهم في الوقت المناسب، ويرفضون طلبه، ويساعدون القوات الأمنية في القبض عليه.

عبود على الحدود

الناظر

وبعد تحقيقه لنجاح كبير وقتها في فيلم “عبود على الحدود”، قدم فيلمه الأشهر “الناظر” عام 2000، ليحقق الفيلم نجاحًا ساحقًا ويصبح أهم فيلم كوميدي خلال العشرين سنة الماضية، ويُقدم من خلاله “محمد سعد” شخصية “اللمبي” لأول مرة.

براعة “علاء” في هذا الفيلم جاءت من تقديمه لثلاث شخصيات وهي الشخصيات الرئيسية للفيلم، فضلًا عن تقديمه عدة شخصيات أخرى تظهر في بداية الفيلم، إلا أنهم يختلفون عن بعضهم البعض تمامًا، فمع الوقت تصدق بالفعل أنهم شخصيات منفصلة عن بعضها الأم والأب والابن، وتبدأ بالتعامل مع كل شخصية على حدة وكأن كلاً منهم أداها ممثل مختلف، دون خلل منه أو تغير في الإيقاع، والفيلم تأليف “أحمد عبد الله”، وإخراج “شريف عرفة”، وشارك في بطولته: “حسن حسني”، “هشام سليم”، “أحمد حلمي”، “سامي سرحان”، “حنان الطويل”، و”يوسف عيد”.

الناظر

وتدور أحداث الفيلم حول (عاشور صلاح الدين) ناظر مدارس عاشور، الذي أنجب ولداً يُدعي (صلاح)، وهو ابن (جواهر)، وقد تسبب موت (عاشور) في انهيار مدرسته، فاضطر (صلاح) لأن يتولى إدارة المدرسة بدلًا من أبيه، إلا أنه يواجه مكائد أستاذ (سيد) وكيل المدرسة، الذي يسعى للحصول على مكان (صلاح) ويصبح الناظر عوضًا عنه، ويحاول التأثير على (جواهر) ليصل لهدفه، بينما يحاول (حسين) المدرس بالمدرسة، مساعدة (صلاح) على تطوير أسلوب التعليم، ليجعل الطلاب يحبون المدرسة.

مشهد من الناظر

ابن عز

ثالث أفلام “علاء ولي الدين” وقدمه عام 2001، ولكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا وقتها، وأنهال عليه النقاد والصحفيين بالنقد اللاذع للفيلم، مما أثر على علاء نفسيًا وصحيًا، ليتجه بعدها لتقديم مسرحياته، وقد شارك في بطولة الفيلم شريكه الدائم في بطولاته (القشاش) “حسن حسني”، بالإضافة إلي “دينا”، “إنعام سالوسة” و”محمود عزب”، وهو من تأليف “أحمد عبد الله”، وإخراج “شريف عرفة”، وظهر في الفيلم الفنان “أحمد مكي” في مشهد صغير وقتها حيث كان أول أدواره التمثيلية.

وتدور أحداثه حول (فريد عز الدين)، شاب ثري يعيش حياة كلها عبث وحفلات ومظاهر زائفة، بعيدًا عن أي مسؤولية، يمتلك والده رجل الأعمال ثروة طائلة، ولكنه يجبر ابنه على استلام أعماله كلها وإدارتها، بعد أن قرر الهرب من البلاد وتهريب أمواله خوفًا من انكشاف أمره أمام السلطات، ويقبل ابنه لكن يحاصره رجال الأمن ويقبضون عليه بتهمة الفساد والاحتيال، إلا أنه يتمكن من الهرب بمساعدة مربيه (كاظم)، ويستعرض الفيلم الأيام التي قضاها (فريد) متشردًا، قبل أن يُقبض عليه مرة أخرى، ولكنه هذه المرة يحصل على البراءة، ويعود لحياته الثرية بعد أن يصطحب معه كل النماذج الفقيرة التي ساعدته أثناء هروبه.

ابن عز

عربي تعريفه

وهو الفيلم الذي لم يكتمل بسبب وفاة “علاء ولي الدين” أثناء تصويره، حيث لم يصور منه سوى 15 دقيقة فقط، وكان من المفترض أن يصدر عام 2003، وهو من إخراج “عمرو عرفة”، وتأليف “حازم الحديدي” بالتعاون مع “أحمد عبد الله”، وشاركه في بطولته: “حنان ترك”، “شريف منير”، و”خيرية أحمد”، وتدور الأحداث حول شاب بسيط يُدعى (عربي)، يعيش في الإسكندرية مع والدته وصديقه (سامح)، الذي يعمل بأحد كازينوهات إسكندرية، ويعمل (عربي) مديرًا للتعريفة الجمركية بالإسكندرية في الميناء، ومهمته تقدير البضائع ووضع الجمارك المستحقة عليها، إلا أن (عربي) يتعرض لمكيدة ما، تجعله يتورط في عملية نصب تمتد إلى البرازيل.

عمرو دياب على نتفليكس .. عودة للدراما بعد ثلاثة عقود تقريبًا

مشهد من فيلم عربي تعريفة
ذو صلة

وصُورت أجزاء كبيرة من مشاهد الفيلم في البرازيل، حيث يروي كثير من أصدقائه وزملائه عن حالة “علاء” في ذلك المكان، والتي غلب عليها الطابع الروحاني وذكر الله والاستغفار، وعقب عودته لمصر وبالتحديد في صباح اليوم التالي، وكان أول أيام عيد الأضحى، عاد “علاء ولي الدين” من الصلاة وقام بذبح الأضحية وتوزيعها على الفقراء، ثم ذهب إلى غرفته ليستريح قليلاً، ولكن إرادة الله أن يتوفى في يوم 11 فبراير عام 2003، وهو لم يتجاوز الـ 39 من عمره، ليغادر العالم ولكن محبته وذكراه وأعماله الصالحة تظل حاضرة لا تغيب.

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة