تريند 🔥

📱هواتف

مسلسل الخائن VS أهل الغرام.. أين كانت ثلاثية “سلافة وقيس ومرام” الأنجح دراميًا؟

مسلسل الخائن ومسلسل أهل الغرام أراجيك فن
علي عمار
علي عمار

6 د

“إثارة الجدل” العنوان العريض لكل فترة زمنية، يبث خلالها عمل درامي عربي مستنسخ عن الدراما التركية. حيث ينقسم الجمهور بين مؤيدٍ ومعارضٍ لتلك الأعمال، وتتباين الاَراء حولها على منصات السوشيال ميديا.

منذ أكثر من سنة وعجلة الإنتاج الدرامي لم تتوقف لهذه النوعية من المسلسلات، فمع كل عمل يكون حاضرًا على الهواء، هناك عمل وعملين أحيانًا يتم التحضير لهم وتصويرهم.

وفي ذات الوقت الجدل مازال دائرًا حول الأهمية التي تقدمها مثل هذه الإنتاجات، ومحاولة مجموعة "MBC" إغراقنا بثقافة تركية لا تشبه ثقافتنا، ولا تحاكي موروثنا الشعبي وعاداتنا. وهذا الأمر ليس حديث العهد، بل بدأ مع أول مسلسل تركي تمت دبلجته سوريًا.

وقتذاك قلنا إن المسلسلات التركية إلى زوال قريبًا، وهذا ما لم يحدث، إلا فترة بسيطة وذلك لتبعات سياسية. وبالتالي يمكن اعتبار أن المسلسلات العربية المعربة، هو مشروع طويل الأمد. 

وبالنسبة لجماهير الدراما العربية وتحديدًا السورية، يطالبون وبكثرة نجوم بلدهم العزوف عن المشاركة بها، لأنها لا تضيف قيمةً لأرشيفهم، كون تواجد الممثل السوري أساسي وأحد عوامل نجاحها. 

"الخائن" أخر الواصلين إلى شاشات العرض في "إم بي سي" و"شاهد"، لكن هذه المرة الأمر مختلف قليلًا، في السابق كنا نشاهد تشارك سوري-لبناني على بطولة الأدوار الأولى، أمّا اليوم وفي هذا العمل البطولة الثلاثية سورية بامتياز. حيث يتصدى للشخصيات الرئيسية كل من: "سلافة معمار"، و"قيس الشيخ نجيب"، و"مرام علي".

سبق وأن اجتمعت هذه الثلاثية المتميزة ضمن الجزء الثالث من المسلسل السوري "أهل الغرام"، والذي شغل حيزًا مهمًا من ذاكرة السوريين، تحديدًا أن العمل يتحدث عن ثنائيات الحب، التي لا تخلو قصصها من الخسارة والآلم. 

"والآن في "أراجيك فن" سنتعرف إلى قصة مسلسل الخائن.. وعلى الصراع الذي يواجه ثلاثية "سلافة وقيس ومرام. 


الخائن.. عندما تغضب المرأة 

فيديو يوتيوب

الأديب المسرحي "ويليام شكسبير" يقول: “على قدر حب المرأة يكون انتقامها، وعلى قدر غباء المرأة يكون سقوطها.” 

تمكن مسلسل "الخائن" من جذب الأنظار إليه من الحلقة الأولى، بسبب اعتماد صناع العمل على مشهد افتتاحي صادم ومثير للاهتمام، حيث قامت الدكتورة "أسيل" بتفجير قنبلة مدوية، في أثناء تواجدها وزوجها على مأدبة عشاء في منزل أحد معارفهم. أخبرتهم عن "سيف" والد ابنها الذي يخونها مع فتاة عشرينية، والكارثة الكبرى أن الفتاة هي "تيا" ابنة تلك العائلة. 

ثيمة "الخيانة والانتقام" موضوع المسلسل الرئيسي، وما تختبره شخصياته الدرامية، وما يعكر صفو عيشهم طوال أحداث العمل. كون فعل الخيانة يولد مشاعر من الغضب والحزن والألم، تدفع بالإنسان إلى اتخاذ قرار الانتقام، انتصارًا لكرامته. لكن دومًا ما يرتكب الإنسان المآزوم نفسيًا، نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها! 

بيقولوا إنه غضب المرأة اللي انخانت ما في قوة بتعادلوا.” 

هذا ما جاء على لسان "سلافة معمار" أو شخصية أسيل، التي ظلت لفترة طويلة تعتقد أنها تنعم بحياةٍ مثالية، هادئة وجميلة وناجحة، في حياتها المهنية والزوجية، إلى أن تكتشف وبطريق الصدفة البحتة، زيف ما ظنته، وما أوهمها به زوجها الخائن. الذي اكتشف قبل سنتين أن قلبه تنقصه امرأة أخرى، فهو حسب ما يزعم، يحب نساءه بنفس القدر. 

لكن ما لا يدركه أن انتقام زوجته سيكون بحجم الحب وأكثر، كما أنها ستبدع بالانتقام، فهي الزوجة والصديقة المخدوعة، وعلى كل خائن دفع الثمن، الحبيب والغريب المتنكر بهيئة صديق. 


الدراما المعربة غير المنطقية 

فيديو يوتيوب

"الخيانة الزوجية" ثيمة شائعة في السينما والدراما، وفي مسلسلاتنا العربية تم تناولها بكثرة، ومن زوايا مختلفة. كما تعد موضوعًا غنيًا يمكن التعمق فيه بدرجة كبيرة، لأن عواقب الخيانة كثيرة، تُمزق العلاقات وتدمر نسيج العائلة.

وهذا السلوك غير الأخلاقي تختلف درجات رفضه بين مجتمع وأخر، في عالمنا العربي هذا الفعل مخالف للقيم الاجتماعية والدينية، وفي مجتمعات ثانية يعتبر مجرد خطأ يمكن إصلاحه. كذلك من ناحية النظرة والحكم حول من ارتكب فعل الخيانة يختلف، في مجتمعنا العربي لا يمكن الصفح عنه إن كان مَن قام به هي المرأة. 

وبما أن الدراما هي مرآة المجتمع، هناك فرق شاسع في تعاطي الدراما التركية مع هذا الموضوع مقارنةً بالدراما العربية. وهذا من أبرز الانتقادات التي تطال الدراما التركية المعربة، والنجوم العرب الذين يشاركون بها، لأنهم يجسدون حكايا وأفكار لا تتناسب ومجتمعاتنا، أو حتى أنه يرفض الاعتراف بها وإن حصلت.

 تمامًا كما يحدث مع "الخائن"، من نقد ولصق التهم بصناع العمل ومنهم الممثلين، بأنهم يحاولون ترسيخ مفاهيم وقيم لا تشبهننا. بالإضافة إلى أن حكايا تلك الأعمال الدرامية مبالغة بها، وتتميز بأحداثها غير المبررة، وحلولها غير المنطقية. 

دومًا ما تأتِ المقارنة بالنسبة للجمهور السوري، بين منجز الممثلين السوريين الفني في دراما بلدهم، وبين مشاركاتهم العربية بما يعرف بالدراما المشتركة، ومؤخرًا الدراما المعربة.

كون الدراما السورية قريبة من بيئتها وتحاكي الواقع السوري، وتركز على العلاقات الأسرية والاجتماعية، كما أنها تهتم بمضمون المادة الفنية، من نص قيّم مرتكز على موضوع هام وشيق، ومخرج متمكن قادر على إدارة الممثل، ولديه رؤية فنية تتماشى مع النص. على عكس الدراما التركية التي تعتمد على عنصر الإبهار البصري في التصوير والإخراج، ومواضيعها بعيدة عما نشأنا عليه. 

لذلك عند معرفة أن أحد الممثلين اختار المشاركة في عملٍ عربيٍ مستنسخٍ، يتم الحكم عليه بأنه يسيء لتاريخه الفني، وللثقة التي منحه إياها جمهوره. نظرًا لأن المسلسلات التركية المعربة، تعتمد على الأداء البلاستيكي المعلب، الذي يفتقد لروح الممثل. لكن لكل قاعدة استثناء، وهذا ما أثبتته كل من "ديمة قندلفت" في مسلسل "ستيلتو"، و"باميلا الكيك" في مسلسل "كريستال". 

وفي الخائن تأتِ السلافة لتثبت أنها دومًا استثناء، وإن أساءت الاختيار أحيانًا وأقصد بالتحديد المسلسل المشترك "بيروت 303"، فلكل جوادٍ كبوة. تقدم سلافة معمار أداءً ممتعًا، بتجسيدها العالي لمشاعر روحها المتقلبة التي تتراقص ألمًا وغدرًا، وعيونها التي تخفي خلفهما بركانًا يريد أن ينفجر في وجه الكل. تعرف نجمة الخائن كيف تتوسد النجاح، بفضل موهبتها الحاضرة والمتقدة ذهبًا. 


انتقادات أم إشادات؟

الدراما المعربة ليست التجربة الأولى للممثل "قيس الشيخ نجيب"، حيث جسد الخيانة في مسلسل "ستيلتو" عَبر شخصية "كريم"، الدور له جماهيرية بالتأكيد فهو من الممثلين الذين يمتلكون الكاريزما والجمال، لكن على صعيد الأداء لا شيء يذكر.

أمّا في شخصية سيف يبدو أن الشخصية مع تقدم الحلقات، تؤكد حضورها الجيد على مستوى الأداء والانفعالات، عكس ما كان ظاهرًا في البداية من برود. لا شك أننا نترقب المزيد من "قيس" في قادم الأيام. 

في "الخائن" كثرت الانتقادات من قبِل المتابعين حول المشاهد الحميمية، وتحديدًا مشهد قبلة سلافة وقيس، وأيضًا اتهامات حول كمية التغيير  الحاصلة في وجه سلافة معمار، والذي اعتبر البعض أنها أثرت على تعابير وجهها.

"مرام علي" لم تسلم من الانتقادات، معتبرين أنها لا تناسب الدور لناحية العمر، كون تيا فتاة عشرينية، ومرام في الثلاثينات، كما تم المقارنة بدورها في مسلسل "أهل الغرام"، ساندرا الفتاة العشرينية التي أحبت جرير "سيف الشيخ نجيب" الأربعيني كذلك الأمر، والذي بدوره أغرم بخالتها زينة "سلافة معمار"، أي أن الآية هنا معكوسة، وساندرا مَن ترغب بالانتقام. 

بعيدًا عن عمر الشخصية والتي لا تكبرها بكثير، تجيد مرام علي تأدية أدوارها بطريقة جيدة ممتعة وغير المنفرة، أتحدث هنا عن حضورها في الدراما المعربة، في دوري نايا في "عروس بيروت"، وتيا في "الخائن". 

ذو صلة

إلى جانب ثيمة الخيانة في "الخائن"، يشترك العمل مع خماسية "امرأة كالقمر" من "أهل الغرام"، بموضوع الحب في سن الأربعين، وإمكانية الغرام برجل أو امرأة يوجد بينهما فارق كبير بالعمر. من بين هذين العملين؛ برأيك أين كانت ثلاثية "سلافة وقيس ومرام" الأنجح دراميًا؟ وما هي ملاحظاتك عن مسلسل الخائن؟ 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة